أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسيبة عبد الرحمن - الاعتداء بالضرب














المزيد.....

الاعتداء بالضرب


حسيبة عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 873 - 2004 / 6 / 23 - 05:55
المحور: حقوق الانسان
    


السبب في الضرب هو الدعوة إلى الاعتصام من قبل الأحزاب السياسية
السورية العربية والكردية المعارضة، توقيت الدعوة السادسة والنصف، المكان ساحة
عرنوس في العاصمة السورية دمشق ، الغاية والهدف : الاعتصام في يوم
السجين السوري، التاريخ 21/6/2004 .
وصلنا إلى مكان التجمع المحدد أفراداً وإذ قوى الأمن الداخلي تحيط
المكان _ الساحة أو الحديقة _ من كل الجهات ولم تُنس إغلاق مداخل ومخارج
الشوارع المحيطة بالمكان ، ومنع المواطنين الهاربين من قيظ الصيف الدخول
إلى الحديقة أو ساحة عرنوس بعد أن طرد من كان منهم يجلس فوق كرسي ويستفيء
تحت الشجر أو يتجول في الحديقة وانتقلوا إلى إبعادنا عن المكان المحدد
وباعتبارنا مواطنين صالحين لم نجادلهم كثيراً في الأمر خصوصاً وكل منا يرى
الشرطة المدنية بأعدادها الكبيرة وتجهيزاتها الحاضرة_ ما شاء الله _ ولا
يمكن لأحدنا أن ينسى الأجهزة الأمنية المترصدة سواء ضباط كبار أو ضباط صف
اختبأوا وراء الشرطة ينتظرون اللحظة المناسبة لإعطاء الأوامر حسب النظام
!!! أعداد تكفي لإنذار آلاف المتظاهرين ما بالك بمجموعة لا تتجاوز
..._لم يعرف العدد بدقة_ من نشطاء الأحزاب السياسية وجمعيات حقوق الإنسان
والمجتمع المدني السوري... وهكذا أبعدنا ولم نعتصم في الساحة واكرهنا
على المشي في الشوارع التجارية المكتظة بالناس، والشرطة تتتبعنا، بدأت
الشرطة التفريق بلهجة لطيفة لم تلبث وارتفعت النبرة إلى الضرب واللكم على
الوجوه التي تتصيدها ومع ذلك لم نقم بأي فعل سواء باليد أو بالسان _
باعتبارنا نخب!!_ ومع ذلك فقد استمرت قوى الأمن بالضرب المبرح على الوجوه
بدأوها بعباس عباس_ سجين لمدة خمسة عشر عاماً ، وشاب آخر اسمه صلاح وانتقلت
إلى الوجوه المتفرقة عنوة وحين تدخلتُ بجملة لم أكملها _ لماذا.....؟
جاءتني يد خلفية وشدتني من شعري بعنف القوية ، التفت وإذ بعميد من الشرطة
ومعه أربعة جنود ينهالون على وجهي بالضرب واللكم ثم امسكوني ورموني في
عرض الشارع الرئيسي والذي كان من الممكن أن تأتي سيارة وتضربني، نهضت
بصعوبة بسبب ألم بركبتي وتابعت السير ،اقتربت سيارة واعتقلت علي العبد الله
ومعاذ حمور اتبعوهما باعتقال أربعة آخرين قيل أن الأمن غطى وجوههم كي لا
يعرفوا.
هنا بدا المشهد واضحاً لقد قرروا ضرب النشطاء السياسيين الذين سبق
اعتقالهم من قبل كفاتح جاموس_18سنة وعباس عباس وأنا_ اعتقلت أربع مرات_ واعتقال
النشطاء من المجتمع المدني _ أطلق سراح الجميع بعد ساعتين من الاعتقال .
ومن الواضح أنهم تجنبوا ضرب كل من الأستاذ رياض الترك والأستاذ حسن عبد
العظيم باعتبارهما من أهم الوجوه المعروفة بنشاطها السياسي ولا أدري إن
كانوا قد راعوا سنهما .
هكذا ذهبنا لنحتج على الاعتقال السياسي التعسفي ونطالب بطي هذا الملف
وإذ بملف آخر يفتح، ملف ممارسة العنف اللاقانوني في الشارع وانتهاك
كرامتنا_ والذي ظنناه شبحاً من أشباح الماضي القريب_ ودون وجود أسباب سوى
أننا تجرأنا وحاولنا الوقوف ...كيف لو استطعنا التجمع في الساحة ماذا
كانت السلطة ستفعل..تطلق الحوامات مثلاً ...!!!؟؟؟
من الجلي أن صمتنا لم يعد يجدي وعلينا فتح أبواب المقاضاة القانونية ضد من
يرتكب بحقنا الضرب والإهانة وتحويلها إلى قضية رأي عام كي لا تبقى هذه
الممارسات مفلوتة من عقالها ضد كل من يعترض بالوسائل السلمية على ممارسات
السلطة أو يرفع صوته من أجل واحترام القانون الذي إما وضعته السلطة أو
وافقت عليه ومع ذلك فهو لا يطبق !!! .
وأخيراً نقول بمرارة: هذه هي الحريات الموعودة أو التي وعدنا بها، حرية
الضرب والإهانة والشتم في الشوارع والساحات العامة دون توفير النساء
فهنيئاً لنا !!؟؟؟
و في السياق ذاته فأني أطلب من السلطة في سوريا إما أن ترفع الحيف عن
المواطنين السوريين وإما أن تصمت حيال ما يرتكب في فلسكين والعراق لأن
المرتكب هناك هو الاحتلال، أما في سوريا الضارب من الوطن والمضروب من الوطن،
المهان سوري والذي يوجه الإهانة أيضاً سوري...!!!!.

حسيبة عبد الرحمن روائية وناشطة حقوق إنسان سورية




#حسيبة_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولاب الزمن الحاضر
- رياض سيف قربان المشروع الليبرالي
- بانو راما عن اعتقال النساء


المزيد.....




- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسيبة عبد الرحمن - الاعتداء بالضرب