|
البعثيون طينة واحدة فلا تؤمنوهم
جواد وادي
الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 23:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
البعثيون طينة نجسة لا تطهرها كل مياه الكون لأنهم جبلوا على الخسة والرعونة والكبرياء الأجوف والنزوع إلى القتل الأهوج لمجرد أن مخاطبهم او معارضهم لا يقتنع بما يسلكون و ويفعلون. إنهم مخلوقات كأنها خرجت من مختبرات تدخلهم مدخلا وتخرجهم مغايرين لبقية خلق الله، فهم لا يرتدعون ولا يأخذون العبر ولا يأسفون لرعونات ارتكبوها ولا يعضون أصبعا واحدا للندم، عكس باقي البشر، حين يكتشفون أخطاءهم يثوبون إلى رشدهم ويفتحون صفحة جديدة، طالبين الصفح عما بدر منهم من أفعال، اكتشفوا لاحقا أنها تخالف العقل ومورست تحت ظرف ما، فيحتكمون إلى رجاحة العقل بعد أن يتخلصوا من أفعال ارتكبوها جلبت للآخرين متاعب وأهوال عدة، لكن البعثيين يغايرون كل مخلوقات الله في طريقة التفكير والفعل والتمادي فيه وعدم الاعتراف بالخطأ والرجوع عنه والذي يعتبر فضيلة، بل هم يتمادون أكثر في اقتراف ذات الأخطاء وبطريقة اشد همجية ورعونة، وكأنهم الوحيدون في هذا الكون، وينبغي على الناس أيا كان وضعهم أن يكونوا أتباع لسفاهتهم ورعونتهم، والتأريخ العراقي ملئ بالشواهد ولا يحتاج إلى أدنى تمحيص، حيث ومنذ ان استلموا دفة الحكم في العراق( واللعنة على ذلك اليوم المنحوس) وهم يعيثون فسادا وفوضى وقتلا ودمارا بالبلاد والعباد دون أن يرف لهم جفن أو تبدوا عليهم أمارة الندم والاعتراف بالخطأ، والمصيبة أن المحن التي أصابت العراق والعراقيين، لاحقتهم هم أنفسهم، فمنهم من نال عقوبة صارمة لأفعاله وجرائمه، ومنهم من ينتظر ذات المصير دون أية بادرة تنم على امتلاك ناصية العقل والتراجع عن الأخطاء القاتلة، بل هم عكس حركة التاريخ والمجتمع في العراق والعالم بأسره، لا يذهبون بالتفكير لفهم الأشياء ابعد ما أنوفهم التي لا تشم إلا رائحة الدم والموت وتناثر الأشلاء ولا تسمع غير أنين الضحايا وقعقعة السلاح، والرجل عندهم هو من يسعى إلى أن ( يتكاون) حتى مع نفسه، ولكن لماذا؟ يكون الجواب مؤجلا وتفسيراتهم لتلك السلوكات لا تشرف حتى الطفل الرضيع. انه قدر لعين هذا الذي حل بالعراق وخيم على العراقيين منذ ظهور هذا الحزب الأجرب وكل من انتمى إليه أو سانده أو وقف إلى جانب قيادته الرعناء لأي سبب كان، ويقينا أن الأسباب كلها إذا ما نظرنا إلى ماضي هذا الحزب من ورائها أطماع سياسية أو مادية او الحصول على حظوة ولا يهمهم النتائج التي قد تجلبها هكذا مواقف، المهم عندهم هو الوصول إلى الهدف الذي يسعون إليه، والبقية يتركونها للقدر حتى وان تسببت بنتائج كارثية، فمن بعدهم والطوفان، وها هم العراقيون اليوم يكابدون طوفان ممارسات البعث الأخرق. هنا يحق لنا أن نتساءل وبحرقة ودهشة عن العبر التي تعلمها هؤلاء وهم ليسوا على عدد الأصابع بل بالملايين، هل يعقل أن كلهم فاقدو الأهلية وغياب العقل، بحيث أن هذه المؤسسة الحزبية الرعناء، تجرد كل من ينتمي أليها من القدرة على تمييز الأشياء والرجوع إلى الضمير الذي يمكن أن يحرك فيهم روح المواطنة والشعور بالانتماء للعراق العظيم، لا الحزبية الضيقة وشهوة القتل المجاني. ينبغي أن يتجند كل أطباء الكون النفسيين لدراسة هذه الظاهرة الغريبة في النفس البشرية التي تتحول إلى أداة للخراب والدمار مستخدمة كل الوسائل البشعة دون وعي وعقل وضمير. ماذا يضيرهم إذا ما اعترفوا بأخطائهم ليكفروا عن جرائمهم رغم أن تلك الجرائم اكبر من أن تغتفر بل ينبغي المحاسبة والتشدد عليها وإعادة هؤلاء إلى ناصية الحكمة، إذا ما بقيت لديهم ذرة من الرزانة يتعكزون عليها لإعادة النظر بفداحة ما فعلوه. يبقى لدينا هنا سؤال بات من الطلاسم، لما يكتنفه من غموض وحيرة، ذلك أن مسؤولا عراقيا وصل إلى منصب رئاسة الوزراء بعد سقوط الصنم، لم ينس دموية الحزب الذي كان ينتمي إليه وما جلبه من كوارث، بحيث أن حزبه الخرتيت هذا، لاحقه وطارده وحاول تصفيته ورغم ذلك لم يتبرأ منه بعد كل هذه الهزات المخيفة التي سببها هذا الحزب بفكره الشوفيني العفلقي البغيض وممارساته الدموية وإجرامه الضارب في الفتك والموت الأرعن، لا يراعي غضب الشارع ولا يحترم ضحايا حزبه المجرم من أموات وأحياء، ليعلن وبتفاخر انه كان يوما عضوا في هذا الحزب الفاشي، بل الأنكى والأخطر من هذا يبيح لنفسه أن يمد يده إلى قتلة الشعب العراقي من رفاق الأمس، محاولا إعادة المياه القذرة إلى مجاريها النتنة، وكأني به يريد أن يقول عفي الله عما سلف ولنعد عزت الدوري المتخلف إلى سدة الحكم وهذا الأخير حتما سيعيد الاعتبار إلى الذاهب إلى حتفه، صدام حسين ليؤبنه ويعيد له أمجاده الزائفة التي كانت سبب بلاوي العراق ومآسيه، وليذهب ملايين الضحايا إلى الجحيم، الأحياء منهم والأموات؟ ما هذا البله؟ وهذه التجاوزات؟ أيها المسؤول الأول في العراق الجديد؟ أليس هو الاستهتار بعينه بكل ضحايا العراق الذين نحروا في مجازر البعث الفاشي؟ وكيف يسمح لنفسه أن يصرح بهكذا كلام ويعلن عن التصالح مع أسماء ما زال العراقي وسيبقى يتقئ دما حين سماع أسمائهم الوضيعة.. برافو يا علاوي على التفاتة الوفاء هذه التي أعلنتها دون تكتم بأنك لا زلت تحن إلى تلك المؤسسة الفاشية بويلاتها وكوارثها، وكيف لك أن تدعي انك تريد قيادة العراق وأنت تدوس على مشاعر كل العراقيين بالانحياز إلى مؤسسة البعث سيئة الصيت، وبهذه الطريقة البشعة؟ هذا الموقف ذكرنا بسلوكات سئ الذكر صدام ومغامراته، حين كان يقدم على أمر بعواقب كارثية دون أن يحسب للنتائج الخطيرة، كالحرب مع إيران وغزو الكويت ومناطحة أمريكا الكارتونية، والحبل على الجرار. مما يثبت أن هؤلاء البشر من طينة واحدة ولهم نفس الطريقة البلهاء في التفكير ورؤية الأشياء عارية من أية رصانة وتعقل. ومبروك للعراق في ساسته الجدد، إذ ليس بعيدا إذا ما نجح هؤلاء في الوصول إلى مآربهم في غفلة من الزمن والآخرين، أن يفيق العراقي يوما فيجد صنم صدام المنهار وقد أعيد إلى ذات الساحة، ويشاهد عزت الدوري وهو يمسك بزمام الأمور لتعود دوامة الكوارث من جديد ونسمع نباحهم ثانية( هلهولة للبعث الصامد) صامد على من؟ وضد من؟ ولأجل من؟ الله وحده يعلم بذلك........ ولنصبر ونرى ما تؤول إليها الأمور لأننا نعيش في عصر: شله واعبر، وكلشي يهون.
ملاحظة اخيرة : سبق وان نشرت هذه المقالة لكنني وجدتها تطابق في كل وقت وحين توصيف البعثيين بأبشع الكلمات دون أن تفيهم حقهم والتحذير منهم سيما ما حدث مؤخرا حين أطلق البعثي القديم الجديد ظافر العاني للسانه البعثي، العنان ليصرح وبوضوح انتماءه للحزب الفاشي واعتزازه بهذا الانتماء دون خجل أو حياء من ماضي هذا الحزب الفاشي الأجرب الذي تستنكف حتى الكلاب الضالة أن تنعت انتماء له،إذ كيف يسمح لنفسه أن يشترك بالعملية السياسية في الوضع الجديد وهو أصلا لا يعترف به وبلا قوانينه الجديدة التي كنست كل التشريعات البعثية القرقوشية إن لم يكن يضمر بمعية رفاقه الآخرين ممن لا زالوا يصولون ويجولون في الساحة السياسية،العداء ولأهداف تخريبية يباركونها يوميا بانتظار الهزة الأكبر بمراهنتهم على العودة بالحكم إلى حيث كان الطاغية الأهوج بأدواته المعروفة في القتل والإبادة الجماعية، وبهذا تكون تحذيراتنا عين الصواب حين نبهنا وحذرنا مرات ومرات من أن هذه الكائنات الخرافية على قدر لا تحسد عليه من الصفاقة والغباء ونصب الفخاخ للآخرين، سلوكات باتت ديدنا ملازما لهم ولا يمكن أن يتخلوا عنها مطلقا إلا كما قال المثل: ما اختزن في العقول والأبدان لا تغيرها إلا الأكفان. والعبرة لمن اعتبر. اللهم إنا بلغنا فاشهد عليهم
#جواد_وادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هو الفاجر يا عريفي؟
-
اهي فكتهم ام فكتنا؟
-
قائمة اتحاد الشعب امل العراقيين في التغيير
-
لا فظ فوك يا آلوسي
-
واين صوت المحرمات
-
الكويتيون وشبح الماضي
-
القتيل يوارى والقاتل يتوارى ولا من عقاب
-
الالاعيب البعثية ومخاطر عودتهم
-
تلك هي الصفاقة بعينها
-
لا حل سوى العين بالعين
-
الانظمة القمعية لا اعداء لها
-
وشهد شاهد من اهلها
-
القائمة المغلقة وخفافيش السياسة
-
المطلوب فضح حرابي السياسة
-
اهي وقاحة النظام السوري ام لا اخلاقية متهميه؟
-
صور من العراق الجديد
-
هكذا نريد المالكي
-
حاميها حراميها
-
التابوت - اخر اصدارات القاصة صبيحة شبر
-
هل هذا وزير ام روزخون
المزيد.....
-
وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما
...
-
-معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
-
الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
-
بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن
...
-
مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف
...
-
مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا
...
-
هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
-
-الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال
...
-
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس
...
-
بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|