أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - حصيلة القدس سنة 2009 : مزيد من التهويد














المزيد.....


حصيلة القدس سنة 2009 : مزيد من التهويد


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 17:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ وصول الحكومة اليمينية المتطرفة إلى الحكم في إسرائيل؛ تضاعف الاستيطان بصورة مخيفة؛ و كان التركيز على مدينة القدس؛ حيث يسعى اليمين الصهيوني إلى فرض أمر الواقع؛ عبر ممارسة مزيد من التهويد على المدينة؛ في ارتباط بتطهير عرقي؛ شبيه بذلك الذي مورس من طرف النازية في ألمانيا .
تؤكد الإحصاءات أنه تم خلال هذه السنة هدم أكثر من مائة منزل للفلسطينيين في مدينة القدس لوحدها؛ و تم تشريد ما يتجاوز السبعمائة شخص؛ بينهم ما يفوق المائتي طفل .
و رغم ذلك فإن هذه الإحصاءات؛ لا تعبر إلا عن جانب واحد من جوانب التهويد و التطهير العرقي الكثيرة؛ التي لا تنتهي بهدم المنازل و تشريد سكانها؛ بل تتجاوز ذلك إلى طمس المعالم الحضارية لمدينة القدس؛ و ممارسة إجرام على الذاكرة الجماعية لسكان المدينة؛ بهدف إثبات الهوية اليهودية الخالصة في الأخير؛ و ذلك في مقابل تدمير كل ما يرتبط بالمعالم الحضارية العربية الإسلامية .
إن هذه الممارسات الإجرامية الشنيعة التي تتجاوز تدمير الحجر إلى تدمير الثقافة و البشر؛ لا تحترم أيا من الشرائع و القوانين؛ و ذلك في ظل تواطئ مفضوح بين القوى الدولية الكبرى و المؤسسات الدولية؛ التي من المفترض فيها حماية القانون الدولي من الانتهاك .
لقد أسست الحكومة الصهيونية منذ الانتخابات التشريعية الفارطة مشروعها السياسي على توسيع الاستيطان؛ و على دعم التهويد في مجموع الأراضي المحتلة؛ و في القدس على وجه الخصوص؛ و كان من الواضح أنها ستطبق مشروعها فيما بعد إرضاء لقاعدتها الانتخابية.
و هذا جانب لا جدل فيه؛ بل إن الجدل كل الجدل هو حول رد الفعل العربي/الإسلامي؛ الذي يبدو أنه تحول نفسه إلى امتداد للقاعدة الانتخابية للحكومة اليمينية المتطرفة؛ بحيث لا يحدث كل هذا التهويد الممارس على مدينة القدس الضجة الإعلامية و السياسية اللائقة بالموقف. بينما كان الأحرى هو مواجهة التهويد؛ عبر كل الوسائل المتاحة؛ قضائيا و إعلاميا و سياسيا؛ و كذلك عبر المقاومة المسلحة التي يشرعنها القانون الدولي.
إن السكوت العربي/الإسلامي عن جميع هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مدينة القدس؛ هو أكبر دعم يقدم للحكومة الصهيونية المتطرفة؛ الأمر الذي يشجعها على التمادي في تطبيق مشروعها الانتخابي؛ الذي سيضخ دماء جديدة في شرايينها؛ و سيمكنها في الأخير من ربح الأشواط الانتخابية القادمة؛ و بالتالي الاستمرارية في تطبيق مشاريعها الاستيطانية التهويدية .
لقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) في تصريحه الحكومي عن نيته في تجميد الاستيطان؛ نزولا عند الرغبة الأمريكية. و قد اعتبرنا القرار في حينه يشكل مخرجا أمريكيا/إسرائيليا من المأزق؛ الذي يشكله جمود المفاوضات؛ التي تغطي على الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها إسرائيل في حق شعب بأكمله . لكن و حتى مع هذا التجميد المؤقت؛ فقد استثنيت مدينة القدس؛ و مباشرة بعد تصريح نتنياهو خرج وزير دفاعه و أعلن عن تشييد مجموعة من المباني الحكومية؛ لأن التصريح الأول نفسه استثنى هذه المباني من التجميد الاستيطاني .
كلها خطوات متناقضة؛ تجد تفسيره –طبعا- في المشروع السياسي اليميني؛ الذي تجسده بأمانة حكومة (بنيامين نتنياهو)؛ و هو مشروع أكبر من الحكومة ذاتها و أشمل من قراراتها؛ هو توجه شعبي سينتج على المدى المتوسط و البعيد قرارات سياسية أشد تهويدا و أعمق تطرفا؛ سترسخ الطابع اليهودي المتزمت للدولة الصهيونية. و هذا ما يهدد مستقبل منطقة الشرق الأوسط بشكل عام .
و لعله من أهم النتائج الكارثية المنتظرة؛ من خلال ترسيخ يهودية الدولة الصهيونية؛ هو ترسيخ نموذج الدولة الدينية في المنطقة؛ كنموذج سياسي يقوم على التطرف و الانغلاق؛ ما يهدد في العمق قيم التعايش السلمي و الحوار بين مختلف الأطياف الدينية و العرقية ؛ التي تعايشت في المنطقة لقرون بسلام تام .
و نحن حينما نتحدث عن خطر الدولة الدينية القادم؛ فنحن نستحضر الحمولة القدسية لمنطقة تعتبر مهد الأديان السماوية؛ ما يعني أن تأسيسها لا يحتاج سوى إلى قرارات سياسية بسيطة؛ أما جوهر هذه الدولة فهو مكرس بقوة عبر القرون الماضية.
و هذا النموذج السياسي المرتقب في منطقة مؤججة بالصراعات الدينية و الطائفية؛ يهدد في العمق قيم الدولة الحديثة؛ التي تطمح إليها شعوب المنطقة؛ و القائمة على التعددية الدينية و العرقية… هذه التعددية التي يتم ترشيدها بشكل ديمقراطي؛ بعيدا عن الأحادية الدينية و العرقية؛ التي تقود لا محالة إلى ترسيخ التطرف ضدا على كل قيم التعايش السلمي بين بني البشر .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية سنة أمريكية دامية
- التقارب السوري-اللبناني: تغليب كفة المصالح المشتركة
- مذكرة اعتقال تسيبي ليفني: مصداقية القضاء البريطاني على المحك
- أزمة ديون دبي في نقد المقاربة الإيديولوجية
- أزمة المآذن في سويسرا في الحاجة إلى نقد مزدوج لثقافة التطرف
- الوضعية السياسية الجديدة لحزب الله ما بين التصريح الحكومي و ...
- وهم وقف الاستيطان المخرج الأمريكي- الإسرائيلي من المأزق
- حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة ...
- طرد الموريسكيين مأساة إنسانية في عز النهضة الأوربية
- تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية
- هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع


المزيد.....




- بيونسيه حققت فوزاً تاريخياً.. أبرز لحظات حفل جوائز غرامي 202 ...
- إطلالات خطفت الأنظار في حفل جوائز غرامي 2025
- ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ...
- ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
- بيسكوف: روسيا ستواصل الحوار مع السلطات السورية بشأن جميع الق ...
- الشرع يؤدي مناسك العمرة في مكة المكرمة (صور)
- لبنان.. -اللقاء الديمقراطي- يدعو لتسهيل مهمة رئيس الحكومة ال ...
- إنقاذ الحديد الجريح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع الكشف عن مصير أخيها (ف ...
- كيف يمكن استخدام اليوغا كعلاج نفسي لتحسين صحتك العقلية؟


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - حصيلة القدس سنة 2009 : مزيد من التهويد