رياض الصمادي
الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 21:05
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
يفسر البعض، الفوضوية بأنها القذارة وعدم الترتيب، والبعض يفسرون كلمة عدم الترتيب على أنها اللامبالاة. إلا أن المعاجم وغيرها من المصادر تطبع الكلمتين كمترادفتين حيث تعنيان: عدم الأهتمام، التشوش، عدم الترتيب، القذارة، الأفتقار للأناقة، الأفتقار إلى الدقة والترتيب. وكانت إحدى المجالات المقاسة في مقياس واسع الأنتشار لتقييم سلوك الأطفال هي الفوضوية وعدم الترتيب، والأطفال ذوو الدرجات المرتفعة في هذا المجال لا يهتمون بمعايير الكبار فيما يتعلق بالنظافة. والأسئلة الثلاثة التي تطرح للقياس هي إلى أي مدى يعتبر الطفل فوضوياً وغير مرتب في عادات اكله؟ لا مبالياً فيما يتعلق بمظهره وحاجياته؟ وعرضة لان يتسخ ويفقد هندامه بسرعة؟
إن الأطفال الصغار فوضويون بشكل عام، إلا أن ما نتحدث عنه كمشكلة هو الفوضوية إلى درجة كبيرة جداً، اكثر من المعتاد. والآباء الذين يتوقعون من الطفل اكثر من طاقته يشعرون غالباً بالغضب وخيبة الأمل، اما التوقعات الواقعية والوعي بطبيعة نمو الطفل وبسلوك من هم في مثل سنه فتساعد الآباء كثيراً، في العادة من الوهلة الأولى نستطيع تمييز الأطفال غير المرتبين بشكل غير عادي ولا مبالين فيما يتعلق بملابسهم والعابهم وادواتهم المدرسية أو مظهرهم العام، حتى عادات القذارة تكون واضحة عندما لا يغتسل الطفل، ويستمتع بكونه قذراً أو غالباً ما يتسخ بشدة. ومن المؤشرات على وجود مشكلة فوضوية وعدم ترتيب هو عندما تتفاقم الحالة وتصبح ضارة أو غير صحية وكذلك عندما لا يستطيع الطفل أو الأب أن يجدا الأشياء.
ومن أسباب هذه الظاهرة
1- التعبير عن الغضب أو الرغبة في الأستقلال. أن تعبير "احب أن اظهر كما اريد" كثيراً ما يسمع منذ الطفولة الباكرة وخلال سنوات المراهقة، فالمظهر الشخصي هو أحد المجالات الأساسية للتعبير عن الذات. إن القذارة واللامبالاة في المظهر الشخصي من المؤشرات الأكثر وضوحاً: "هكذا احب ان ألبس". وبشكل اقل وضوحاً فأن تطوير أسلوب عدم التنظيم والإهمال في تناول كثير من المهمات هو مؤشر على الأستقلالية.
2- رفض تحمل المسؤولية. إن رفض الطفل لتحمل المسؤلية المرافقة للنضج هو أسلوب أكثر تحديداً من اسلوب التعبير العام عن الأستقلالية أو الغضب. أن الأطفال الذين لا يشعرون بالرضا والأشباع الكافي في حياتهم يرفضون التخلي عن الأشباع الذي يحصلون عليه من خلال الفوضوية وعدم الترتيب.
3- الأفتقار إلى مهارات الترتيب، هناك اسباب عديدة لافتقار بعض الأطفال للمهارات اللازمة للطفل كي يكون نظيفاً ومرتباً. فبعضهم لم يسبق له ابداً أن تعلم كيف يكون مرتباً، وربما يكون قد نشأ في بيوت فوضوية وغير مرتبة أو حتى في اطار ثقافة فرعية لا تعطي للنظافة قيمة.
ومن طرق الوقاية الترتيب المبكر والمستمر، من خلال إتباع المهمات المنتظمة، الأعتناء الشخصي بالنظافة وحسن المظهر، علم الطفل الأهتمام بالآخرين. ولعلاج حالة عدم الترتيب والفوضوية علم وكافيء سلوك النظافة والترتيب من خلال توضيح الخطوات التي تؤدي إلى النظافة والترتيب وعندما تتأكد من أن الطفل يعرف ما هو متوقع منه وكيف يقوم به يمكنك أستخدام الأساليب التالية لتظهر قناعتك بمتابعة تعليمك له :-
1- الباب مفتوح أو مغلق
2- استخدام خزانة يمكن اقفالها
3- استخدام الجداول أو اللوحات
بعد ذلك اتح فرصة للطفل كي يظهر استقلاليته وتحمله المسؤولية، ضع اساليب خاصة لمشكلات خاصة قد تقع.
كانت وجهات نظر بعض الأمهات قد أنحصرت في محورين منها وجهة نظر السيدة ميس على ربة منزل وأم لثلاثة أطفال قالت أن سبب السلوك الفوضي لدى أطفالي هو مشاهدة برامج الكرتون العدائية ذات الحركات السريعة الغير هادفة التي ترفع النشاط الجسدي لدى الطفل.
أما وجهة نظر السيدة سعاد عبد الله مدرسة وأم لأربعة أطفال أن السلوك الفوضوي وهو سلوك ناتج عن خلل في طريقة تربية الطفل داخل المنزل مما يعكس أيضاً على سلوك الطفل خارج المنزل مثل المدرسة، مناطق الألعاب. وأنا كمعلمة أواجه هذه المشكلة مع بعض الطلاب حيث تظهر المشكلة في المدرسة على عدة أشكال منها اللعب بالأدراج المدرسية والكتابة عليها. رمي النفايات في الساحة المدرسية خلال فترة الإستراحة. عدم الأهتمام بالمظهر الخارجي، الرسم على الجدران.
وللحديث عن الموضوع بطريقة متخصصة تم أخذ رأي الدكتور عدنان الطوباسي رئيس الجمعية الثقافية للشباب والطفولة والمتخصص في علم نفس الطفولة والمراهقة أن للاسرة الدور الموثر في اعداد الطفل وتنشئتة التنشئة السليمة ولذلك فيقع على الاب والام تمكين الطفل من العادات السليمة وتعديل سلوكة الخطا بعيدا عن الدلال وترك الحبل على الغارب ولذلك فان انماط السلوك الحسن تعود اولا واخيرا الى الاب والام واحيانا يكون الاب نظاميا والام عشوائية او الام نظامية والاب عشوائي عند ذلك يحدث تذبذب في سلوك الطفل ويصبح حائرا في اي السلوك الافضل ومن هنا فلا بد ان يدرك الاب والام ان الطفل يقلدهما في سلوكة وعليهما ان يراقبا سلوك ابنهما دوما وتعديل اي سلوك خاطىء منذ البداية لا ان ينتظران طويلا حيث يصبح التعديل صعبا ويحتاج الى وقت طويل.
#رياض_الصمادي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟