أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - تحت خط الفقر . . ما بين النهرين !














المزيد.....

تأملات - تحت خط الفقر . . ما بين النهرين !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 02:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في العراق الذي زعم "محرروه" أنه "جديد"، وأوهمنا "مقرروه" أنه "الفردوس الموعود"، عاصمة تنام على أكوام من القمامة، وبيوت صفيح وطين فوق تلال من النفايات، حيث لا يندر أن نجد من يفتش عما ينفع للبيع سدّاً للرمق.
وفيه يقول أحد الذين يعيشون في تلة النفايات بمنطقة المعامل في رصافة بغداد إنه "في نعيم" مقارنة بغيره ممن يسكنون المنطقة مدفونين فوق الأزبال.
وفيه "نعيم" من طراز "جديد"، حيث تقول مواطنة إنها تشعر "بسعادة" لأنها باعت كليتها حتى تنقذ أطفالها من الجوع.
ألا يهتم "ممثلو الشعب"، المتصارعون على الامتيازات، بمعرفة هذه الحقائق الصارخة عن بلاد ما بين النهرين التي كانت، ذات يوم، بلاد خصب ورفاه ونور ؟ وأي "مقررين" هؤلاء الذين أوصلوا الناس الى هذا المنحدر الصادم من "السعادة" ؟ ولماذا وكيف يمثلون الشعب ؟ أليست هذه واحدة من المفارقات العراقية ؟
في بلاد النوائب ما يقرب من 10 ملايين مواطن تحت خط الفقر. هذا ما أكده بحث أجري في جامعة بابل، ونشرت وسائل اعلام تفاصيل عنه في الأول من كانون الثاني الحالي. وكان مستشار لدى الحكومة قد أعلن، أواسط أيلول الماضي، أن نسبة الفقر بلغت حوالي 31 في المائة، وهو ما يتوافق مع الحقائق التي أوردها بحث جامعة بابل.
فما الذي تكشف عنه هذه الحقيقة ؟
من بين دلائل أخرى تكشف عن عجز السياسات الحكومية الحالية عن حل الأزمة البنيوية. ويرى باحثون مرتابون بهذه السياسات أنها لن تؤدي إلا الى إعادة انتاج الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، ربما بصيغ جديدة.
ومن ناحية أخرى تفضح قضية تبديد عشرات مليارات الدولارات على "خرافة" إعادة الاعمار التخبط السياسي والاقتصادي، وأساليب النهب واللصوصية "الأميركية" و"العراقية" التي لم تتوصل التحقيقات المزعومة بشأنها الى أية نتائج.
غير أن أعمق الدلالات تكشف عن تفاقم التفاوت الاجتماعي والطبقي، واتساع الهوة في المداخيل لصالح الفئات التي راكمت الثروة عبر أنشطة طفيلية وإيرادات غير مشروعة، مرتبطة بالفساد المالي والاداري. ولم يعد سراً أن مسؤولين يمتلكون شركات بأسمائهم أو بأسماء عوائلهم هي، في الغالب، مصدر للاثراء الفاحش، بينما يساهم مسؤولون آخرون عبر الاتفاق مع شركات متعددة الجنسية بتهيئة المستلزمات والأجواء الضرورية لعقد الصفقات وغسيل الأموال.
ولا ريب أن من بين أسباب ارتفاع معدلات الفقر سياسات الدكتاتورية الفاشية التي أشعلت الحروب وأشاعت الخراب ودفعت بالملايين الى العوز، وهي سياسات ماتزال عواقبها وخيمة. وقد عمّق من هذه العواقب أن البلاد ماتزال تفتقر الى رؤية ستراتيجية على صعيد البناء الاقتصادي والاجتماعي، مما يخلق عوائق أمام عملية إعادة الاعمار في مختلف الميادين.
وبينما تنتشر مظاهر العنف والفساد المالي والاداري والتخبط وغياب الشفافية مترافقة مع عملية إعادة الاعمار، تتفشى البطالة، خصوصاً في أوساط الشباب حيث تتجاوز نسبتها 30 في المائة. ومن ناقل القول إن البطالة معضلة اقتصادية ذات عواقب اجتماعية وسياسية وثقافية وسايكولوجية يمكن أن تتفاقم اذا ما جرى الانتقال الى الخصخصة. كما أن عملية إعادة هيكلة الاقتصاد يمكن أن تفضي الى زيادة معدلات الفقر.
ومما تجدر الاشارة اليه تلك الأنباء التي تحدثت، مؤخراً، عن توقف حوالي 600 شركة صناعية بسبب عدم دعم الدولة للقطاع الصناعي الذي يفتقر الى تشريعات تحمي انتاجه في بلد يستورد أكثر من 85 في المائة من المواد الغذائية.
أما على الصعيد السياسي فيشتد التنافس على الامتيازات بين "المقررين"، خصوصاً بالارتباط بالصراع على الانتخابات، وهو صراع يشكل مصدراً لتعطيل إقرار القوانين الضرورية، وأهمها إقرار الموازنة العامة للدولة. ويتواصل كل هذا وسواه من سلوك "التسييس"، بينما يسحق اليأس والعوز الملايين من المضطهَدين ومغيّبي الارادة ممن هزّ الواقع المأساوي ثقتهم بوعود "السياسيين".
* * *
يتساءل المرء عن حق، وبألم، عما اذا كان الملايين من المحرومين "الطيبين" سيُخدَعون بالوعود ثانية، وعما اذا كانوا سيوصلون الى كراسي الحكم، مرة أخرى، أولئك المتنعمين ممن تخلوا عن عهودهم حتى قبل أن يجف حبر التصريحات.
أليس من باب الدلالة البليغة أن تنقل الأنباء عن مرجع ديني جليل مثل آية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض قوله، مؤخراً، إن "رواتب كبار المسؤولين لم يُسمَع لها مثيل في أي بلد، بينما في العراق نجد من ليس له مأوى أو لقمة عيش"، وإضافته، بأسىً عميق، القول: "عار كبير على من يدّعي أنه يمثل الشعب ويقوم، في الوقت نفسه، باستغلال الشعب بهذه الطريقة البشعة" ؟
أليس أولئك الذين يضطرون الى بيع أعضاء أجساد أطفالهم "يقتلون أولادهم خشية إملاق" وهو ما حرّمه الكتاب العزيز ؟
أولا يخشى كانزو الذهب والفضة من أن تُكوى جباههم يوم القيامة كما قال أبو ذر الغفاري، الفقير الذي كان يلبس ثوباً كثوب خادمه، ويأكل مما يطعمه، وهو الذي قال عنه الرسول الكريم: "أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى بن مريم عليه السلام" ؟



طريق الشعب - 12/1/ 2010



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - مرتجاهنّ الحرية في حدائق النور !
- تأملات - ننحت في حجر .. هذا هو مجدنا !
- تأملات -ثقافات جديدة- بينها الترقيع !
- تأملات أأضحى الصمت أصدق أنباءً ... !؟
- تأملات - هوس الاستحواذ !
- تأملات - رايات المرتجى في أيادٍ بيضاء !
- تأملات - فأر البرلمان تحت خيمة الأميركان !
- تأملات - تلك الأبواب .. هذه المرايا !
- تأملات - ائتلاف السخط والأمل !
- تأملات - أصوات .. وأصوات !
- تأملات - هواجس العزوف ولحن الصراع !
- تأملات - أغلبية معوزين وحفنة متخمين !
- تأملات - أربعاء الرماد .. أربعاء الأمل !
- تأملات - بايدن يتذكر -الحرب المنسية- !
- تأملات - حماة الكلمة .. من يحميهم !؟
- تأملات - الحنّاء بعد النخيل واللحى طويلة !
- تأملات - رسالة -المتنبي- البليغة !
- تأملات - أربعاء الدم .. من المسؤول !؟
- تأملات - بلاك ووتر .. بيت الدعارة والجريمة !
- تأملات - في ذمّ التسييس أيضاً !


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - تحت خط الفقر . . ما بين النهرين !