|
الأخطاء الاستراتيجية للقيادات الكوردية
احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 18:32
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بالرغم من توفر الأمن في إقليم كوردستان والتطور العمراني وإنتاج البترول وتصديره, فإن القيادات الكوردية خسرت الكثير من الفرص لاسترداد حقوق الشعوب الكوردستانية وخاصة الأراضي التي استقطعت من كوردستان من قبل صدام حسين، وخسرت علاقاتها الحميمة مع الحكومة الفدرالية وكذلك مع القوى السياسية في العراق.
ألخص هنا بعض هذه الأخطاء من باب تنبيه القيادة الكوردية في عدم تكرارها:
1. رئاسة الجمهورية: ان تولي مام جلال لرئاسة الجمهورية وتركه رئاسة البرلمان الى المشهداني كان من اكبر الأخطاء الاستراتيجية حيث تمكن المشهداني برئاسته للبرلمان من تعطيل تنفيذ المادة ١٤٠ من الدستور وعطلت عملية إلحاق كركوك والأراضي المستقطعة من كوردستان بإقليم كوردستان. 2. تولي وزارة الخارجية من قبل الزيباري كان الخطأ الاستراتيجي الآخر حيث حددت نشاطات الزيباري المختص بالعلاقات العامة الدولية في تنفيذ سياسة الحكومة المركزية دون ان يتمكن من تقديم اي قوة دفع لنيل حقوق الشعوب الكوردستانية تاركين وزارات مهمة لها علاقة مباشرة بحقوق الشعوب الكوردستانية مثل وزارة المالية ووزارة النفط والتخطيط والصحة، لقد شغل الدكتور برهم وزارة التخطيط لفترة. 3. انتقال الدكتور برهم الصالح الى كوردستان بعد ان اصبح شخصية محبوبة ومقبولة لدى العراقيين في الوسط والجنوب لكفاءته الإدارية والسياسية واصبح من الشخصيات المرموقة عالميا، حيث كان يمكن يستثمر سمعته في تحسن علاقات الإقليم مع الحكومة المركزية والحكومات الإقليمية وكذلك كان يمكن يكون له دور إيجابي في الانتخابات القادمة على مستوى العراق ككل لأنه من اكفأ القيادات السياسية التي ظهرت في العراق بعد السقوط على المستويين الوطني والدولي. 4. استعجال القيادة الكوردية في منح امتيازات استكشاف النفط في إقليم كوردستان دون التشاور مع وزارة النفط في بغداد مما شجع القوى العنصرية في العراق من خلق شكوك لدى الشعب العربي في العراق بأن توجهات القيادات الكوردية نحو اكتفاء اقتصادي لإعلان استقلالهم وتخوفوا من الاستيلاء الإقليم على بترول كركوك، فأصبحت استعادة كركوك الى كوردستان شبه مستحيلة الا إذا بسطت القيادة الكوردية سيطرتها عليها بالقوة وهي قادرة على ذلك من خلال القوات البيشمركة. 5. لم تتبنى الأحزاب الكوردستانية عملية تطوير الخدمات الضرورية في كركوك لكسب قلوب سكانها ولو باستقطاع جزء من ميزانية الإقليم فأخشى ان لا يصوت الكوردستانيين في كركوك لصالح الانضمام الى كوردستان لعدم لمسهم لأي تطوير مهم في الخدمات الضرورية وهي من أغنى المحافظات العراقية وإنما شبعوا من الشعارات النارية التي تأجج النزاع مع المكونات الأخرى. 6. التنافس السلبي بين الأحزاب الكوردية وخاصة بين الحزبين الرئيسين حيث انه لن تجد صورة لرئيس الوزراء السابق نيجرفان في السليمانية ولن تجد صورة للدكتور برهم صالح الرئيس الوزراء الحالي في اربيل او دهوك، هذا غير النقد السلبي الداخلي لأعضاء الحزب للحزب الآخر فلن تجد حزبيا من الاتحاد الوطني الكوردستاني يمجد عملا جيدا للحزب الديمقراطي الكوردستاني ولن تجد حزبيا واحد من الحزب الديمقراطي الكوردستاني يمجد مام جلال او اي عمل جيد للاتحاد الوطني الكوردستاني أضافه الى تجاهل الإعلام الحزبي للمسئولين الحكوميين من الحزب الآخر. 7. إخفاق الحزبين الرئيسين الممثلين في البرلمان الاتحادي في استشعار المؤامرة التي حيكتْ لتقليل عدد المقاعد في المحافظات الإقليم في الانتخابات القادمة وعندما أدركوا ذلك بعد حين وأرادوا تصحيح الوضع استغلت الأحزاب القومية المتطرفة بادعاء ان الكورد يستولون على مقاعد نينوي ومحافظات أخرى.
من متابعتي لأعلاه اشعر بعدم وجود لجان استشارية بشكل مفردة او مشتركة للأحزاب الكوردستانية لتخطيط استراتيجيات السياسية لكوردستان وانما قرارات القيادات السياسية الكوردستانية هي ردود فعل او قرارات لم تدرس بشكل تفصيلي لاستشعار نتائجها على مستوى الإقليم او العراق او على المستوى الإقليمي والدولي.
ان كتابتي هذه ليست سوى نقد إيجابي يجب ان تتحلى القيادات الكوردستانية بقبولها بصدر رحب والعمل على إنشاء معهد (لا اعني مركز) للدراسات الاستراتيجية مستقل في كوردستان تضم علماء في القانون والاقتصاد والسياسة والاجتماع وأدباء ورجال الصحافة المستقلة ورجال الأعمال من جميع المكونات الشعوب الكوردستانية لتقييم المنجزات والانتكاسات لوضع رؤيا كاملة لمستقبل كوردستان ووضع حلول لكل طارئ قد يستشعره الاستراتيجيين قبل حدوثها مع رؤيا كاملة لكل احتمالات نتائج الانتخابات القادمة وسيناريوهات معدة مسبقا لكل احتمال، وكذلك تدريب القياديين الكوردستانيين من جميع الأحزاب والمستقلين على آليات الحكم والدبلوماسية السياسية المحلية والدولية لتقييم الأوضاع السياسية والاقتصادية المحلية والدولية وكيف الاستفادة منه لدعم المنجزات الكوردستانية.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
1 ايران 2009 = 5 دول في 2010
-
الهاشمي والانتحار السياسي ومحنة الشعب العراقي
-
لكي لا ننسى، بماذا يفتخرون البعثيون
-
الضربة الإسرائيلية للمفاعلات النووية الإيرانية كيف ومتى
-
صورة للواقع السياسي العراقي والتحالفات الانتخابية
-
الوجه القبيح للإدارة الأمريكية
-
الكورد والعرب والتركمان وكركوك رؤيا حالمة
-
محاكمة وزير التجارة العراقي مقياس لمصداقية المالكي
-
حكام العرب والانتفاضة الإيرانية
-
رؤيا منطقية للأحداث في إيران
-
الوقاية من الفساد الاداري المالي
-
رؤيا مستقبلية للعراق
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|