عدالة القضاء العربي وعدالة الشارع العربي

رضا الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 17:38
المحور: حقوق الانسان
    

ان تعرض القضاء للضغوط فيحكم بما لايستسيغه العقل ولا المنطق ولاالقواعد القانونية.. فهذا يحدث كثيرا.. في هذه المنطقة
وان تحول المجرم الى ضحية والشهود الى جناة والمجنى عليه الى ذكرى.. فقد راينا مثل هذا يتكرر كثيرا في محاكمنا العربية..
وان سكت الشارع عن هذه الفظائع فنحن نسارع الى التبرير بان الشارع مقهور ومظلوم ولايفقه شيئا..
اما ان يقوم احد ذوي السلطة والنفوذ بتعذيب شخص بصورة وحشية تصل الى حد ترويعه بالرصاص واطعامه الرمل بمساعدة رجل يرتدي زي الشرطة ودعسه بعجلات سيارته رباعية الدفع ثم ينهال عليه ركلا وسبا ثم تبراه المحكمة وتحكم على الذين نشروا الشريط بالسجن وبتعويض بسيط للمتضرر لنجد بعدها الشارع العربي يهلل للحكم ويصفه بالعادل فهذا مالم يكن متوقعا ابدا..
شريط نشر في التلفاز وعلى مواقع الانترنت يظهر الشيخ عيسى بن زايد، الأخ غير الشقيق للرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وهو يعذب تاجرا افغانيا بطريقة بشعة قبل اربعة اعوام من الان ليقوم القضاء الاماراتي وكما كان متوقعا بتبرئته بدعوى انه كان مخدرا قبل اربعة سنوات وهو يقوم بهذا الفعل. لكن القضاة ولله الحمد لم يفتهم ان يعاقبوا بالحبس ناشري الشريط بتهمة التشهير بسمو الشيخ. كل هذا متوقع .. لكن غير المتوقع ان يقوم عرب من جنسيات مختلفة بالتعليق على هذا الموضوع بالدعاء للشيخ طويل العمر بالسلامة وتهنئته على البراءة ولم ينسو الاشادة بنزاهة القضاء الاماراتي الذي لم يوضح كيف تاكد من موضوع المواد المخدرة وكيف تاكد من موضوع انها اعطيت للشيخ الغرير .. ولم يقل القضاء الاماراتي ايضا شيئا عن الذين عاونوا الشيخ ومنهم ضابط الشرطة.. الذي نتوقع انهم كانوا سكارى او فاقدين الذاكرة. او فاقدي الرحمة وهذا هو التوقع الاقرب الى الواقع. خاصة اذا عرفنا ان التاجر الافغاني قال انه تنازل عن الدعوى التي رفعها ضد الشيخ "بمحض" ارادته ورفع دعوى اخرى "بمحض ارادته" ايضا ضد من نشر الشريط؟؟؟
عجيب امر هذا المال.. ورائحته ولونه الذين يعميان الناظرين .. فاذا كنا نستطيع ان نعرف لم قام القضاء الاماراتي بمثل هذا الفعل فاننا لا نستطيع ان نعرف لم برر الشارع العربي مثل هكذ حكم.. وعلقوا هذه التعليقات الفجة التي نشرت في موقع قناة العربية. وغيرها من المواقع على النت بدون حياء او مبادئ او قيم.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل