أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد نبيل الشيمي - صراع الطبقات .. والارتهان الاقتصادي














المزيد.....

صراع الطبقات .. والارتهان الاقتصادي


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 13:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يرى ماركس ان الصراع الطبقى هو المحرك للتاريخ وهو الذى يحدث التغيير المجتمعى كنتيجة حتمية للصراع بين طبقتين اساسيتين هما طبقة تملك وسائل الانتاج والثروة وً السلطة وطبقةعاملة تعامل كاحد وسائل الانتاج هذا الصراع وليد العلاقة بين هاتين الطبقتين و يحسم دائماً لصالح الطبقة المالكة لوسائل الانتاج – ومن ثم يبقى الصراع بين الطبقتين الوسيلة التى ينتقل على اثرها المجتمع من مرحلة لاخرى ونتيجة هذا الصراع يظهر نظام جديد للانتاج بداخله بذور فنائه وهو الصراع الطبقى المستمر ويعد ضرورة لاستمرار الحياة الاجتماعية وتطورها والصراع هو الذى يصنع التاريخ ومن المؤكد ان التطور التاريخى الذى خضعت له المجتمعات كان من خلال الصراع الطبقى ونهاية كل صراع يحدث يؤدى الى ظهور مجتمع جديد يحمل معه صراعاً جديداً يتشكل ويتجدد مع المجتمع باستمرار .
والواقع أن هناك لبساً فى مفهوم صراع الطبقات فمنتقدى الفكر الماركسى يؤكدون على ان هذا المفهوم ضار بالمجتمعات ويؤدى الى نشر الكراهية والتعصب ونبذ الاخر .... فما هى حقيقة هذا ؟
يرى ماركس ان تملك وسائل الانتاج الخاص يقتضى تقسيم العمل فهناك حينئذ مالك ... وعامل
المالك طبيعى ان يتقلد المناصب العليا ويتبادل مع شركائه المناصب القيادية التى يستبعد منها العمال وهنا تبرز الطبقات الاجتماعية ... ومن ثم فان تاريخ كل مجتمع حتى الان هو تاريخ صراع الطبقات (الملاك / العمال و الفلاحين )... ومن الطبيعى أن يكون بينهم صراعاً وليس من الضرورى أن يكون صراعاً دموياً .
ولم يقل ماركس ان صراع الطبقات حتمى فلم يكن هذا الصراع موجودا فى عصر الجماعات البشرية البدائية ... وان القول بصراع الطبقات لايعنى تبشيرا بالحقد بين الطبقات ولاحتى مجرد اثبات حقد خلقته علاقات الانتاج ... و لا يعدو عن كونه صراعا بين حق مطلوب لفئة تعطى ولا تأخذ المقابل العادل الذى يحصل عليه صاحب العمل او المالك ... وفي ظل عدم قدرة العامل علي تغيير واقعة وعلاقاته مع الملاك يصبح رهينا لهم والارتهان من الناحية اللغوية اصله الفعل (رهن) ورهن فلانا وعند فلان الشيئ
رهنا اي الحبس مقابل دين وارتهنه منه اي اخذه رهنا والرهن فقها حبس لشيئ بحق ليستوفي منه عند تعذر الوفاء وشرعاً تعني المال الذي يجعل وثيقة بالدين ليستوفي من ثمنه أت عذر استيفاءه ممن هو عليه .
الرهين : يقال انا رهين بكذا : أي مأخوذ به
وعموماً فإن الارتهان هو إخضاع فرد او جماعة لصالح فرد أو جماعة أخرى وهذا الإخضاع يكون لأسباب اقتصادية أو سياسية .
والارتهان بدأ من خلال العلاقة بين الإنسان وما ينتجه وهو عند ماركس امر حتمي فكل تاريخ الإنسانية هو تاريخ ارتهان الإنسان تجاه ما ينتجه وتجاه حرمانه منه والارتهان لا يتصف بأي صفة أخلاقية إنه نتيجة الافتراق الحاصل في مرحلة تطور الإنسان بين ذاته الفعلية وما ينتجه وسيتمد الارتهان مصدره من الأنشطة الاقتصادية فعندما بيبع العامل في السوق قوة عمله فإن قيمة الإنتاج لا تؤول إليه بل تصبح مستقلة عنه .
ان الارتهان ناتج من قبول العامل ما يعرض عليه من عمل هذا العمل لن يتأتى مطلقاً إلا اذا تحقق صاحب العمل بأن هناك زيادة في رأس المال نتيجة الأرباح التي تتحقق من التشغيل وهنا يصبح العامل في هذه الحالة مجرد تابع للآلة ولا يتميز عنها ويكون شيء يمكن تبادله (التشيؤ) وهو بذلك يمثل طبقة مستذلة تماماً .
والارتهان يفتح الباب امام الاحتجاج بحثاً عن الحقوق المنقوصة وسيقى العامل رهيناً طالما كان عرض العمل اكبر من الطلب وعندما يعجز في الحصول على فرص عمل أخرى بالأجر العادل ويمتلك القدرة على المطالبة بحقه والحصول عليه تبدأ حلقة أخرى من حلقات الصراع الطبقي.
ان الصراع الطبقي وارتهان الإنسان سيظلا سمة العلاقات الافتصادية ما دام هناك مالك يملك كل شيء ويمكنه التصرف بدون قيود وعامل لا يجد بداً من قبول ما يعرض عليه من عمل وفقاً لما يقرره المالك فالارتهان أخف وطأة من الموت جوعاً




#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الواقع العربي ..
- تجلى العذراء .... وأزمة العقل الجمعي المصري
- سبينوزا وفولتير هل كانا ملحدين ؟
- العلامة التجارية الماهية والأهمية
- جولدستون واوكامبو... هناك فرق
- حرب البسوس الجديدة
- استنساخ المعتزلة
- حبال مقطوعة وحوار لاجدوي منه
- المؤسسات الدينية فى العالم العربى ما لها وما عليها
- اليمن فى مفترق الطرق
- المثقفون والسلطة في العالم العربي
- ملوك الطوائف يبعثون من جديد في السودان
- اسرائيل تتغلغل وتتمدد فى افريقيا – مصر ودول حوض النيل ودور ا ...
- وقفة مع تصاعد التواجد الإسرائيلي في أفريقيا - إسرائيل تتغلغل ...
- نظام آليات السوق في حاجة إلى تقويمه
- أسباب عظمة العرب وانحطاطهم قراءة في كتاب قديم
- صيغ التكامل الاقتصادى العربى فى اطار متعدد الاطراف
- أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى اقتصادات الدول
- قراءات في الديموقراطية ... الديموقراطية وظاهرة الاحتكار السي ...
- ابن طفيل فيلسوف العقلانية


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد نبيل الشيمي - صراع الطبقات .. والارتهان الاقتصادي