الطيب بلفقيه
الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 18:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إن هذه لظاهرة تتعلق خصوصا بالمجال الحضري على خلاف الريف أي القروي. ولعل السبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى التفكك الاجتماعي وضعف الترابط الأسري، بالإضافة إلى قلة الجانب المادي والعفو عن السجناء. فتنتج عن هذا كله نظرة إنسانية أسبه ما تكون نظرة الذئاب لطعامهم، كما يعتبر هوبز "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، إنها ظاهرة سريعة الانتشار، تكونت في بعض الأحياء المدينة الشعبية كحيى العلامة بالقنيطرة، سيدي بابا بمكناس، و"كليطو" أو حي السلام حاليا بسوق الأربعاء الغرب، الذي اجتمع فيه كل أشكال العمال السوداء كالدعارة وهذه الأخيرة تجعل مجموعة من المنحرفين يقومون بوظائف الجمارك لكل غريب آت إلى مخورات هذا الحي أو "السيكتور" التي تتجمع فيه المومسات الجديدات منها والقديمات اللواتي يدعون "القوادات" أي اللواتي يسهرن على حماية العاهرات الجديدات، وكذلك نفس الشيء بحي بئر قاسم بالرباط. فمن خلال هذه الفضاءات ولدت العديد من الجرائم التي تشوه طبيعة الإنسان. وأصبحت مصدر لتنفيذ عمليات الكريساج على الطرق بوسائل متعددة ومدرسة لدى كبارها في إعطاء تقنيات وحرفية التدخل أثناء القيام بهذه العمليات، ومهنة يمارسها موظفيها وممتهنيها. فقد ضلت هذه المشكلة متمردة في آننا اليوم تورث من جيل لآخر وتنتقل من جماعة لأخرى. إنها مرض العدوى. ولا شك أن هذا المرض سيزداد مع تقدم الزمن إن لم يتحد المجتمع والسلطة، فالأول يعرف من يزاول هذه الحرفة ويوجب عليه التبليغ بمكانها، أما الثانية فعليها الانتشار في كل الفضاءات والمواقع المشبوهة التي تعتبر بؤرة ساخنة في ممارسة هذا العراك الرياصي، مما يسهل تقليص الجرائم وضحايا الكريساج التي تقع إثر هذا العمل النافر.
بقلم : الطالب الطيب بلفقيه.
#الطيب_بلفقيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟