أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 9 حركة الجهاد ج2















المزيد.....



من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 9 حركة الجهاد ج2


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 877 - 2004 / 6 / 27 - 08:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرحلة حركة الجهاد الثانية
******************
استطاع الأتراك بعد سنة من تتابع الهزائم، تحقيق النصر على القوات البريطانية في معركة سلمان باك التي تعد من اشد المعارك وقعاً، بسبب ضراوتها، وفي ذلك الوقت خطر لبعض المسؤولين أن يلجأوا الى دعوة الجهاد مرة أخرى عساها تنفع في الدفاع عن بغداد، إنهم كانوا كالغريق يحاول الإمساك بأي شيء امالاً في النجاة، ولكن المسؤولين ارتأوا أن تكون دعوة الجهاد في هذه المرة تحت شعار جديد هو العلم الحيدري الشريف.
كانت حركة الجهاد الأولى التي قامت في أواخر 1914 ذات صبغة إسلامية عامة، أما الآن فقد قررت الحكومة أن تجعلها ذات صبغة شيعية، وأرسلت الحكومة التركية محمد فاضل الداغستاني، ومعه عدد من الخيالة لمرافقة العلم الحيدري عند نقله الى بغداد، وقد وضعت الحكومة تحت تصرفه مبالغ ضخمة من الليرات الذهب بغية توزيعها على العشائر التي يمر بها في طريقه الى النجف، وصار الداغستاني يتنقل من عشيرة الى أخرى في منطقة الفرات الأوسط لتوزيع العطايا على رؤساء العشائر كل حسب مكانته وقوة عشيرته، وقد حرم الداغستاني بعض العشائر من عطايا الليرات الذهب فتسبب في حنقها وإحجامها عن الذهاب الى الجهاد الى أن تم تسوية الأمر بترضية معنوية قام بها مسؤولوا تلك المناطق.
وأخذت العشائر تتحرك نحو البغيلة ( النعمانية) الواقعة على دجلة للمشاركة في مقاومة القوات الإنكليزية الزاحفة الى بغداد، شكلت الحكومة وفداًً لإخراج العلم الحيدري من موضعه فوق الضريح العلوي في النجف، وقد تألف الوفد من فؤاد بك الدفتري والميرلوا مظهر باشا وحكمت بك سليمان والقائد عزت باشا وقاضي بغداد وشكري بك من أعيان الحلة، وقد وصل مدينة النجف في مساء يوم الجمعة 29 تشرين الأول 1915، ونزل في ضيافة السيد محمد حسن الكليدار وقد احتفى بالوفد أعيان النجف وعلماؤها، وأقيمت له اجتماعات كبيرة ألقيت فيها الخطب والقصائد.
حل شهر محرم بعد وصول الوفد بأحد عشر يوماً، فأصبحت مجالس التعزية الحسينية مجالاً لإلقاء القصائد المحرضة على الجهاد تحت ظل العلم الحيدري الشريف، وكان العلم قد أطلق عليه هناك أسم ( راية أمير المؤمنين).
أرجأ موعد إخراج العلم الحيدري عدة مرات بسبب نزاع خفي بين علماء الدين والرؤساء المحلين، فالعلماء أيدوا دعوة الجهاد في هذه المرة كمثل ما أيدوها في المرة السابقة، وتحمسوا لها، وأخذوا يستعدون للرحيل مع العلم الحيدري الى جبهة القتال، أما الرؤساء المحليون وأتباعهم من حملة السلاح فكانوا يعادون الحكومة، ولهذا آخذوا يعرقلون موعد الرحيل، وأخيراً تم الاتفاق على أن يكون يوم الجمعة 11 محرم، وهو يوافق 19 تشرين الثاني 1915، موعد إخراج العلم والرحيل به، وقد في هذا اليوم احتفال عظيم في الصحن الشريف حضره متصرف كربلاء حمزة بك والشيخ نعمان الاعظمي ومفتي النجف السيد ياسين أفندي، بالإضافة الى أعضاء الوفد، وانضم اليهم علماء النجف وأعيانها، وأمتلات ساحة الصحن بالجماهير الغفيرة، وجاء حملة السلاح من محلات النجف الأربعة، وصاروا يمرون من أمام الطارمة وهم شاهرون أسلحتم يهوسون لنصرة الدين والدولة.
إخراج العلم الحيدري
**************
مصادر الوردي في هذا الحدث سلسلة من المقالات المنشورة بجريدة صدى الإسلام، فقد تم إخراج العلم الحيدري من قبل السيد محمد حسن الكليدار الذي تقدم في وسط الزحام نحو شبك المرقد المقدس، وهزه بيده مستأذناً بأخذ العلم منه ليكون أمام جند الرحمن في حرب عباد الصليب، وحين صعد الكليدار لأخذ العلم من فوق الضريح كان كأنه امتطى فيه السماء، فتناول العلن، وحله من بنوده، وانزله من محله، فعجت الأصوات بالصراخ داعية جبار الأرض والسماوات أم يزلزل الإنكليز ويهزمهم، ثم قرأ مفتي النجف دعاءاً، وتلاه الكليدار بدعاء أخر، ثم رفع العلم خارجاً به من الباب، وأركع العلم في الباب للسلام.
أخرج العلم من الصحن نحو السوق الكبير وقد حف به السدنة، وازدحم حوله وخلفه خلق كبير، وعج الفضاء بأصوات التهليل والتكبير وطلقات الرصاص، حتى وصل الى باب البلدة حيث هيأت له عدة عربات من عربات التراموي، فأركب فيها مع من كان معه من العلماء والأعيان.
كان في صحبة العلم من العلماء الشيخ فتح الله الاصفهاني، السيد علي التبريزي، السيد مصطفى الكاشاني، الشيخ باقر القمي، الشيخ محمد حسن القمشئي، السيد عبد الرزاق الحلو، المرزا مهدي بن الملا كاظم الخراساني، السيد علي بن السيد محمد سعيد الحبوبي، الشيخ عبد الرضا الشيخ مهدي، السيد محمد علي بحر العلوم، السيد محمد جواد الجواهري، السيد هبة الدين الشهرستاني، الشيخ عبد الكريم الجزائري، الشيخ محمد حسين الجعفري، الشيخ اسحاق الرشتي، الشيخ عبد الحسين الجواهري، الشيخ حسن علي القطيفي، وغيرهم وكان معهم عدد من الطلبة ايضاً، حيث بلغ مجموعهم مائة وخمسين.
وحينما وصلت العربات الى مقربة من مسجد الكوفة على رأس الخيالة كان في استقبالهم محمد فاضل الداغستاني، وكذلك استقبلهم جمع حاشد من أهل الكوفة، وعند مشهد النبي يونس الواقع على شاطيء النهر توقف العلم، ووقف بجانبه الداغستاني، فألقى الشيخ نعمان الاعظمي خطاباً في الجماهير، ثم تكلم بعده السيد محمد حسن الكليدار وابنه السيد أحمد، والمتصرف حمزة بك، وبات الجميع ليلتهم تلك في الكوفة.
وفي ضحى اليوم التالي، أي يوم السبت 20 تشرين الثاني، جاء الى الكوفة جمع من النجفيين من أهل محلة العمارة للانضمام الى حركة الجهاد، كما جاء اليها كثير من الخيالة من عشيرة بني حسن، وفي عصر ذلك اليوم توجه الداغستاني ومعه العلماء والمتصرف وحملة السلاح من أهل النجف والكوفة الى مسجد الكوفة، فوضع العلم تجاه المحراب الذي كان يصلي فيه أمير المؤمنين، وتلي عندئذ دعاء الثغور المأثور عن الإمام زين العابدين، وكان لهذا الدعاء أهمية خاصة يومذاك إذ المعروف عن الإمام زين العابدين انه كان يدعو به لنصرة حماة ثغور أي الجيوش الأموية التي كانت حدود البلاد الإسلامية في زمانه، وفي هذه إشارة الى وجوب تأييد الدولة العثمانية التي كانت حامية الثغور في زماننا، فهي ليست العن من الدولة الأموية على أي حال.
في الطريق الى بغداد
**************
وصل الكوفة السيد محمد بن السيد كاظم اليزدي مع لفيف من أصحابه للانضمام الى موكب العلم بالنيابة عن أبيه، وفي صباح الأحد 21 تشرين الثاني، ركب الجميع في سفن شراعية أعدت لهم بلغ عددها ثلاثين سفينة، فتحركت بهم شمالاً نحو قرية الكفل. ويقول الشيخ محمد رضا الشبيبي تعليقاً على ذالك، إن المجاهدين في المرة الأولى تحركوا في السفن نحو الجنوب، أما في هذه المرة فقد تحركوا نحو الشمال ( فسبحان مقلب الأحوال ).
وعندما وصلوا الكفل خيموا على الضفة الشرقية من النهر، وفي منتصف الليل جاءت جموع من النجفيين للالتحاق بهم، وكانت من محلات النجف الثلاث الأخرى أي المشرق والبراق و الحويش، وفي صباح اليوم التالي تحركت بهم السفن نحو طوريج عن فوصلوها قبل الغروب بساعة، وهناك أنزلو العلم الحيدري وساروا به نحو رحبة دار الحكومة فألقى الشيخ نعمان الاعظمي كلمة في الجماهير المحتشدة. وبعد قليل وصل الداغستاني الى طوريج عن طريق البر ومعه 250 خيالاً من بني حسن، باتوا ليلتهم تلك في طوريج، وفي الصباح أقيم احتفال عظيم حيث نصب منبر في رحبة دار الحكومة، وصعد عليـــه الشيخ فتح الله الاصفهاني، فألقى موعظة حسنة وتكلم في تقصير الناس و انقطاع أعذارهم، ثم صعد المنبر بعده السيد محمد أبن السيد كاظم اليزدي واخذ يخطب باسم والده في الحض على الجهاد، وفي صباح يوم الأربعاء 24 ت2 غادروا طويرج بالسفن متوجهين نحو سدة الهندية، ولم يكادوا يبتعدون عن البلدة حتى بدأوا يسمعون هدير المدافع اتياً من ناحية سلمان باك، فقد كانت المعركة في يومها الثالث، وبعد وصولهم سدة الهندية قبل الغروب بساعتين، وبينما هم واقفين أمام السدة مبهورين بالإنجاز الهندسي جاءهم الخبر عن هزيمة الإنكليز في سلمان باك.
وفي يوم الخميس تحركوا نحو المسيب، فوصلوها عصراً، وكان أهل البلدة قد تجمعوا على ضفة النهر لاستقبال العلم الحيدري ومن معه من العلماء.
مكث القوم في المسيب أربعة أيام، جرى في بعض منها تجمع للناس على الضفة الشرقية من النهر وخطابات تحريضية على الدفاع عن الوطن، وقد وصلتهم أثناء ذلك أنباء أخرى عن انتصار الجيش العثماني في سلمان باك، وتراجع القوات البريطانية الى الكوت. وقد وصلت عدة برقيات توضح ذلك وأخرى تطلب من الداغستاني أن يسرع هو والخيالة الذين معه الى ناحية الجزيرة ( أي الصويرة) للهجوم على العدو المتقهقر وكبس البغيلة.
في بغداد
******
عند وصول العلماء والعلم بالعربات التي تجرها الخيول، جرى لهم استقبال عظيم جداً، وسار العلماء يتقدمهم العلم نحو مشرعة النواب في جانب الكرخ وعبروا النهر بالزوارق والعبارات الى المشرعة المقابلة، وكان في انتظارهم جوق الموسيقى العسكرية وفئة من الدرك والجنود للتحية، فساروا والموسيقى تصدح أمامهم حتى دخلوا القشلة بين هتاف الجماهير وهوساتهم، ونزل معاون الوالي شفيق بك فتقدم نحو العلم ولثمه ثم لثمه الناس من بعده، وألقى أحمد الشيخ داود دعاءاً وبعده خطب شفيق بك بالتركية، يذكر تزامن خروج العلم والنصر المحقق، ثم قام احد كتاب الفرس اسمه ميرزا علي فألقى قصيدة فارسية بالمناسبة، وعند انتهاء الاحتفال عاد العلماء الى الكرخ، وركبوا الترمواي الى الكاظمية، وقد استقبلوا في الكاظمية استقبالاً عظيماً، وأودع العلم عند مرقد الجوادين.
وفي عصر يوم الجمعة 3 كانون الأول، خرج العلماء من الكاظمية لزيارة الاعظمية بدعوة من أعيانها وعلمائها، فدخلوا جامع الإمام أبي حنيفة، وتلا هناك الشيخ محمد جواد الجواهري دعاءاً، وخرجوا بعدئذ الى ساحة الجامع، فتلا الشيخ رؤوف مدرس الاعظمية دعاءاً أخر، ثم ألقى السيخ نعمان الاعظمي خطاباً في اتحاد كلمة الطوائف الإسلامية، ولا سيما السنة والشيعة، وأعقبه أحد تلاميذ مدرسة الأخوة في الكاظمية فألقى خطبة بالتركية، ثم ذهب الجميع الى دار متولي الاعظمية السيد عبد الباقي لشرب الشاي، ويعلق محمد رضا الشبيبي على ذلك قائلاً، لقد كانت زيارة أعلام الشيعة هذه للاعظمية، وانبراؤهم فيها لتأليف القلوب أول زيارة في التاريخ وقعت من نوعها بين الفريقين، وقد حفظ لهم الاعظميون هذه اليد وشكروهم على تشريف الاعظمية.
في الكوت
*******
وفي أوائل شباط وصلت برقية الى معاون الوالي من القائد التركي خليل بك، يطلب فيها ذهاب علماء النجف اليه في جبهة الكوت لمباحثتهم في شؤون إيران بعد وصول أنباء مقلقة حول توغل القوات الروسية في إيران وزحفها باتجاه الحدود العراقية، فأعدت الباخرة ( برهانية) لنقل العلماء الى الكوت، وفي يوم 14 شباط تحركت الباخرة بهم من بغداد فوصلت الى مقر القائد العام خليل باشا في عصر يوم 16 سبط.
مكث العلماء في جبهة الكوت بضعة عشر يوماً وفي خلال ذلك ازداد وصول الأنباء المقلقة من إيران، حيث استطاعت القوات الروسية احتلال كرمنشاه، والاقتراب من خانقين، فاضطربت بغداد اضطراباً شديداً.
وفي أوائل آذار غادر العلماء جبهة الكوت، فمنهم من عاد الى الكاظمية، ومنهم من ذهب عن طريق الغراف الى الشطرة لمعاونة الشيخ خيون العبيد رئيس عشيرة العبودة الذي كان مشغولاً بمحاربة الإنكليز هناك، وكان على رأس علماء الذين ذهبوا للشطرة السيد علي التبريزي.
كان حملة السلاح الذين جاءوا مع العلماء الى الكاظمية غير مرتاحين من مجيئهم، والمظنون إنهم لم يلقوا من الحكومة الترحيب أو المعاملة التي كانوا يتوقعونها، فأخذوا يتسللون من الكاظمية عائدين الى النجف، وفي 14 كانون الأول 1915 كان ثلاثون غادروا الكاظمية ساروا باتجاه الفرات الأوسط في طريق غير مطروق، فخرج عليهم جماعة من زوبع ونهبوهم أسلحتهم بعدما جرحوا بعضهم، وعند عودتهم الى النجف أصبحت النجف أكثر عداءاً للحكومة مما مضى.
وفاة الداغستاني
***********
كان محمد فاضل الداغستاني، قد تولى منصب ولاية بغداد وكالةً في 10 أيلول 1913 ولغاية 18 كانون الثاني 1914، وعهد اليه أثناء حصار الكوت قيادة المجاهدين من أبناء العشائر بقرار من وزير الحربية أنور باشا، ففي يوم 11 آذار بينما هو في جبهة الكوت أدركته الوفاة، ويقال في سبب وفاته إن الإنكليز كانوا قد شنوا هجوماً على العشائر التي كانت تحت قيادته حيث فاجأوها فجراً بإطلاق نار، فجفلت العشائر وانطلقت هاربة نحو الغراف، وقد هلك منهم عدد غير قليل غرقاً في النهر مع خيولهم، وعند هذا هب الداغستاني يريد إثارة العشائر للصمود تجاه الهجوم الإنكليزي، فرمى كلاوه ( غطاء الرأس ) على الأرض واخذ يلطم، ثم أسرع الى فرسه يريد امتطاءها، وبينما يضع رجله في الركاب سقط ميتاً.
ملاحظات حول حركة الجهاد
******************
برزت بعد انفضاض المجاهدين من الشعيبة، بعض من أعمال التسليب التي طالت القوات التركية، ذلك ما أورده شكري محمود نديم في كتابه حرب العراق ص 33 وبالنص ( يروي أكثر من مصدر أن أفراد بعض القبائل انقلبوا على القوات التركية المنسحبة، بعد معركة الشعيبة، وسلبوها أسلحتها)، وهذه الحالة صارت تتكرر بين آونة وأخرى بكثرة، في مختلف مناطق العراق، خلال أربع سنوات حرب احتلال العراق، بشكل يجعل منها تكاد أن تكون ظاهرة، وبالطبع لها مسببات عديدة، يقف على رأسها ما ذكرناه فيما سبق بسبب الهوة الشاسعة مع الحكومة التركية، بالإضافة الى أن معطيات الخندق الواحد في معركة الشعيبة بين العراقيين والأتراك قد أفرزت قناعات جديدة، جاءت بسبب تجربة التعامل اليومية، وما تلمسه العراقيون من نظرة استعلائية، وتأخر بائن في معدات الحرب واداريتها التي عانوا منها خلال تلك المدة، كل هذه الأسباب عمقت من تلك الهوة في العلاقة، وزادت منها مجريات الحرب التي فرضت تقهقر مستمر للأتراك، وتقدم مستمر للإنكليز، وكذلك طبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع العراقي، الذي ساعد ت على بروز هذه التصرفات، مفاهيم البداوة كان لها حضورها طاغي آنذاك، رغم الاختلاف ما بين المدينة والريف أو من منطقة الى أخرى، إلا أن له الأثر الكبير في بروز مثل هذه الحالات التي تشكل نقيض كامل لحركة الجهاد، وتعكس ثقافة سائدة لم يستطع حتى الوازع الديني من كبح جماح مثل هذه التصرفات.
يشير ناجي شوكت في كتابه سيرة وذكريات الصفحة 37 وقد كان ضابطاً في الجيش التركي حينها، الى النظرة الاستعلائية التي كان الأتراك يتصفون بها عند حديثه عن العمل مع قائد ألماني وبالنص ( ولا أنسى اللطف الذي شاهدته منه خلال الأشهر العشرة التي اشتغلت خلالها بمعيته فكان ينظر الي كأخ، لا يعرف الغطرسة التي عرف بها القادة الأتراك).
و يشير ايضاً في الصفحة 32 الى التفاوت في المأكل والملبس والسلاح والعتاد ووسائل النقل بين الجيش التركي والبريطاني تلك العوامل التي كانت ترجح تحقيق النصر، بغض النظر عن كفاءة القيادة وشجاعتها وبالنص يقول(للحقيقة أقول إن قيادة الجيش التركي كانت قديرة وجريئة، وكان جنوده شجعاناً على الرغم من سوء تغذيتهم وقلة مؤنهم، فقد كان القوت عبارة عن التمر القسب( يقصد التمر الزهدي) وبضع بقسمات ( نوع من المعجنات بديل للخبز) متحجرة، وأما ألبستهم فكانت أسمالا بالية غير كافية، وأما طعامنا نحن الضباط فكان البرغل والبطاطة. في حين كانت أرزاق الجنود الإنكليز، المعلبات والنواشف المنوعة والكثيرة، وألبستهم جيدة ووفيرة تقيهم البرد وتبعد عنهم المرض، على حين كانت قيادتهم ضعيفة ومترردة، يضاف الى ذلك إن وسائل النقل لدى العدو كانت متنوعة وسريعة ومتينة، وأعتدته ممتازة ووفيرة، ولم تكن الحالة لدى جيشنا كذلك).
ولا بد من الإشارة الى استجابة المواطنين لسد بعض مما تعانيه القوات التركية من سوء التدابير التموينية والصحية، وبنفس الوقت هي تعكس ايضاً مشاركة البعض في فعاليات لنشاطات مساندة للقتال، مثل تلك التي بدرت من الكثيرين من أهل بغداد بوضوح أثناء معركة سلمان باك، بعد أن دفعتهم النخوة للقيام بنقل الجرحى الى خانات بغداد ودورها الكبيرة التي حجزت لهذا الغرض، وانهالت عليها المساعدات والتبرعات من بعض الأثرياء والأسر المعروفة، فالوردي يورد ما نشرته جريدة صدى الإسلام في عددها اللاحق ليوم 27 ت2 1915 من أسماء لبعض المتبرعين للجرحى، فعقيلة الميرلوا مظهر باشا تبرعت بخمسمائة قرش، كما تبرع آل الباججي بمقادير من الخبز والجبن والخيار، وتبرع ألبير أفندي بكمية وافرة من البقسماط، وقدمت سيدتان من آل الباججي قرشين لكل جريح يداً بيد.
قاتلت العشائر العراقية خارج نطاق المساندة أو التنسيق مع القوات التركية، أي لوحدها في كثير من الأحيان، وفي مختلف مناطق العراق، ولعل مثال ذلك ما جرى في أوائل كانون الثاني 1916، عندما خرجت قوة إنكليزية من الناصرية متجهة الى نهر الغراف، ويقال أنها أخبرت رؤساء العشائر بهذه الرحلة ومغبة عدم الانصياع للقوات الإنكليزية، وكان رد رؤساء العشائر( إننا لا نصير مع الإنكليز ما دامت الراية الإسلامية ثابتة مع العثمانيين).
وحين وصلت القوات البريطانية الى موضع اسمه باهيزة، وجدت جماعة من عشيرة خفاجة تسير في تشييع جنازة وهي ناشرة أعلامها وتطلق النار في الهواء، كما جرت العادة، فطلب الإنكليز من الخفاجيين أن يطووا أعلامهم ويلقوا سلاحهم، فرفض الخفاجيون، ونشب قتال عنيف بينهم وبين الإنكليز، وقد كمن الخفاجيون في الأنهار، وانجدهم قومهم من عشيرتهم والعشائر الأخرى، وحملوا على الإنكليز فهزموهم، وظلت العشائر تتعقب الإنكليز في مسيرة تراجعم، وبالتالي استطاعوا من الاحتماء بسور الناصرية، إن معركة باهيزة قد ثبتت من عزيمة العشائر في الغراف، ووحدت كلمتهم على مقاومة الإنكليز، ومن هنا انطلقت الهوسة المعروفة ( شرناها وعيّت باهيزة)، أي أنهم استشاروا باهيزة في مرور القوة الإنكليزية فامتنعت.
يبدو إن الإنكليز لم يهن عليهم تحدي العشائر لهم في باهيزة، فأرادوا تلقينها درساً قاسياً لهذا خرجت قوة بريطانية متجهة نحو الشطرة، وفي صباح 8 شباط 1916، وصلت موضع يقال البطنجة فتصدى لها الشيخ خيون العبيد بقواته العشائرية، ونشبت عند ذاك معركة ضارية، استمرت طيلة النهار، واستعمل السلاح الأبيض، وقد أبدت العشائر فيها بسالة منقطعة النظير حتى اضطر الإنكليز الى الانسحاب، وتعد هذه المعركة أكبر معركة اضطلعت بها العشائر العراقية ضد الإنكليز دون مساعدة من القوات التركية النظامية.
غير إن تقلب المزاج عند رؤساء العشائر، وحتى عامة الناس، حالة موجودة لا يمكن إغفالها، غير إنها برزت بشكل واضح في مرحلة الجهاد الثانية، لعل تقهقر القوات التركية أمام الأنظار، وما يحققه الإنكليز من انتصارات عوامل جعلت من هاجس التقلب في الولاء مستفحلاً، ويسبر الوردي غور ذلك الحال بشكل مسهب من خلال شخصية الشيخ خيون العبيد في الصفحة 246 ج4 بسب تقلبه لعدة مرات بين الأتراك والبريطانيين خلال فترة الحرب، وهي ليست حالة فردية، بل تكررت عند كثير من الأشخاص ومن مختلف المستويات.
ويمكن ملاحظة هذه الحالة على شخصية بغدادية معروفة، وهو الشاعر عبود الكرخي، حيث يرد في مقدمة كتاب ديوان الكرخي، الجزء الثاني سطور عن حياته، وبالنص ( وفي عام 1944، أعلنت الحرب العظمى وكانت تركيا حليفة المانيا، طرفاً فيها فكان طبيعياً أن يساهم العراق في هذه الحرب بحكم تبعيته للدولة العثمانية، وتقرر آنذاك توجيه حملة من العراق لمحاربة روسيا من ناحية إيران، وبما أن الكرخي كان يتقن اللغات الألمانية والتركية والفارسية والكردية، فضلا عن إلمامه بمعظم اللهجات المحلية فقد عهدت اليه السلطات العسكرية مهمة الترجمة وتجهيز الحملة من العراق بالمواد الغذائية والخيول والمواشي وابتياع الأسلحة المتيسرة لدى الأهالي، وفي إحدى المعارك الحامية وقع الكرخي أسيراً لدى الجيش الروسي ثم ما لبث أن هرب من معسكرات الأسرى والتحق بالحملة التركية ثانية. كان الكرخي مع الحملة على الحدود الإيرانية الأفغانية الروسية عندما أعلن المغفور له الملك حسين بن علي ( يقصد الشريف حسين) ثورته الكبرى على الأتراك عام 1916، فغادر موقعه سراً، والتحق بإخوانه المجاهدين، وظل طوال مدة الثورة مطارداً من قبل السلطات العسكرية التركية، يعيش بين القبائل العراقية في القرى والأرياف حتى أعلنت الهدنة بنجاح الثورة فعاد الى بغداد).
وفي هذا الخصوص يذكر الشيخ حبيب الخيزران رواية تبين الولاء المزدوج، ففي كتاب الدكتور محمد حسين الزبيدي ( العراقيون المنفيون الى جزيرة هنجام)، في الصفحة 135، حيث يرد بالنص والحديث للشيخ حبيب، عثر شخص من أتباعي على ظرف فيه تقرير الى القيادة العسكرية موجه الى نائب الحاكم السياسي المتر لويد في دلي عباس ( المنصورية)، وجاءني به ففتحته فوجدت فيه أخبارا ومعلومات تتعلق باتصالاتي بالأتراك، وهي معلومات في غاية الأهمية، وتشكل خطورة على حياتي ومستقبلي ايضاً ومن الملومات التي ذكرت في الكتاب هي، إن القائد التركي علي احسان بك قادم من الموصل الى منطقة دلي عباس، وأرسل الى الشيخ حبيب الخيزران ساعة ومدالية من الدرجة الخامسة، وذكر أسماء الأشخاص الذين حملوا هذه الهدية اليه، يسترسل الشيخ حبيب، بعدما اطلعت على ما جاء بالكتاب، أعدت إغلاق الظرف، وأخذته الى المستر لويد، فقال لي، إن في هذا الكتاب معلومات تدعو الى إعدامكم، لأنه يوشي بك وفيه أخبار عن اتصالاتك مع العدو التركي، وأنني الآن اعتقد بكذب ما جاء فيه من معلومات، إذ لو صح انك على اتصال مع الأتراك لما جئت به الينا، وهنا يقوا مؤلف الكتاب سألت الشيخ حبيب عن صحة المعلومات التي وردت في التقرير، فقال نعم إنها صحيحة وان القائد التركي أرسل لي الهدية، وقد اخرج الساعة من جيبه لي، وهي ساعة ذهبية مكتوب عليها عبارة باللغة التركية.
كل ما تقدم من ملاحظات تقريباً، تأتي مطابقة لما أورده عبد الرزاق الحسني في كتاب الثورة العراقية الكبرى الصفحة 25 وبالنص، أعلن الترك الجهاد ضد أعداء الدين الإسلامي الحنيف، فعد عرب العراق إعلانه فريضة تلزمهم بحرب أعداء الدولة العثمانية المسلمة، ولا سيما بعد أن أيد هذا الإعلان علماء الدين الحنيف على اختلاف درجاتهم، وتباين نزعاتهم. غير أن مساوئ الحكم التركي برزت في محنة الحرب، فأذاقت الناس ألوانا من العذاب، وساد الاضطراب التنظيمات العسكرية وغيرها، فلم يجهز الجند بما يحتاجون إليه من سلاح وغذاء وكساء، وما كان وضع الآهلين أقل سوءاً منهم، وطغى الغرور العنصري في نفوس الغلاة من الشباب التركي، المتحمس للفكرة الطورانية، فلم تخل علاقة العرب بالحكام المذكورين من توتر أدى الى نتائج مؤلمة جداً. فقد بقي العربي المجاهد في صفوف الدولة العثمانية موصوفاً بالخيانة، مع أنه تبرع بدمه لنصرتها، فأدى هذا الوصم الى ضعف هذه الربطة التي أستطاع الترك أن يبرروا بها حكم الوطن العربي وهي رابطة الإسلام، وقد زادها ضعفاً سوء الإدارتين، العسكرية والملكية، ولجاجة الترك في القضاء على المميزات العربية، ولا سيما لغة القران.
ويستشهد الحسني أيضاً في الصفحة 26، بقصيدة طويلة للشيخ محمد رضا الشبيبي، لا مجال لذكرها هنا، وهو أحد المشاركين بمعركة الشعيبة، التي تعكس حدوث التفرقة المشؤومة بين العرب والأتراك، بنتيجة سؤء سلوك شباب الترك، وخطل سياستهم، وضعف مداركهم.
الجواسيس والدعايات
***************
من المؤثرات التي زعزعت من حركة الجهاد، وساعدت على حسم معركة الشعيبة، جواسيس الإنكليز المنبثين في صفوف المجاهدين، فقد كانوا ينقلون أخبارهم الى العدو أو ينشرون بينهم الأكاذيب والإشاعات المرجفة، وكان بعض هؤلاء الجواسيس يتنكر بزي رجال العشائر ورجال الدين، وقد اتخذوا الإنكليز من مدينة الزبير مركزاً لاستخباراتهم بسبب وضعها الخاص وعلاقتهم برئيسها، وقد لعب الضابط الإنكليزي ليجمن دوراً مهما في هذا الشأن، إذ كان يحسن النطق باللهجة البدوية، فتنكر بزي البدو، وصار يخالط أهل الزبير ويرتاد دواوينهم ومقاهيم، واستطاع بذلك أن يقدم تقارير دقيقة عن أحوال القوات التركية والمجاهدين، وربما أتصل بالبعض منهم سراً ودبر معهم أمراً.
ولم يقتصر دور الجاسوسية على معركة الشعيبة، بل كان هنالك صراع قائم على مدار الحرب في هذا المجال بين الأتراك والبريطانيين، ومختلف المناطق، ولم يقتصر على جبهات القتال، وتغلغل الإنكليز بين العشائر كان له تأثير كبير على حركة الجهاد، وعلى سبيل المثال يشير الحاج وداي العطية في كتابه تاريخ الديوانية الصفحة 104، الى ظهور الضابط الإنكليزي ليجمن في الديوانية متنكراً بزي درويش إيراني، وعندما تتمكن الحكومة التركية من اعتقاله في 17 آب 1916، تقوم مجموعة من الناس بالمطالبة بإطلاق سراحه، تؤكد ما كان يدعيه بأنه قادم من طهران الى لزيارة العتبات المقدسة، وهو إنما يمر بالديوانية في طريقه الى النجف، و في الصفحة 108 يذكر كيف تمكن المتعاونين مع ليجمن من إنقاذه خلال عملية تسفيره من الديوانية الى الحلة، بعد أن كمنت مجموعة المسلحين في نهر الشافعية الذي يبعد ساعة عن الديوانية، وتحت سطوة السلاح أذعنت لإرادتها قوة الدرك التي كانت تحرسه، وبعد إطلاق سراحه، بقى ليجمن ثلاثة أيام عند العشيرة التي أطلقت سراحه، ثم سافر بعدها الى الشامية.



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 8 حركة الجهاد ج1
- اضاءات على معاناة الشاعر والانسان موفق محمد
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914 - 10- 7
- وقائع ندوة الملتقى الديمقراطي المشترك عن الديمقراطية في مدين ...
- ( 10 -6 ) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914
- ( 10 -5 ) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914 - 10- 4)
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914 - 10- 3
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914 - 2 - 10
- (10 - 1) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914
- بياض الوجه حصاد مجلس الحكم في عشرة أشهر ونيف
- خطوة ستكون يوماً ما إرثاً في سفر التاريخ
- لن نغفل عن مناهضة الاحتلال بالفعل الشعبي السلمي واللاعنف ـ ر ...
- المتاجرة بالصور الفواضح وعذابات العراقيين
- صرخة تذكير باغتصاب الوطن الذي أودى الى اغتصاب البشر
- الشاعر سعدي يوسف بين ذاكرة العراقيين وطقوس النضال الجديد
- هوامش في يوم العمال العالمي
- العلم العراقي بين وشاح للأموات وكرامة للأحياء
- الإرادة العراقية بين الأسود والأخضر ومجلس الحكم
- ضبابية المواقف... من زمن الولاء المطلق الى زمن الولاء المبطن


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 9 حركة الجهاد ج2