عرفة خليفة الجبلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 12:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من كتاب المواعظ والاعتباربذكر الخطط والآثار للعلامة المقريزي (ص 76):
وقال ابن عبد الحكم عن عبد الله بن لهيعة لما فتح عمرو بن العاص مصر صولح على جميع من فيها من الرجال من القبط ممن راهق الحلم إلى ما فوق ذلك ليس فيهم امرأة ولا صبي ولا شيخ على دينارين دينارين، فأحصوا ذلك فبلغت عدتهم ثمانية آلاف ألف.
وعن هشام بن أبي رقية اللحمي أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر أن من كتمني كنزا عنده فقدرت عليه قتلته. وأن قبطيا من أرض الصعيد يقال له بطرس، ذكر لعمرو أن عنده كنزا، فأرسل إليه فسأله، فأنكر وجحد فحبسه في السجن، وعمرو يسأل عنه هل تسمعونه يسأل عن أحد فقالوا لا إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور فأرسل عمرو إلى بطرس فنزع خاتمه ثم كتب إلى ذلك الراهب أن أبعث إلى بما عندك وختمه بخاتمه فجاء الرسول بقلة شامية مختومة بالرصاص ففتحها عمرو فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها مالكم تحت الفسقية فحبس عنها الماء ثم قلع البلاط الذي تحتها فوجد فيها اثنين وخمسين أردبا ذهبا مصريا مضروبة فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد فأخرج القبط كنوزهم شفقا لأن يبغي على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس.
من رواية ابن عبد الحكم نحسب أن مصر كان بها أربعة ملايين رجل عدا النساء والأطفال والشيوخ. ونستنتج أن ابن العاص أنزل على المصريين حكم جزء من الآية: قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (التوبة 29). وهو (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ). دون أن يسأل المصريون عما يدينون به وما يعتقدونه؟ كما أنه يفترض فيه دعوتهم أولا إلى الإسلام قبل تحصيل الجزية. لكن كل ذلك لم يحدث فلم يذكر لنا التاريخ أن الحملة البدوية كان بها من الدعاة والمترجمين العدد الكافي لإقناع الناس بالدين الجديد وتعليمهم الصلاة والوضوء وحفظ ما يتلى من القرآن وغير ذلك مما يستدعي نشر الدعوة، كما أن عمرو لم يمهل المصريين الوقت الكاقي لتدبر الدين الجديد. فبالعودة إلى فجر الإسلام نجد أن الرسول ظل وسط القرشيين ثلاثة عشر سنة يكلمهم بلسان عربي ورغم أن كلا من القرآن والرسول كان بين ظهرانيهم لم يؤمن به سوى قلة قليلة معظمها من أراذل الناس. لكن كان مع عمرو جند وسيوف فقط مما يؤكد أن الهدف الأساسي من الحملة كان نهب مصر والمصريين فقط. وأتذكر قول الدكتور القمني عن الغازي العربي قي قناة الجزيرة في حوار مع الدكتور فيصل القاسم: جيت تنشر الإسلام، شكرا.. روح بقى!!
وقبل أن أعلق على القصة الأخرى، أورد مقتطفا من مقال الكاتب المصرى الشهير أسامة أنور عكاشة، وهو المقال الذي أحدث دويا وقت نشره:
اشتهر الزنا عند العرب في الجاهلية والاسلام على حد سواء , يروى ان قبيلة لما ارادت الاسلام سألوا الرسول الاعظم(ص) ان يحل لهم الزنا لانهم يعيشون على ماتكسبه نسائهم...
ولم تكن من قبيل الصدفة ان اغلب من التحق بالركب الاموي كانوا ممن لهم سوابق بالزنا والبغاء, فهذه المهن تورث الكراهية والحقد لكل من يتحلى بالعفة والطهارة, إضافة الى انها لاتبقي للحياء سبيل وهي تذهب العفة وتفتح طريق الغدر والاثم.. لنرى بعض ماانجب البغاء :
1) حمامة ام ابي سفيان وهي زوجة حرب ابن امية بن عبد شمس وهي جدة معاوية، كانت بغيا صاحبة راية في الجاهلية .
....
4) النابغة سلمى بنت حرملة وقد اشتهرت بالبغاء العلني ومن ذوات الاعلام وهي ام عمرو بن العاص بن وائل كانت امة لعبد اللة بن جدعان فاعتقها فوقع عليها في يوم واحد ابو لهب بن عبد المطلب وامية بن خلف وهشام بن المغيرة المخزومي وابو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمي , فولدت عمرو ,فادعاه كلهم لكنها الحقته بالعاص بن وائل لانه كان ينفق عليها كثيرا . (انتهى)
وفي ذلك يقول حسَّان بن ثابت يُخاطب عَمْرو بن العاص ـ حينما هَجا رسولَ الله (ص):
أبوك أبو سفيان لا شكَّ قد بدَتْ لـنا فيك منه بيِّناتُ الدلائلِ ففاخِرْ به إمَّا فخرتَ ولا تكنْ تُفاخر بالعاص الهجينِ بنِ وائلِ
هذا هو عمرو بن العاص الصحابي الجليل الذي يذيل اسمه بـ (رضي الله عنه)، عمرو هذا هو الذي حبك المؤمرات للخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان ـ الطليق ابن الطليق من المؤلفة قلوبهم ـ حتى نالوا من أمير المؤمنين على بن أبي طالب. حيث انتَهَت مَوقِعَة صَفّين إلى التحكيم بين علىّ إبن أبى طالب ومعاوية بعد مَكيدة عمرو برفع المصاحِف على الحِراب، اتفق المتفاوضان أبو موسى الأشعرى وعمرو بن العاص على أن يخلعا معاً الطرفين المتحاربين وبمجرد إعلان الأشعرى عن خلعَه لعلىّ خلع الخاتم من أصبعه، ثبت عمرو معاوية تثبيت الخاتم يأصبعه. وبعد خديعة عمرو، قال له أبو موسى الأشعرى: مالَك، لا وَفَّقَك اللَّه، غَدَرت وفَجَرت. إنما مِثلَك كَمَثَل الكَلبِ إن تَحمِل عَليه يلهث أو تتركه يلهث
الآن نعود إلى القصة الأخرى التي أوردها المقريزي، إن إرهاب الناس واغتصاب أموالهم وكنوزهم ليس من أعمال الدعوة ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (النحل 125)، ولكنه من أعمال قطاع الطرق. كيف يتجرأ عمرو على اغتصاب أموال الناس ثم قتلهم بعد ذلك، وفي خلافة الفاروق الخليفة العادل عمر بن الخطاب؟ سؤال محير، لكن الحل عند الدكتور كامل النجار، في مقاله على الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=108405
واقتبس منه ما يلي:
وقد سن النبي نفسه سنة التعذيب فبدأ بتعذيب الأسرى والسجناء عندما فتح خيبر وعرف أن كنانة بن الربيع كان يعرف مكان كنز بني النضير، فسأله عنه فجحد أن يكونَ يعرف مكانَه ، فأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من يهود، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخِربة كل غداة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنانة: أرأيت إن وجدناه عندك ، أقتلك ؟ قال : نعم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخرِبة فحفرت ، فأخرج منها بعض كنزهم ، ثم سأله عما بقي ، فأبي أن يؤديَه ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير ابن العوام ، فقال : عذِّبه حتى تستأصل ما عنده ، فكان الزبير يقدح بزَنْدٍ في صدره ، حتى أشرف على نفسه ، ثم دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى محمد بن مسلمة، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة. (السيرة النبوية لابن هشام، ج4، ص 309). فأصبح تعذيب السجناء لاستخلاص أسرارهم أمراً مباحاً في الإسلام.
نفس القصة وإن اختلفت الشخوص، فما فعله عمرو رضي الله عنه كان سنة الرسول (ص). حقا إذا عرف السبب بطل العجب. تذكرت القصة التي يتشدق بها مشايخنا في ولائم الوحدة الوطنية المصرية: وها هو سيدنا عمر يأتى إليه قبطي مستغيثا من ظلم عمرو بن العاص و إبنه له فيأتى بهما عمر ويطلب من الرجل ان يأخذ حقه منهم امام الناس فيضرب إبن عمرو بن العاص كما ضربه ظلما فيضربه الرجل، فيقول سيدنا عمر مقولته الشهيره التى لم يأخذها الزمن أبدا: متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم أحرارا. !!
مرحى مرحى، إذا كان عمر يعلم بما بفعله عمرو بمصر وأهلها فتلك مصيبة أما إذا كان لايعلم فالمصيبة اعظم.
بقي أن أقول لك هل عرفت لماذا يقول المصريون على من يسرق أموالهم بخبث وخسة أنه (ابن حرام)؟؟!!
#عرفة_خليفة_الجبلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟