أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الدين البهائي وأديان آخرى- عبارات تُجزم بالانتهاء -(4/4)















المزيد.....

الدين البهائي وأديان آخرى- عبارات تُجزم بالانتهاء -(4/4)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 00:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد ادّعى كل دين أن الوحي الذي أعطي لمؤسسه(رسوله أو نبيه أو المظهر الإلهي) هو الوحي الأخير من الله ولن يظهر وحيٌ إلهيٌ بعده. فعندما جاء السيد المسيح، أشار اليهود إلى فقرات في كتاباتهم المقدّسة تقول أن أحكام التوراة أبدية ولن تنسخ(انظر على سبيل المثال:الخروج 12:14،17،12:27،28:43،13:31-17؛الاَّوِبِّينَ6:18،22،المزامير7:111-8؛44:119) لذلك رفضوا المسيح. وبالمثل، عندما جاء محمد(ص) إلى المسيحيين أشاروا إلى آيات مثل:"اَلسَّمَاء والأَرضُ تزولانِ ولكن كَلاَمي لاَيَزُولُ"(متى24:35،مرقص 13:31،لوقا21:33).
بناء على هذه المنطلقات، رفض كل شعب الرسول الذي أرسله الله إليه. واليوم، وقد جاء حضرة بهاءالله بالاثباتات عينها وهي كتاب وأحكام وتعاليم من الله، فيرفضه اليهود الذين يقولون عنه ماقالوه عن السيد المسيح والنّبي محمد(ص). ويرفضه المسيحيون الذين يقولون عنه ماقالوه عن النّبي محمد(ص). ويرفضه أيضاً المسلمون الذين يشيرون إلى بعض الآيات من القرآن الكريم ويتساءلون "إذا كان محمد(ص) قد وُصف في القرآن على أنه خاتم الأنبياء (القرآن-سورة الأحزاب40)، كيف يمكن أن يكون بهاءالله رسولاً آخراً مرسلاً من الله؟".
إن مفتاح الأجوبة على هذه الأسئلة هو وحدة المظاهر الإلهية في الجوهر . فإذا كانت حقيقة المظاهر الإلهية الروحانية الجوهرية هى فعلاً واحدةً، وإذا كانت في السماء الروحاني شمس واحدة فقط، وهي تظهر بين الحين والآخر على الأرض؛وإذا كان كل من هؤلاء المظاهر الإلهية يبشّر "بدين الله الذي لايتغير"؛ عند ذلك فإن كل مايُقال عن أحدهم يصحّ على جميعهم؛ فالكلمة التي يبشرون بها هي أبديّة، وكلهم"الأول" و"الآخر"؛كلهم "أمير المرسلين" و" خاتم الأنبياء".
لا يعتبر بهاءالله نفسه على أنه خاتم المظاهر الإلهية. فمع مرور الزمن ستتغير الظروف مرة آخرى وتستدعي الضرورة رسالة إلهية جديدة، ولكن كما كتب حضرة بهاءالله، لن يحدث هذا قبل ألف سنة على الأقل.

الانسجام والاتفاق بين أديان العالم
كما ذكر أعلاه، يؤمن البهائيون أن جوهر التعاليم الرّوحانيّة والاخلاقيّة لدى أديان العالم هو واحد، وعلى سبيل المثال فإن موضوع وحدانيّة الله هو من التعاليم الروحانيّة المشتركة بين الأديان كما تُبيّن المقتطفات التالية:

اليهودية:

أنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إلهَ سِوايَ. نَطَّقْتُكَ وَأنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي.6لِكَيْ يَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقَ الشَّمْس وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ.(أشعياء،45:5-6)

المسيحية:

فجاء أحد الكَتَبة و... سأله" أية وصيّة هي أوّل الكل؟" فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي اسمع ياإسرائل، الرّب إلهنا واحد..."(مرقص،12:29)

الإسلام:

...لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط...لا إله إلا هو العزيز الحكيم.(القرآن آل عمران18)

البهائية:

إن المؤمن الحقيقي بوحدانيّة الله هو الذي، مبتعدا عن الخلط فيما بين الازدواجيّة والوحدانيّة، لايسمح لأي فكرة تعددية أن تشوش مفهومه عن وحدانيّة الله، وهو يعتبر أن الذات الإلهية تعلو بطبيعتها، وتتسامى فوق حدود الأرقام.(بهاءالله- Gleanings، فقرة رقم 34،ص166-167معرّب)

إن أفضل مثال يدل على وحدة الجوهر في التعاليم الأخلاقية لدى جميع الأديان هو مايعرف بالقاعدة الذهبيّة أو مبدأ التعامل بالمثل، ومنها مايلي:

اليهودية
ماتبغضه أنت لاتصنعه لقريبك.(قول هلال في تلمود بابل،سبث131.)

المسيحية
وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم بهم هكذا(انجيل لوقا 6-31).

الإسلام
لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه مايحبُّ لنفسه(صحيح البخاري-كتاب الإيمان،رقم13،صحيح مسلم:1/67رقم71).

البهائية
ولا تَحْمِلُوا عَلَى الناس مَا لا تَحْمِلُوهُ على أَنْفُسِكُم وَلَنْ تَرْضَوا لأحَدٍ مَا لا تَرْضَوْنَهُ لَكُمْ وَهَذا خَيْرُ النُّصحِ لَوْ أَنتُمْ مِنَ السَّامِعِينَ.(بهاءالله،ألواح وصايا حضرة بهاءالله إلى الملوك والرؤساء،سورة الملوك،ص116)

غنيٌّ عن القول أنه في ضوء هذه الوحدة الأساسية للأديان، يحث حضرة بهاءالله أتباعه أن يتحلّوا بروح الوفاق الديني والانسجام: "عاشِرُوا مَعَ الأَدْياَنِ كُلِِّّهَا بالرَّوْحِ والرَّيْحاَنِ"(بهاءالله مجموعة ألواح حضرة بهاءالله...، ص104معرّب)
وقد عبَّر حضرة عبد البهاء عن هذه الفكرة بحزم أكثر في كتاب وصيته التي تعرف بألواح وصايا حضرة عبد البهاء:
"يجب أن تعاملوا جميع الملل والطوائف والأديان بكمال المحبّة والخلوص والصداقة والوفاء والمودة ملتمسين الخير لهم حتى يصبح عالم الوجود ثملاً من كأس فيض البهاء، وتزول الجهالة والعداوة والبغضاء والأحقاد من على وجه الأرض، وتبدل ظلمة التفرقة بين جميع الشعوب والقبائل بأنوار الوحدة. فإذا عاملكم سائر الملل والطوائف بالجفاء فعاملوهم بالوفاء، أو بالظلم فبالعدل، وإن اجتنبوكم فاجتذبوهم، وإن أظهروا لكم العداوة قابلوهم بالمحبّة، وإن أعطوكم السم فامنحوهم الشهد، وإذا جرحوكم فكونوا لهم مرهماً، هذه صفة المخلصين وسمة الصادقين."(العهد الأوفى-وصايا حضرة عبدالبهاء،ص29-30معرّب)


وأخيراً، حثّ حضرة بهاءالله البشر على أن لا يتنازعوا ويختلفوا حول المسائل الدينية. وقد صرّح أن هدف الدين هو إيجاد الوحدة في العالم ولذلك حث أتباع الأديان المختلفة أن يضعوا خلافاتهم جانباً:
يَا أَبْنَاءَ الإِنْسَانِ إِنَّ دِينَ اللهِ وَمَذْهَبَهُ لأَجْلِ حِفْظِ الْعَالَمِ وَاتِّحَادِهِ وَاتِّفَاقِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَأُلْفَتِهِ لاَ تَجْعَلُوهُ سَبَبَاً لِلنَّفَاقِ وَالاخْتِلاَفِ وَعِلَّةً لِلضَّغِينَةِ وَالْبَغْضَآءِ.(مجموعة ألواح حضرة بهاءالله نزلت بعد الأقدس ص148 معرّب)


الخلاصة
نشبّه الأديان بصفوف مدرسية متعاقبة، وإن الإنسانية بحاجة للحضور في هذه الصفوف للترقي. هذا يعني أن البهائيين ينظرون إلى أديان العالم الأخرى على أنها مراحل متتالية في تطور الإنسانية الرّوحاني. كل مرحلة منها أساسية وكل منها ضروري قبل الانتقال إلى تعاليم المرحلة التالية. لذلك يرى البهائيون أن تعاليم حضرة بهاءالله تبني على التعاليم السابقة. من هنا يرى الدين البهائي على أنه، من ناحية، يُكَوّن جزءاً من تاريخ البشرية الروحاني الدائم التطور الذي يشتمل على اليهودية ، المسيحية، الإسلام، البوذية والهندوسيّة، ومن ناحية أيضاً فهو دين مستقل إلى جانب هذه الأديان ولديه صلواته الخاصة التي تؤدّى باتجاه قبلته (الاتجاه هو مقام حضرة بهاءالله)، وفترة صوم كل سنة (في آذار-مارس) وأحكامه معيّنة بالنسبة للزواج، الدفن، والميراث والتي تختلف عمّا تتبعه أديان آخرى.

ومع ذلك، فإن اعتناق الدين البهائي ليس مشابهاً لاعتناق بعض الأديان الآخرى. فعندما يتحوّل الإنسان من المسيحية إلى البوذية، فهو يتغاضى كلياً عن وجهة النظر التي يدعها وراءه، ويتبنى وجهة نظر جديدة. وبما أنه يبدو وكأن عقائد كل دين تناقض عقائد الأخرى، تتطلب المسألة اعتماد دين منهما والتخلّي عن الدين الثاني. ولكن هذا لايحدث عند اعتناق الدين البهائي إذ ليس مطلوباً من الذي يصبح بهائيّاً أن يرفض بشكل قطعي مايعتبر جوهر دينه السابق، وهذا لعدة أسباب منها:
1- بالنظر إلى المبدأ البهائي إن الأنبياء مؤسسي جميع الأديان السماوية هم عودة الحقيقة الجوهرية الواحدة إلى العالم، ليس مطلوباً من الذي يعتنق البهائية أن يرفض مؤسس دينه السابق.
2- من وجهة النظر البهائية، أن يصبح الإنسان بهائياً يعني أنه مخْلِص لرسالات مؤسسي وحاملي هذه الأديان بالنسبة لوعودهم عن مجيء مُخلّص في المستقبل، وهو كما يؤمن البهائيون أنه وعد قد تحقق بظهور حضرة بهاءالله.
3- لقد طرحت الإنسانية عبر آلاف السنين وجهات نظر مختلفة حول مسائل دينية. وقد طوّر أهل العرفان والبصائر في الأديان المتعددة، بُغية التوصّل إلى الروحانيّة، سُبلا ًكثيرة تهدي إليها. لايسعى الدين البهائي إلى رفض تراث الإنسانية الغني هذا،واستبداله، بل يسعى إلى المحافظة عليه مجرداً عمّا يؤدي إلى التفرقة، وضمن هيكليّة شاملة للوحدة. وأكثر من هذا، يسعى الدين البهائي إلى نشر هذا التراث على نطاق عالمي حتى يساهم أفضل ما في كل دين وثقافه في تقدّم الإنسانية بشكل عامّ.
لذلك، يمكن النظر إلى علاقة البهائية مع أديان العالم الأخرى على أنها ناحية أخرى من رؤية حضرة بهاءالله الموحّدة للإنسانية، فهى تجمع عناصر الحياة كافة على هذا الكوكب في إطار تتفاعل فيه على أساس الوحدة والاحترام المتبادل. إن هدف حضرة بهاءالله والجامعة البهائيّة في كل هذا هو أن "يُزيلوا الاختلافات ويطفئوا نار الضغينة والبغضاء، ليُنظر إلى الأرض بكاملها على أنها وطن واحد".(بهاءالله،Epistle to the son of the Wolf-ص123 معرّب)






#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نناشد الإنسان في كل مكان من أجل إنسانية هؤلاء
- أين العدل والرحمة
- الدين البهائي وأديان آخرى (3)-الدين الحقيقي
- الدين البهائي وأديان آخرى-(2)
- الدين البهائي وأديان آخرى(مقال في مقالات).كيف يمكن أن يكون ا ...
- الهدم البشري والبناء الإلهي
- وحدةالله ورسله وقياماتهم ودينوناتهم للعالم
- آدم وشجرة الحياة
- هل اتّحاد الأديان ممكن؟ وإذا كان ممكنًا فكيف يحدث؟ ومتى يحدث ...
- خاتم النبيين-وأبدية الرسالات الإلهية
- سؤال- إلى كم تنقسم أخلاق النّوع الإنسانيّ ومن أين جاء هذا ال ...
- براهين روحانية
- يا أهل العالم إلى متى هذا الهجوع والسّبات، وإلى متى النّزاع ...
- البهائية وقضايا إجتماعية- التطور الاخلاقي
- البهائية وقضايا إجتماعية -ازدهار العالم الانساني
- البهائية وقضايا إجتماعية -حقوق الانسان-المرأة والسلام
- البهائية وقضايا إجتماعية-التعصُّب نار تحرق العالم
- الدين العالمي
- الدين البهائي يقف على رؤية إنسانية موحّدة وأسلوب للحياة ليست ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي-النظم الإدراي و مرجع ...


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الدين البهائي وأديان آخرى- عبارات تُجزم بالانتهاء -(4/4)