|
فقالت طز انا فرعونية
قاسم العجرش
الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 08:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
آلاف العراقيين سقطوا أشلاء في الطريق إلى قتل أمريكي واحد. ولقد نصبت إحدى فضائيات العرب عنوانا صارخا لحفلة عرس إحتفاءا بمقتل ذاك الأمريكي الواحد تحت خبرها الوارد "عاجلً" وكأنما العراقيين ليسوا بشرا بل ليسوا مسلمين بل ليسوا عربا..وعندنا هنا ذوي ربطات عنق غربية نسوا أو تناسوا ارتداء عماماتهم، وظهروا على قناة أمريكية تبث من بغداد أسمها الحرة عراق، كانت أكثر أتزانا من "كل" فضائيات العربان،فبثت خبر جرائم التكفيريين ضد الشيعة في عاشوراء وقدرت الحصيلة الأولية بخمسة وعشرين شهيد عراقي ولم تذكر خبر مصرع الأمريكي مع أنها أمريكية!، والمشكلة أن الرجال الذين ذكرناهم في آنف الكلام، فقطوا أنفسهم على أنهم وحدهم هم من بيدهم الصولجان يلعبون به بالكرة التي هي "نحن،"ولهذا ربما علينا "نحن"ألا نختبىء خلف سؤال نصف برىء: من أمتداد لمن؟ العرب الشماليون هل هم أمتداد للروم البيزنطيون والترك؟ العرب الجنوبين هل هم أمتداد لمساكب أفريقيا؟، العرب الشرقيون هل هم أمتداد للهنود و الفرس؟،العرب الغربيون هل هم أمتداد لأمة الأمازيغ التي عُرُبت؟ أم نعيد السؤال النصف بريء فنوحده: من أمتداد لمن؟ هل الروم البيزنطيون والترك والهنود والفرس والأفارقة والأمازيغ والصقالبة أمتداد لأمة تقع بينهم أسمها أمة العرب؟ ومن يؤثر بمن الواحد بالمجموع أم المجموع بالواحد؟ هل سكان الخليج (الآن)عرب حقا؟ وأذا كانوا كذلك هاتوا الدليل؟ هل الدشداشة التي تصنع في سنغافورة وهونك كونك دليل العروبة؟ وتكلم العربية مع ساكن من دبي يرتدي تلك الدشداشة ويعتمر على رأسه الكوفية والعقال وبادره بالسؤال عن طريق ، فسيجيبك "سوري آي دونت نو"، وإذهب الى بيروت وحدث "صبية بقميص عقدته على صرتها فأظهر نصف بطنها" من أين الطريق أيتها الفتاة الى ميدان رياض الصلح؟ وستجيبك فورا بسؤال: "وات؟" وارحل الى تونس القيروان ومع أن بعض لابسي البرانس الحمر مازالوا في طرقاتها، لكن أفضل طريقة تتواصل فيها مع السكان هي أن تعرف الفرنسية، فهي لغة التخاطب الأكثر أستعمالا بين السكان المحليين، وحتى الأميين منهم يرطنون ب" ميرسي بوكو"، وعد الى حي المهندسين في قاهرة المعز بالله فلن تجد فيه من يتحدث لغة الوحدة والأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة قط، وأذا قال لك أحد أنه يعني الشيء الفلاني، فسيقول "آي مين"ولن يستطع أي منهم تجميع حديث متكامل باللغة التي أنت تتحدثها :لغة العرب والقرآن والحرف الجميل،..وفي المغرب والجزائر مذيع التلفزيون وحده من يستطيع التكلم بلغتك أنت يا"عراقي" وأنت يا "عراقي" متهم بعروبتك،لماذا؟ والإجابة بسيطة: ركائز الأمة التي تبنوها وربما مال المائلون هنا في "عراق"هي ركائز تزعم "وجوب" الوحدة (بالتراضي المعدوم)، مقامُها الدينُ، واللغةُ، والجغرافيا،والتاريخ المشترك هذه العناصر العجيبة في فُتيا القومية لنبي القومية العربية "ساطع الحصري" الذي كان تركيا!. لكن الجليَّ، المتداول حالاً بعد حال في التاريخ الدموي الحديث (حرب عبد الناصر في اليمن، حرب اليمنين، حرب ليبيا ومصر في عهد السادات. حرب العراق والكويت. حرب مصر والسودان في فاصل بينهما. الدسائس والحروب بين الجزائر والمغرب على مقام الصحراء الغربية.. الدسائس المنتهية بإعدامات بالجملة بعد تقارب غير مفهوم، مرة، بين البعثيين على ضفتي دجلة.والفرات في سوريا والعراق..)؛ نزعم أن الجليَّ المتداول هو أن الاحتكام إلى سند الدين مثْلُهُ مثْلُ مجراه بين باكستان والسودان، والاحتكام إلى اللغة هو كمجراه بين فرنسا وبلجيكا. أما الجغرافيا فحدِّثْ بما فيه حَرَجُ الريح، والجبال، والشمس، أجهدت نفسي بها ولم أجد فيها ما يكون الأمم، هل أن أرضا فيها جبال وسهول ووديان وبحار وصحار مثل الهند ليست أمة،؟ وكيف يوحد التنوع الجغرافي الكثيف العرب؟ ومن الجغرافيا درجات الحرارة ، وربما وحدها هي مرتكز القومية العربية !،لأن مناخنا قاري، هل علينا أن نطرد لبنان من بركات العروبة لأن مناخها مختلف؟: ألم يكن لأحد كيان بذاته خارج حدود الإمبراطوريات؛ والاستقلالات "المشوَّهة" الحديثة تفريعٌ سياسيٌّ لمشكل الوجود ذاته كأمَّة واحدة "بالقوة" الفلسفية. أم أن الهواء مفصَّل على قواعد الإعراب بلغة الضاد؟ واكتشفوا بعد قرن من عصر القوميات القسرية أن ركائزهم الأفتراضية لا تنطبق عليك "ياعراق" فأنت لست على دينهم مع أنك تقول الشهادتين وفي كل بيت عراقي "قرآنِ" وجدته حتى في بيوت الصابئة المندائيين وفي بيوت كثير من الـ "الكفار" المسيحيين، أنت لست على دينهم ولو حججت بيت الله عشر مرات، وأكتشفوا بعد موت ساطع الحصري نبي القومية العربية التركي أنه لا تاريخ مشترك معك، وعندهم التاريخ المشترك واحد من أشتراطات تكوين القومية، التاريخ المشترك عندهم يعني أن تقول أن يزيد كان أماما مفترض الطاعة وأن الحسين خرج عليه، عندها تستقيم معادلة التاريخ إنطباقا، فيرضى بك ذا الشعر الأجعد ذو الشفاه الغليضة أسود البشرة عمر البشير عربيا مع أنه من الجنجاويد، وهم أمتداد للكونكويون، سكان الكونغو! وأكتشفوا أنك لا تتكلم اللغة التي يتكلمها الحاكم "العربي" الصومالي الذي أحتاج الى مترجم من الأيطالية التي يجيدها في مؤتمر قمة بغداد عام 1979 الذي أخرج مصر من القومية العربية ، فقالت"طز" أنا فرعونية...
#قاسم_العجرش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|