أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد الطالبي - أزمة التنوير في بلاد الاسلام














المزيد.....

أزمة التنوير في بلاد الاسلام


احمد الطالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 22:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما كان هذا الموضوع ليثير كثيرا من الاهتمام لولا أن الحداثة حققت مكتسبات جمة لأروبا و عموم بلاد الغرب مند اندلاع الثورة الفرنسية , واندحارالكنيسة , ولولا كذالك هذا الضلام الكثيف الذي يحدق بالشعوب العربية بسبب الأنضمة المتسلطة على الرقاب من جهة وبسبب طحالب الارهاب التي بدأت تطفو من هنا و هناك مستندة في تعاطيها مع قضايا الناس على مرجعيات فقه البداوة و التزمت بدءا بابن تيمية مرورا بالحسن البنا و انتهاء بالقرضاوي, مهدرة سياقات التعاطي مع النص بالغاء مبدأ المقاصد . وليس ذلك بغريب لان غايتها هي الهيمنة و ليس المعرفة . وعندما تستباح المعرفة و العلم ,يضيق افق الحياة والتفكير ,ويتسع افق التكفير .
ومن خلال هذا المدخل, يتضح ان أزمة التنوير العربي عويصة لدرجة أنها أصبحت مأساة تتكرر في كل حقبة تاريخية ,مند بداية الدولة الاسلامية مرورا بالامبراطورية وانتهاء بالدولة الوطنية القطرية(بضم القاف).فعندما ننبش في التاريخ الاسلامي ,أول ما نصطدم به عندما تم تتبيت اركان الدولة هو لجوء الداهية معاوية الى فرض ايديولوجية جبرية لتبرير جور الحكام و ضلمهم , لمواجهة الفكرالقدري -نسبة الى القدرة- الذي يؤمن بقدرة الانسان و حريته في اختيار أفعاله.هذا الفكر الذي شكل نواة الفكر المعتزلي الذي أسس لعقلانية متميزة من خلال اعطائه الاسبقية للعقل على النص , والتي لقيت في ما بعد دعما من أحد الخلفاءالعباسيين-الامين- لينقلب عليها من اتوا بعده بدعم من الفقهاء المحافضين الذين تواطؤوا مع السلطة من أجل مكاسب دنيوية ,مع الاشارة الى ان المعتزلة لقوا أشد أنواع التنكيل والتعديب منذ عهد الامويين , فمنهم من قطع لسانه ومنهم من دفن حيا ومنهم من دبح في عيد الاضحى....
انتهت محنة المعتزلة لتبدأ محنة الفلاسفة مع الغزالي الذي كفرهم من خلال مؤلفه تهافت الفلاسفة , والذي تجشم ابن رشد مشكورا عناء الرد عليه ودحض ترهاته و شطحاته في كتاب تهافت التهافت . ولم يسلم يسلم بدوره من المأساة بل كان قمتها حين تعرضت كتبه للاحراق بتحريض من فقهاء التزمت . وهوى صرح العقلانية في العالم الاسلامي لقرون ,الى حدود عصر النهضة حيث ظهر اصلاحيون جدد كمحمد عبده و الافغاني وقاسم امين مرورا بعلي عبد الرزاق الى طه حسين الذي منع كاتبه في الشعر الجاهلي بتدخل الازهر,وما زالت الماساة مستمرة مع اغتيال مهدي عامل وفرج فوذة وتكفير سيد القمني ونصر حامد ابوزيد...
ان تتبع خط هذه الماساة يكشف أن هناك تواطؤا بين الحكام وما يسمى بفقهاء السلاطين لوأد كل مشروع تنويري يهدف الى تحرير العقل ومن خلاله الانسان. هذا التوطؤ يتم من خلال تأجيج الغوغاء وتحريضها على المفكرين التنويريين , مما يقتضي من العقلانية نفسا طويلا والعمل على انغراسها في عقول كافة الشرائح لتصبح انشغالا شعبيا ذون ذلك سنظل نكرر المأساة بشكل سيزيفي الى مالانهاية ...



#احمد_الطالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعددية النقابية و مأزق الانتماء
- الانتقال الديمقراطي بين الزعيق المخزني و تكديب الواقع
- ملاحظات بصدد المسألة الاجتماعية - عالى هامش دعوة كدش للاضراب ...
- ما هي السلطة ؟
- هل يمكن التسليم بديمقراطية المخزن ؟
- الديمقراطية تهل علينا من الرحامنة
- هل حقا يتجه المغرب نخو الديمقراطية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد الطالبي - أزمة التنوير في بلاد الاسلام