|
تقرير حول الإنتخابات البلدية والإختيارية في لبنان2004
جان الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 877 - 2004 / 6 / 27 - 09:03
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
I. مقدمة
شكلت الإنتخابات البلدية والإختيارية لهذا العام منطلقاً لنشاط سياسي أسهمت فيه مختلف القوى السياسية والهيئات الديموقراطية في لبنان. وتميزت هذه الإنتخابات بالكثير من الحدة وبلغ فيها تدخل أطراف السلطة وحتى التدخلات الإقليمية مستوى كبيراً، الى جانب المال الذي لعب دوراً اساسياً تجاوز، هذه المرة، وبالتحديد في بعض المدن والبلدات (من زحلة الى بيروت الى بعض المتن الشمالي وصيدا وطرابلس...الخ)، كل المعدلات المعروفة في لبنان منذ العام 1992 وحتى الآن وسهل استقدام الوف اللبنانيين ليس فقط من دول الخليج وبعض الدول الأوروبية، بل وحتى من أوستراليا وفنزويلا...
أما الأسباب الاساسية فيمكن تلخيصها بثلاثة:
o السبب الأول، الى أنه وخلافاً للعملية الإنتخابية السابقة التي تمت بالتقسيط وعلى مراحل امتدت طوال أربع سنوات (1998-2002)، نتيجة عدم اكتمال عقد "المصالحات" داخل القرى والبلدات، من جهة، واستمرار الإحتلال الإسرائيلي لجزء من الشريط الحدودي، من جهة أخرى، فإن الإنتخابات البلدية لهذا العام قد شملت، ولأول مرة منذ العام 1963 لبنان كله، خاصة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار العدد الكبير من البلديات المستحدثة في مناطق لم تخض يوماً من قبل غمار التجربة البلدية.
o السبب الثاني، أن هذه الإنتخابات تأتي قبل بضعة أشهر فقط على إستحقاق آخر، شديد الاهمية، داخلياُ وأقليمياً، هو استحقاق رئاسة الجمهورية الذي أدخل البلاد منذ فترة في تجاذبات أخرى حول تغيير الحكومة ورأسها بالإرتباط مع الإستحقاق اللاحق للإنتخابات النيابية في ربيع العام 2005. وهذا يعني بوضوح أن كل فرقاء السلطة والمعارضة دون استثناء قد دخلوا الإستحقاق البلدي من باب جمع الأوراق إستعداداً للمرحلتين القادمتين... وهذا ما برز في الإستقطابات التي نشأت عن صراع لحود ـ الحريري (تقاسم بعض الاحزاب مع الحريري لائحة بيروت، مثلاً)، أو حزب الله ـ أمل، أو جنبلاط ـ ارسلان أو كرامي ـ ميقاتي. وبالإشارة الى هذا العامل في المعادلة الداخلية، لا بد من لفت النظر الى دوره في جعل الراعي الإقليمي يستفيد منه فيوظف بعض الاوراق التي يملكها، من المجنسين الى بعض الأحزاب الى الكتل الارمنية وبعض التجمعات الاصولية، في مجموعة مختارة من المعارك لمصلحة إعادة رسم أحجام القوى السياسية المرتبطة به أو المتنافرة معه بما يخدم الاهداف التي يتوخاها من الإستحقاقين المذكورين سابقاً. وقد أتت تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد لصحيفة "القبس" الكويتية لتؤكد هذا المنحى.
o اما السبب الثالث، فيكمن في دخول العاملين الإقليمي والدولي بثقلهما من خلال حملات وحملات مضادة هي، في الواقع، بعض انعكاسات التطورات التي جرت في ظل 11 ايلول في فلسطين والعراق على وضعنا الداخلي، خاصة في الاشهر الاخيرة التي تلت تصويت الكونغرس على اخضاع سوريا لعقوبات سياسية واقتصادية...الخ.
وقد تضافرت الاسباب الثلاثة لتحول الإنتخابات البلدية لهذا العام الى "أم المعارك" في كل قرية وبلدة ومدينة، وإن يكن الإستحقاقان الرئاسي والنيابي كانا الابرز في تجلياتها.
II. المرحلة التحضيرية (16 شباط – 30نيسان)
لقد خضنا، كشيوعيين، هذه الإنتخابات استناداً الى وجهة عامة صدرت في بيان سياسي (أواسط شباط) ونوقشت في اجتماعين من إجتماعات المجلس الوطني، عدا عن العديد من الإجتماعات في المحافظات ومنطقيات الحزب كلها. وترافق هذا النقاش الذي جرى في الحزب، بتوجيه من المكتب السياسي والمجلس الوطني، وبمتابعة " لجنة العمل البلدي" التي تشكلت في اوائل شباط، مع حركة إعلامية واسعة وصلات سياسية طالت كل القوى تقريباً، إضافة الى ندوات ولقاءات شعبية وجماهيرية تمت على هامش التحرك السياسي العام الذي قام به الحزب تكريماً لشهدائه ولأسيره المحرر أنور ياسين.
وقد ارتكزت الوجهة التي خضنا الإنتخابات البلدية على أساسها الى خمسة عناوين طرحناها منذ اليوم الاول للحملة وعدنا لنؤكدها في التقرير الذي نقدمنا به أمام المجلس الوطني عشية بدء العملية الإنتخابية (15نيسان)، وهي:
1. حث الناس على تقييم ما أنجزته البلديات المنتخبة منذ العام 1998 وما بعد ومطالبة المسؤولين عن اعمال هذه البلديات بتقديم كشف حساب سياسي وإنمائي وإعماري وخدماتي، كمقدمة لتعويد النفس والناس على متابعة ما يجري في المحيط الذي يقيمون فيه أو ينتمون له.
2. تسليط الضوء على الدور السلبي (والتخريبي في بعض الاحيان) الذي لعبته قوى السلطة، الى جانب "المال السياسي"، في المجالين البلدي والإختياري، والذي أدى في أحيان كثيرة الى مجالس بلدية مرتهنة وغير قادرة، بالتالي، لا على تنفيذ مشاريع حيوية في القرى والبلدات والمدن التي هي في قيادتها، ولا على مواجهة المشاريع غير الحيوية التي نفذت لمصلحة متنفذين أفراد، او الأموال التي هدرت في سبيل تطوير نفوذ هذا أو ذاك من اصحاب السلطة والنفوذ (إن داخل الحكم أو خارجه).
3. لفت النظر الى الدور المعرقل الذي لعبه وضع اليد من قبل وزارة المالية على الصندوق البلدي المستقل وما ترافق مع ذلك من إشكالات مالية وعرقلات في تمرير مشاريع وتسهيل أخرى... ناهيك بالتأخر في تسديد حصة البلديات من الضرائب المقتطعة في وقت سمحت الحكومة لنفسها إلغاء الرسوم البلدية عن المؤسسات الرسمية....الخ.
4. (وهي المسألة الاهم) تصويب فهم دور البلديات والمجالس البلدية والإختيارية من كافة النواحي، كون البلدية تشكل الإطار الذي تتم ضمنه ممارسة السلطة المحلية، مع ربط، ولو بشكل أولي، لهذه المسألة بالتعديل اللاحق لقانون البلديات، انطلاقاً من مفهوم أكثر ديمقراطية، عبر المطالبة برفع وصاية وزارة الداخلية والقائمقامين عن البلديات وبتكريس المراقبة اللاحقة من قبل أجهزة الرقابة المركزية في الدولة. وفي هذا المجال، تم التأكيد على ضرورة السعي لكي تتم الترشيحات على أساس برامج واضحة آخذة بالإعتبار الاولويات المحلية وخصوصيات كل قرية او منطقة.
5. إعطاء حيز من الإهتمام الخاص لكيفية خوض المعركة الإنتخابية في بيروت والمدن والبلدات، مع وضع جدول اولويات للمعارك التي يجب أن نخوضها في كل قضاء ومحافظة للوصول الى قيادة بعض البلديات التي تشكل أهمية سياسية او إجتماعية للحزب ويمكن أن يعطي من خلالها نماذج مختلفة عن تلك التي تعود عليها اللبنانيون حتى الآن.
وتجدر الإشارة الى اننا ركزنا، عبر تواجدنا في بعض المنظمات الديمقراطية على إيلاء اهتمام خاص بوجود النساء داخل اللوائح التي سندعمها أو سنشكلها. كذلك، ركزنا على دفع العناصر الشابة المتخصصة لخوض هذا الإستحقاق والإسهام في الخطط التي تؤدي الى إنماء اكثر توازناً في كل منطقة وحسب حاجاتها.
لقد تميزت هذه المرحلة التحضيرية، كما أشرنا، بنشاطية سياسية كبيرة قام بها الشيوعيون في كل المدن والبلدات والقرى، وإن تكن نسب المشاركة ومستواها قد اختلف من منطقة الى أخرى ومن قرية أو بلدة الى أخرى ضمن المنطقة الواحدة.
هذه النشاطية ترجمت على مستويين:
- الاول، هو مستوى العمل السياسي: إجتماعات ولقاءات شعبية مع القوى المتواجدة "على الارض" نوقش خلالها مفهومنا للإستحقاق البلدي وموقفنا الرافض للهيمنة من أي فريق أتت هذه الهيمنة، معارضاً كان أم معروفاً بموقعه الاساسي داخل السلطة. ترافقت هذه الإجتماعات، في بعض الأماكن، مع إشراك لرموز ديمقراطية في الحوار.
- الثاني، هو مستوى العمل الإعلامي الذي اتخذ منحيين: بيانات وتصريحات ومؤتمرات صحفية، من جهة، ومن جهة أخرى ورش عمل شكلت، رغم قلة عددها (لعدم توفر الإمكانيات المالية)، محطات مهمة في توجيه عدد لا بأس به من الشيوعيات والشيوعيين باتجاه كيفية صياغة البرامج وتحديد الأولويات ونقاشها مع الناس...الخ
وقد لفتت هذه المرحلة من التحضير الى نقاط عدة أثيرت في "لجنة العمل البلدي" وطرحت في المكتب السياسي (والبعض منها في إجتماع 15 نيسان في المجلس الوطني)، أهمها:
1. ان الناس، بشكل عام، قد تقبلوا طروحاتنا. وباستثناء بعض القوى السياسية، لم نلمس وجود تحفظات او فيتو تجاهنا.
2. إن حركتنا قد لفتت إهتمام وسائل الإعلام ـ المكتوبة منها، بخاصة ـ التي أفردت لنا مواقعاً جيدة وتعاطت مع طروحاتنا بمنحى إيجابي في غالبية الاحيان (باستثناء بعض التشويهات والنقنقات).
إلا أننا، بالمقابل، لا بد وان نتوقف عند بعض السلبيات والثغرات، نذكر منها:
1. تبين أن غياب بعض الهيئات في بعض المناطق وعدم لجوء بعضها الأخر الى المتابعة اليومية أو الى تشكيل لجان إنتخابية قد أثر بشكل ملحوظ على عملية المواكبة في تلك المناطق، في وقت كانت أغلبية الشيوعيين تنخرط وإن بمستويات مختلفة ـ في المعركة الإنتخابية وصولاً الى ان البعض ترشح وانتخب دون علم من المسؤولين عنه.
2. منذ بدايات التحضير للمعركة البلدية، شهدت بعض القرى (خاصة في الجنوب والشمال) مواجهات بين شيوعيين داخل التنظيم وخارجه.
3. لا وجود للإستمرارية والمراكمة في عملنا الإنتخابي. ففي كل مرة نبدأ تقريباً من الصفر، وإن استطعنا هذه المرة ان نسرّع في تنظيم أمورنا من خلال "لجنة العمل البلدي" التي شكلها المكتب السياسي.
4. خضنا الإنتخابات البلدية بإمكانيات مالية شبه معدومة، حتى أننا في بعض الاحيان اضطررنا للإستدانة لتغطية البدل المالي لبعض مرشحينا، علماً ان الشيوعيين والديمقراطيين قد لبوا في غالبية الأحيان هذه المهمة وأمنوا لنا ما هو ضروري للإستمرار.
III. التحالفات والنتائج السياسية العامه
قبل الدخول في الإستنتاجات والنتائج، لا بد من لفت النظر الى الوجهة التي وضعناها في مجال التحالفات، والتي أتت كتكملة لبعض العناوين العامة التي ذكرّنا بها في بداية التقرير.
ويمكن تلخيص هذه الوجهة، التي طرحها بيان المكتب السياسي الصادر في 16 شباط والتي عادت فأكدت عليها التوصيات الصادرة عن "اللقاء الوطني حول الإنتخابات البلدية" (المنعقد في 21 آذار في قصر الاونيسكو) بما يلي: دعوة القوى السياسية والشعبية وجميع مؤسسات المجتمع المدني الى توحيد جهودها والإنخراط في معركة البلديات، ترشيحاً واقتراعاً.
إلا أن الإشارة تجدر الى عدم تطابق هذه الوجهة مع ما جرى على صعيد الواقع العملي الملموس. فمن جهة، تبين أن الحجم الفعلي لبعض القوى السياسية (اليسار) قد تقلص في بعض المناطق، بينما ظهرت في مناطق أخرى فوارق واضحة بين المنطلقات التي طرحناها وتلك التي طرحتها بعض الاطراف المستقلة المعارضة للسلطة، الامر الذي أدى، في بيروت مثلاً (وهي الموقع السياسي الاول في البلاد)، الىعدم تسهيل جميع كافة أطياف المعارضة لمواجهة التحالف الذي نشأ بين الحريري وبعض أحزاب السلطة، بتشجيع من سوريا وبمباركتها... فبقينا مع "حركة شعب" والعونيين في المواجهة، فيما انسحبت " ندوة العمل الوطني" من المعركة، الأمر الذي جعل قسماً كبيراً من أصحاب الخيار الديمقراطي يترددون عن متابعة العملية الإنتخابية ويحجمون عن الإدلاء بأصواتهم، فخسرت المعارضة قسماً كبيراً من مناصريها في وقت كان بالإمكان إختراق لائحة الحريري بل والسلطة كلها التي اجتمعت ضمنها، إضافة الى الإسلاميين المتطرفين والمتنافرين (الجماعة الإسلامية والاحباش) الذين حشروا في اللائحة لإكمال الطوق على الحريري وفي نفس الوقت إضفاء طابع الغلبية "السني" على أصوات ناخبيه، في وقت تؤكد الإحصاءات أنه، إذا استثنينا الاصوات التي حصل عليها سعد الدين الوزان دون غيره من اللائحة (يقال أن "جمعية المشاريع" صوتت لمرشحها فقط)، مضاف إليها أصوات "الجماعة الإسلامية"، لا يبقى للحريري المتحالف مع تمام سلام وقسم من "العياتنة"....الخ سوى 15 الف صوت فقط.
لقد قيم المكتب السياسي إيجابياً النتائج السياسية التي حققناها في معركة بيروت، وكذلك ما حصل عليه مرشح الحزب من أصوات واعتبر هذا الأمر الأخير مؤشراً لإمكانية تأطير "معارضة حقيقية يمكن أن تتسع لعناصر ديمقراطية كثيرة اتخذت، حتى الآن (بما في ذلك عند بعض القريبين منا)، موقفاً انتظارياً...".
وفي إطار التحالفات كذلك، لا بد من تسليط الضوء على معركة أخرى، هي معركة الجنوب التي تم التأسيس لها في ما قمنا به في الضاحية، وبالتحديد في منطقة الغبيري من مواجهة لمحادل حزب الله، إضافة الى ما جرى على صعيد البقاع الشمالي تحديداً (بعلبك والهرمل)، حيث التدخلات التي جرت لصالح حزب الله أضعفت حركة "أمل" ودفعت بها لتنازلات كبرى في مجال تشكيل اللوائح في العديد من مدن الجنوب وقراه. وقد استفاد الحزب من النشاط الذي قامت به منظماته تحضيراً للانتخابات، وقبل ذلك في المهرجانات الحاشدة لتشييع رفات شهداء (ج م و ل)، ليفرض نفسه طرفاً ثالثاً أساسياً في الجنوب، ضارباً بذلك المعادلة الثنائية التي تكرست في السنوات التي تلت نهاية الحرب الأهلية...
أما النتائج النهائية للانتخابات البلدية والاختيارية في المحافظات المختلفة فيمكن تقييمها سياسياً كالآتي:
لقد أدت التحركات الانتخابية التي قادتها المعارضة المستقلة، من جهة، ومن جهة أخرى ضغوطات العامل الداخلي (الاصطفافات والخلافات بين أهل الحكم) بالترابط مع العامل الاقليمي الى تقليص نفوذ كل القوى "التقليدية" داخل وخارج الحكم؛ وإن بنسب متفاوتة، الأمر الذي يجعل الجميع بحاجة الى استجلاب دور إقليمي ما لدعم وضعه.
أما في التفاصيل، فيمكن القول مثلاً أن دور حزب الله لم يتسع بقدر ما حاول بعض الإعلام لفت النظر اليه: فهو كان يسيطر على بلديات الضاحية الجنوبية وعلى كل مخاتيرها (خرقنا بمختارين في الغبيري)، صحيح أنه انتصر بالتحالف مع البعثيين وبدعم من سوريا في بعلبك وانه نجح في عيترون، إلا أن لائحته في النبطية خرقت وهزمت لائحته في ميس الجبل وفقد بعض المواقع الأساسية له في قرى أقل تاثيراً...
كذلك، انفرط عقد "المعارضة المسيحية": فوجهت الضربة الاخيرة "لقرنة شهوان" التي كانت قد بدأت بالإنهيار قبل اشهر من الإستحقاق البلدي، كما ان "القوات"، وإن يكونوا قد حققوا بعض الإنتصارات في قضاء بشري، إلا أنهم انكفأوا في بيروت وعدد من مناطق المتن وكسروان.
أما الحديث عن الإنتصار الساحق الذي حققه ميشال المر في المتن، فهو يعود الى دور ثلاثي لعبه المال والمجنسون والأرمن، هذا، عدا عن الخرق البسيط، إنما المعبر، الذي حققه "تحالفنا" في بصاليم ـ مزهر ـ مجذوب وفي بكفيا والمروج والمتين...الخ.
ويمكن قول الإستنتاج نفسه في قراءة معارك زغرتا وطرابلس وعكار وكذلك عاليه والشوف بالترابط مع المنطقة "الدرزية" الاخرى في حاصبيا.
IV نتائج الحزب
في هذه الصورة العامة، ربما يبرز دور مختلف لحزبنا الذي استطاع أن يحقق نتائج مختلفة ومهمة، كمياً ونوعياً. فهو الوحيد الذي استطاع أن يؤمن حضوراً ملفتاً على امتداد الوطن وفي كل مناطقه وداخل كل طوائفه دون استثناء (مع فوارق بين منطقة وأخرى) وهذا ما تبرزه النتائج التالية:
1. في محافظة الجبل، نحن متواجدون في 31 بلدية ( 11 في الشوف، 10 في عاليه، 3 في المتن الاعلى 1 في بعبدا، 4 في المتن الشمالي، 1 في جبيل، 1 في كسروان) من خلال 50 رفيقاً وصديقاً، اضافة الى 10 مخاتير.
2. في محافظة بيروت، نجح لنا 3 اصدقاء في المعركة الإختيارية.
3. في محافظة البقاع: أصبحنا متواجدين في 25 بلدية (9 في البقاع الغربي، 9 في البقاع الاوسط و7 في البقاع الشمالي) من خلال أكثر من 70 رفيقاً وصديقاً، لنا بينهم 6 رؤساء بلديات، إضافة الى 20 مختاراً.
4. في محافظة الجنوب، نتواجد اليوم في 57 بلدية عبر 140 رفيقاً وصديقاً، إضافة الى 20 مختاراً.
5. في محافظة الشمال، نحن متواجدون في 21 بلدية (9 في عكار، 6 في الكوره، 6 في البترون) ومجموع رفاقنا وأصدقائنا هو 105، إضافة الى 15 مختاراً.
وهكذا يكون مجموع البلديات: 134 بلدية
مجموع الرفاق والأصدقاء: 365 رفيقاً وصديقاً.
مجموع المخاتير: 68 مختاراً (رفيقاً وصديقاً)
ملاحظة: يعمل على تدقيق الأرقام أكثر مع الهيئات المعنية.
V الاستنتاجات العامة والخاصة
1. إنحسار النفوذ العائلي ودوره في الانتخابات البلدية لهذا العام لصالح الاصطفاف ضمن تحالفات القوى السياسية، تقليدية كانت أم لا (نحن مثلاً). وقد شهدنا في العديد من المدن والبلدات أكثر من ترشيح من ضمن العائلة الواحدة وذلك على أساس مواقف سياسية.
2. إستمرار طغيان العامل السياسي العام على العامل التنموي البلدي، وإن تكن قد ظهرت علامات إيجابية في التوازن بين العاملين على صعيد عدد لا بأس به من البلدان والقرى.
3. قصور عنصر "اليسار" وقواه الفاعلة، باستثناء حزبنا، عن التواجد في المشهد البلدي وما يمكن لهذا الأمر أن يترك من تأثيرات عامة.
4. الدور المؤثر للاعلام في هذه المعركة الانتخابية.
5. خسارة لبعض من هم في السلطة (نواب ووزراء) لبلديات كانت محسوبة عليهم ولهذا مدلولات سياسية مثل (جب جنين- القبيات- الخيام- بنت جبيل).
6. على صعيدنا الخاص: بإيجابياته وسلبياته:
- التأكيد على دور المؤتمر التاسع وما تلاه من إستعادة سياسية لدورنا في المقاومة في استنهاض الشيوعيين.
- بذل جهد حقيقي لتنفيذ خطة الحزب.
- أظهرت النتائج أن الحزب وصل الى ما وصل إليه عبر معارك جدية وصريحة، رغم كبر حجم المواجهين، وقلة امكانياتنا المالية.
- من جهة أخرى يتبين أن إحتضان الناس للحزب أكبر من قدراته التنظيمية الواقعية.
- دلت الانتخابات على ضعف دور الحزب في العاصمة والمدن الكبرى.
VI الاقتراحات
في ضوء ما تقدم من تقييم واستنتاجات، نتقدم بالاقتراحات التالية:
1. تكريس صيغة "لجنة العمل البلدي" الحزبية التي نقترح أن تتشكل، بالاضافة الى بعض الرفاق في المركز، من مسؤول لجنة العمل البلدي في كل منطقية (التي تتشكل بدورها من الرفاق المنتخبين الذين يلتقون في دورات نقاشية وتنسيقية مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل). على أن تضع "لجنة العمل البلدي" لاحقاً إقتراحاً متكاملاً حول برنامج عملها الدائم، بما في ذلك مكننة نتائج الانتخابات والتنظيم اللوجستي للعمل....
2. إقامة دورات تدريب في بيروت والمناطق الهدف منها مساعدة الرفاق لوضع برامج عمل وكذلك لمراقبة سير الأمور ضمن المجالس البلدية التي يتواجدون فيها.
3. إختيار عدد من البلديات التي نحن في قيادتها والعمل على تحويلها الى بلديات- نماذج؛ إضافة الى البحث في مسألة "بلديات الظل" حيث نحن في المعارضة.
4. البدء، منذ الآن، بتحضير حملة واسعة حول تعديل قانون الانتخابات البلدية، وتالياً اللامركزية الادارية، وكذلك تعديل قانون الانتخابات النيابية.
5. العمل من خلال لجنة العلاقات الخارجية باتجاه تنظيم توأمة البلديات التي نحن في رئاستها أو نشكل أغلبية فيها مع بلديات في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا... الخ، يقودها الشيوعيون أو الاشتراكيون.
6. تنظيم نوع من الاعلام البلدي الدوري، من خلال طرح القضايا المهمة التي تعالجها البلديات في كافة وسائل الاعلام، والاستفادة من التجربة الاعلامية لبلدية عماطور باتجاه تعميمها.
7. التركيز على التواجد في اتحادات البلديات وتحويل هذه الاتحادات (بانتظار تعديل القانون) الى هياكل ثابتة تنسق النشاطات التنموية والاعمارية والخدماتية والبيئية على نطاق القضاء وحتى بالتنسيق بين عدة أقضية.
8. العمل على تفعيل دور المؤسسات الأهلية، النقابية والشبابية والنسائية والثقافية...الخ، في تطوير العمل البلدي.
9. تشكيل تجمع للمنتخبين الشيوعيين والديمقراطيين بإسم "الجمعية الديمقراطية للعمل البلدي في لبنان" والسعي الى إيجاد رخصة رسمية له (مرفق ربطاً إقتراح في هذا المجال).
أخيراً، لا بد من الاشارة الى الدور الذي يجب أن يضطلع به المجلس الوطني وكل واحد من أعضائه في تطوير هذا العمل، إضافة الى أهمية الاسراع في بحث الوضع التنظيمي وتفعيل الهيئات القاعدية والمنطقيات في الحزب بحيث نستطيع أن نرسخ ما حققناه ونثبت نتائجه.
بيروت في 7/6/2004
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي اللبناني
#جان_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من ظـلام الحـدث
-
الشـــهيد القـائد فــرج الله الحلـو - نبذة عن اهم مفاصل حيات
...
-
بيان استنكار
-
المرحلة الثانية
-
رسالة إلى رفاقي في الحزب الشيوعي العراقي
-
الأسير المحرر المناضل أنور ياسين
-
الى رفاقي الشهداء الاسرى المحررين
-
رسالة إلى الرفاق المشاركين في أعمال المؤتمر التاسع - الحزب ا
...
-
انطوان لحد يفتتح مطعمه
-
المظاهرة الوطنية الكبرى في روما في 8/11/2003
-
في الذكرى التاسعة و السبعون لميلاد الحزب الشيوعي الللبناني
-
رسالة الى رفيق يحلم
-
رسالة من المخيم الى الله
-
الذكرى الواحدة و العشرين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللب
...
-
تقرير عن اعمال المؤتمر العالمي لمناهضة التعذيب
-
دراسة في الصهيونية السياسية
-
جدلية المعارضة في الممارسة السياسية
-
رفاقي في المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
-
اختراق الكيان الصهيوني و أجهزة مخابراته للإعلام العربيّ
-
رسالة الى الاسير البطل أنور ياسين
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|