أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد الكحط - كُلَهُم غربان















المزيد.....

كُلَهُم غربان


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 177 - 2002 / 7 / 2 - 08:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

                                                                   

نعم كُلَهم غربان , بل غربانٌ سود ليسَ فيهم حمائم ولا هم بصقورٍ.

إنها ليست مقدمة أدبية بل حقيقة سياسية واقعة , ومدعاة حديثي هذا هو كثرة تناول وسائل الأعلام العربية والعالمية وحتى بعض الأحزاب الوطنية العراقية في تصريحاتها عبارات تصف وتصنف فيها الإدارة الأمريكية بأنها منقسمة إلى مجموعتين هما الحمائم والصقور, فوزير الخارجية على سبيل المثال من الحمائم وهكذا الكونجرس ووزير الدفاع ووزارته من المجموعةِ الأخرى …الخ.

ولا أدري كيفَ وعلى أيةِ أُسسٍ اعتمدت هذهِ التقسيمات؟

فَمن يعرف كيفَ تُصاغ السياسة الأمريكية ومن يخطط لها وماهي أهدافها ولمن تَخدم سوفَ لن يحتار كثيراً في أن يُقرَّ بأنهم جميعاً غربان وهم مجلب شؤم للبشرية, فالتاريخ الأمريكي منذ حرب الاستقلال ورغم الشعارات الرنانة المتعلقة بالديمقراطية والمساواة والرقي والحضارة وحقوق الإنسان والحرية مليء بالانتهاكات والخروقات لهذه المبادئ. فقد كانت تمارس لسنوات قريبة سياسة التمييز العنصري ضد الأمريكيين الأفارقة، وهل ننسى المكارثية التي شملت ليس فقط الشعب الأمريكي بل تخطته لتشمل مجمل سياسة أمريكا الخارجية. أما على المستوى الدولي فهل ننسى الحربين الكورية والفيتنامية وتدخلاتها في أمريكا اللاتينية وخصوصاً ما فعلته في تشيلي عام 1973 وكذلك في نيكاراغوا  إلى جانب عدائها السافر للنظم الاشتراكية وحربها المعلنة وغير العادلة التي سخرت لها كل شئ لتخريب وإسقاط هذه الدول, وهل ينسى العالم جريمة هيروشيما ونكازاكي؟ ثم دعمها اللامحدود لإسرائيل وكذلك للعديد من الأنظمة الرجعية والدكتاتورية بما فيها نظام صدام الدكتاتوري خدمةً لمصالحها واستخدامها الأسلحة القذرة كاليورانيوم المنضب في يوغسلافيا والعراق والأمثلة كثيرة على قتامة تاريخ أمريكا واسوداده.

 أن خيوط السياسة الأمريكية تحاك في معاهد ستراتيجية تلبى فيها مصالح الطغمة الاقتصادية المالية, مالكي الصناعات الضخمة وبالأحرى العسكرية والمافيات التي ارتبطت مصالحها مع مصالح هذه الطغمة, مستغلين امتلاكهم لمعظم وسائل الإعلام والتكنولوجيا المتطورة جداً لأجل التضليل، وهمهم الوحيد هو الربح والربح الجشع غير عابئين بمصالح الشعوب ولا بمصير العالم, بل لا تهمهم حتى مصالح الشعب الأمريكي, وهي السياسة الإمبريالية ذاتها التي لم ولن تتغير خصوصاً في ظل النظام العالمي الجديد ذي القطب الواحد .

 

وإذا أردنا أن نحكم على إدارةِ حكومة دولة ما, علينا أن نقرر ذلك من خلال أعمالها وما تنفذهُ فعلاً لا على ما تقولهُ وتدعيه. ومن يتتبع منجزات الإدارة الأمريكية الحالية منذُ مجيئها إلى الآن سوفَ يجد في كل أعمالها على أرض الواقع الامتداد الطبيعي لأعمال ونهج الولايات المتحدة السابق في الهيمنة ومحاولة تركيع الشعوب والحكومات لارادتها ولخدمة مصالحها الستراتيجية بل ولربما ازدادت عنجهيةً وصلافةً, ولربما سنترحم على عصر إدارة بيل كلنتون كما ترحمَ البعض على عصرِ إدارة جيمي كارتر رغم أن دور الرؤساء  الفعلي محدود في مسألة اتخاذ القرارات المهمة, فهذهِ الإدارة ومن خلال استعراض بسيط لاعمالها للفترةِ القصيرة التي حكمت فيها لا أجدُ فيها رقة حمامة و لا فراسة صقر.

واليوم مع ازدواج المعايير في سياستها وإرهابها للدول الأخرى بحجة مكافحة الإرهاب وإعلانها الحرب المفتوحة، هذه الحرب التي لازمان ولامكان محدد لها، وباندفاع جنوني بحجة الدفاع المشروع عن النفس مستغلة أحداث سبتمبر شنت الحرب في أفغانستان لا دفاعا عن نفسها بل من أجل هدفها المراد وهو فرض سيطرتها التامة على كل منابع الطاقة في العالم وهل تتطلب الحرب مع أفقر بلد في العالم كل هذهِ الترسانة من الأسلحة الفتاكة وكل تلك الجيوش المتطورة ؟

 أن النزعة العدوانية العسكرية الأمريكية الحالية تجاوزت كل الحدود الممكنة مما حدا ببعض حلفائها إلى توجيه النقد الشديد لها. ولم تكتفِ بذلك بل عادت حليمة إلى عادتها القديمة فها هي تتدخل في فنزويلا ولا يستبعد أن تؤجج من وراء الستار حرباً لا تحمد عقباها بين الهند وباكستان وتتحكم في قرارات الأمم المتحدة وسياسة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للضغط على الدول الفقيرة وإخضاعها إلى سياستها . 

أن أمريكا تتردد اليوم في أن توافق على عقد مؤتمر دولي يحدد معنى الإرهاب واسبابه وكيفية معالجته لأنها تعلم علم اليقين أنها من وقفت وراءه وهي من صنعته لترهب بهِ دولاً أخرى، وإنها هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم والأدلة كثيرة على ذلك, فمن لا يقف مع أمريكا فهو مع الإرهاب.  فهل هناك ما هو أكثر وضوحاً من هذا المنطق الإرهابي ؟

ثُم امتلاك أمريكا لترسانة عملاقة من أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي كافية أن ترهب بها العالم كله وهي تفعل وفعلت ذلك فعن أيةِ مبادئ وأي إرهاب يتحدثون؟

لقد وافق البنتاجون على استخدام أسلحة وصفت بأن آثارها تفوق آثار الزلازل, وعلانيةً هدد بوش الابن بإمكانية استخدام الأسلحة النووية ضد العديد من الدول, وهدد بالهجوم على دول نعتها بمحور الشر دون اللجوء إلى موافقة الأمم المتحدة، أليس هذا هو إرهاب الدولة العظمى التي تدعي مكافحة الإرهاب, ثم يصفون كل حركة مقاومة أو نضال من أجل التحرر من الهيمنة الإمبريالية بالإرهاب.

نحن ضد الإرهاب وأوله إرهاب أمريكا وضد استهداف المدنيين الأبرياء مهما كان السبب لكننا مع النضال ضد العولمة الأمريكية ومع الكفاح ضد التدخل الأجنبي و ضد كافة أنواع الحروب وضد الدكتاتوريات, ومع نضال الشعوب من أجل نيل حقوقها .

فإذا كانت هذه المبادئ التي تلتقي مع المبادئ التي قامت على أساسها أمريكا هي مبادئ إرهابية فلنصرخ بأعلى صوتنا ((كلنا إرهابيون )).

فهل ستعي الإدارة الأمريكية الحالية بصقورها وحمائمها المزعومة المخاطر الجمة التي تقود البشرية لها؟

وهل سيدرك الشعب الأمريكي يوماً ما أن إدارته تقوده ضد مبادئه في العيش في عالم تسوده قيم المساواة والعدالة وقدسية حقوق الإنسان, عالم أكثر جمالاً وسعادة؟

أن العالم يسير اليوم بفضل أمريكا إلى الهاوية و لا حل إلا كما أكد النشيد الأممي

(( أجلوا سودَ الغربانِ عنا تشرقُ الشمس كل حين))

 

مع الاعتذار للغربان كي لا ينتقدني أعضاء جمعيات الرفق بالحيوان



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد الكحط - كُلَهُم غربان