أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - من أجل أن يشج رأسك كتاب !!














المزيد.....


من أجل أن يشج رأسك كتاب !!


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 06:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دردشة

في الدول المتحضرة ، يشهد أقتناء الكتب إقبالاً دائماً ، فالكتاب ـ عزيزي القاريء ـ عندهم ليس مجرد صديق ، بل مفتاح لصداقة مع الاخرين، فهو من أفضل الهدايا التي يمكن تقديمها في مختلف المناسبات، ويأتي هذا تقديرا لأهمية الكتاب كوسيلة معرفة أولى رغم ثورة الإنترنيت ، أما عندنا فالاقبال على القراءة واقتناء الكتب ، فلا يزال أمرا مثيرا للحزن، أذ يمكن القول أن شعوب منطقتنا لم تعد من الشعوب التي تقرأ ، وحتى لا نلوم الشعوب المغلوبة على أمرها ، علينا ان نتذكر ان لذلك عوامل اساسية، منها ما يتعلق بسياسات الانظمة الحاكمة، التي تخاف الكتاب وتأثيره على وعي المواطن، ومنها أرتفاع اسعار الكتب، التي يعزوها الناشرون الى ارتفاع كلفة الانتاج، ولكن الأهم من بين كل الاسباب هو الارقام المخيفة عن ارتفاع نسبة الامية في دول المنطقة، وهذا من العوامل الاساسية التي تجعل فضائيات النفط المصدر الاساس لثقافة ومعلومات الناس، بما تحمله من المخاطر بحكم أجندة مموليها وأغلبها حكومية . في العراق ـ عزيزي القاريء ـ لا يشذ الحال عن هذا الواقع المحزن ، بل ويزيد عليه اننا ورثنا عن النظام الديكتاتوري المقبور تركة ثقيلة من المشاكل الاجتماعية والثقافية والسياسية ، فأجهزة النظام المقبور كانت تنظر بعين الاتهام لكل من يقتني كتابا حتى لو كان في فن الطبخ ، وصارت حلما عند الكثيرين ايام السبعينات من القرن الماضي ، يوم كان الكتاب رفيقا لقطاع كبير من المواطنين ، ايام كان العراق من أكثر بلدان المنطقة استهلاكا للكتاب، هذه الأيام نجد ان مكتبات بيع الكتب المعروفة ، في العاصمة والمدن العراقية الكبيرة، لم يعد قائما منها الا عدد قليل جدا، والاقبال عليها موسمي، وبعضها لم يعد يغطي تكاليف الايجار، فأضطر الى اغلاق ابوابه او تقليص ساعات عمله، ولم تعد تحوي رفوف العديد من المكتبات الا الكتب الدينية وبعض الكتب السياسية والمدرسية ، وان شارع المتنبي في بغداد، هو المكان الاشهر الذي يشهد ازدحاما يوم الجمعة لتداول شراء وبيع الكتب ، ويعد مصدرا لايصال الكتاب الى العديد من المدن العراقية .
ان استعادة العلاقة مع الكتاب ليعود رفيقا للمواطن العراقي، بحاجة الى منظومة متداخلة من الاجراءات والنشاطات تساهم فيها كل الجهات المعنية بترويج الكتاب ، من مؤسسات دولة أو منظمات المجتمع المدني . في مقدمة ذلك نحن بحاجة الى المزيد من العمل والاجراءات الحكومية الداعمة لتجارة الكتب ، مثل تنظيم معارض الكتب ، المحلية والعالمية، المدعومة بحملات منظمة في الترويج لثقافة اقتناء الكتاب . اذا استثنينا منطقة كردستان ، التي تشهد تطورا ملحوظا في تنظيم معارض الكتب، التي تلقى رواجا عند مواطني الاقليم ، فحضور معارض الكتب، ـ على قلتها ـ ما زال ـ عزيزي القاريء ـ يعتبر ترفا عند الكثير من الموطنين العراقيين، فزوار المعارض هم من النخب المثقفة، ومن القراء الطارئين ـ طلبة أو موظفين ـ الباحثين عن مصادر خاصة. ان هذا الواقع يتطلب من الوزارات المعنية والجهات المسؤولة، ادراك ان اقامة معارض الكتب بشكل دوري ظاهرة حضارية، تساعد على ظهور تقاليد تخدم تطور الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية في بلادنا.
مع كل ما تقدم فأن لوحة الحياة ـ عزيزي القاريء ـ ليست مظلمة تماما ، فبعض المدن العراقية تشهد حراكا نسبيا ـ وأن كان متواضعا ـ في اقبال المواطن على اقتناء الكتاب ، وتدخل في ذلك عدة عوامل، منها الاستقرار الامني النسبي وانخفاض مستوى اعمال العنف، وأنحسار تأثير رقابة جهات دينية متطرفة تحمل شعارات تجريم الافكار وتحريمها ، ورغبة الناس في اللحاق بالحضارة الانسانية والتطور، فالشواهد تقول انه في بعض المدن العراقية الكبيرة ـ مثل البصرة ـ يزداد الاقبال على اقتناء الكتب الادبية والسياسية ، لكن الكثير من باعة الكتب ما زالوا يفترشون الارصفة لبيع بضائعتهم ، والجهات الرسمية المعنية بهذا الامر مطالبة بتقديم المساعدة الممكنة لافتتاح مكتبات بيع الكتب، لتتحول الى مزار للمواطنين يعرفون الطريق اليها ، وعسى ان تشمل برامج المرشحين للانتخابات البرلمانية القادمة هموم الثقافة ، ومنها هموم اقتناء الكتاب، وتتحول الوعود الى اعمال، فالدولة مطالبة برسم سياسات داعمة للمساهمة في انتشار الكتاب بين الناس ، بحيث يكون لكل مواطن مكتبة منزلية صغيرة تبعده عن الغث الذي تقدمه الكثير من الفضائيات . نحن لا نريد ان يضم بيت كل مواطن مكتبة كتلك التي سقط بعض رفوفها على ابو عثمان الجاحظ (159-255 هـ) وأودت بحياته ، فالمواطن العراقي لا زال ـ والحمد لله ـ يملك اسبابا عديدة للموت ، ولكن نطمح الى زاوية كتب صغيرة ، بحيث لو أهتزت جدران المنزل ـ لأي سبب ـ يمكن ان يسقط منها كتاب ليشج رأس المواطن !!
وسنلتقي !



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقف راهن !
- الكاتب عبد المنعم الاعسم : لو امتدحوك فهذا يعني أنك على خطأ ...
- من أجل الحوار والتمدن … تحية !
- عَمود بالعرض !!
- السينما تخلد قصة وفاء كلب ياباني !
- ديمقراطية الخورمژ !
- خذ بالك من أنف الديمقراطية ؟!
- الكلاب المسعورة !!
- صورة -العدو- البشع في الدراما التلفزيونية العربية -رجال الح ...
- هل سيشهد العراق فترة حكم الديكتاتورية الطائفية ؟
- النكات الطائفية !
- التراث العراقي تراث تعاضدي أنساني
- لقاء مع المناضل الشيوعي والاستاذ الجامعي الفرنسي باتريك ريبو
- لقاء مع قيادي بارز من الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والا ...
- المؤتمر الخامس للأنصار الشيوعيين العراقيين ينهي أعماله في بغ ...
- وقائع المهرجان الثقافي الثالث للأنصار الشيوعيين بغداد 6 8 آب ...
- اليسار الفنلندي والخروج من الأزمة !
- حكاية الفنان كوكب حمزة وامرأة قطار أبو شامات
- السيد -سيد صباح بهباني - انت مطالب بالاعتذار للقراء أولا !
- الناشط البيئي ئارارات مجيد رحيم


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - من أجل أن يشج رأسك كتاب !!