أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - ممنونون ..شاكرون ..محظوظون ..مهللون .














المزيد.....

ممنونون ..شاكرون ..محظوظون ..مهللون .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 14:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل جئنا كنتيجة لنظام معد سلفاً , أم كنتيجة صدفة عشوائية بحته أم أن الأمور ليست لها أى أهمية تذكر سوى أننا نعيش ذاتيتنا متخيلين أهميتنا .

أنا نتيجة طبيعية لتخصيب بويضة من أمى بحيوان منوى ما جاء من أبى ...هذا الحدث جاء فى فترة ما من الزمن .
هذا الحدث يشكل بالنسبة لى أهمية هائلة بل كل الأهمية , فلولا نجاح هذه العملية الكيميائية ماكنت هاهنا وماكان لى من وجود , فحيوان منوى لا يرى بالعين المجردة سبب وجودى وتكوينى , حيوان منوى بسيط من ضمن ملايين الحيوانات المنوية نجح فى تخصيب بويضة أمى .
إذن إحتمالية وجودى كإنسان يتوقف على هذا الكائن العشوائى الذى أنطلق وسط ملايين من الحيوانات المنوية ليكون أحسن حدث فى وجودى .
ممنون لهذا الكائن البسيط الذى أنطلق وتسابق وسط الملايين من الحيوانات المنوية ليعطينى مفتاح الحياة والوجود

ممنون للحظة التاريخية وللحالة النفسية والمزاجية التى جمعت أبى وأمى فى علاقة حميمية لها عامل مهم فى وجودى أنا ..فلو لم تتم هذه العلاقة فى هذه اللحظة بالذات
لكان هناك إنسان أخر غيرى , قد يكون له ملامح تشبهنى ولكن بالتأكيد ليس أنا.
شكراً لهذه اللحظة التاريخية من عمر الزمن التى وهبتنى وجودى كما أنا .

هل أنا محظوظ فى وجودى ؟...هل أكون ممنون لكل الظروف الخاصة جداً والنادرة جداً والتى ساهمت فى وجودى ؟..
هل أوجه الشكر لكل اللحظات والصدف السعيدة والعشوائية أيضاً التى شاركت فى وجودى كإنسان ؟..

الواضح إن كان لنا أن نوجه الشكر على شاكلة المنافقين فى بلادنا العربية الذين لا ينسوا الرئيس والأمير والوزراء والسيد المحافظ وضابط القسم والمخبر أيضا ...فهنا يجب أن نشكر كل من ساهم فى نجاح عملية التلقيح من البقال والجزار وبائع الخضار والخبز والذين أمدوا أبى وأمى بما يأكلاه ليكونا مكوناتى ...أشكر كل الأجهزة العضوية لكل من أبى وأمى فى أنهم حولوا الغذاء لحيوان منوى وبويضة .

أهلل للحظة اللقاء التى تمت بين والدى وأمى فى ذلك الزمن من التاريخ ...للحيوان المنوى الذى أمتلك القدرة على أن ينافس ملايين من زملاءه فى إختراق جدار بويضة أمى .

هل من المفروض أن أشكر أبى وأمى على فعلهم هذا ...ولكنى سأتحفظ فى درجة الشكر .
فمن المؤكد أنهم كانوا يمارسون حياتهم الطبيعية فى الحياة ولم يكن هدفهم الأساسى وجودى وتكوينى كسامى فى الأساس.

وجودنا هى صدفة بحته ..وعشوائية غير منظمة ولا هادفة ...
مشكلتنا فى تصورنا أننا من الأهمية بمكان ..بينما نحن لا نعدو أن نكون سوى عملية كيميائية بيلوجية تمارسها الطبيعة فى كل لحظة ملايين المرات .
ببساطة شديدة , الطبيعة لا تحفل بنا .

ولكن لماذا لا يهلل الحيوان لمثل هكذا حدث هام فى وجوده ..
هنا الفرق ....لأننا نمتلك الوعى والأنا ....
فبالوعى أدركنا أننا مخالفين للطبيعة ...مفارقين لها ...
بالأنا نتوهم أن الوجود صنع من أجلنا ... وأننا متمايزون عن الحيوان بالرغم أن الكيمياء واحدة .
نحن لا نزيد شيئا عما وجد ويوجد وسيوجد فى الطبيعة سوى إمتلاكنا لوعى نريد به أن نفارق الطبيعة .

لسنا محظوظون.. ولا ممنون ..ولا شاكرون ...لأنه ببساطة لم يكن هناك ترتيب معين ولا نية مبيته لوجودنا ..
نحن نتاج صدفة وعشوائية بحتة غير مكترثة ولا مهتمة ..غير راغبة ولا مريدة ولا مخططة ...نتوهم وهماً يرضى غرورنا أن كل الأمور صنعت من أجلنا .
غرورنا يستقى معينه من الجهل ومن التعالى والإنفصام عن الطبيعة والوجود .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا . (1)
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً (2)
- قراءة فى العنف والإنسان والإله .
- عيون وراء نقاب .
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً .(1)
- موت السؤال .
- المربع المتبقى للفكرة .
- تكون هى أرحم .
- خربشة عقل - الله والخلق .
- لن أعيش فى جلباب أبى .
- الملكية والزواج والزنا والله .
- ماذا لو تاب الشيطان ؟
- فزاعة الموت
- قراءة فى مذبحة الأقباط بنجع حمادى .
- تعالوا نقسم اللانهائى .
- الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .
- الرضاعة الفكرية .
- سينما أونطة ..هاتوا فلوسنا .
- الديك لا يبيض .
- ثقافة النفاق والوصولية .


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - ممنونون ..شاكرون ..محظوظون ..مهللون .