أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مأمون شحادة - عنواني الكرة الارضية














المزيد.....

عنواني الكرة الارضية


مأمون شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 21:14
المحور: حقوق الانسان
    


اسئلة كثيرة تراودني ما بين هنا وهناك وانا على متن قاربي الصغير، حيث اخذت الاسئلة تلاطم عقلي كما الامواج تلاطم قاربي، لا ادري ما الذي يعتري هذا البحر على طول المسافة ما بين هنا وهناك مقارنة بعقلي.
صحيح ان المسافة الطويلة ترهق من يسير، لكن الانتماء الى هذه الطريق من خلال معرفة الهدف تجعل ممن يسير عليها يعرف ماذا يريد والى اي طريق يتجه.
هنا تجتاح السائل موجة من الاسئلة الكثيرة تضعه على محك الاجابة فيما يسمى بالصراحة، ولكن أأنت قادر على ان تكون صريحاً في اجابتك وفق منظومتك الانسانية؟ ولا تنس انك انسان ولك فطرة ولدتها كل نساء الارض فيما يعرف بالاصل التكويني، ولكن الظروف الحياتية والتنشئة تختلف من مجتمع الى اخر .
قاربي الصغير اقترب كثيراً من شاطئ النسيان، حتى اخذ حراس هذا الشاطئ بالقاء القبض علي بتهمة اختراق الحدود الانسانية، والتهمة انني اشتقت الى اخوة لي في الطرف الاخر من حدود التجزئة والقسمة لهذه الارض، حيث وجه الي سؤال، فحواه انني لست من مواطني هذا الشاطئ، انما من مواطني الشاطئ الاخر، حتى اخذت بالاجابة قائلاً: ان معادلة التكوين لهذه الارض تحتوى على الكثير من العناصر المهمة التي يجب عدم اغفالها، فيما يسمى بالانتماء لهذه الكرة الارضية.
ولوانك خرجت من قريتك متوجها نحو المدينة وسألت من اي منطقة انت، حتما ان الاجابة ستكون متعلقة بقريتك، فيما ان الخارج من مدينته نحو محافظة اخرى ستكون اجابته باتجاه مدينته، هكذا هي المعادلة.
فلو خرجت من اطار دولتك الى دولة اخرى فستكون اجابتك نفس الاجابة السابقة بالانتماء الى قطريتك، ولكن!! لوخرجت من اطار قطريتك الى كوكب اخر خارج كوكب الارض، فماذا ستكون اجابتك؟ هل ستقول انا من سكان الارض؟ نعم، ستكون اجابتك هكذا وبغض النظر عن اي عرق او مجتمع انت، وستكتفي باجابة انك انسان من سكان كوكب الارض .
هنا يأتي السؤال مترافقاً مع حيرة وتلبك في الطرح. بما انك انسان وفطرة بوصلتك تشير الى الارض، فلماذا يقتل الانسان اخاه الانسان؟ وانت تعرف ان الارض لو تعرضت لغزو خارجي من كوكب اخر فسنكون كلنا معشر البشر في خندق واحد ومن كل الاعراق والمجتمعات ضد هذا الغزو الخارجي.
ولكن المكابرة على الحقيقة "قتلتنا" جميعاً، وانت تعرف، وانا اعرف اننا نؤلم الارض كل يوم، رغم ان الارض مصممة على ان ندفن فيها جميعاً، فتربة قبرك لا تختلف عن تربة قبري، فالارض واحدة والشمس واحدة والقمر واحد، ولكن الكواكب كثيرة ومختلفة، فلا تعتقد انك وحيد في هذا الكون، فالكون واسع ولكن اعيننا ضيقة لا تحتمل الرؤية الا في مجال القتل واتهام الاخر والاستثناء .
عدت الى قاربي لاعود الى الجهة الاخرى من الشاطئ ومعي أمنية طفلة فلسطينية مبتورة الساقين تحلم بأن تصبح صحفية(*)، لكن رصاصة من الخلف اخترقت احلامي ما بين طرح معادلتي وعودتي، ولغة القتل انتصرت على المعادلة الانسانية في طرح لغة التفاهم ما بين البشرية، حتى اخذ الموج يلاطم جثتي الملقاة على شاطئ النسيان ما بين مد وجزر، فلم تجد جثتي اي انسان يتجرأ على دفنها، فعاد قاربي الصغير وحيداً الى شاطئ الذكريات في الطرف الاخر، وانا لم ازل ملقى على شاطئ النسيان كما هي الارض في طريقها الى معانقة المريخ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
(*) جميلة الهباش، طفلة فلسطينية من قطاع غزة بُترت ساقاها قبل عام اثر الاعتداء الاسرائيلي على غزة، حيث ان امنيتها المستقبلية ان تكون صحفية واذاعية.





#مأمون_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا : الى أين.. ؟!
- البريسترويكا الروسية الجديدة بمفهوم بوتين
- محمد عابد الجابري* : نظرة فاحصة في اشكاليات الفكر العربي
- الإحصاء الفلسطيني مدرسة للنقاء الوظيفي
- القومية العربية : بين التأزم والتأويل
- للانقسام عناوين اخرى
- تركيا دولة لها ثقلها الاقليمي
- الاندية العربية ومطرقة المجتمع
- الرقم الصعب في المعادلة الصعبة
- احتدام التجاذب بين الجيش والاسلام السياسي يقرب تركيا من لحظة ...
- الفكر العربي : الهروب للآخر والابتعاد عن الذات
- حزب الله: خسارة انتخابية، وخطاب قادم
- خطاب أوباما... مغازلة ديماغوجية
- صفحة من تاريخ الصراع العربي الصهيوني
- رسالة الى الرئيس أوباما
- هل ستوجه اسرائيل ضربة عسكرية الى ايران ؟
- التحرك الجماهيري : ما بين الانقسام والانتماء
- برك السلطان العثماني سليمان القانوني في بيت لحم : متى سيتوقف ...
- ثلاثة مراحل على مدى عشرين عاما مرت على الشعب الفلسطيني ....! ...
- اللون البرتقالي : ما بين القضايا الدولية والقضية الفلسطينية


المزيد.....




- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
- مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟ ...
- ماذا بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت؟
- العمال المغاربة الموسميون بأوروبا.. أحلام تقود لمتاهة الاتجا ...
- الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و ...
- فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار ...
- نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ ...
- السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مأمون شحادة - عنواني الكرة الارضية