أطفال الشوارع

امكون ميلود

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 01:50
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

يستخدم مصطلح أطفال الشوارع الإشارة إلي الأطفال المتخلي عنهم و الدين يعيشون في شوارع المدينة بدون الرعاية و الحماية الأسرية و الدين يتراوح سنهم ما بين 5 و 17 سنة (كما حددتهم منظمة الصحة العالمية ) هده الفئة من المجتمع يعيشون في وضعية لا تحترم فيها إنسانية الإنسان حيث يعيشون غالبا في المباني المهجورة و صناديق الكرتون و الحدائق العامة وفي الشارع نفسه و عند النظر إلى هؤلاء الأطفال النظرة الأولي يتساءل الناظر عن الأسباب الكامنة وراء خروج هؤلاء الأطفال إلي الشارع وهل هؤلاء أصلا كانت لهم بيوت فيما قبل أم أنهم نزلوا من كوكب أخر غير كوكبنا و لمادا هم أصلا في الشارع أليس هناك من يتكفل برعايتهم أليست الدولة و المجتمع المدني و غيره من المنظمات الحكومية هم من لهم الأولوية في رعايتهم و الحد من معانتهم ولكن ادا رجعنا إلى اصل المشكل ستجد أن جميع قوى المجتمع لها نصيب في انتشار هده الظاهرة بنسب متفاوتة لان من الأسباب الرئيسية لخروج هؤلاء الأطفال إلى الشارع هو تفكك النسيج الأسري الذي يعتبر الركيزة الأولي للمجتمع فمعظم هؤلاء الأطفال كانت لهم بيوت ولكنهم اختاروا البقاء في الشارع ودالك راجع إلى التمرد على ضغوط البيت و المدرسة أو إساءة المعاملة البدنية و الجنسية في المحيط الأسري و العائلي و كدالك الفقر الذي يعتبر هو الأخر من مسببات هده الظاهرة
فإذا قمت بجولة مسائية في أية مدينة كيفما كانت وخاصة محطات الحافلات و القطارات وقمت باستبدال العين المجردة ووضعت مكانها العين السوسيولوجية ستجد أطفال بثياب رثة و وجوه مليئة بالندوب على اختلاف أعمارهم ممثلين ليس لهيأت حكومية أو دبلوماسية بلا ممثلين لظلم و بؤس المجتمع هؤلاء الأطفال في معظمهم كانوا يحلمون بغد مشرق كباقي الأطفال الآخرين من سنهم و وجدوا أنفسهم اليوم انغمسوا بشكل لاشعوري في تناول جميع أنواع المخدرات الرخيصة الثمن التي يبتكرون الحيل في بعض الأحيان من أجل الحصول عليها
معظم هؤلاء الأطفال يلجؤن إلي التسول أو السرقة في الشوارع و بعضهم تستغله العصابات أو ما يطلق عليهم الحيوانات البشرية التي تعمل في الدعارة و الشدود الجنسي و البعض الأخر يلجئ إلى مجال الإجرام و الاحتراف فيه و بالتالي فمعظم هؤلاء الأطفال هم قنابل موقوته تتهيأ للانفجار في وجه مجتمع يؤمن بالقولة الشهيرة ( انا و يجي بعدي الطوفان ) فلا يمكن الأحد أيا كان أن يلوم لوما مباشرا هؤلاء الأطفال فهم ضحايا قبل أن يكونو أي شيء أخر ضحايا لمجتمع لا يرحم فيه القوي الضعيف ضحايا لعوامل ظاهرة و اخرى خفية لم ترحمهم ولم تترك لهم فرصة للخيار .
بقلم : امكون ميلود
الطالب الباحث في علم الاجتماع.

#امكون_ميلود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات