أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي محمد البهادلي - هجوم العريفي على السيستاني















المزيد.....

هجوم العريفي على السيستاني


علي محمد البهادلي

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 21:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد غياب الإمام الثاني عشر للشيعة الإمامية كان لا بد من بديل مؤقت يملأ الفراغ الذي تخلفه هذه الغيبة في الساحة الدينية والاجتماعية الشيعية ، فما كان من الأئمة الثلاثة في آخر قائمة أئمة الشيعة إلا أن أعطوا مواصفات من يُرجَع إليه في الأمور الدينية بل السياسية على رأي من فهم من هذه النصوص ولاية الفقيه المطلقة ، أي أن الفقيه نائب عن الإمام المعصوم في الحقلين التشريعي والسياسي ،وليست ولايته مقتصرة على التصرف في أموال القصر والأمور الحسبية الأخرى ، وكان من ضمن المواصفات التي حددها هؤلاء الأئمة لمن يتصدر القيادة الدينية : الفقاهة أي يجب أن يكون مجتهداً يستطيع استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية التي هي الكتاب والسنة والإجماع والعقل ، ومنها أن يكون عادلاً ، والعدالة في اصطلاح الفقهاء هي ملكة نفسانية يتمكن من خلالها الإنسان تأدية جميع واجبات الشريعة الإسلامية ، والابتعاد عن كل ما نهى الشرع الحنيف عنه ، ومنها طهارة المولد أي أن يكون ابناً شرعياً مولوداً في بيئة تخلو مما يشوب الطهارة الجنسية ، هذه بعض المواصفات التي يجب أن يتوفر عليها من يرجع إليه المكلفون في أحكام دينهم ، وليست كلها، ومن الأحاديث التي يستند إليها الشيعة في ذلك هو التوقيع المنسوب للإمام الثاني عشر عن أسئلة رُفِعَت إليه من قبل بعض الشيعة ، وصلت إليه عن طريق سفيره ، يقول فيه : ((أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم )) ومنها حديث آخر عن أبيه يقول : (( من كان من الفقهاء صائناً لنفسه مخالفاً لهواه متبعاً لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلدوه )) فهذه مواصفات عامة من الممكن أن تنطبق على زيد أو عمر ، والأمر يعود للمكلف نفسه في تشخيص من تنطبق عليه هذه المواصفات ، وهذا ما شكَّل إلى حدٍّ ما حصانة للمرجعية الشيعية من تسلق الشخصيات المشبوهة أو المرتبطة بالسلطات الحاكمة أو بالمخابرات العالمية إلى مقام هذه المرجعية ، وهذا شيء يعترف به العدو والصديق. إن بعض الدول الإقليمية منها العربية السعودية التي هي حليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية لم يرق لها تصدُّر وجوه دينية من مذهب معين الساحة السياسية العراقية بعد سقوط صدام ، واعتبرت هذا خرقاً للمعادلة القائمة من أربعة عشر قرناً ، مما جعلها تدفع وعاظ السلاطين باتجاه الهجوم العنيف وغير المسوغ باتجاه المؤسسة الدينية الشيعية ، كان آخرها كلمات المتخلف البدوي " العريفي " وكأن الدنيا ليس فيها مشكلة إلا الشيعة ، أما الكيان الصهيوني ـ الذي تصدح حناجر المراجع الشيعة بوجوب مقاومته كفتاوى السيد محمد حسين فضل الله الذي يطالب ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً بالوقوف صفاً واحداً ضد كل مخططات الإمبريالية والصهيونية العالمية ومواقف الخامنئي والشيخ الشهيد مرتضى المطهري وروح الله الخميني بتأييد نضال الشعب الفلسطيني أشهر من أن تذكر ضد هذا الكيان ـ فكأنه أي هذا الكيان لا يشكل أي خطر على الأمة الإسلامية والعربية في نظر الزمر التكفيرية فيلجأون إلى توجيه هجومهم إلى المرجعية الشيعية.
أنا لست من مريدي السيد السيستاني ولا من أتباعه ولا من مقلديه ولا أتفق مع مسلكه بالخصوص فيما يتعلق بالعمل الاجتماعي ، لكن الذي أثارني وجعلني أكتب هذا المقال هو التخبط وانعدام الموضوعية وتفشي الحس القبلي على تصريحات السلفيين التكفيريين في المملكة العربية السعودية ، وتناولهم رموز المذهب الجعفري بالسب والتجريح بل التكفير ورميهم بالزندقة ، كان آخرها ما تفوّه به " العريفي " وهو أحد رموز التكفير في السعودية بحقِّ المرجعية الشيعية وبالخصوص السيد السيستاني ، وهي مجموعة كلمات بذيئة وغير مسؤولة ومجانبة للواقع ، فالعجب كل العجب كيف يستطيع إنسان يتقمص شخصية رجل الدين وهو أبعد ما يكون عن الصدق والأمانة في نقل الحقائق ، فالقاصي والداني يعرف أن السيد السيستاني له من المواقف ما يُنتقَد عليها من قبل أبناء المذهب وباقي مقلدي المراجع ؛ لأنها كانت تدعو إلى التهدئة وضبط النفس وعدم الرد بالمثل وإنكار الذات في ظل حمامات الدم التي كانت تسيل على شوارع بغداد والمناطق الساخنة الأخرى ، التي جرت بعد سقوط الطاغية صدام ، حتى أن مواقف السيد السيستاني كانت محط إعجاب من قبل رموز المذهب السني إذ يُنقَل عن الأمين العام الأسبق للحزب الإسلامي د. محسن عبد الحميد عند لقائه السيد السيستاني انبهاره بل بكائه لما رآه من مواقف داعية إلى الأخوة والسلام والإيثار ونبذ الأنانية ، أفيُجازى هذا بالإساءة والتهريج ما لكم كيف تحكمون ؟!
نحن لا نريد أن نسطر كلمات يُطلق عليها الشارع " حجي جرايد" بل نريد من الأطراف المعنية بالأمر أن تأخذ على عاتقها القيام بما يجب القيام به ، فالمؤسسة الدينية عليها أن تخاطب الأطراف التي من الممكن أن يكون لها دور في لجم مثل هذه الأفواه كمنظمة المؤتمر الإسلامي ؛ لأنهم لا يستهدفون شخص السيد السيستاني ، وإنما مذهباً بجميع أبنائه ، أما الحكومة العراقية فهي الأخرى معنية بالأمر فعليها أن تخاطب المملكة العربية السعودية بشكل رسمي بشأن مثل هؤلاء المتخلفين ؛ لأن هؤلاء ينتمون إلى المؤسسة الدينية المرتبطة بالبلاط الملكي ، فهل يُعقَل أن يكفر هؤلاء ملايين المسلمين وقياداتهم ويستحلون دماءهم دونما أن تضع المملكة حداً لهم ، وإذا استدعى الأمر لجوء الحكومة إلى المنظمات الدولية فهذا شيء يجب الإسراع بالقيام به ،فلماذا تهاجم الحكومة العراقية سوريا وتتهمها بإيواء الإرهابيين ودعمهم وتصديرهم للعراق وتطالب بمحكمة وتحقيق ودوليين ، وتترك السعودية التي توفر لهؤلاء الإرهابيين الغطاء الديني عن طريق إصدار رموز التكفير في بلاطها فتاوى تكفر قيادات دينية مما يستلزم عندهم ضرورة القضاء على هذه القيادات وأتباعها ؛ بحجة الكفر والزندقة والخروج عن الملة ، ويكون ذلك ببعث الخلايا النائمة في المملكة وباقي الدول العربية إلى الساحة العراقية ؛ كي يفجرون أجسادهم العفنة وسط الأبرياء والمساكين والفقراء الذين ليس لهم ذنب إلا أنهم عراقيون ، نحن بانتظار تحرك هذه الأطراف لإنهاء مثل هذه الانتهاكات ، وإذا ما بقيت هذه الأطراف ساكتة ، فالإرهابيون سوف يتمادون بغيهم ، وما علينا إلا البلاغ المبين .



#علي_محمد_البهادلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخلاف الوعود الانتخابية ....فساد صارخ
- يسوع والحسين المصلحون في مواجهة المفسدين
- هل يسبقنا الأفغان إلى مطاردة الحيتان؟!!
- من وحي ذكرى يوم الغديرالنزاهة والكفاية معيارا اختيار الحاكم
- عمليات الاستجواب والاصطفافات السياسية
- الانتخابات اللبنانية أغلى أم الانتخابات العراقية
- ماذا بعد إقرار قانون الانتخابات ؟
- الرقابة الشعبية تجبر الرعاية على الغاء تعيينات
- الفساد السياسي كوة الفساد الاداري والمالي
- لعنة السماء تنزل على المسؤولين غير المسؤولين
- وزارة العمل أم وزارة العاطلين؟!
- الانتخابات البرلمانية الانطلاقة الاولى نحو الفساد السياسي وا ...
- ترميم نفسية الفرد العراقي
- الرشوة والمحسوبية
- نزاهة القوات الأمنية على المحك
- الحصانة مطية الفاسدين
- من المسؤول عن تفشي الرشوة في دائرة الرعاية الاجتماعية
- البرلمانيون وشرعية هيئة النزاهة
- مفهوم السيادة
- استجواب المسؤولين


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي محمد البهادلي - هجوم العريفي على السيستاني