أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - اسالك الصبار - البوليساريو على شفا أربعين عاما















المزيد.....

البوليساريو على شفا أربعين عاما


اسالك الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 21:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أسئلة لا حصر لها تتهاطل على ذهن أي كان وخاصة الإنسان الصحراوي عموما واللاجئ خصوصا تتعلق بأمور لا عد لها لعل أكثرها أهمية ما يتعلق بجبهة البوليساريو، المنظمة التحريرية التي تولت قيادة كفاحه من أجل كل طموحاته وتطلعاته وأهمها تحرير الصحراء الغربية من براثن أكثر الأنظمة دناءة على الإطلاق وهو طبعا النظام المغربي. من بين هذه الاسئلة: هل جبهة البوليساريو لحظة التأسيس هي نفسها حاليا بعد نحو اربعين عاما؟ هل الأشخاص هم أنفسهم من حيث الجوهر طبعا؟ لأنهم من الناحية الفيزيولوجية هم أنفسهم تقريبا إذا ما أستثنينا نسبة قليلة من القيادة الوطنية، وهل ثمة فرق بين البوليساريو الطليعة والبوليساريو الشعب مادامت هي الإطار السياسي الوحيد الموجود بحكم المصلحة الوطنية، حتى لا نقول الوحيد المسموح به؟ هل تأثرت البوليساريو بطبيعة شخصية الأمين العام بعد أن أؤتمن على تسيير أمورها لمدة تقارب أربعة عقود؟ هل إختزلت الطليعة جبهة البوليساريو في هيئة أشخاص تربعوا دون ملل على القمة؟ هل تحرير الصحراء لا يزال هو هدف الحركة التحريرية ؟ أم أن هناك أهدافا أخرى ربما كانت مخبأة في أذهان أولي الأمر منا ونحن لا نعلم، أو أملتها تراكمات الزمن وتقلبات الأحداث، وبجرأة ومباشرة أكثر، تنوع وتجدد المصالح سواء للأشخاص أو للأنظمة... وغير ذلك من الأسئلة التي لاشك ستجد طريقها إلى النور مادامت الأمور تسوء بإستمرار.

وكوني لاجئ صحراوي منذ نعومة أظافري، كبرت وترعرعت في أحضان هذه الحركة التحريرية، وضقت ذرعا بالوعود، سواء وعود البوليساريو أو وعود الأمم المتحدة، وجدت نفسي مرغما على تفريغ بعض مما يغض مضجعي، والتنفيس عن بعض مما يتأجج بداخلي من خلال الكتابة إيمانا مني بها أولا )الكتابة( كسبيل للتعاطي الوطني مع المصير، ويقينا مني أنني لست اللاجئ الوحيد الذي تحاصره الكوابيس وتلتف حول عنقه إلتواءات علامة الإستفهام.
وكإنسان متضرر كالكثيرين غيري، وبسبب حساسية ظروفنا ووضعنا كلاجئين كنت كل مرة أدوس على رغبتي في الكتابة عن مثل هذه المواضيع، يراودني الأمل بأن الأمور ستتغير لامحالة، ولكن طال الإنتظار وظهرت كتابات شابة جديدة ومتهورة بغض النظر عن خلفيتها، فقلت لنفسي أنه علي أن أسهم في العلاج ولو بالحروف. ووجدت نفسي أرغب أيضا في محاولة الإجابة عن بعض هذه التساؤلات وفقا لمعرفتي، وسأكون طبعا قاصر الدراية لأنني أعتمد فقط على الملاحظة والتحليل المبني على ما يجري على أرض المنفى التي إلتهمت ثلاثة عقود من عمري وتوشك أن تتناول بشراهة لا نظير لها العقد الرابع منه، وتتأهب للمزيد من التدمير.

البوليساريو لحظة التأسيس، وهنا أتحدث فقط عن الأدبيات والمبادئ، كانت واضحة وملائكية مثل أي تنظيم وطني تحرري في العالم، الحرية والديمقراطية والوحدة، وغيرها من أمور الخير العميم التي كان الإستعمار الإسباني يحجبها عن أهل الأرض. وبقيت بشائر النعيم والرفاه للصحراويين لم تتغير عندما حولت البوليساريو وجهة البنادق ضد الغزاة الجدد من الشمال والجنوب. وفعل الزمن فعلته وسكتت البنادق وبدأ مسلسل الوعود..... وبدأ التغير يطال المنظمة التحريرية، كل ما يجري على أرض الواقع لا يمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد لا للحرية ـ المنشودة طبعا وليست الحريات الأخرى كحرية التعبير وما إلى ذلك ـ ولا الديمقراطية، أما الوحدة فهي بريئة من سلوكات النخبة ومن توزيعات المناصب والسيارات وغير ذلك من فتات اللجوء، مما يهدد الوحدة التي بالكاد تماسكت، ويثقل على القلب ويعذب الضمير والأدهى أنه يرمينا مسافات أبعد مما نحن عليه من غايتنا الأكبر وهي الحصول على الحرية.
الحديث عن الأشخاص بالسوء ليس من الشيم الطيبة ولكن ما عسانا نفعل والكثير من أولياء أمرنا يجبرنا بفعائله على فعل ذلك، ولولم يكن الأمر يتعلق بمصيرنا ماكنا أقرب إليه مما نحن عليه الآن. إن النخبة الوطنية الصحراوية لم تستطع، للأسف، المحافظة على القدسية والملائكية والثقة العمياء التي كانت العامة تنظر إليها بها وإن عن قصر إدراك، بل الأمرّ من ذلك أن العديد من نماذجنا الوطنية إستغل بشكل مقزز براءة اللاجئين وحسن نيتهم. ومثل هذه التصرفات لا يطيب الحديث عنها وخاصة من خلال الكتابة، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكننا في مناسبة أخرى التمادي أكثر إذا ما أقتضت الضرورة. وعليه نقول بيقين تام أن الأشخاص أيضا تغيروا من حيث الجوهر طبعا، ولانهتم هنا بالناحية الفيزيولوجية كونها أمر ثانوي وكونهم هم أنفسهم تقريبا إذا ما أستثنينا قلة من ممن وضعنا مصيرنا بين أيديهم، ولم يعد بين أعينهم ماكان في الأيام الأولى للبوليساريو الطيبة النقية الطاهرة. لقد تحول الكثيرين منهم للأسف من قادة تاريخ وتحرير إلى مجموعة من اللصوص تتمرغ دون حياء في مستنقعات الرذيلة الأخلاقية والسياسية، ويمارسون الدعارة الأخلاقية والسياسية، ومن الغريب أن المنظمة التحريرية لم تلجأ إلى إبعاد الشوائب من كوادرها بل تكرمهم وتطيب خواطرهم بل الأنكى أنها في حالات عديدة تنصبهم من جديد مسئولين بإمتياز أكثر من ذي قبل على رؤوس الأبرياء والمخلصين من اللاجئين دون وضع أدنى إعتبار لكرامتهم التي داسها المغاربة والإسبان من قبلهم، ولم يلتحقوا بهذه الحركة التحريرية إلا أملا في إستعادة هذه الكرامة المسلوبة، فتسعى البوليساريو عن قصد أو عن غيره إلى تعميق جراحهم ومأساتهم والدوس على كرامتهم بأقدام وطنية. من ناحية أخرى وللتاريخ، على هؤلاء الأشخاص أن ينتبهوا إلى ذواتهم وسلوكاتهم المشينة والمخزية، فالمثل يقول " المتستر بالأيام عريان " ونحن على يقين أن الأجيال الجديدة التي تقذف بأجسادها في حقول الألغام تعبيرا عن غضبها من المغاربة، ليست بأجيال متسامحة حد الإفراط في مصيرها، وليس من الصعب عليها إيجاد السبيل الأنسب للتعبير عن غضبها من قيادة حادت عن الصواب، هذا فضلا عن غضب التاريخ الذي لا يرحم هو الآخر، وعندما تحين تلك اللحظة وهي ليست ببعيدة إذا ما سارت الأمور كما هي الآن ندعو الله أن يسترنا برحمته وأن تكون موجات الغضب الشابة قادرة على التفريق بين من كان ضالا من قيادتنا ومن لم يكن، حتى لا تعصف تلك الأمواج بما أفنينا عمرنا بحثا عنه ونحن بعد لانزال تائهين في البحث.

محاولة الجواب الموالية تعود بنا إلى طبيعة حركات التحرير التي تتشابه فيها القمة بالقاعدة بفعل سحر ونبل المقصد الوطني وإنصهار الكل فيه قيادة وجماهير، وهذا ما عشناه جميعنا حتى النخاع في كل تواجداتنا كصحراويين في السنوات الأولى لمعركتنا التحريرية، لكن الزمن البغيض الذي تستأسد فيه الذئاب كشف لنا الكثير من الفروق بيننا وبين أولياء أمورنا، والكلام هنا مبني على الأدلة المادية التي توضح الفرق وتبين بجلاء أن من سمح لنفسه بالحصول على مثل هذه الماديات لايستحي ولا يتوب، ولا يمكن مطلقا إعتباره ساعيا من أجل تحرير أرض مغتصبة أو رفع الضيم عن أهلها المقسمين بين لاجئين ومعذبين تحت الإحتلال، وسواء إستشهدنا بما وقع قبل عشرين سنة أو عشر سنوات أوما وقع في 2009 فالأمر كله سيان ومملوء بالخزي والمهانة والمظاهر غير المشرفة التي أقدم عليها الكثير من أولياء أمرنا..... منهم من يحمل الجنسية الإسبانية دون أدنى شعور بالذنب، والأمر أكثر من عادي عندما يتعلق بمواطن عادي ولكنه مصيبة أخلاقية وسياسية بالنسبة لأعضاء القيادة السياسية في التنظيم الوطني.... أغلبهم يسكن في المدينة المضيافة المجاورة ويمتلكون فيها وفي غيرها بنايات يكفي ثمنها لتغذية اللاجئين عاما كاملا، مثلا أربعمئة مليون سنتيم جزائري، ثمن لمبنى يقطنه عضو في الأمانة الوطنية للبوليساريو، ولا يهمنا الان السؤال والجواب عن مصدرها ونكتفي بطرح إستفهام آخر يزيد من معاناتنا على أيدي أولي الأمر منا..... غالبيتهم يقضون الصيف إما في أوروبا أو في المدينة المجاورة، ويقولون بهذا الفعل الدنيوي الدنئ لشعبهم اللاجئ نحن قيادة وأنتم تابعين، وهناك فرق شاسع بيننا وبينكم..... عضو آخر من نفس الهيئة القيادية سمح لنفسه مؤخرا ببناء بناية من الطوب يقارب حجمها حجم المدارس التي يدرس فيها أبناء اللاجئين مع الفرق الواضح أن بناية إبننا البار وحامي حمانا تتوفر على ما لاتتوفر عليه تلك المدارس التعيسة.... عضو آخر من نفس الهيئة بنايته أصغر من سابقتها قليلا لكنها مبنية برمتها من الأسمنت ومن الداخل مرصعة ومبلطة بأفضل أنواع الخزف، وحسب خبراء البناء فإن ثمن مادة الخزف والسيراميك وحده في تلك البناية يسبب الصداع لصندوق النقد الدولي.... ماذا لوتحدثنا عن ملابسهم خاصة الدراعة، أين يدرس أبناءهم خاصة في مراحل التعليم العالي، أين يتلقون العلاج وهنا لاتنسوا المقارنة بموضوع ضحايا وجرحى الحرب، كيف هي أعراسهم، ولائمهم، رحلاتهم الترفيهية، سياراتهم، ساعاتهم اليدوية، هواتفهم النقالة، أحذيتهم، سجائرهم، ....... وبعد كل ذلك أين هي مقررات مؤتمرنا الأخير بخصوص مراجعة طرق وآليات التسيير ولو أنه كان من المفروض طرح فكرة مراجعة الذات وليس الأداة لأن العلة تكمن هناك. الأمر تافه صدقوني ومقزز ولكن ما يؤلمني أكثر بخصوص هذا الجانب موضوعين متناقضين، الأول أن كوادرنا يقومون بهذا بمنتهى الجرأة والوقاحة وأمام أعين النساء اللاجيئات الضعيفات ممن لا حول له ولا قوة، والثاني أن هذه الفئة المغلوب على أمرها تضع رجاءها وأملها في الله وفيهم. ألا يكفي أننا صرنا نتحدث عنهم كفئة واضح أنها تتميز عنا.

الحديث عن الحركة التحريرية وتأثرها بطبيعة الأمين العام لجبهة البوليساريو ليس سهلا على مثلي، فأنا منخرط في صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ولا أملك في هذا الباب سوى أن أسرد بعض القضايا الدالة على ذلك التأثر لانها ببساطة ليست في أدبيات الثورة وليست في دستور الدولة.....أولها بلا شك وجود نفس الأشخاص في أغلب الحالات في نفس المناصب على مدار العقود الأربعة الماضية.... خلق مناصب مختلفة وبتسميات مختلفة في أوقات مختلفة أغلبها لمعالجة وضعيات طارئة تتعلق بأشخاص للأسف وليس بهدف خدمة المصير ...... جرأة بعض القادة على البعض الآخر وتعاملهم بينهم بالندية رغم وضوح السلم الإداري...... لجوء غالبيتهم إلى شخص الأمين العام في حال الخلاف والحاجة وعدم لجوءهم للإدارة الوطنية على غرار باقي الصحراويين على العموم واللاجئين بشكل خاص..... التسامح المفرط حد الإذعان مثلا مع مرتكبي الفضائح الأخلاقية المفضوحة ممن يتمتعون "بحصانة" ما، أو مع ما سلف ذكره من تصرفات وسلوكات، بالإضافة إلى وجود العديد من الأشخاص في فلك الأمين العام ليست لهم صفة قيادية أو إدارية ويتمتعون بالتأكيد بكرمه وهباته ويكون ظهورهم عادة إحتفاليا في المناسبات الوطنية والجولات الرئاسية وهم لا يؤدون أية وظائف للمصلحة الوطنية ..... ومن المؤكد أن مسطرة النظام لا تتفق مع ما ذكرنا مما يجعلنا نقر بأن للنفوذ الشخصي علاقة وإن خفية بالموضوع. قد لا يكفي هذا للمتعطش للمزيد ولكن غياب المعلومات الدقيقة يقتضي تأجيل التفصيل حتى حصولنا على ما يسمح لنا من تناول هذا الأمر بتدقيق أكثر.

موضوع إختزال الحركة التحريرية في أشخاص موضوع واضح للعيان، فرغم الشعارات البراقة التي تلوح بها المنظمة بكونها هي الشعب والشعب هوالحركة التحريرية إلا أن ما وقع خلال الاربعين عاما الماضية يناقض تماما تلك الشعارات، ويوضح أنها جزء من التعبئة لصالح الإلتفاف حول الجبهة وهذا ليس عيبا من الناحية الإستراتيجية، ولكن يعاب على المنظمة أنها من الناحية الأخلاقية لم تحترم طبيعة النظام الشعبي وحولته عمدا أو بغير قصد إلى مجموعة من الأشخاص غير القابلين على ما يبدو للتغيير، يدورون في فلك الطليعة لعمر يقترب من عمر القذافي في السلطة، وهذا ما ينتج عنه ما نراه من عيوب في الأخلاق والتسيير وربما حتى عيوب تمس من الغاية من المنظمة.

سيكون جوابي الموالي مجرد تكرار للسؤال، وسيل من الأسئلة الصغيرة المتعلقة بالموضوع. فلولا الهدف السامي والنبيل المتمثل في تحرير الصحراء الغربية من إسبانيا أولا والمغرب وموريتانيا ثانيا، لما حصلت جبهة البوليساريوعلى هذا الإلتفاف الوطني الشامل من قبل الصحراويين، لو أنها أعلنت عن أهداف أخرى ما كانت لتحظى بكل تلك الثقة وكل ذلك الحب. لا يمكن التشكيك في هدف الحركة التحريرية زمن الرصاص والدم والتضحيات، ولكن ماذا بعد سكوت البنادق؟ ماذا بعد قرابة عشرين عاما من الوعود؟ ماذا بعد تعبيد الطرق وتوصيل الكهرباء؟ ماذا عن السيناريو الذي تحدث عنه كاتب أجنبي يتعلق بدولة على الجزء المحرر من الصحراء الغربية؟ ماذا عن الأسلوب المتبع من أجل الهدف؟ ما هي التنازلات المتوقعة من جبهتنا؟ لأن المغرب لا يتنازل، والبوليساريو لا تستشير الشعب في هذه الأمور بحكم درايتها بها والله أعلم؟ هل نحن نقترب أم نبتعد عن الهدف؟ بالحرب حررنا ثلث الأرض، هل حررنا شبراً واحداً بالتعاطي مع المنتظم الدولي؟ أين جيمس بيكر ومن سبقه ومن لحق به من ممثلي الأمم المتحدة؟ مامعنى عملية سلمية دولية لا تحقق تقدما يذكر في عشرين عاما؟ أين نوع القادة الذي تحدثنا عنه سابقا من قضية التحرير، هل فعلا لاتزال رغبتهم في التحرر على حالها مادام اللجوء )الأمر الواقع( يوفر لهم ربما أفضل مما توفره الصحراء الغربية المستقلة.....وأين.... وأين...... ويتكرر السؤال هل لا يزال الهدف هو نفسه؟

والان وبعد تعداد بعض من أوجاعنا التي لا حصر لها هي الأخرى مثل التساؤلات، لا ضير من ذكر ما يجب القيام به من وجهة نظرنا كمحاربين بسطاء يحز في نفوسنا مانحن عليه ونبكي بمرارة حالنا الذي كنا عليه، ونرجو من الله أن تصل هذه الحروف المقصد من كتابتها وتثير ولو القليل من إنتباه طلائعنا إن كانوا فعلا غافلين، وأولهم شخص الأمين العام فنحن في الواقع نتسائل في الكثير من الأحيان عن درايته بحقيقة ما يجري وهل تصله الحقائق على حالها أم أنه يتلقى معلومات مغلوطة، وندعو الله أن يسهم هذا المقال في تنوير رؤيته للأمور.

بخصوص طبيعة جبهتنا التحريرية لابديل لنا لما يجري سوى التمني أو رفع الطلب لنخبتنا الوطنية أن تعود قليلا إلى الوراء وتنظر إلى الواقع بعين المتبصر التي يجب أن لا تغفل عن إستمرار وضعنا المخزي كلاجئين وإستمرار الوجود العسكري المغربي على ترابنا وأن ينتبهوا للدم الذي يسيل كل يوم من عروق أبنائنا في المناطق المحتلة.
وفي ما يتعلق بسلوكات وجوهر قيادتنا الوطنية فالبديل واضح وجلي وهو الرحيل عن كل تلك الممارسات والتصرفات التي تتنافى مع طبيعة المحاربين الثوار، ونهج السلوك الثوري بكل نزقه وتقشفه الشكلي والجوهري والوقوف بشرف إلى جانب البسطاء والإقتراب منهم وتقاسم معهم الحلوة والمرة، ومنحهم الإحساس بأنكم منهم لا تتميزون عنهم سوى بحمل ثقل المسؤولية لاغير، وصدقوني لن تجدوا منهم سوى المزيد من الحب والتقديس والطاعة. وحذاري أن تنسوا ما يعتمل في صدور الأجيال الشابة إن تماديتم.
والبديل بالنسبة لتأثير شخصية الأمين العام يجب أن يكون الإحتكام بصرامة للقوانين والسلم الإداري الوطني والإبتعاد عن التفكير بالمزاج والعمل على تأسيس الدولة التي يحلم بها كل صحراوي، الدولة التي تضع كل الفرص أمام كل الصحراويين وليست الدولة التي تسير أمورها كما هو الحال الان وفقا للمحسوبية والقبلية والرشوة ومصطلحات غريبة على تفكيرنا كصحراويين أولا ومسلمين ثانيا. وكل ما طالت مدة ائتمان الأمين العام على أمورنا كلما كبرت المسؤولية وتعاظمت وكلما أصبحت ضرورة التغيير في ماحوله واجبة وليس الزيادة في الركود. وأملنا في شخصه كبير بحكم تجربته ووطنيته التي لا غبار عليها في أن يعيد النظر في ما يحيط به ويتخذ المناسب من الخطوات والإجراءات لتفادي سقوط مركبنا في هيجان محيط الأقدار. وأغتنم هذه الفرصة لأقول لشخص الأمين العام من خلال الحروف أن الوضع الداخلي لجبهة البوليساريو لا يبشر بالخير وأنه مطالب بالتمعن قليلا خارجا عن أسوار المؤسسة وبعيدا عن ما يصله من مقرريه، فإما يشاركنا الرأي على ضرورة التصحيح وإما يقدم لنا تفسيرا لما نراه من عجائب وغرائب عصية على الفهم في غير صياغها الذي تطرقنا له.
وفي الأخير نستعين دائما بما أستعنا به أبدا وهو ربنا الله سبحانه وتعالى، وندعوه كما دعوناه دائما في كل محنة، نرجوه صادقين من قلوبنا أن يكون الهدف الوحيد في تفكير منظمتنا التحريرية هو نيل الحرية والإستقلال وإستعادة كرامتنا، فقد إكتفينا من المهانة وفاضت كأسنا من الغبن، وينقص علينا عيشنا المر أصلا أن نرى أدنى خلق الله من المغاربة بعد أن قتل خيرة أبناءنا في الحرب يخنق بجسارة روح الفقيد حمدي لمباركي ولخليف ابا الشيخ، ويقتل بدم بارد زين الشباب في روح الشهيدين بابا خيا والحسين لكتيف، وبوقاحة أكثر يلطخ بيديه النجستين خد سلطانه خيا، ويدوس بقدميه العفنتين كرامة أمينتو حيدار ....... ومتى كان الإنسان الصحراوي الحقيقي بصفاته التي تربينا عليها، والمقاتل في جبهة البوليساريو بخصاله التي رضعناها يبقى صامتا بدون حراك بينما يعبث العدو في مكان الحريم.

السالك الصبار
ولاية العيون/ مخيمات اللاجئين الصحراويين
ديسمبر 2009





#اسالك_الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - اسالك الصبار - البوليساريو على شفا أربعين عاما