عبد العزيز الخاطر
الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 13:22
المحور:
المجتمع المدني
مرة اخرى يزج بالامه فى اتون علاقة الدين بالسياسه , مرة اخرى يطلب منها الوقوف امام خيارين احدهما قد ينفى وجود الاخر او يضعه على الاقل محلا للشك .
لقد سبق للامه وان واجهت موقفا مشابها للموقف القائم اليوم فحين غزا صدام الكويت منذ عقدين احتاج للدين لكى يبرر فعلته وانتقى له مؤيدوه من النصوص ما يتواءم وتحقيق غرضه فيما احتج الاخرون المعارضون بنصوص قرانيه اخرى تدحض ذلك وتبين عدم مشروعيته وخطره على الامه.
وانشقت الامه بين جانبين تدفعهما السياسه ويغطيهما الرداء الدينى.
اليوم تعود الامه من جديد وتتهيأ للانشقاق اكثر من ماهى منشقه ومبعثره بل ويزج بها من جديد فى صراع الدين والسياسه ومع اعتناقى بان ماقد يدفع بكل فريق يرتكز اساسا على المصلحه السياسيه وحساباتها الا ان الدين لدينا اصبح جزءا من السياسه .
قضية الجدار الاسمنتى بين مصر وقطاع غزه المنكوب يمكن مقاربتها دون الزج بالاسلام الرسمى . فالازهر الشريف يفتى بحلال ذلك بالامه .بل و احقية مصر فى بناء جدار اسمنتى بينها وبين غزه المنكوبه منعا للتسلل وحماية لامنها وحقها مشروع فى ذلك .
كما ان مشايخ السعوديه والشيخ القرضاوى وغيرهما يرون بغير ذلك بل ويحرمون مثل هذا العمل . ارى ان اورد بعض الملاحظات حول ذلك
اولا : ما المطلوب منا كمسلمين عاديين هل الانحياز لراى دون الاخر مزيدا من التشرذم اهذا هو المطلوب.
ثانيا: الا يمكن معالجه مثل هذا الامر سياسيا كان تجتمع الدول العربيه وتتناقش وتتبادل الراى وتتفق بشكل يحفظ للامه قدرا من اتفاقها
ثالثا: الا يمكن حل مثل هذا الموضوع انسانيا عن طريق الضغوط الداخليه والخارجيه ومنظمات حقوق الانسان الوليه والاقليميه الخ
رابعا: وهو مرتبط بالسابق الايمكن حل ذلك قوميا كامه عربيه واحده تجتمع فى جامعه عربيه لها مواثقيها من دفاع مشترك الى حمايه حدودها الكبرى وعدم تجزئه ماهو مجزأ اصلا.
خامسا: اللجوء الى الدين دائما لايحل جميع المشاكل لانه مصدرا للتأويل ومن السهل اسقاطه على الواقع موئلا .
سادسا: ما تسعى اليه اسرائل هو الدفع بالشعار الدين والاستنجاد بالدين فى اى مواجهه مع العرب والمواجهات الدينيه لاتنتهى ولا تخلف منتصرا فكيف اذا كان مثل ذلك يستخدم ضمن الدين الواحد فهذه مشكله. ما يزعج اسرائيل اليوم هو ملاحقتها وقياداتها انسانيا فى كل المحافل والمجتمعات وراينا كيف تمارس ضغوطا على الحكومه البريطانيه لابطال دعوى ضد ليفنى بصفتها مجرمة حرب.
هذه بعض الملاحظات حول ما يحدث اليوم من تاجيج دينى حول قضيه سياسيه يمكن تناولها فى حدود القانون والانسانيه وحقوق الانسان ولكننا نابى الا ان نستنجد بالدين ولكنه ليس مع الاخر المغاير وانما نحو المماثل مما يجعلنا دائما فى حاله اصطفاف حتى بين ذواتنا وجسدنا الواحد.
#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟