أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - موت السؤال .














المزيد.....

موت السؤال .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 14:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماهى سبب نكبتنا فى عالمنا العربى ؟..لماذا نحن أمة مستهلكة للمدنية والحضارة غير قادرة على بناءها والإضافة لها ؟

يكمن السبب فى أننا أمة جواب ولسنا أمة سؤال ..أمة تعودت على دفن السؤال وتوديعه لمثواه الأخير ليحل مكانه أجوبة جاهزة ومعلبة تم صبها ولا تقبل التعديل أو التبديل فى أن يصيبها.

قد يتراءى للبعض أن هذا سبب واهى لا يملأ حجم الفراغ الذى تركه سؤالى لماذا نحن متخلفون ؟..ولكن بقدر من أن هذه الأجابة بسيطة لكنى أتصور أنها الحقيقة التى تخفى عنا والتى تؤسس لكل أشكال التخلف وغياب التطور والحضارة والحرية .

الإنسان لم يكون معارفه إلا من خلال رؤيته للظواهر التى أمامه لتترك فى ذهنه السؤال عن سبب الظاهرة ..بالحيرة التى تولدت فى داخله جعلته يبحث عن إجابة للسؤال , صحيح أنه قد إتكأ على معرفة خاطئة فى بعض الأحيان بحكم محدودية فكرة وسعته المعرفية ..ولكن السعة المعرفية لم تأتى إلا عندما بقى السؤال مطروحاً وفاعلاً يطلب الإجابة .

نيوتن لم يكتشف قانون الجاذبية إلا عندما سأل عن سبب سقوط التفاحة إلى الأرض وعدم إرتفاعها لأعلى .
فبالسؤال يأتى الشك والفكر لتخلق المعرفة , ومن المعرفة يأتى التطور ليفرز أسئلة جديدة تريد إجابات أيضا .
هكذا يتطور الإنسان متجاوزا معارفه القديمة ليقدم مفاهيم أكثر صحة تقوده إلى مزيد من التحضر والقدرة على صنع الحاضر والمستقبل .

مشكلة عالمنا العربى أو كل العوالم التى تتماهى وتحتضن موروثاتها وتراثها الدينى القديم بتشبث , أنها وقفت عند الأجوبة القديمة لإنسان عهد قديم , لم تحاول أن تطرح أسئلتها الخاصة بعد أن تحريم السؤال , ولتمارس قسوة شديدة ضد كل من يطرح السؤال كونه يخرج عن المقدسات ويطعنها ويخوض فيما طائل له .

هكذا صار عالمنا العربى يحمل تراثه بدون أن يسأل فيه , متوقفاً عند رؤية وأجوبة أجداده .
يتعلم الإنسان العربى أن السؤال كفر وزندقة وخروج عن الجماعة , فيموت ويضمحل السؤال فى داخلنا .

السؤال هو تمرد , حرية , قدرة العقل أن يخوض بلا قيود فى فضاءات واسعة ورغبة فى المعرفة ..هكذا يكون السؤال وليس مجرد علامات إستفهام .

نتبلد من توالى قهر السؤال فى داخلنا ونتعلم أن الدخول فى مجال الإسئلة عموماً سيعطينا نتائج وخيمة ومثيرة للإزعاج والإنزعاج .
يتغلغل فى داخلنا فوبيا الخوف من السؤال فلم نعد نسأل فى كل مجال من مجالات حياتنا العملية , ونتعلم أن نقدم أجوبة الأخرين ولا نقدم أجوبتنا.
نعرف أن هذا الدواء يعالج العلة الفلانية وهو ما يمكن أن نرجعه إلى أنه جواب ..ولكننا لم نسأل أنفسنا لماذا هذا بالذات يعالج هذا المرض وهل من الممكن إبتكار جديد يكون أكثر فائدة وجدوى .

مشكلتنا أننا نتعامل مع أدوات الإستفهام كمفردات لغوية للإستدلال , ولم نتعامل معها كأدوات للنقد والمعرفة , أدوات قادرة على إختراق كل جدران المقدس الصلدة طارحة نفسها بدون وجل ولا خوف

البدايات كانت فى طفولتنا عندما تم قهر السؤال و تعنيفه عندما يخترق المقدس , ثم يأتى الشحن والتعبئة بأجوبة جاهزة معلبة لا تقبل السؤال ...يموت السؤال فى داخلنا لنصير أمة معلبة مبرمجة لا عقل فيها ولا روح .

أمة تستقبل الواقع كما هو ولا تسأل فيه ...أمة تعيش على أن تستهلك المدنية وليست الحضارة لأنها ببساطة لا تعرف مفرادتها بعد أن تم قبر السؤال .
هكذا صرنا وهكذا أصبحنا ..







#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المربع المتبقى للفكرة .
- تكون هى أرحم .
- خربشة عقل - الله والخلق .
- لن أعيش فى جلباب أبى .
- الملكية والزواج والزنا والله .
- ماذا لو تاب الشيطان ؟
- فزاعة الموت
- قراءة فى مذبحة الأقباط بنجع حمادى .
- تعالوا نقسم اللانهائى .
- الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .
- الرضاعة الفكرية .
- سينما أونطة ..هاتوا فلوسنا .
- الديك لا يبيض .
- ثقافة النفاق والوصولية .
- أحلامنا المكسورة .
- مناورة العقل الدينى .
- ثقافة العبيد .
- العروسة والمسدس


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - موت السؤال .