أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - مفاوضات اللاشيء














المزيد.....

مفاوضات اللاشيء


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 16:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


(المضمون: من يريد دولتين لا يبني ولو حتى شرفة واحدة اخرى. هذا هو المقياس لنوايا اسرائيل الحقيقية. دون هذه الخطوات، خسارة على الوقت، وقت المتباحثين ووقتنا جميعا. فهل يعتزم نتنياهو القيام بشيء من كل هذا؟ شك كبير، شك ثقيل ومضن - المصدر).
ها هو جاء. الليلة في منتصف الليل سيبدأ عام جديد، عام المفاوضات في الشرق الاوسط. مبعوثو السلام يستعدون منذ الان على نقاط الانطلاق، واضعوا الوثائق يحررون منذ الان مسوداتهم، المستشارون يضعون الصياغات، المحللون يعظمون الكلمات، المصورون يوجهون العدسات، والسياسيون يحزمون حقائبهم ويشحذون السنتهم. جورج ميتشيل سيصل لتوه الى هنا، بنيامين نتنياهو كان في القاهرة. محمود عباس على الطريق. في النهاية ستكون قمة. في واشنطن ؟؟؟، في اوروبا سيبتهجون، المستوطنون سيهددون واليساريون سيغفون. فصل آخر في مسرحية العبث، سجل آخر في مع معان لا نهاية له. وها هو قد جاء: بداية موسم المفاوضات، مفاوضات اللاشيء.
الارشيفات تتفجر منذ الان من كثرة المشاريع والمبادرات، الصيغ والمبعوثين، وكل شيء يعلوه الغبار. فالنزاع لم يكن ابدا على هذا القدر من الخطر والتواصل بهذا القدر الكبير من الحروب ومشاريع السلام. منذ مشروع روجرز الاول في كانون الاول 1969 ومشروع روجرز الثاني والثالث، وحتى ايامنا هذه تاريخ مثير للسأم من الدبلوماسية العقيمة، حملة طويلة الى اللامكان.
كل شيء كتب، كل المشاريع مشابهة على نحو مدهش، شبه غير مفاجىء. من يريد السلام يحتاج فقط الى ان يفتح احد الجوارير وان يسحب بالصدفة واحدا منها، لا يهم ايها، وان يبدأ بتطبيقه؛ من يريد "مسيرة سلام" مدعو لان يضم الى الاحتفال التالي، بما في ذلك سكرة الغداة الدامي في نهايته. مسيرة سلام؟ يدور الحديث (فقط) عن سلام المسيرة.
يمكن، مثلا، سحب مشروع روجرز وازالة النفتالين عنه. وليام روجرز مات منذ زمن بعيد، ولكن كل شيء موجود في مشروعه: انسحاب الى حدود 67، اعتراف، سيادة؛ سلام. اسرائيل هي التي رفضت. بالضبط اربعين سنة مرت منذئذ، ونحن نثبت بالضبط في ذات المكان. اذا كنتم تريدون ان تكونوا اكثر حداثة فيمكن ايضا اخذ صيغة كلينتون. هناك ايضا كل شيء وارد. اذن من اجل ماذا الخروج في حملة اخرى من افساد الكلام؟ من اجل ماذا اتعاب العقول لكل العوزي اراديين والجورج ميتشليين؟
نتنياهو اجتاز منذ الان "تحولا تاريخيا"، سبق ان بلغ بأنه مستعد للبحث، بالتأكيد للبحث في حدود 67، مع تبادل للاراضي وترتيبات أمنية. والجدول الزمني هو الاخر قد تحدد: سنتان، بالتأكيد سنتان، دوما هذا سنتان، سنتان اخريان. في ختامهما يتم الاعلان عن الانتصار (الاسرائيلي) المطلق: لا يوجد شيء. ومرة اخرى سنسمع شتائم "الصوص دون ريش" او "عصبة المخربين"، مرة اخرى سنقول انه لا يوجد مع من يمكن الحديث.
لا شريك فلسطيني لانه لا شريك اسرائيلي مستعد ايضا ان ينفذ. في اليوم الذي تبدأ فيه اسرائيل بالعمل، الى جانب الفلسطينيين، سينشأ الشريك، نيلسون مانديلا هو الاخر لم يكن مانديلا الى ان حرر من السجن ونقل جنوب افريقيا الى يديه. هو ايضا لم يوافق على التنازل على مدى عشرات السنين عن المقاومة العنيفة، ولكن ما ان لاحت له الفرصة الحقيقية حتى عمل بوسائل سلمية. المفتاح كان في يدي فريدريك فيلم دي كلارك وليس في يديه. هذا المفتاح هو ايضا في يدي اسرائيل. مؤخرا سحبت من يديها احدى الاسلحة الناجعة لديها: الارهاب. مرة اخرى لم يعد ممكنا وقف كل شيء بسبب الارهاب، وذلك لانه يكاد لا يكون يوجد ارهاب. عندما يكون يوجد ارهاب محظور العمل، وعندما لا يكون يوجد ارهاب لا مبرر للعمل. ولكن يمكن ازالة القلق: فهو سيستأنف، اذا لم يتحرك شيء. كما ان محاولة فك الارتباط لن تجدي المعارضين: استمرار حبس غزة لم يغير شيئا في حياة سكانها.
آخر من لمس هذا الحلم كان ايهود اولمرت: عددا لا يحصى من اللقاءات "الممتازة" مع عباس. فرص للصور والخطابات الشجاعة على نحو رائع. تكاد تكون جسارة، يكاد يكون اتفاق. وللتو سيتحقق "اتفاق رف"، وعلى عتبية الرف حربان خاسرتان وبناء اخر في المستوطنات. كل الاحاديث شحبت في ضوء النشاطات على الارض. اذ ان هذا هو الاختبار الاعلى: ليس مهما ما يقوله الاسرائيليون، مهم ما يفعلوه.
انتهى زمن الكلام؛ كف عن المفاوضات وابدأ بالافعال. رفع الحصار عن غزة وبيان عن تجميد للابد للبناء في المستوطنات اهم بكثير من ألف صيغة. من يريد دولتين لا يبني ولو حتى شرفة واحدة اخرى. هذا هو المقياس لنوايا اسرائيل الحقيقية. دون هذه الخطوات، خسارة على الوقت، وقت المتباحثين ووقتنا جميعا. فهل يعتزم نتنياهو القيام بشيء من كل هذا؟ شك كبير، شك ثقيل ومضن.




#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل شيء شخصي
- شهادة وفاة لحزب العمل
- أيام الظلام - وجهة نظر صحفي من ها آرتس حول الحرب


المزيد.....




- بين أمريكا والصين.. من الدولة الأكثر قوة لتحمل حرب تجارية؟
- أول تعليق لوزير الخارجية العماني على المحادثات بين إيران وأم ...
- الجيش الإسرائيلي يُلوِّح بهجوم أوسع في قطاع غزة بعد -استكمال ...
- عواصف قوية تتسبب بإلغاء مئات الرحلات الجوية في الصين
- أنطاليا تجمع أبو الغيط وخان.. دعوة عربية لمحاسبة مرتكبي -الم ...
- RT ترصد عمل الدبابات على جبهة دونيتسك
- وزير الخارجية الأوكراني: كييف تريد إنهاء النزاع العام الحالي ...
- -أكسيوس-: ترامب مستعد للتنازل من أجل التوصل إلى اتفاق مع إير ...
- روسيا تنجح في اختبار درونات مطوّرة توجه بكابلات الألياف الضو ...
- الولايات المتحدة تدعم أسطولها بغواصة نووية جديدة


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - مفاوضات اللاشيء