سلمان محمد شناوة
الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 23:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك خلاف بين السنة والشيعة حول صيام يوم عاشوراء , وهو اليوم العاشر من شهر محرم , الشهر الأول في السنة الهجرية وحجة السنة هي إن رسول الله صلى وعليه وسلم حين دخول المدينة رأي اليهود يصومون , فقال لهم , ماهذا ؟ فقالوا له انه يوم عاشوراء اليوم الذي نجى به الله موسى من فرعون حين فلق له البحر ونجى موسى واليهود . لذلك هم يصومونه كل سنة , فقال نحن أولى بصيامه , فصامه وصامه المسلمون , والسنة يعتبرونها سنة مؤكدة ..لذلك هم يصومون هذا اليوم من كل عام ... بل يظهرون الفرح والسرور به لأنه اليوم الذي نحى به موسى .....
والشيعة يعتبرون هذا اليوم هو يوم حزن , لأنه اليوم الذي قتل به الإمام الحسين , وعلى طول التاريخ أصبح يوم عاشورا (( العاشر من محرم رمز للشيعة )) , وهو يمثل منحى في الحياة لذلك ونظرا للتراكم النفسي والديني أصبح هذا اليوم , يوم حزن , لا يجوز ابدا اظهر الفرح والسرور , به ...
الفعل هذا أصبح فعل تضاد بين الجانبين , فأصبح الفريق الأول , يتمادى في إظهار الفرح والسرور , ليس فقط لأنه يوم أمر به الرسول بصيامه , بل نكالا بالطرف الأخر , وإظهار الخلاف الشديد معهم ....
كذلك أصبح الطرف الثاني يتمادى بإظهار الحزن , ليس لأنه يوم لابد من الحزن به , بل تعدى ذلك , إلى إظهار الفرق مع الطرف الثاني ونكالا بهم .....
أنا لا أريد إن ادخل لتأيد هذا الفريق أو ذاك ....لكن أريد إن أضع بعض التساؤلات ؟!!!!!
هناك نقطه تثير التساؤل هو على أي تقويم كان اليهود يسيرون اهو على التقويم الشمسي أو التقويم القمري , فالمعروف إن العرب المسلمين ساروا على التقويم القمري , وكيف كان يتطابق التقويم اليهودي مع التقويم العربي ؟!!!
أخيرا عثرت لتحليل علمي صاحبه شخصية مرموقة فلكية كويتية وهو (( صالح العجيري )) ... ويؤكد كلامه محمود باشا الفلكي (1815 – 1885) في كتابه " نتائج الإفهام في تقويم العرب قبل الإسلام وفي تحقيق مولد النبي وعمره عليه الصلاة والسلام" حيث اثبت الفلكي د. صالح العجيري أن يوم احتفال اليهود يصادف ربيع الأول عن طريق تحويل التقويم اليهودي إلى هجري. وقد نشر له مقال في جريدة الوطن الكويتية العام الماضي وذكره الشيخ حسن علي مجددا في نفس الجريدة بتاريخ ٢٦-١٢-٢٠٠٩ ....
يقول الدكتور صالح العجيري بحث نشرته جريدة الوطن حيث قال (( الحسابات الفلكية أثبتت إن هجرة النبي (ص) حدثت يوم الاثنين 8 ربيع الأول سنة 1 هجرية المصادف 20 سبتمبر سنة 622 ميلادية الموافق 10 من شهر تشري سنة 4383 عبرية , وهو يوم الكيبور – التكفير – (( عاشوراء اليهود )) , وأوضح العجيري في تصريح لجريدة الوطن إن هناك من يظن إن الهجرة حدثت في شهر محرم , وأضاف العجيري (( للتدليل علي ذلك ومصداقا للحديث النبوي الشريف فانه يستنبط من السير إن النبي محمد (ص) واله , قد بارح مكة مهاجرا قبل ختام شهر صفر ببضعة أيام في الليالي التي يخبو فيها نور القمر , وذلك بعد انتظار قدوم فصل الخريف فلم يشأ النبي (ص) إن يهاجر مباشرة بعد بيعة العقبة التي تمت في فصل الصيف الحار , فهو قد خطط للهجرة ومكث ثلاث ليال في غار ثور متخفياً ثم خرج غرة شهر ربيع الأول قاصدا يثرب والتي سميت المدينة المنورة بعد الهجرة , ووصل إلى قباء يوم الاثنين في النصف الأول من شهر ربيع الأول , واستراح هناك أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس , واسس بها أول مسجد في الإسلام الذي نزلت فيه الآية (( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم )) ثم شرف المدينة يوم الجمعة .
وقال لو رجعنا القهقرى بالحساب الفلكي أيضا لتحديد التاريخ الميلادي الموافق لهذا اليوم فنجد انه يصادف 20 سبتمبر سنة 622 ميلادية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى في الحديث الشريف إن الرسول (ص) قدم المدينة يوم عاشوراء ,فأذا اليهود صيام , فقال : ماهذا قالوا : هذا يوم صالح , اغرق الله به فرعون ونجي موسى وقومه ..فقال النبي (ص) أنا أولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه .....
ويكمل صالح العجيري بقوله لاشك إن يوم عاشوراء اليهود لم يكن هو عاشوراء المسلمين الذي هو العاشر من شهر محرم ...
كذلك يكمل العجيري بقوله (( إن الروايات الصحيحة قطعت بان الهجرة النبوية حدثت في سهر ربيع الأول سنة 1 هجرية وهو شهر تشري مستهل سنة 4383 وبما إن يوم الاثنين 8 ربيع الأول سنة هو بناء على رؤية الهلال وان مولد شهر تشري مبني على التوليد القمري , فان يوم العاشر من شهر تشري 4383 عبرية , هو يوم عاشوراء يصادف يوم الهجرة النبوية الشريفة .
إذن فالدليل الحسابي يتفق مع هذه النتيجة مع ما ورد على إن دخول النبي كان يوم عاشوراء وكان يهود المدينة صياما ...
ويكمل العجيري بقوله لقد أفاض الله علي من فيض فضله حيث اهتديت بعد تمحيص وتدبر إن المسلمين زمن الهجرة صاموا عاشوراء اليهود ثم خالفوهم وتركوا صوم اليوم العاشر من أول شهور سنة اليهود ونقلوه إلى اليوم العاشر من الشهر الأول في سنة المسلمين أقول هذا لأنني بالحساب الفلكي الموثوق أؤكد إن اليهود صائمين يوم دخوله المدينة بذات اليوم وليس في أخر سواه )) .....
انتهى قول العجيري , وأنا حين نقلت قول العجيري كاملا وبدون أي تحفظ , ذلك لأنه قول عالم في اختصاصه ....
نعود للروايات التي تعظم هذا اليوم....
عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال: " قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، ...فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" . وفي رواية: " فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه" .
وفي رواية أخرى: " فنحن نصومه تعظيماً له" رواه البخاري ومسلم وأبو داؤد وابن ماجة والبيهقي
عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" .
وفي رواية قال: " حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام القابل - إن شاء اللَّه - صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "
رواه مسلم وأبو داؤد وأحمد والطبراني والبيهقي ..
عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه قال: "كان يوم عاشوراء يوماً تعظّمه اليهود، وتتخذه عيداً، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "صوموه أنتم" .
وفي رواية لمسلم: " كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فصوموه أنتم" رواه البخاري ومسلم
- " عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: " كان عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل رمضان كان من شاء صام، ومن شاء أفطر".
وفي رواية : " كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه" رواه البخاري ومسلم وأبو داؤد والترمذي ومالك وأحمد وابن خزيمة
- " عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "كان عاشوراء يصومه أهل الجاهلية، فلما نزل رمضان قال: من شاء صامه، ومن شاء لم يصمه" .
وفي رواية : وكان عبد اللَّه لا يصومه إلا أن يوافق صومه.
وفي رواية لمسلم: " إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صامه، والمسلمون قبل أن يفرض رمضان، فلما افترض، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه" رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن
عن جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا، ولم يتعاهدنا عنده" رواه مسلم وأحمد والطيالسي وابن خزيمة والبيهقي والطبراني .
إشكاليات صيام هذا اليوم موجودة منذ القدم ولقد لخصها ابن قيم الجوزية
أولا : قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة في يوم الاثنين 8 ربيع الأول (وليس 12 ربيع كما جاء في سيرة ابن هشام) فكيف وجد اليهود صائمين في عاشوراء(العاشر من محرّم) ؟؟
ثانيا : الروايات بأن النبي صام عاشوراء في الجاهلية مع قريش تتناقض مع الروايات الأخرى بأنه لم يعلم بصيام عاشوراء إلا بعد الهجرة ودخول المدينة وتقليد اليهود في صيامه.
ثالثا : الرواية بأن النبي قال " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع "، وأنه لم يأتِ العام المقبل حتى توفي تدلّ أن صوم عاشوراء والأمر بصيامه كان قبل وفاة النبي بعام، وهذا يتناقض مع الرواية الأخرى بأن ذلك كان عند مقدمه المدينة .. وكلا الحديثين من رواية ابن عباس نفسه!
هناك إشكال أخر واثبته ابن الأثير ....
كلمة (عاشوراء) لم تكن معروفة قبل استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته في العاشر من محرم، وبرزت كلمة عاشوراء بعد إحيائها من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام ومحبيهم، وهذا ما يؤكده أبن الأثير في كتابه " النهاية " حيث يقول: إن عاشوراء اسم إسلامي.
وهذا ما أكده أبن دريد أيضا في "الجمهرة"، أي عاشوراء أسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية، وأكده القاضي عياض في "مشارق الأنوار": أن عاشوراء إسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية ..
كما أنّ النصارى لاعلاقة لهم بيوم عاشوراء هذا .. خلافاً لحديث ابن عبّاس أن يوم عاشوراء تعظمه اليهود والنصارى .. فإنما تعظمه اليهود فقط ..
التقويم اليهودي ....
اليهود لايستخدمون التقويم الهجري ولا الميلادي .. بل هناك تقويم خاص بهم .. وكل الشعائر الدينية في اليهودية والأعياد والصلوات والاحتفالات تسير حسب التقويم اليهودي وترتبط به بحيث لايمكن ممارستها واو فهم مغزاها إلا في سياقه
يستهلّ تقويم اليهود من نقطة بداية أسطورية وهي بدء الخليقة في العام 3760 قبل الميلاد حسب بعض نصوص الكتاب المقدّس .. والشهور اليهودية تُحسَب على دورة القمر، أما حساب السنين فيتبع دورة الشمس .. أي أن تقويم اليهود قمري وشمسي .. والسنة اليهودية تتوافق في الجملة مع السنة الميلادية .. وتتكوّن السنة اليهودية من 12 شهرا .. وحتى يتطابق الحسابان، الحساب القمري للشهور والحساب الشمسي للسنين يجمع اليهود الفرق بينهما في شهر زائد ( أي نسيء ) يتم إضافته إلى التقويم كل 3 سنوات .. فتكون السنة الكبيسة اليهودية( 13 شهراً) كل ثلاث سنوات ..
وهناك عدة بدايات للسنة اليهودية .. السنة الدينية تبدأ في شهر نيسان (أبريل) مع الربيع لتوافق خروج موسى من مصر في الفترة التي يقع فيها عيد الفصح .. أما حسب النظام المدني فإن السنة تبدأ بشهر تشري على النحو التالي:
تِشري 30 يوماً.. ............ .وأخر سبتمبرواول أكتوبر
حِشوان 29 أو 30 يوماً ..... ويوافق آخر أكتوبر - نوفمبر
كِسلو 29 أو 30 يوماً ........ ويوافق آخر نوفمبر - ديسمبر
طِبِت 29 يوماً.............. .. ويوافق آخر ديسمبر - يناير
شباط 30 يوماً ................ ويوافق آخر يناير - فبراير
آذار 29 يوماً ................. ويوافق آخر فبراير - مارس
نيسان 30 يوماً .............. ويوافق آخر مارس - إبريل
أيار 29 يوماً ................. ويوافق آخر إبريل - مايو
سِيوان 30 يوماً ............. ويوافق آخر مايو - يونيو
تمّوز 29 يوماً .. ............ويوافق آخر يونيو - يوليو
آب 30 يوماً ................. ويوافق آخر يوليو - أغسطس
أيلول 29 يوماً .............. ويوافق آخر أغسطس – سبتمبر
وفي السنة الكبيسة يضاف شهر يسمَّى آذار الثاني بين آذار ونيسان .. وهنا يُحسَب آذار الأول 30 يوما وآذار الثاني 29 يوماً ..
عاشوراء اليهودي
وإذا راجعنا المناسبات الدينية لليهود وأيام الصوم والأعياد سنرى أن اليهود لايصومون بالطبع العاشر من محرّم ولا يعرفونه، بل هم يصومون العاشر من أول شهور السنة اليهودية، أي 10 تشري .. هذا هو عاشوراء اليهود .. وهو أحد أهم الشعائر الدينية لديهم ويسمى يوم كيبور أو يوم الغفران .. وفيه يبدأ الصوم قبيل غروب شمس يوم 9 تشري، ويستمر إلى مابعد غروب شمس اليوم التالي، أي أنه يستغرق حوالي 27 ساعة يجب فيها الصيام ليلا ونهارا، وعدم الإشتغال بأي شيء خلا العبادة .. فهو يوم في السنة لحساب النفس والندم على ما بدر من المؤمن من الخطايا، والتكفير عنها ليس بالصوم فقط، بل بالذبائح والصلوات والأموال وردّ المظالم إلى أهلها وطلب الصفح من المعتدى عليهم ..
وسف نقتبس فيما يلي كلمة هامة للدكتور عبدالوهاب المسيري يشرح مزيدا من التفاصيل عن يوم كيبور أو عاشوراء اليهود...
يقول الدكتور غبد الوهاب المسيري ....
أهم أيام الصيام هو صوم يوم الغفران في العاشر من تشري، وهو الصوم الوحيد الذي ورد في أسفار موسى الخمسة حيث جاء فيها وتذللون أنفسكم ( سفراللاويين 23/27)، فأخذت هذه العبارة على أنها إشارة إلى الصوم• ويوم الغفران هو ترجمة للاسم العبري يوم كيبور • وكلمة كيبور من أصل بابلي ومعناها يطهر • والترجمة الحرفية للعبارة العبرية هي يوم الكفارة •
ويوم الغفران كما أسلفنا هو يوم صوم، ولكنه مع هذا أضيف على أنه عيد، فهو أهم الأيام المقدَّسة عند اليهود على الإطلاق وحيث إنه يقع في العاشر من تشري فهو، إذن، اليوم الأخير من أيام التكفير أو التوبة العشرة التي تبدأ بعيد رأس السنة وتنتهي بيوم الغفران• ولأنه يُعتبَر أقدس أيام السنة، فإنه لذلك يُطلَق عليه سبت الأسبات • وفي هذا العيد كان الكاهن الأعظم يدخل قدس الأقداس في الهيكل ويتفوه باسم الإله يهوه ، وهو الاسم الذي يحرم التفوه به إلا في هذه المناسبة• وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي، فهو لذلك يوم عيد وفرح• ومع هذا أضاف التراث الحاخامي جانب الحزن والندم والحداد• إذ قرر الحاخامات أن يوم التكفير هو اليوم الذي سمع فيه يعقوب التوراتي عن موت ابنه يوسف , ولذا يجب أن يشعر الإنسان بالحزن طيلة ذلك اليوم• ويجب التضحية بكبش ذكر ليتذكر اليهودي الكبش الذكر الذي ذبحه إخوة يوسف وبللوا قميصه بدمه .....
وتظهر الطبيعة المزدوجة للعيد الذي هو أيضا يوم صيام في أن اليهود يرتدون الملابس البيضاء علامة الفرح حتى يشبه اليهودي الملائكة الذين لا يعرفون الشر, ولكن اللون الأبيض هو أيضاً لون الكفن، وبذا يتذكر اليهودي الموت مما يعمق رغبته في التوبة والرغبة في التكفير عن ذنوبه ...
وقد ناقش (فيلون السكندري (اليهودي المتأثر بالتراث الهيليني طبيعة يوم التكفير هذا , فهو يرى أنه أعظم الأعياد، وأنه يوم فرح، ولكن الفرح الحقيقي لا يمكن الوصول إليه من خلال الإفراط في الطعام والشراب، فمثل هذا لا يؤدي إلا لإثارة الرغبات والشهوات الجسدية، ولذا يجب على اليهودي في هذا اليوم أن يتسم بالزهد وأن يكرس جل وقته للصلاة، فالهدف من هذا العيد هو تطهير القلب، وأن يصلي الإنسان متسامياً على رغباته الجسدية، وأن يطلب من خالقه المغفرة لما ارتكبه من ذنوب في الأيام السابقة، وأن يطلب رضاه وبركته ونعمته في أيامه المقبلة•
وعيد يوم الغفران هو العيد الذي يطلب فيه الشعب ككل الغفران من الإله , ولذا فإن الكاهن الأعظم كان يقدم في الماضي كبشين (قرباناً للإله نيابة عن كل جماعة يسرائيل) وهو يرتدي رداءً أبيض (علامة الفرح) وليس رداءه الذهبي المعتاد• وكان الكاهن يذبح الكبش الأوَّل في مذبح الهيكل ثم ينثر دمه على قدس الأقداس• أما الكبش الثاني، فكان يُلقَى من صخرة عالية في البرية لتهدئة عزازئيل (الروح الشريرة)، وليحمل ذنوب جماعة يسرائيل (وكما هو واضح، فإنه من بقايا العبادة اليسرائيلية الحلولية ويحمل آثاراً ثنوية، ذلك أن عزازئيل هو الشر الذي يعادل قوة الخير) , ولا تزال لطقـوس الهيكل أصداؤها في طقـوس المعـبد اليهـودي في الوقت الحاضر، إذ يُلف تابوت لفائف الشريعة بالأبيض في ذلك اليوم على عكس التاسع من آف حيث يُلف بالأسود•
ومن الشعائر الأخرى التي تمارس بشكل دائم في عيد يوم الغفران (وأحيانا في عيد رأس السنة) طقس يسمى كـابَّـاروت وهي صيغة جمع لكلمة كابَّاراه العبرية وتعني تكفير • وهي إحدى الشعائر اليهودية التي يتم من خلالها نقل خطايا اليهودي الآثم بشكل رمزي إلى طائر, ولا يمارس هذا الطقس الآن سوى بعض اليهود الأرثوذكس , وتأخذ الشعيرة الشكل التالي: تتلى بعض المزامير وفقرات من سفر أيوب ثم يُدار حول رأس اليهود طائر يُفضَّل أن يكون أبيض اللون (ديك إذا كان الآثم ذكراً ودجاجة إذا كان أنثى) ثم يُتلى الدعاء التالي: هذا هو بديلي، قرباني، الذي ينوب عني في التكفير عني• هذا الديك (أو الدجاجة) سيلقى حتفه، أما أنا فستكون حياتي الطويلة مفعمة بالسلام • ثم يُعطَى الطائر بعد ذلك لأحد الفقراء، أما أمعاؤه فتُعطَى للطيور , وقد تَعدَّل الطقس إذ يذهب بعض الحاخامات إلى أنه يمكن إعطاء نقود تعادل ثمن الطائر•
ولم يأتِ ذكر لهذا الطقس في التوراة أو التلمود ويظهر أول ما يظهر في كتابات الفقهاء (اليهود) في القرن التاسع , وقد اعترض بعض الحاخامات في بداية الأمر على هذا الطقس لأنه يشبه الشعائر الوثنية , ولكن الوجدان الشعبي يميل لمثل هذه الشعائر، فهي تُقرِّب العابد من الإله بطريقة محسوسة، ولهذا كُتب لها الاستمرار , ويُطلَق على حرب أكتوبر حرب يوم الغفران لأن عبور القوات العربية وإلحاقها الهزيمة بالقوات الإسرائيلية تم في ذلك اليوم من عام 5733 حسب التقويم اليهودي .
وقد أصبح يوم كيبور أكبر أيام الحداد لأنه صادف أن دخل نبوخذ نصر أورشليم بجيوشه الظافرة في مثل هذا اليوم(586 ق .م) وأشعل النيران فيها .. فهي ذكرى مؤلمة .. كما أن يوم كيبور هو نفس التوقيت الذي اختارته مصر وسوريا للهجوم على إسرائيل وبدء حرب 6 أكتوبر 1973م ..
يوم كيبور أو يوم الغفران حسب من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة .....
يوم كيپبور، يوم هاكيپبوريم أو عيد الغفران (بالعبرية יוֹם כִּפּוּר أو יוֹם הַכִּפּוּרִים)، هو اليوم العاشر من شهر "تشريه"، الشهر الأول في التقويم اليهودي، وهو يوم مقدس عند اليهود مخصص للصلاة والصيام فقط. ويوم كيبور هو اليوم المتمم لأيام التوبة العشرة والتي تبدأ بيومي رأس السنة، أو كما يطلق عليه بالعبرية روش هاشناه، وحسب التراث اليهودي هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية.
يبدأ يوم كيبور حسب التقويم العبري في ليلة اليوم التاسع من شهر تيشريه في السنة العبرية ويستمر حتى بداية الليلة التالية.
يعتبر يوم كيبور في الشريعة اليهودية يوم عطلة كاملة يحظر فيه كل ما يحظر على اليهود في أيام السبت أو الأعياد الرئيسية مثل الشغل، إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات وغيرها، ولكنه توجد كذلك أعمال تحظر في يوم كيبور بشكل خاص مثل تناول الطعام والشرب، الاغتسال والاستحمام، المشي بالأحذية الجلدية، ممارسة الجنس وأعمال أخرى بهدف التمتع. وبينما تعتبر أيام السبت والأعياد الأخرى فرص للامتناع عن الكد وللتمتع إلى جانب العبادة، يعتبر يوم كيبور فرصة للعبادة والاستغفار فقط.
يوم كيبور هو من المناسبات الدينية التي يتبعها اليهود غير المتدينين أيضا، خاصة في إسرائيل حيث تحترم الأغلبية الساحقة من اليهود العلمانيين الحظر على السياقة والسفر بسيارات في هذا اليوم (مع أنهم لا يحترمون هذا الحظر الديني في أيام السبت والأعياد الأخرى). عدم الصيام في يوم كيبور هو أحد الدلائل الرئيسية على ترك الدين بشكل تام أو على الانتماء إلى اليهود العلمانيين، إذ كانت هذه الوصية الدينية ذات أهمية كبيرة في نظر اليهود "التقليديين"، أي اليهود الذين يتبعون وصايا الدين بشكل جزئي.
حسب الحسابات التي يستند التقويم العبري إليها، فإن يوم كيبور قد صادف أو سوف يصادف في الأيام التالية حسب التقويم الميلادي:
• 2005: 13 أكتوبر
• 2006: 2 أكتوبر
• 2007: 22 سبتمبر
• 2008: 9 أكتوبر
• 2009: 28 سبتمبر
• 2010: 18 سبتمبر
ولكن السؤال الذي لم نجد له إجابة صريحة هو التالي : من الذي قام بنقل صوم عاشورا من التقويم اليهودي إلى التقويم الهجري ؟؟؟
وهل يجوز هذا التغيير أو يجزئ ؟؟؟ ونحن نعلم أن التقويمين لايتطابقان وأن اليهود لاتصوم عاشر محرّم، كما أن الشعائر الدينية لدى أيّ دين وملّة، وطقوس العبادة مرتبطة بتقويم ديني محدّد ولايكون لها أي معنى خارجاً عنه ..
الإشكالات التي يطرحها هذا الموضوع ..هو إشكال في غاية الأهمية , المشكلة التي توقفنا إننا نكتشف إن الأعياد أو أيام الصيام التي نصومها أو نحتفل بها ما هي إلا تراث غريب عن البيئة الإسلامية , وماهو إلا تراث يهودي ... الإشكال الذي يثيره هذا الأمر ...هو مدى تأثير الثقافات الأخرى على الثقافة الإسلامية وماهو مدى ما نعرفه عن العهد الأول من الإسلام , وماهو الأمر الذي يكون إسلامي خالص أو في نسبة كبيرة منه ذا أصول دينية قديمة أو وثنية , وماهي الحدود التي يتوقف فيها ما هو ديني قديم أو من ابن يبدأ ماهو أسلامي .....
كذلك هذا الموضوع يطرح إشكال في غاية الأهمية هو دور العقل بوجود النص , فالنص هنا واضح بضرورة صيام هذا اليوم ,لكن اليوم اختلف , فأي يوم نصوم هل هو العاشر من محرم ام هو 8 ربيع الأول ...والمشكلة الأخرى كيف تم الإقرار بصيام العاشر من محرم هل هو النبي أم شخص أخر , والإشكال الأكبر .....
أنا في الحقيقة أقول إني حاولت منذ البداية إلا انجاز إلى أي صف من الفرق المتضادة في هذا الموضوع وحاولت إن انقل الموضوع بدون أي تدخل مني سوى نقل الحقائق كما هي .....
لكن الحقائق تكشف كم هي الحقائق لا تعود حقائق حيث يثور العقل هذا المارد ويتخلص من قيوده ليقول كيف ؟ ولماذا ؟ إن السؤال يسير بنا إلى سؤال أخر ثم إلى سؤال أخر وهكذا في مسيرة لها بداية وليس لها نهاية ....
المشكلة في قراءة هذا الموضوع نجد كم هي المعتقدات والنصوص الدينية تتحول إلى فعل حي بفعل الإنسان , فالإنسان كائن متحرك والنص فعل جامد , لكن ما إن يجتمع الإنسان مع النص حتى تتولد لنا أفعال جديدة ونصوص جديدة تتحول مع الزمان إلى مقدسات لايمكن المساس بها ...
دخلت خلال بحثي في هذا الموضوع الى كثير من المواقع التي تتكلم بفضل صيام هذا اليوم حيث جاء بها مثلا....
قال النووي رحمه الله: " يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر .
ثم قال: صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه..
وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله" .
أخرجه مسلم (1162)، وأبو داود (2/321) (ح2425)، والترمذي (2/115) (ح749) ، وابن ماجة (1/553) (ح1738) ، وأحمد (5/308)، والبيهقي (4/286).
إننا أمام فضل صيام يوم , يعتبر من أكثر الأيام تزيفا , فلا ادري حقا بأي فضل يتحدثون , هل هو فضال صيام العاشر من أول شهر للسنة اليهودية , أم هو العاشر من محرم حسب النظرة الإسلامية .....
الإشكال الكبير الذي يثيره هذا الموضوع كذلك هو تأثير الأديان الأخرى بالدين الإسلامي , وان هناك الكثير من التراث الإسلامي ماهو إلا تراث يهودي , وان اليهودية لها تأثير كبير على العقلية الإسلامية ....
#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟