زهدي الداوودي
الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 21:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أنهم لم يفهموك، ولذلك اتهموك بالهلوسة. الذنب ليس ذنبك، فالاختلافات بين الناس مثل الاختلاف بين أصابع اليد الواحدة.
أردتَ أن تقول لهم، وقلتَ لهم:
" لا نرى في البلدان العربية غير الجدران التي تشيد وتعلو ضد الانسان وحقوقه وحرياته وضد النمو والتقدم..."
وقلت الكثير حول إقامة الجدران وتشييدها بحيث تحول الزمن إلى زمن الجدران. وتمنيت أن يتم التطرق إلى الجدران في التاريخ. وكأنك تبحث عن جانب ايجابي للجدران.
كان الجدار أو السور ظاهرة حضارية للحفاظ على المدينة التي نشأت في سومر وأكد في الألف الثالث قبل الميلاد.
كان الجدار أو السور يشكل حاجزاً في وجه ترييف المدينة من قبل البدو والشعوب الرعوية الهمجية.
لولا الأسوار لما وجدت مدناً مثل نينوى، بابل، أور، أثينا، الاسكندرية .....
وبقيت المدينة متحصنة بسورها، تشكل الأمان للتراث الفكري وتقاليد الحرف والصناعات والعمارة.
لولا أسوار الصين العملاقة، لما وجدت الصين الراهنة، بل تحولت إلى مراع، تسرح فيها حتى الآن خيول المغول والتتر.
كان ذلك عصراً ذهبياً للجدران وضرورة حتمية لبقاء الحضارة وصمودها أمام الزحف الرعوي، ولكن
هل كان جدار برلين ضروريا؟
إن أخطر الأسوار هي تلك التي تنمو في العقول وتمنع رؤية الحقيقة.
ليس كل ما كان جيدا في عصر مضى
يصلح لزماننا.
#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟