أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الدبس - بين الواقع المرّ، وفتاوى التحريض.














المزيد.....

بين الواقع المرّ، وفتاوى التحريض.


رائد الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 21:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يكاد لا يمرّ يوم واحد على العالمين العربي والإسلامي من دون حوادث عنف وقتل وإرهاب فكري وفتاوى تحريم وتكفير ودعوات قتل وإعدام ورجم...فالعالم الإسلامي الذي يعاني من مخلفات استعمار قديم وواقع احتلال جديد وحروب وانقسامات داخلية، يعاني أصلاً من مستويات فريدة من الجهل والأمية والتخلف ومن سلفية ظلامية جديدة- قديمة، تصرّ على إبقائه رهينة لعقليتها المأزومة.

من جرائم القتل شبه اليومي الذي يحصد أرواح الأبرياء في أسواق ومساجد وحسينيات وكنائس العراق،إلى أسواق الياكستان وفنادق الهند وجبال اليمن غير السعيد،إلى إحراق كنائس المسيحيين في ماليزيا وجريمة قتل مواطنين مصريين أبرياء في ليلة عيد الميلاد، لا لذنب اقترفوه سوى أنهم عرب مصريون يدينون بالديانة المسيحية.. إلى محاولة ذاك الشاب النيجيري تفجير طائرة ديترويت ، والخ.. لا نعلم هل يدرك أؤلئك اللذين يقفون وراء كل هذا العنف والإرهاب أنهم يفتكون بأوطاننا وشعوبنا أولاً ثم إنهم لا يثبتون سوى مجموعة من المقولات البائسة وعلى رأسها مقولة صدام الحضارات؟!

لا نعلم أيضاً، هل يدرك المسلمون المالاويون أنهم يقدمون لنا وللعالم بأفعالهم الأخيرة، إسلاماً حصريّاً من طراز احتكاري جديد؟ فمنذ متى كان المسلمون يحتكرون لفظ الجلالة لهم وحدهم دون غيرهم؟ من قال ذلك؟ أيّ كتاب أو سنّة نصّت على ذلك؟ أم أن الأمر برمته لا يخرج عن إطار التخلف والجهل وعقلية العنف والكراهية والإقصاء وفتاوى التحريض؟

أسئلة كثيرة وعميقة تثيرها هذه الأوضاع لدى كل ذي عقل وضمير حيّ . لكن هل يمكن الفصل بين كل هذه الأفعال وبين فتاوى التحريض التي تصنعها؟ يتساءل المرء، كم من خطبة جمعة وكم من فتوى صدرت حول بناء المآذن في سويسرا مثلاً، وما من فتوى أو موقف أو مجرد تعليق منصف بحق الوثيقة الأوروبية بخصوص القدس ،عاصمة دولة فلسطين، أولى القبلتين وثالث الحرمين، مهد السيد المسيح عليه السلام وقيامته، ومسرى النبي محمد عليه السلام؟!

فتاوى التحليل والتحريم التي تتناسل بالعشرات، وكأنّ الفتوى بعشرة أمثالها... تبدأ بأحكام الوضوء والطهارة وتنتهي بالتكفير والتخوين والتحريض على الكراهية والقتل والإعدام رجماً حيث يتمّ إلحاقها ب "إذا ثَبُتَ" من باب سحب الأدلة أو" سد الذرائع" والتملص من التورط القانوني بتهمة التحريض، بينما تكون الفتوى قد فعلت فعلها وأتت أُكلها في التحريض..!! على هذا المنوال ذاته، ومنذ قرون طويلة غزلَ السابقون من بعض "فقهاء" هذه الأمة، ويغزل اللاحقون لكن،بطريقة مشابهة في الجوهر ومخالفة في الإخراج.فعلى سبيل المثال، د. محمد عمارة، كان قد أفتى بقتل المصريين الأقباط لأنهم نصارى كفّار، ثم تراجع عن فتواه المجرمة، لكن فعلها التحريضي بقي مضارعاً ولم ينقص منه شيء.. لأن أفعال قتل الأقباط في مصر مستمرة.

في الكلام الذي قاله الشيخ القرضاوي بحق الرئيس الفلسطيني أبو مازن، لا يفاجأ المرء بشحنة التحريض التي يتضمنها الكلام فحسب، بل بما يتضمنه ويُضفيه على إسرائيل من صفة السذاجة والقابلية للتحريض، تلك الصفات التي لم تدعيها إسرائيل أبداً عبر كل تاريخها المعروف، بل على العكس من ذلك تماماً، فالكل يعلم أن إسرائيل تعلن جهاراً نهاراً،أنها تحرّضُ دولاً عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الغربية على ضرب واحتلال ومعاقبة وحصار من تشاء من الدول، ناهيك عن تحريضها لدول صغرى من شتى المنابت والأصول.. ثم إن إسرائيل عبر تاريخها كله، لم تتورّع يوماً عن تنفيذ أي مخطط من مخططاتها ولم تعدم الوسيلة ولا الذريعة. هل يعلم الشيخ القرضاوي أن إسرائيل اجتاحت لبنان عام 1982 وحاصرت عاصمته بيروت وخاضت حرباً طاحنة ضد منظمة التحرير الفلسطينية، ضمن مخطط مسبق وشبه معلن وبدون تحريض من أحد؟؟ وفي هذا المثال وغيره من الأمثلة دون استثناء، هل احتاجت إسرائيل يوماً لتحريض من أحد كي تفعل ما تشاء من قتل واجتياحات وحصار وإغلاق ومصادرات أراض وبناء مستوطنات وغير ذلك؟

أسئلة كثيرة يطرحها هذا الواقع المرير،ومن دون أدنى شك، فإن انحطاط واقع العالمين الإسلامي والعربي ، تعود جذور أسبابه إلى قرون طويلة، فالأمة التي اضطهدت ابن رشد وابن المقفع وابن خلدون وطه حسين، هي ذاتها التي تتخبط اليوم في جهلها وعجزها، وينشغل كثير من فقهائها بفتاوى التحريض والتخوين والتكفير، بينما تتآكل الأوطان ويضيع الشرف الحقيقي وتغرق الشعوب في مزيد من موجات التطرف والجهل والظلامية. وما دامت الجوامع في بلادنا تحاول أن تفرض ذاتها بديلاً للجامعات، وما دامت الفتاوى الدينية في شؤون السياسة تحاول أن تفرض ذاتها بديلاً للتحليل العلمي المبني على قواعد المنطق، وما دامت معظم التيارات الدينية في بلادنا تحبّ ولوج عالم السياسة إما من من باب السلطة عبر انتخابات لمرة واحدة أو فليكن الطوفان، وما دمنا لا نربي أطفالنا وتلاميذنا في المدارس، أن الدين لله والوطن للجميع،وينجرف البعض منا وراء شعارات ظلامية وسلفية جوفاء، إما يأساً وإما جهلاً أو لأمر ما في نفوس مديري مدارس الظلام، فعن أي مكان بين الأمم نبحث ؟؟



#رائد_الدبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيس بوك وعلم اجتماع الاتصال
- تركيا والعبور من المضائق والبوابات الضيقة.


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الدبس - بين الواقع المرّ، وفتاوى التحريض.