أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد العزوزي - الوعي إلتباسات التشكل وإشتباكات التأصيل















المزيد.....

الوعي إلتباسات التشكل وإشتباكات التأصيل


محمد العزوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 18:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يمثل الوعي للكائن البشري فردا وجماعة حالة راقية من ومتقدمة يرتقي عبرها نحو واقع متقدم محتكم للعقل ووظوابطه التنظيميةوكوابحه القيمية المؤطرة لمختلف المنظومات والسياقات التي بها يحقق إنسانيته ويسمو بهانحو أفق أرقى وأسمى بالقطع مع حالة البهيمية التي تحتكم للنوازع الغريزية الموجهة لها بالعمل على تطويعها وجعلها تتماشى وما يتوافق وتميزه ككائن عاقل واع ذووضع راق عن مستوى الكائنات الأخرى المشترك معها في ميزات وحتميات بيويولوجية تجعله طوع إكراهاتها المكبلة لقدرته وفاعليته في صناعة المبادرات وتفعيلها وتجذيرها في تربة الواقع وسياقاته المختلفة والمتنوعةوتعهدها بالعناية إلى أن تنضج وتعطي النتائج المرجوة الكفيلة بتسوير المكتسبات وتحصينها في وجه كل العوامل والظروف والشروط المتربصة بها العاملةعلى هدمها وتقويض أسسها عبر مسوغات وميكانيزمات عابرة للساقات ومستويات الفعل والتفاعل التأثير والتأثر سواء بالإيجاب أوبالسلب فكيف يتشكل الوعي؟وماهي الشروط والظروف التي يتم إنتاجه فيها؟وما مدى فعاليته في إحداث النقلات المرجوة؟وماهي السياقات التي يبرز أويغيب ضمنها؟ماحدود فعاليته في إحداث التغيير والإرتقاء داخل المجتمع؟وعلاقته بأطراف المجتمع القوية المتملكة لأدوات الإنتاج والإكراه؟
1 ـ سياقات تاريخية.
أثتبت التجربة الإنسانية في مختلف المناطق والجغرافيات الثقافية والتاريخية(تجارب كل من اليونان الرومان...)أن اللحظة التي يتلمس فيها الإنسان الوعي يرتقي نحو فهم أعمق لدوره والغائيات المؤطرة له والواقع وتفاعلاته المختلفة وبناء علائق عادلة عقلانية بين الأفراد والجماعات على إجتماعية إقتصادية ثقافية أخلاقية سياسية...
حيث حضور الوعي في مجتمع ما أوطبقة يعني التقدم الحرية المسؤولية إستقلالية القرارفاعلية المبادرات وجدوائيتها أكانت فردية أم جماعية أما حين يغيب من طرف مالكي وسائل الإكراه والإنتاج بمختلف أشكالها عن قصد لخدمة أجندة مصالحية فئوية تضيق أو تتسع لطبيعة التحالفات والإطار الزمني المحدد لها تسود قيم سلبية اللامسؤولية الإنتهازية الفساد المحسوبية الزبونية الجهل الأمية القمع بأشكال متنوعة .
يتم العمل بكل السبل والمسلكيات المتاحة لإبقاء الواقع كما هو لأن تقويض السلبي يعني تفكيك أدوات السيطرة وتكسيرها ومن ثمة إنهاء وضع الإختلال داخل المجتمع لتباين موازين القوى بين المُسَيطِر والمُسَيطَر عليه .

2ـ فكيف تتم عملية بناء الوعي ؟
ينشأ الوعي في مجتمع ما بناءا على صيرورة وسيرورة من التحولات والتغيرات تهم مجموع البنى الفوقية والتحتية الملزمة للفرد والجماعة على السواء بالإنخراط في هدم واقع سلبي لا يساير الطموحات والتطلعات لأغلب الفئات وبناء واقع إيجابي أكثر عدالة وحرية وأمن ... تقتسم فيه الخيرات وتتبادل وتوزع المنافع والمكتسبات والخدمات بشفافية واستحقاق بمعايير جديدة تتوسل القطع مع المنهجيات السابقة التي أبانت عن لا فاعليتها ولا عدالتها .
3ـ ماهي مؤسسات صناعة الوعي ؟
من بين المؤسسات المظطلعة بدور أساسي في صناعة الوعي وتوجيهه وتقويته بما يخدم المجتمع والإنسان
ـ الأسرة نواة المجتمع والضامن لإستمراريته النوع البشري بآلية التربية الجيدة للفرد بعيدا عن أي تأثير أو إكراه مبني على سلب إرادته وتوجيهه بما بما يخدم وسائل الإنتاج والإكراه .
ـ المجتمع بمختلف مؤسساته المدنية وغيرها جمعيات نقابات أحزاب مدرسة مؤسسات تمثيلية ... المؤسسات المعنية بتدبير بعض المرافق الحيوية البيئة الإقتصاد ألأمن .
ـ الإعلام ووسائل الإتصال المتنوعة.
ـ الآخر الذي يقف كمقابل لنا كذات فردية وجماعية من العلاقات التي نربطها معه على أكثر من مستوى التي تتباين مردوديتها من مستوى لأخر ودرجة التفاعل ضمنه
4 ـ من يغيب الوعي ؟
يقف وراء عملية تغييب الوعي داخل سياق أومجال ما طرف أوأطراف تحاول بمجموعة من الوسائل للحفاظ على وضع لا تريد أن تمسهأية تحولات وتغيرات قد تعصف بمجمل الإمتيازات والمنافع التي تجنيها بسيطرتها وتحكمها في الوضع ومن ثمة الوعي الوعي الممكن أن يتحصل عليه الطرف الأضعف ويكون كفيلا بدفعه إلى تغيير وإعادة تشكيل الواقع بما يتناسبوالقيم الجديدة التي يجب ترسيخها وبناء واقع بديل مبني على النزوزع للإنتصارالإيجابي لها.
5ـ آليات التغييب .

ـ التعتيم باستغلال وسائل الإعلام ووسائط الإتصال المتنوعة وتحميلها بخطاب وحيد حامل لرسالة تغليطية تمويهية بغية إفراغ المتلقي (فردا أو جماعة) من الحس النقدي الذي يمتلكه ودفعه إلى قبول الخطاب وتجييشه له للدفاع عنه رغم تهافته وإنتفاء صدقيته.
ـ إفراغ التربية من دورها الفعال والأساسي في تشكيل شخصية الفرد والجماعة عبر تحريفها عن مسلرها الصحيح بتحويلها من أداة لبناء الإنسان المواطن الحر المسؤول الملتزم بالقيم والقوانين إلى صناعة القن الخاضع للقوي خضوعا أعمى مسلوب الإرادة وسلطة القراروالقرار الشخصين ومن رد الفعل بل دفعه إلى إعتبار ذلك جزءا من التقاليد يجب الإمتثال لها بدون تمحيص أوتشكيك أو تمرد .
ـ إشاعة القيم المنحطة وتشجيع معتنيقيها بمجموعة من الإمتيازات والمنافع لدورهم المحوري في الإبقاء على الواقع كماهو (الإنتهازية الإنهزامية...)والعمل على التأصيل الوجودي لها كقيم عصرية يتطلبها العصر الكفر بها يوجب النبذ والإقصاء.
ـ التعسف في تأويل النص الديني من خلال تحويره بما يتناسب ومصالح مالكي وسائل الإكراه والإنتاج عبر إنخراط الممسكين بمفاتيح الممارسة والنصوص(السلطة الدينية) في توزيع صكوك الشرعية على واقع غير عادل ضاج بالظلم والطغيان ودفع المتموفعين في الحلقة الأضعف إلى القبول به والإستسلام للأمر الواقع ذلك بتخديره بفلسفة القناعة التي أبانت عن بؤسها بحجاج ومسوغات غارقة في التبرير الميتافزيقي لزوم القبول بشروط الأوضاع الغير عادلة داخل المجتمع كقدر محتوم وما الفرد إلا عبد يجب أن يطيع وينفذ ويقبل لا سائل .
ـ القمع وعمليات التطويع والإحتواء المفرطين للإنسان(فردا وجماعة)وعسكرة مختلف مختلف الصعد والسياقات التي لها إرتباط مصيري بحياته بوضع مقاربة أمنية للتحكم في كل شيء عبر آليات ذات منزع توليتاري بوضع حراس وسدنة لحراسة كل مجال على حدة.

6 ـ حماية الوعي مسؤولية من ؟

تبقى مسؤولية حماية وتحصين حضور الوعي والعمليات المرتبطة به على عاتق النخبة المثقفة بمختلف مشاربها ومرجعياتها ومجالات إشتغالها وإنشغالها بالعمل على تجذيره كخيار لازم يجب الإنخراط فيه بفاعلية وصدق وموضوعية مع أخذ مسافة واضحة تجاه الماسكين بالسلطة أو من يدور في فلكها أو أصحاب القرارات الأخرى السياسية الإقتصادية الإجتماعية الثقافية ...
من خلال العمل على توجيه كل سياق الوجهة الصحيحة الواجب السير في طريقها والإشارة إلى مكامن الخلل و المعضلات المتفشية ضمنه وأدوات معالجتها بكيفية فعالة تراعي خدمة الإنسان كإنسان بتحييد زوايا الرؤية الضيقة التي لا تنظر له إلا رقم من القطيع العام أو الخاص الإجهاز على إنسانيته وشروطها من حرية وإستقلالية مسؤولية...
له مشروعيته مسوغاته التبريرية الجاهزة في كل لحظة وحين المتوسلة لمختلف المنطلقات والمرجعيات.
ـ خاتمة .

على سبيل الختم يبقى الوعي للكائن الإنساني حاجة وشرط ضروريان لإعطاءه بعده الوجودي معناه ومغزاه في مختلف مناحب الحياة وتشعباتها المرافقة لها في سيرورة وصيرورة التي يقبل عليها في مسيرته المستمرة الدؤوبة نحو الرقي وتسلق سلم التقدم الحضاري بمستوياته المتنوعة .



#محمد_العزوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد العزوزي - الوعي إلتباسات التشكل وإشتباكات التأصيل