طلال محمود
الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 00:01
المحور:
القضية الفلسطينية
جاءت بي الصدفة إلى بيت أحد الأصدقاء في المخيم، وما إن جلسنا في غرفته حتى بدأ يمارس عادة مألوفة لدينا في غزة، بدأ بتقليب محطات التلفزيون كمن يبحث عن شيء لا يدرك كنهه، حتى وصل إلى تلفزيون فلسطين وهو يبث احتفاله بالذكرى الخامسة والأربعين للثورة الفلسطينية. تسمرنا أنا وصديقي أمام التلفزيون كمن وجد نفسه فجأة أمام عزيز طال غيابه، تاركا لهذا العزيز يروي روايته، أقد روايتنا جميعا نحن الفلسطينيين. لقد كان هذا العزيز من الروعة حدا، تراه ينتقل بين فقرات حديثه العذب، وفقراته المشحونة بالمعاني والوجدان تنقلا خفيفا سلسا يسيرا مبدعا. مبدعا في اختيار الفقرات، ومبدعا في اختيار أبطاله المبدعين أيضا.
بدأ من حيث بداية الرحلة، من العام 1949، حيث غنى المرحوم/ محمد عبد الوهاب رائعة الملاح التائه/ علي محمود طه "فلسطين"، وعلى لسان ابن فلسطين الشاب عمار حسن، " أخي قد جاوز الظالمون المدى....فحق الجهاد وحق الفدى". لم نجد أنا وصديقي إلا العبرات والإيماءات الصامتة المكبوتة نحو ما نسمع وما نرى.، إنه يحكي حكايتنا في غزة المجروحة من أبناء الجلدة، غزة التي جاوز فيها الظالمون المدى.
مر بمحطات غزة وغربتها وما تقترفه الأيادي الآثمة بحق كبرياء أبنائها، إيه إنه الظلام يحل على غزة، ويبشرنا مبدعون فلسطينيون أتوا إلينا في غزة عبر تلفزيون فلسطين، أنه إلى زوال قريب، بشريات تخرج من بين شفاههم، تهتف بنا أن ليل غزة لا بد وأن ينجلي، وفجر وضاء لا بد بازغ ليبدد فلول الظلام من شوارع غزة. غالبتنا الدموع ساخنة، وتملكنا الإحساس بروعة الأمل. ما أجمل أن تكون فلسطينيا، وما أجمل تعود فلسطينيا، بعد أن حولتك سياط الظلام في غزة متسولا تنتظر عطاء شيخ الظلاميين ورضاه.
غنى راوينا للقدس، وغنينا، ووجدنا أنفسنا ننطلق مع فناننا وليد عبد السلام " أبو نسرين" ومع جمهور فلسطين مرددين من وراءه " يويا"، وغادرنا راوينا، ونحن نختم مع أبطال روايته سويا " موطني...موطني"، وكلنا أمل بفجر قادم، يبدد ظلام الانقسام، وظلم ذوي القربى، وقمع الاحتلال. فإلى اللقاء أيها الراوي الجميل، يا تلفزيون فلسطين في احتفالك بعيد الثورة الفلسطينية الخامس والأربعين، ولك منا، أنا وصديقي وكل المحبين في هذا الوطن، كل التحية والاحترام.
#طلال_محمود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟