أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - عيون وراء نقاب .














المزيد.....

عيون وراء نقاب .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 18:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما شاهدت إمرأة منقبة تخفى وجهها وراء نقاب غير سامحة للرؤية إلا من خلال فتحة صغيرة تطل بعيونها على الحياة أحس بالألم لحالها ..ويزداد ألمى وإشفاقى عندما أجد بعض النقبات يغطين الفتحة التى تسمح للرؤية بطرحة من التل الأسود لتصبح الأمور أكثر عتامة ومسخاً .

تخيل أنك تعيش هذا العالم ..عالم رؤية الوجود من خلال ثقوب ..أحس بمنتهى القسوة والمهانة والسجن الحقيقى الذى يأسر الإنسان ويمسخه .
أن تمسخ هوية الإنسان لهو شعور بشع ..أن تتحول المرأة إلى خيمة متحركة لا يعرفها ولا يميزها أحد لهو شئ لا يدعو للرثاء فقط بقدر ما يدعو للشفقة والبؤس والغضب للحالة التى وصلت إليه نساءنا .
أن تستطيع تمييز قطتك أو كلبك بين عشرات القطط والكلاب ولا تستطيع أن تميز المرأة المتحركة أمامك لهو مأساة بالفعل .. أن يتم مسخ الإنسان وتهميشه بهذه الصورة البشعة فى جعله ظلاً متحركاً ليس له هوية أو ملامح لهو سجن وإستقصاء وعزل.
هل هذا يدعونا للإندهاش أم يفجر فى داخلنا الشعور بالبشاعة والغضب تجاه الهيمنة الذكورية التى بلغت حداً من الفجاجة أن وصلت قسوتها فى مسخ المرأة بهذه الصورة المتلحفة بالسواد والدونية .
نعم هى هيمنة ذكورية متخلفة لم تتورع فى إستحضار نصوص قديمة كانت مغرقة فى بدويتها وتخلفها وفقاً لظرفها التاريخى , لتسقطه على واقع تريد فيه أن تتعامل مع المرأة كوعاء جنسى وشئ ما ليس له أى قيمة سوى إلقاء حيواناتنا المنوية .

النقاب هو تشويه للفكر الإنسانى وتأسيس حالات مشوه وممسوخة إنسانياً سواء للرجل أو المرأة .!!
فهو إساءة للرجل لأنه تجعل منه حيوان شبق لا يعرف شيئا إلا الغريزة بعنفوانها وعفويتها ولا يستطيع أن يسيطرعلى نفسه و شهواته أمام المرأة التى من أن يرى وجهها إلا وإنتفض قضيبه طالباً النزال .!!
وإساءة للمرأة أيضاً بأن يختزلها فى كائن مثير لشهوة الرجل الهائج جنسياً ويكون مجرد رؤية وجهها بكل بساطته مثيراً لهذا الهائج الذى لا يستطيع أن يمسك شهوته طالباً المضاجعة ...تصبح المرأة ليست إنساناً ولكن وعاء خالص للجنس .
وفقاً لهذه الثقافة تحولت المرأة إلى ثقب للجنس ..وتحول الرجل إلى حيوان غريزى شبق لا يمتلك القدرة عن الخروج من دائرة الجنس ولا يستطيع أن يمتلك نفسه وأعضاءه .

المصيبة عندما يتسلل مفهوم العورة إلى المرأة فى ذاتها ..فتقتنع أنها كائن يجلب الفتنة والرذيلة للرجل الذى لا يملك إرادة على قضيبه ..فترضى بهذا الوضع البائس لأنها خلقت هكذا .

والمصيبة الإكبر عندما تستعذب النساء هذا الوضع المهين ويصرحن ويفتخرن بنقابهن ..هنا تجاوزت الأمور وضعية إمرأة مهانة إلى وضعية إمرأة تستعذب الذل والألم والمهانة ..نصل إلى مايسمى الماسوشيزم ...نصل إلى مرض نفسى يحتاج إلى علاج وطبيب .!!


إن إرتداء النقاب ليس هو حرية شخصية كما يدعى الدينيون بل هو قهر وإذلال للمرأة ووضعها فى حالة من الدونية التى تقهر من إنسانيتها وتحط من كرامتها وتدفعها إلى هاوية الإنسحاق والتماهى والتلذذ به فى نهاية المطاف .

عندما نكون أمام منتوج إنسانى وصل إلى هذه المرحلة من العيش فى الإذلال والدونية والتوائم معها فلن نرجى من المرأة أى أمل فى مشاركتها الحقيقية فى الحياة ..ولن يكون إنتاجها إلا نماذج بشرية ممسوخة ومشوه .
سيكون إنتاجها من البنات التى سيتجرعن نفس الكأس من الإنسحاق والدونية دون أن يتحركن ساكناً وسيتربين من نعومة أظافهرهن أنهن كائنات أقل شأنا وقيمة وإنهن مفجرات لكل الشر والرذيلة والشهوة , سيرضين طواعية أن يكن فى أسفل الدرج والحياة .
كما ستنتج لنا بالضرورة أولاداُ محملين بكل غطرسة الذكورة وقسوتها ونظرتها الدونية للمرأة ..ليستمر مسلسل إنتاج كائنات بشرية ممسوخة ومشوه فاعلاً منتجاً حلقة جهنمية من التخلف والغباء والقسوة .

إذن القضية هنا لم تعد قضية حرية شخصية بل تعدت الأمور لتعطينا إنتاج بشرى أخر يتم تشويهه تحت دعوى الحفاظ على العفة بينما هو مزيد من الهيمنة الذكورية فى القهر والمتعة فى الإعتلاء لإمرأة مقهورة .

فلتكاتف كل العقول الشريفة لنزع النقاب وتحرير المرأة والرجل معا وخلق أجيال تعيش الحياة بكرامة وإنسانية بعيدا عن جيتو العزل والدونية والإستقصاء والعبودية .




#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً .(1)
- موت السؤال .
- المربع المتبقى للفكرة .
- تكون هى أرحم .
- خربشة عقل - الله والخلق .
- لن أعيش فى جلباب أبى .
- الملكية والزواج والزنا والله .
- ماذا لو تاب الشيطان ؟
- فزاعة الموت
- قراءة فى مذبحة الأقباط بنجع حمادى .
- تعالوا نقسم اللانهائى .
- الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .
- الرضاعة الفكرية .
- سينما أونطة ..هاتوا فلوسنا .
- الديك لا يبيض .
- ثقافة النفاق والوصولية .
- أحلامنا المكسورة .
- مناورة العقل الدينى .
- ثقافة العبيد .
- العروسة والمسدس


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - عيون وراء نقاب .