الحربوك

عوني حدادين

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 23:45
المحور: حقوق الانسان
    

الحربوك

حدثني صديقي المقيم في النمسا ان احد النمساويين صعد الي القطار مسرعا متوجه الي عمله

وعند نزوله من القطار تذكر انه لم يدفع ثمن تذكرة القطار ... ففي اليوم الثاني اتجه هذا الشخص الي بائع التذاكر واشتري تذكرتين الاولي للمغادرة والاخري مزقها ورماها في سلة الزبالة

يقول صديقي ان التذكرة التي مزقها هي التي نسي ان يدفعها في السابق وحتي يرتاح ضميره اشتري تذكرة ورماها ليضمن انه لم يخالف ضميره ولا قوانيين السير رواية صديقي صحيحة ويحدث مثلها العديد في الغرب

هذا هو سلوك ثقافي يتعلمه الطفل في المدرسة والبيت وهو الانتماء للبلد وحماية الملك العام لانه ملك الشعب

ومن اموال الشعب ... اسوق هذه القصة فقط ولست مغرم بكل انواع ثقافة الغرب بل اريد ان ناخذ ما هو جيد عندهم

والاستفادة من تجارب الشعوب مهمة جدا لاننا اصبحنا مشاء الله الانتماء عندنا هو التطبيل والتزمير للبلد والحكومة

بفزعات وشعارات وشعر واغاني وكله كلام في كلام وعند الواقع نجد البعض يسرق الوطن في اول محطة

الانتماء للوطن ليس شعار وشعارات واغاني وغيرها ... الانتماء هو ان نعلم اولادنا ثقافة الانتماء الصحيحة وهو الابتعاد عن الكذب والنفاق والموت والدفاع عن مال الوطن والمحافظة عليه لا سرقته

فالوزير ياتي الي الوظيفة لا لشم الهواء والنقاهة بل للعمل لانه يقبض راتبه من الشعب وعلينا محاسبته لا مجاملته

توجد عندنا ثقافه فاسدة بفهوم شمولي في البلد وعند البعض في انه من يسرق ويجمع الاموال بسرعة البرق وبطرق ملتوية نهادنه وفي نظر البعض انه( الشاطر والحربوك ) لقد اصبحت الحربكة والبهلوانيه والضحك علي الناس

وسرقة المال العام شطارة وحربكه وذكاء

ان الذي يريد ان يقضي علي الفساد عليه ان يبداء من المدرسة وتغير المفاهيم الخاطئة عند الطفل وان الشطارة والحربكه هو المحافظة علي البلد من الداخل وهو عنوان الانتماء للوطن وعنوان الانتماء ليس ان نلقي قصائد الصباح واغاني وطنية فقط وان يصبح الشعار ان العبث بالمال العام هو من اكبر الكبائر والفضائح

#عوني_حدادين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات