جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 16 - 08:13
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
تسألك بعض الناس في اوربا اذا كانت تقاسيم وجهك تختلف عن اغلبية الناس او تتكلم و في لغتك لكنة اول سؤال قبل ان تسألك عن اسمك : من اين انت؟ قد يكون هذا السؤال طبيعي عند بعض الناس و يعكس الاهتمام و وسيلة لفتح الحديث معك و لكن التأمل فيه يكشف عقلية و طريقة تفكير السائل ..
من اين انت ؟ سؤال لا يهتم بك كشخص وانما باصلك و هويتك اي بعبارة اخرى تذكرك بانك دخيل لست من البلد الذي تعيش فيه. حكت لي سيدة المانية بان هذا السؤال غريب في امريكا لا تسألك احد لانهم كلهم دخلاء اجانب غرباء ماعدا الهنود الحمر. مسألة الانتماء الى دولة و ثقافة او قومية تكتنفها غموض و غبار فلو قلت انا (واحد) فانت تعرف انك تتضاعف (تتحول الى اثنين) لانك ولدت من امك و ابيك واذا صعدت الى الجدة و الجد فسيكون جمعك اربعة الى ان تصل الى ارقام خيالية تسبب لك دوخة الرأس.
فكيف تستطيع ان تزعم: انا.... حتى العظم؟ كيف تثبت عظمك من الاقحاح اذا رجعت الى الوراء و الماضي البعيد تمر بكل الاجيال السابقة التي ساهمت في انجابك لحين تصل الى قرد من قرود افريقيا السوداء و تنتهي بالحيوان.
قد تعيش اقوام مختلفة في بلد واحد و لكن الجنسية تجعلك تنتمى الى قوم لست منهم. اللغة الاسبانية مثلا هي لغة الكستليان و ليس الكاتالان فكيف يكون الكاتالاني اسباني؟ كيف تكون جنسيتك تركية تشارك اتاتورك فيها و انت كردي يلغي وجودك؟ انت مصري سواء كنت قبطي او عربي ولكن الناس ترى فقط عرب في مصر. بعض الجنسيات ليست فقط انكار لاصل الانسان وانما ايضا اعطاءه هوية لا ينتمي اليه. الجنسية تقضي على الهويات.
الهوية ايضا مسألة شخصية تتغيير و تتحول الى هويات - هويات ديناميكية تتغير بتغير العمر و المال. عندما تنتهي هوية الدول واللغات بقدوم العولمة فسوف تتكون لنا هوية مالية جديدة. هوية تقول انت غني لك قيمة اكثر و هوية تقول انت لاتملك شيئا تستحق الموت. هوية لا تسأل من انت او من اين انت و لكن تسأل عن رصيدك في البنك: الجنسية: 10 ملايين دولار.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟