|
هل الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على تدمير شبكة القاعدة ..؟!!
سلام كوبع العتيبي
الحوار المتمدن-العدد: 876 - 2004 / 6 / 26 - 08:22
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
تقول مصادر أمنية في حكومة الرئيس جورج بوش : أن تنظيم القاعدة يختلف عن التنظيمات العالمية الأخرى من حيث نشوء خلايا التنظيم واستمات أعضائه بشكل واضح وخطير ؛ ناهيك أن هذا التنظيم يمتلك مئات الخلايا المركبة بشكل كبير وصعب الانهيار والذي ينتشر في كافة دول العالم على شكل خلايا منفصلة عن الأخرى في إدارتها وتعمل بشكل مستقل عن بعضها البعض وكل هذه الخلايا تعمل من أجل أهداف التنظيم الرئيسية وكما يقول أحد المسؤولين الأمريكان عن ملف تنظيم القاعدة في المخابرات المركزية ؛ أن هذا التنظيم هو شبيه ( الهايدرا ) فكلما قطعت له رأس نمى له رأس من جانب آخر .. لقد شكلت خلايا تنظيم القاعدة بشكل يضمن عدم قدرة أية دولة بما فيها الولايات المتحدة الإجهاز الكامل على خلاياه التنظيمية .. يعيش اليوم تشكيل القاعدة في خلافات كبير وقعت بين منظر التنظيم أيمن الظواهري ورجل العمليات أبو مصعب الزرقاوي إلا أن الزرقاوي يمتلك حظوة كبيرة بين أنصاره أكثر من منظر القاعدة الذي لا يحب الزرقاوي ؛ خاصة بعد أن أستغل هذه الحظوة بين المقربين له في تشكيل جناح شبه منشق عن التنظيم الرئيسي الذي ساعد في بنائه الوضع الراهن في العراق والدعم المادي الكبير الذي قدم له من الذين بايعوا الزرقاوي على الحدود العراقية الأردنية قبل أكثر من شهرين تماما من بعض القيادات البعثية وعلى رأسهم نائب صدام حسين عزة إبراهيم الدوري الأمر الذي جعل الزرقاوي يتبوأ مكانة في تنظيم القاعدة يزاحم من خلالها مؤسس التنظيم أسامة بن لادن الذي أصبح رمزا للرجل التقي الذي وضع كافة ثروته لخدمة التنظيم من أجل الإسلام مثلما يقول أنصاره لكن لم يعد له تأثير واضحا مثلما كان قبل أحداث 11 سبتمبر .. يروي أحد أعضاء تنظيم القاعدة ( .... ) أن الزرقاوي يتنافس مع أسامة بن لادن ويرى نفسه مضاهيا له ؛ وأنه خليفته في العالم الإسلامي ؛ وتستند منظمة التوحيد إلى الأسس ذاتها التي يستند إليها تنظيم القاعدة ؛ ولكن تختلف من حيث أجندتها لأن عندما أنشأ الزرقاوي منظمة التوحيد كان هدفها الرئيسي هو إسقاط النظام الأردني ولذلك ركز الزرقاوي في منظمة التوحيد على الوجوه الأردنية والفلسطينية التي شكلت منها هذه المنظمة وكل هؤلاء يكنون العداء لنظام الحكم في الأردن ؛ ولكن نتيجة لأحداث العراق سمح الزرقاوي لبعض العراقيين من أتباع النظام السابق في المشاركة ضمن منظمة التوحيد التي دعمت ماديا من خلال هؤلاء الذين يرون دعم منظمة التوحيد حالة مفروضة عليهم .. وإذا كان تنظيم القاعدة قد عانى في الفترة الماضية من انتكاسات تمثلت في اعتقال عدد من أعضائه ومقتلهم ؛ وتجميد كميات كبيرة من الأموال الخاصة به ؛ فأن ذلك جعله يعتمد كثيرا على قيادات الوسط ؛ وبدلا من دعم وتقديم الدعم المالي للعمليات ؛ تحول التنظيم إلى مجرد أيديولوجية تلهم الجماعات المحلية للقيام بعمليات جهادية ضد الأمريكان وحلفائهم ؛ خاصة بعد أن كبر صغار القاعدة وأصبحوا يسيرون دون أن يعتمدوا كثيرا على الكبار .. بعد أن تخرج من معسكرات التنظيم في أفغانستان ما يزيد على 30 ألف مقاتل ينتمون إلى 45 دولة ؛ وبما أن مصدر التدريب واحد فأن ذلك يؤدي إلى حدوث متشابه في العمليات التي يقوم بها أعضاء التنظيم ومع الاختلاف الذي حصل في الأهداف بين التنظيمين القاعدة والتوحيد والزقاوي وأسامة بن لادن . يرى بعض المراقبين في الإدارة الأمريكية ؛ أن المشكلة الآن لا تكمن في شخص أسامة بن لادن ؛ ومقتله أو أسره ؛ وهذه الحالتين سوف تضاعف المشكلة الأمريكية بشكل كبير خاصة وأن بن لادن أصبح رمزا لتنظيم القاعدة وإن هذا الرمز لو قتل أو وقع في قبضة الحكومة الأمريكية سوف يجعل كافة التنظيم أن يقوم في عمليات كبرى وخطيرة ضد مصالح الولايات المتحدة . ومن جانب آخر ترى أمريكا أن وجود بن لادن وعدم وجوده لن يغير شيء في نفسية خلايا التنظيم في العالم خاصة بعد أن أصبح تنظيم القاعدة شبه ( الهايدرا ) الذي لا يقتلها قطع رأسها طالما وهي تفرز رأسا أخرا في مكان ما . من خلال ما طرح من كافة المصادر الأمنية التي تختص في مكافحة الإرهاب العالمي ومكافحة تنظيم شبكة القاعدة في الخصوص ؛ نرى أن هناك عجزا تاما من قبل المخابرات المركزية وقوى الأمن العالمي في السيطرة الكاملة على خلايا هذه الشبكة الأمر الذي جعل عناصر شبكة التنظيم تتكاثر بشكل ملفت للنظر لكافة الأطراف . الأمر الذي شجع قيادات القاعدة أن تتحرك بشكل طبيعي لإدراكها التام أن رجال الأمن أصبحوا هم من يتحاشى الإمساك بهم مخافة من ردود الفعل العكسية من قبل الخلايا الأخرى النائمة التي تنتظر دورها في العمليات بعد سقوط الخلايا العاملة حاليا في أوربا وأمريكا والمملكة العربية السعودية .. ما صرح به الأمير عبد الله بن عبد العزيز عن العفو العام لرجال القاعدة في المملكة لغرض تسليم أنفسهم للسلطات السعودية هو خطاب سياسي وليس تهديد عسكري موجه للخلايا النائمة التي رشحت قائدا لها بعد مقتل قائدها الرئيسي في المملكة ( المقرن ) ولكن هذا العفو سوف لن يجني نفعا للسلطات السعودية بشكل أو آخر بسبب إصرار هذه الخلايا على الاستمرار في أعمالها التي تؤمن بها وعجز القيادة الأمنية في ملاحقة هذه الخلايا المنتشرة في جبال وصحراء السعودية الواسعة والتي تنطلق منها إلى مدن المملكة لتنفيذ أهدافها العسكرية الأمر الذي يجعل قوى الأمن عاجزة تماما في مسح كل متر من عمق الصحراء السعودية وجبالها الوعرة التي توفر الأمن والأمان لكافة تحركات الشبكة الحلزونية المنتشرة والتي تقع في بعض الأحيان في أخطاء أثناء أداء مهمتها الأمر الذي يساعد قوى الأمن السعودي في الظفر بها مثلما وقع للمقرن بعد ذبح ( بيل جونسون ) ولكن في كلا الحالتين أن الوضع الأمني للبشرية أصبح مهدد بشكل واضح نتيجة لتوالد هذه الخلايا الإجرامية التي تقنعت بقناع زائف لا يمت لدين الإسلامي بصلة بل جعل العالم بأسره ينتقد الدين الإسلامي الذي أطلق عليه من البعض أنه دين الإرهاب نتيجة لما تقوم به هذه المنظمات الإرهابية في إزهاق أرواح الأبرياء في كل مكان .
#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرج الله الحلو ....سفينة الشهداء إلى السماء تحمل ملائكة ..!!
-
سرقات وفضائح تسجل على جثث العراقيين من قبل اللصوص ..!!
-
أمريكا نقلت حربها مع الإرهاب إلى العراق ...!!
-
فضائح المسلمين تجاوزت الحد المعقول ..!!
-
سقوط أخر أوراق التوت لدى لحكومات العربية ..!!
-
الاستهتار في عقلية المشاهد العربي ... قناة الجزيرة الفضائية
...
-
هلع الدول الإقليمية من العراق ... بات واضحا ..!!
-
هل المذاهب الإسلامية أحزاب سياسية كبيرة ..؟!!!
-
قرأة مختصرة في كتاب نذر العولمة للدكتور عبد الحي زلوم ...!!
-
تف عليكم خنازير .. لا .. الخنازير أشرف ...!!
-
رياض الزبيدي .. رد موفق وتعليل ...
-
مهزلة الموت ياجبار شدود ...إذن سنلتقي ......
-
آغا شو المشكله ... القنادر تتطاير ..؟؟؟!!!
-
الماسونية في الوطن العربي ... من البحر إلى النهر ....!!!
-
إعلان .. يعلن الحاج منقاش عن بيع طائرة أباتشي ..!!
-
سوف أتحول إرهابي .... ضد سلطة بغداد ..!!!
-
السياسيين العراقيين ....وأحلام الباجة العراقية ..!!
-
المواطن العراقي يتعرض إلى مؤامرة الدول الإقليمية...!!!
-
كذبة فتيان إيران .... وعودة سليمان رشدي إلى واجهت الاحداث ..
...
-
العراقيين جهزوا مواد إنشائية لبناء الجدار الفاصل ... ..!!
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|