|
قصيدة شعبية مملوءة بالحقد الفايروسي الشوفيني ضد الكرد
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 14:37
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إن الأخوة العربية الكردية أقوى من أن تهزهزها قصائد سقط المتاع مثل " كاكه حمه"
يذكرني الشعر الشعبي العراقي الوطني بمواقف مشرفة بالدفاع عن الوطن والتأكيد على روح الأخوة والصداقة بين الشعوب والقوميات وقد خلى أكثره من روح الحقد الشوفيني والكراهية ضد القوميات، ولم يكن يختلف عن مسيرة الشعر ألعامودي أو الشعر الحر وغيره من الأدب ولطالما كان الشعر الشعبي نبراساً يقود إلى تفعيل نضال الجماهير الشعبية وتحشيدها من اجل الموقف الوطني والطبقي ولم أجد من خلال متابعتي قبل مجيء سلطة البعثفاشي بين مقامات هذا الشعر آراء تصب في التفرقة أو الاستهزاء من قومية أو طائفية أو دين بقصد التشويه والتفرقة لكن الذي حدث ومنذ بداية انقلاب 17 تموز 1968 اتجه حزب السلطة وقيادته للضغط على الشعراء والشعر الشعبي ومنع نشر نتاجهم وبخاصة في طريق الشعب والثقافة الجديدة والفكر الجديد وغيرها من الصحف غير التابعة لهم بحجة المحافظة على اللغة العربية واستغل هذا الشعار الكاذب لأغراض حزبية وبالضد من الشعراء الوطنيين الديمقراطيين والشيوعيين ، وبعد أن استولى حزب البعث على كل شيء وانفرد في الساحة الإعلامية راح يتودد للبعض ويكسب ودهم بما يقدمه من مال لشراء الذمم والنفوس المريضة أو استخدام العنف والاضطهاد والإرهاب ضد من يمتنع عن مجاراتهم، ومع شديد الأسف أصبح البعض من الشعراء الشعبيين وشعرهم مداحين بمناسبة وغير مناسبة للقائد الملهم والعبقري المفعم بالعلم والعلوم وأصبح الشعر الشعبي آلة بيد السلطة الجائرة مما أدى إلى تدهور قيمته النبيلة السابقة المبنية على الإحساس الشعبي وانتقل إلى موقع لا يحسد عليه بما فيها الاستهزاء بالقومية الفارسية وبعض القوميات ممجداً القائد العربي صدام الفذ ونظامه الدكتاتوري المتسلط فكان بحق مثالاً للحقد القومي الضيق والشوفيني المعادي للقوميات الأخرى وان ادعى غير ذلك وظهر للعيان ليس المشكلة في قضية اللغة العربية إنما الهدف هو تشويه التاريخ وإلغاء الآخر، وعندما سقط التمثال وأُحتل العراق فر من فر منهم وتاب من تاب وانتهت مرحلة من مراحل إلغاء الآخر على أساس قومي متطرف بحجة الوطنية واليوم وبعد انتهاء تلك الحقبة المظلمة يخرج علينا شاعر شعبي يدعي البعض انه شاعر الجنوب "هكذا يقال عنه" بقصيدة لا تختلف لا بالشكل ولا بالمضمون عن تلك القصائد المنافية للآداب والأخلاق العربية التي تحمل صفات " لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى " لينشر قصيدة فيروسية مريضة مشبعة باللؤم والحقد على القومية الكردية وبشكل يتقزز منها الوجدان الوطني، قصيدة كل ما فيها يدل على اللغة السوقية التي تخدش مشاعر العرب الشرفاء قبل الكرد وقد عنونها ( كاكا حمه ) عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين استنكروها وخجلوا منها ومن لغتها وقد نقلت بعض المواقع الالكترونية القصيدة مع تعليق لها بأن القصيدة جعلت مسعود البرزاني يغضب ويهدد بالانفصال وهي كذبة حقيرة سارت عليها هذه المواقع ثم لاحقاً راحوا يدعون التضامن مع الشاعر ويؤازروه على أساس حرية الرأي لكنهم لم يقفوا بالضد من إهانة شعب بأكمله بدون وجهة حق فهذه يعتبروها حرية الرأي لان الكذب والتشويه ديدنهم، إن هذا الشاعر الجربوع لو كان شاعراً وطنياً وشريفاً مسلماً لما تجرأ إلى الإساءة بهذا الشكل المقرف على قوم أشرف منه ومن مخلفاته الشوفينية البعثية كانوا منذ عشرات السنين متضامنين مع قضية الشعب العراقي ومشاركين فعالين في بناء العراق ومتقلدين منذ العهد الملكي مناصب رفيعة في الدولة والقوات المسلحة العراقية وقياديين في أكثرية الأحزاب المعارضة للسلطات بما فيها حمل السلاح، أن الذي نشر هذه القمامة يدل على الرغم من كذبه ودجله بادعائه الوطنية وبحب العراق والخوف على وحدته وعدم تقسيمه انه لا يختلف عن الشاعر وشوفينيته ولا شوفينية الفكر القومي اليميني المتطرف وفي مقدمتهم الفكر البعثصدامي فهنيئاً لهم بهذا الشاعر المسكين وبقصيدته اللاخلاقية وإذا كان الشاعر يدعي " كاكا حمه كلش ضميرك مات ولا ذرة خجل خليت بعيونك حلبجة أبكل فرع عند أهلي بالانبار دمهم ماي عندك ما يهزونك والآلف الجثث تتناثر ابغداد كركوك التهمك ما يهمونك " إذن كركوك المشكلة بالنسبة له ولهم وليس غيرها كما يدعي وعليه أن يوقض ضميره لأن ضميره هو الذي مات وليس الكرد الذي يمثلهم بكاكا حمه، لأن ضميره الميت لم يفقه أن الكرد ليسوا دخلاء ولا هم يستعطفون رأي أحداً من الحاقدين والشوفينيين والمعادين لحقوق القوميات المشروعة إن كانوا كرداً أو تركماناً أو كلدوا آشوريين، لو ضميره فيه ذرة من خلق عليه أن يكتب عن من يقوم بهذه المجازر ليس ضد أهلنا في الانبار أو بغداد بل في كل مواقع في بلادنا بدون استثناء أما الكرد العراقيين فهم جبل شامخ بالوطنية والإخلاص والتفاني من اجل إعادة بناء العراق على أسس التآخي والمواطنة للجميع والحفاظ عليه والتاريخ كان اكبر مثال على ما نقوله ولا نقول إلا أن هذا الشاعر الجربوع المسمى سمير صبَيح وقصيدته الوسخة ومن يؤيده من الشوفينيين سيكون في مزبلة التاريخ مثلما حدث لأمثاله من المعادين لجميع القوميات وسيبقى الشعر الشعبي الوطني العراقي نبراساً للوحدة الوطنية والدفاع عن العراق إن الإخوة العربية الكردية لن تهزهزها قصائد سقط المتاع حتى وان استغلت من قبل المنتفعين المتعصبين قومياً بين الشعب الكردي الشقيق أو استغلت بعد الاستياء الشعبي الواسع وقيل عنه أنها حرية الرأي، فأي حرية بائسة عندما تهان قومية تعتبر احد مكونات الشعب العراقي تحت ضلال حرية رأيهم المملوء بالحقد والكراهية والاستهزاء ....
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزمة القرار المتأخر
-
الخروقات الانتخابية من قبل بعض الأحزاب والكتل
-
من ينحت المجد في التاريخ الذي تصنعه الجماهير؟
-
عام 2010 والأمنيات الملحة
-
أحبّك يا روعة الإحساس
-
هل الحل في حرب جديدة مع إيران وفق -وامعتصماه -؟
-
جريمة تفجير الكنائس واغتيال المواطنين المسيحيين
-
المعارضة الإيرانية الواسعة واتهامات السيد خامنئي
-
بيان عن تفجيرات الثلاثاء لدولة العراق الإسلامية البعثية
-
تعديل قانون الانتخابات - تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي-!
-
الحوار المتمدن نقلة نوعية لتطوير الوعي العلماني
-
لماذا يسعى حكام طهران لامتلاك السلاح النووي؟
-
قرار مجلس محافظة الكوت يحط من قدر وقيمة المرأة العراقية
-
بكتريا الحليب في ذي قار وأنفلونزا الخنازير H1N1 في كل مكان .
...
-
الفساد المالي والإداري والانتخابي الذي ينخر جسد العراق
-
ماذا بَعْدَ أن ادخلوها في مأزق هل سيؤجل موعد الانتخابات؟
-
همٌ علمني شراكة الأسى
-
القائمة المفتوحة وترقيع القانون رقم 16 لسنة 2005
-
كذبة الحي الميتْ ديدنهم لتشويه الحقائق والوقائع والتاريخ
-
إلى متى يستمر مسلسل الانتقام من الشعب العراقي ....؟
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|