أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - رسالة إلى مفتي الديار المصرية.














المزيد.....


رسالة إلى مفتي الديار المصرية.


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السيد الفاضل مفتي الديار المصرية الموقر، بدون مقدمات، وعفواً بدون تحيات. فكيفَ يَصحْ أن الق على حضرتك تحية بالعام الجديد السعيد ومِصر فقدت السعادة قبل نهاية أول أسبوع مِن هذا العام الجديد؟ وهل يصح أن القْ على معالي حضرتك السلام والبلد تغلي مِن الحرب المستعرة تحت الرماد؟

أما بعد،
يا سيادة مفتي الديار المصرية، حين طرحت سويسرا على شعبها بطريقة ديمقراطية مدى موافقتهم على السماح ببناء مآذن للمساجد في سويسرا، اعترض 57% من الشعب الكريم المضياف للمختلفين عنهم مِن ذوي الديانات الأخرى والأعراق التي لا تمت لهم بصلة دم ولا أي صلة.

مجرد جماعة مِن المسلمين ذوي ثقافات مختلفة ذهبوا إلى هذا البلد الآمن سويسرا طالبين العيش الرغد والسلام والسعادة لهم ولأبنائهم وأحفادهم، وعندما طلبوا بناء مساجد وافقت لهم الحكومة، وأقاموا المساجد، لكن نظرا لطبيعة المنظر الحضاري لشوارعهم وميادينهم وحفاظهم على مستوىٍ راقٍ مِن التحضر رفض نسبة ليست قليلة مِن الشعب طبقا لاستفتاء بناء مآذن.

هم لم يعترضوا على ممارسة شعائر المسلمين. في سويسرا لم يرفضوا المهاجرين إليهم مِن بيئات أقل منهم تحضراً. لكن السويسريين في كرمهم ورقيهم تقبلوا المختلفين عنهم في السلوك والثقافة ومظاهر الحضارة.

على أية حال، بعد هذا القرار الديمقراطي الذي جاء بناء على هوى نسبة ليست قليلة من هذا الشعب المحترم، عَبَرّتْ سيادتكم عن هذا القرار بأنه إهانة للإسلام ولمشاعر المسلمين.

• مَن السبب في إهانة الإسلام؟
مَن كان السبب الذي جعل هذه النسبة مِن الشعب السويسري يعرف هذا التطرف مِن الإسلاميين؟؟ ألم تكن هي أفعال الكثير مِن الإرهابيين المنتمين إلى الإسلام في شتى بقاع العالم؟ لقد وضعوا المهاجرين إليهم في نفس سلة الإرهابيين المتشحين بعباءة الدين.
أسئلة كثيرة قالها غيري عن الأسباب الحقيقية في إهانة الإسلام؟

لكن السؤال الأهم:
• أين صوتك الكريم فيما يحدث مِن أفعال متوالية في صعيد مصر؟
أي حجة تُقال قبل التحقيق مع مجموعة مِن الإرهابيين بأنهم يقتلون عشوائياً مجموعة مِن المصلين الخارجين من دار لعبادة الإله الواحد؟؟

لو لم تخرج عن صمتك هذا سيتهمك التاريخ باتهامات لا ترضاها لتاريخك وللإسلام.
إنني لا أطالبك بالخروج من صمتك وسلبيتك تجاه ما حدث ليلة عيد الميلاد وقبلها من أحداث دامية.
إنني أطالبك باتخاذ موقف إيجابي عملي تدافع به عن الإسلام الذي شوهه مجموعة مِن الإرهابيين في صعيد مِصر. إن صمتك وتقوقعك في القاهرة يعطي رسالة واضحة بأنك شريك، ولو فكري لهذه الفئة الضالة عن الحق.

إن المسيحيين في صعيد مِصر هم جزء مِن هذا الوطن وهذه الديار التي ترأس أنت موقع المفتي الأكبر. وخروجك عن الصمت وتصريحك في بداية أحداث سويسرا وتصريحك بأن هذا إهانة للإسلام دون أن يكون لكَ تواجد عملي، وأكرر عملي، مع أبناء بلدك في الصعيد لهو أكبر دليل على تَغَيُبك بعيداً عن الشعب وتغييبك للمستمعين لك مِن للشعب.
• كفاية قبلات وزيارات رياء بين المسؤولين.

البسطاء قبل المُدركين يضحكون استهزاء مِن "جلسات البوس" و"قعدات المصاطب" والكلمات المكررة الراكدة. الجميع يعرف كمْ هي غاشة قبلات وأحضان الرياء. الوطن في حاجة إلى مواقف عملية. الكلام لا يقدم فائدة، حتى لو كان مِن كبار المسئولين.

• الإنسان أم مظاهر العبادة؟؟
مَن الأهم الإنسان أم مظاهر العبادة مِن مآذن وأشكال تعبر عن التدين؟
أيهما أفضل الإنسان الراقي الناضج الذي يمارس تدينه في تحضر وعمل صالح مع قبول أخيه في الإنسانية، أم ذلك المرائي الكذّاب الذي يغش الآخرين بعبادة تختلف عن أفعاله؟؟

سيادة مفتي الديار المصرية، لن أُذَكِرَكْ بالآيات القرآنية التي تحض على قبول الآخر، لن أُذَكِرَكْ بالأحاديث النبوية التي تدعو لمعاملة المسيحيين بالحسنى، إنني فقط أطالبك بموقف عملي تجاه ما يحدث في صعيد مَصر.

دافع عن الإسلام الذي شوهه الإرهابيين والمتطرفين في صعيد مِصر.




#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البروتستانت المصريون وبركات ظهور العذراء.
- ما هي بركات الظهورات؟
- تغييب فكر الحياة الأخرى(2/2)
- تغييب فكر الحياة الأخرى(1/2)
- لماذا سينجح جمال مبارك؟
- السلطان الكهنوتي.
- لماذا يعبدون البابا؟
- لماذا لا يتبع جلالة البابا تعاليم المسيح؟
- عرقنة الرياضة
- التدين والغش.
- اكتب باسم الحرية.
- رجل دين كندي
- نساء قاضيات، لما لا؟
- ألهة الأديان.
- قراءة في الدولة الدينية الأموية والعباسية عند فرج فودة.
- قراءة في أول دولة دينية عند فرج فودة.
- الإيمان ونظافة القاهرة
- سرطان الجسد الفلسطيني
- كان أبي مسلماً.
- الإرهاب والإصلاح الكنسي.


المزيد.....




- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - رسالة إلى مفتي الديار المصرية.