أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .














المزيد.....

الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 23:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا توجد ثروات تنهال على بعض الناس من السماء ..فالثروة المالكة هى ثروة جاءت من إمتصاص دماء المهمشين فى الأرض لصالح فئة لا يهمها سوى أطماعها الخاصة وشراهتها المفرطة .

ولكن هل تكتفى ذهنية الملكية على الإستغلال والنهب فحسب أم أن تأثيرها يمتد ليدمر الإنسان فى ذاته ويجعله كائناً شرهاً يسعى نحو الأطماع والأنانية لتصرفه تماما عن أن يكون إنساناً .

عندما حل الطمع والأنانية فى الإنسان نتيجة فوائض القيمة , تمت ترجمتها فى الإحتياز والإمتلاك , ولم يتورع الطامعون أن يبتكروا الألهة التى تعطيهم الحق فى الإمتلاك وتهدد الناظرين والحاسدين لهم بعذاب مقيم , بل لم يتم الإكتفاء بذلك فحسب بل صيغت كل المعتقدات والأديان لتمرير الحق المقدس فى الإمتلاك ..نستطيع أن نزعم بأن الأديان والمعتقدات لم تجئ أساساً إلا لتمرير مجتمع الملكية والملاك ..بل لتقنين مجتمع الأسياد والعبيد .

لنتأمل سويا ذهنية ونفسية المالك ..فهل هو يمارس حياته بشكل جميل وراقى أم ككائن بيولوجى يسعى جاهدا إلى إشباع الجسد حتى الثمالة .

يحرص البراجوزى على أن ينظر إلى أملاكه بإستمرار ..يتأملها ويجهد ذهنه فى كيفية الحفاظ عليها وتنميتها وإتساع رقعتها .
هناك من يظن أن هذه ميزة البرجوازية فى سعيها الدؤوب نحو المزيد والتوسع والطموح الذى لا يعرف له حدوداً لإيقافه .

فهل هذه هى الحياة ؟
هل الإستمتاع بالحياة يكون بأن تصرف ذهنك وجهدك وخيالك فى أن تمتلك مستودعات من تلال الأرز والقمح والشعير والتى تزيد عن إحتياجك كإنسان له معدة محددة ومحدودة القدرة فى الأشباع .؟

هل الإستمتاع بالحياة أن تنفقها فى الحفاظ على هذه الثروة من الحبوب من أن يطولها أحد الجياع .؟

ماقيمة الحب فى مجتمع برجوازى النزعة والهوى ؟..هل له مكان فى دهاليز الدماغ ؟..أم أن الحب ودع مثواه الأخير بعدما إحتل رصيدنا فى البنوك ومستودعات الغلال كل تفكيرنا .

المالك لا يتعامل مع الحياة إلا بمنطق المكسب والخسارة ..لا يشغله مشاعر وتعاطف مع الأخرين لأن مشاعره تكلست فى قمقم البحث واللهث نحو المال وزيادة أرصدته وتضخيمها .

يتحول الإنسان فى ظل مجتمع برجوازى إلى بقرة حلوب تدر المال واللبن ..ويكون الفعل الإنسانى محصوراً ومهموماً بكيفية إمتلاء البطن عن أخرها والإحتفاظ بمستودعات من الحبوب والمال تعانق السماء .

تحت تأثير شهوة المال والحرص على زيادة رقعته لن يتوانى البرجوازى فى أن يحرمك من طبق من الطعام يكفى جوعك تحت حرصه أن لا يقلل هذا رصيده فى البنوك نتيجة عمل إنسانى لن يجلب عليه سوى الخسائر المادية ...وفى حال تعطف ورمى لك بعض الخبز فهو يأمل ألا تموت ليستطيع أن يمتص دمك فى لحظة أخرى سانحة .

البرجوازية لا يعنيها الحب ..لأن الحب غير نقدى ..فهى لا تفهم هذه القصة فكل شئ خاضع للعرض والطلب والتقييم فى البورصات حيث معابد البرجوازية .
لذلك هى عندما تتعامل مع الحب تخضعه لحساباتها ورغباتها فى الإقتناء ..يتحول الحب إلى سلعة تغلف بأوراق ملونة تلهينا عن التشويه الذى لحق بها .
فى مجتمع الملكية والبرجوازية يتحول الإنسان إلى سلعة قابلة للشراء والبيع ..تدار عملياتها بأقفزة حريرية تخفى مدى البشاعة التى تمارس ضد الإنسان وأحاسيسه .

عندما يحصل الإنسان على حاجته التى تكفى إشباعه وإرتضى بها..فلن يشغل ذهنه فى طمع أن يقتنى أكثر من حاجته ..سيكون لدى ذهنه مساحات من الفضاءات التى ستمتلأ بالحب والصداقة والإنسانية ..
سينصرف ذهنه عن مراقبة ما يحظى به الأخرين لأنه سيجدهم هم أيضا غير مهمومين بما لديه ..لأن الجميع سيعمل وينال ما يكفى إشباعه فقط .

فى مجتمع إشتراكى النزعة والهوى سنكون أكثر إنسانية قادرين على الحب والتعاطف والتراحم لأن ذهننا لن يكون مشغولا بالحرص على إقتناء المال والأملاك ..لن تشغلنا طموحات أنانية طامعة ..لن تعترينا الأنانية فى الإستئثار والتميز الطبقى ..ولن يكون لدينا أطماع فى الأخرين ننزع من جوفهم اللقمة حتى يزداد ثرائنا توحشا .

فى الإشتراكية سنكون بشر قادرين على خلق اليوتوبيا على الأرض حيث الحب والرحمة والمودة .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرضاعة الفكرية .
- سينما أونطة ..هاتوا فلوسنا .
- الديك لا يبيض .
- ثقافة النفاق والوصولية .
- أحلامنا المكسورة .
- مناورة العقل الدينى .
- ثقافة العبيد .
- العروسة والمسدس


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .