توزيع قطع ألأراضي في دهوك حقق آمال البعض وخيب آمال آخرين

نزار بيرو

الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 18:40
المحور: القضية الكردية
    

أكثر المواضيع سخونةَ هذه الأيام في دهوك، هو ما يتعلق بتوزيع قطع الأراضي في منطقة ( ئيتيت ) ، و هي قرية تقع على مشارف دهوك من الجهة الشرقية للمدينة و على منحدر جبلي يقع إلى الشمال من الطريق الدولي الذي يربط دهوك مع اربيل . منذ فترة و هناك جهود من اجل وضع تخطيط عمراني جديد لمدينة دهوك. والتي يشكل طبيعتها الجغرافية المعقدة، والسياسات الخاطئة التي تم على أساسها التوسع، والبناء العشوائي في داخل المدينة ، من إفشال الكثير من تلك المحاولات. وكان لا بد من الاستغلال الأفقي للمناطق المحيطة بالمدينة، والمناطق المجاورة لتنفيذ تلك المحاولات . ولكون المناطق المجاورة أراضي زراعية وعائدة للدولة ، ولأصحابها عقود يحق لهم التصرف بها كأراضي زراعية و الاستفادة منها ، لذا عند فرزها يتم تعويض أصحابها بمبالغ مالية، و تعويضهم أيضاَ عن كل ( دونم ) قطعة ارض . و لكن الواقع ألآن في كوردستان و سياسة اقتصاد السوق، وسوء استخدامها، والذي يتم من خلالها استنزاف الطاقات البشرية و الموارد الاقتصادية من خلال عقود التمليك الوقتية والطويلة الأمد لمشاريع استثمارية وتجارية ضخمة، و ترويجها لبضائع لا تعد و لا تحصى لدول الجوار، يكون وارداتها سنوياَ الملايين من الدولارات لأصحاب هذه المشاريع و إضافة عشرات الأضعاف من تلك الأرباح إلى اقتصاديات تلك الدول. و بدلاَ من ان يستفيد منها المواطن و يكون له حصة في مدفوعات الضرائب على فوائد تلك المشاريع ، و يستخدم تلك الأموال في قطاع الخدمات العامة، و كما هو معمول به في جميع أنحاء العالم، نجد هنا دور المواطن العادي لا تتعدى كونه مستهلك لتلك البضائع، و تفرغ جيوبه أولا، بأول . و ينطبق نفس الشيء على الآلاف من هكتارات الأراضي المسيجة والذي لا يعرف لها صاحب عدى، كونها مشاريع سياحية يدفع المواطن فيها ثمن جلوسه تحت ظل شجرة وقضاء سويعات مع عوائلهم في الطبيعة الخلابة المحيطة بالمدينة. و نتيجة لهذا الواقع الأليم، و مهما يكون خطوات البعض في الاتجاه الصحيح، و يراد بها تصحيح الأمور ولكنها دائماَ تجابه بما يردها من مسارها ، وهذا ما حصل بالضبط مع قطع الأراضي في ( ئيتيت ) ، أو( ضاحية دهوك الحديثة ) كما توقعها البعض أو خطط لها. حيث يحكى في الشارع و داخل البيوت وفي المجالس و مكاتب العقار بان في ( ضاحية دهوك الحديثة ) سيكون الملعب الآلومبي والمتحف الوطني و عمارات حديثة و مسارح وقاعات رياضية مغلقة ، وتم فرز قطع الأراضي فيها بحيث تكون مستقلة عن بعضها، و كل ما يذكر و يقال كلام جميل و أحلام وردية للتخلص من الأجواء الغير صحية والمليئة بأول اوكسيد الكربون، و قلة المساحات الخضراء، و ازدياد الغازات الملوثة من عوادم السيارات . ولكن ان يكون كل ذلك من اجل ان يكسب البعض بين ليلة وضحاها ملايين الدولارات و يرتفع أسعار تلك الأراضي ، و خاصة بعد ان ظهر ان هناك مسئولين، ووجهاء معروفين قد قاموا بشراء عشرات الدونمات من تلك الأراضي من أصحابها قبل فرزها، للاستفادة منها بعد الفرز ، كل هذا و مربي الأجيال المعلم، و الموظف و أصحاب الدرجات الوظيفية المتدنية و التي لم تشملهم تلك الأراضي، و هم أحوج ما يكون ان تمد إليهم يد المساعدة. تلك الأراضي التي خصصت لقوائم خاصة. الجانب المعروف منها، كانت درجات حزبية خاصة و المدراء العامين و الأطباء والمحامون . وتم إفراز هذه القطع من خلال المسح الجوي من خلال عقد مع متعهد أجنبي كلف عدة ملايين من الدولارات. ولكون المنطقة جبلية وفيها تلال وصخور كبيرة ،لذا كان من الطبيعي ان يفاجئ الكثيرون بعد معاينة قطعاتهم ، إنها عبارة عن صخور كبيرة،
لا تصلح لشيء.

#نزار_بيرو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات