أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - من - ليلى زانا - الى - فلك ناز -















المزيد.....

من - ليلى زانا - الى - فلك ناز -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 873 - 2004 / 6 / 23 - 05:49
المحور: القضية الكردية
    


عمت كردستان تركيا والاوساط الكردية عامة فرحة عارمة بمناسبة اطلاق سراح المناضلة الكردية المعروفة " ليلى زانا" ورفاقها الثلاثة بعد عشر سنوات في سجون الطغمة الحاكمة في تركيا وقد صارت الفرحة فرحتين – كما يقال- بفوز الشابه الكردية الناشئة " فلك ناز" لخمس سنوات اخرى بمقعد في البرلمان الاوروبي عن قائمة احدى الاحزاب اليسارية الالمانية.
دخلت السيدة زانا معترك العمل السياسي منذ بداية شبابها بتأثير مباشر من محيطها العائلي الذي انجب قريبها وزوجها المناضل" مهدي زانا" ومن سوء الطالع كانت تجربتها الاولى في بلد يديره العسكر من وراء الستار مثل تركيا ومنطقه تدار عبر الاحكام العرفية والحكم العسكري المباشر والترتيبات الامنية الاستثنائية مثل كردستان تركيا بمثابة مغامرة غير معروفة النتائج وبالنسبة لشابة في مقتبل عمرها ترعرعت في مجتمع يعرف عنه انه محافظ ومتأثر بالنظرات الغيبية ودعاوى التخلف والرجوع الى الوراء كانت تضحية كبرى وجنوح نحو هاوية التهلكة ، خاصة وان بداية حياتها السياسية تزامنت مع صعود نبرة التطرف وتفشي العنف والاغتيالات والمصادمات في كردستان تركيا وتغلغل – ب ك ك – بنهجه المتشدد المغامر في عقول الشبيبه و شبه سيطرته على الساحة السياسية والعسكرية الصراعية في مواجهة الطغمة العسكرية الشوفينية الحاكمة من وراء الستار عبر مجلس الامن القومي، وبذلك اضاف الخيار الاحادي عبئا آخر على بداية مسيرة السيده زانا القومية ووضعها امام محك الممر الاجباري الذي لاخيار غيره شاءت ذلك أم أبت.
التقيت بها للمرة الاولى في اول انتخابات برلمانية ديمقراطية في كردستان العراق عام / 1992 وكنا سوية مع زملائها في السجن وكذلك الساده احمد ترك وزبير آيدار ونظام الدين اعضاء في لجنة الرقابة وتجولنا معاً متفقدين عدداً من صناديق الاقتراع في محافظة هولير وناقشنا لحوالي اسبوع قضايا الحركة التحررية القومية الكردية وهمومها كما فكرنا معاً بعد مبادرة ملحة من جانبي في ايجاد مخرج للازمة التي كانت تعصف بعلاقات قيادة – ب ك ك – مع معظم الاطراف الكردية في العراق وسورية على وجه الخصوص والقيام بمساع مشتركة لرأب الصدع وازالة العراقيل امام تطبيع العلاقات بين – ب ك ك – والحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق على اسس سليمة لنزع فتيل المواجهات العسكرية المرتقبة حيث كانت اوساط النظام السوري تعمل من اجل تسعير الاقتتال الكردي – الكردي حسب خطة مدروسة تستهدف فدرالية كردستان العراق عرفت با – الكوريدور – وذلك بالتنسيق مع الاوساط الايرانية وكانت قيادة – ب ك ك – المتواجده في دمشق رأس الحربة في هذا المخطط.
بعد ذلك تكررت اللقاءات في عدة بلدان وكانت " ليلى زانا" مثال المراة المسيسة ووقفتها الشهيره من على منبر البرلمان التركي خلال اداء القسم واصرارها بأن يكون بلغتها الكردية ووضع لفافة على شكل العلم الكردي على رأسها تعتبر من مواقفها المشهودة التي سيسجلها التاريخ لها أما بشأن ماقيل عن انتمائها الحزبي وتجربتها مع – ب ك ك – فلا امنح نفسي الحق في التطرق اليها ومن السابق لاوانه تقييم تلك التجربة الطويلة نسبياً مقارنة بعمرها ومن المأمول ان فترة السجن كانت كافية لمراجعتها ونقدها الذاتي واستخلاص الدروس والعبر منها، وهنا من الملفت للنظر أن يكون اول تصريح لها بعد انتزاع حريتها وفي مدينة ديار بكر يدعو الى السلام وتطالب فيه حزب – مؤتمر الشعب – وريث – ب ك ك – الى التراجع عن قرار المواجهه العسكرية من جانب واحد والالتزام بالحوار. فهل يشكل ذلك مؤشراً الى نهج جديد للسيدة زانا، وهل أن ذلك رسالة للجميع حول قناعاتها السياسية الجديدة خاصة في مجال نبذ العنف والحل العسكري للقضية الكردية والتوافق مع تطورات الوضعين التركي والاقليمي والانسجام مع آفاق التحولات العالمية ومن ضمنها الزلزال العراقي ومنجزات كردستان العراق والوجود الامريكي في المنطقة وبجوار تركيا والضامن للامن والاستقرار.
" فلك ناز " تلك الفتاة الكردية – الالمانية نشأت مثل الآلاف من ابناء جيلها في المهجر وبلاد الشتات ولكنها ظلت متمسكة بلغتها الام ومشاعرها القومية ونجحت في التوفيق بين كرديتها والتزاماتها تجاه شعبها وبين انتمائها الالماني- الاوروبي وهو أمر تجيزه الانظمة الديمقراطية وقوانينها المتبعة وتدعمه الاحزاب والمنظمات السياسية اليسارية على وجه الخصوص وبسبب سلوكها ونشاطها السياسي والاجتماعي والتعاطف الكردي معها استطاعت " فلك ناز " الفوز لدورة اخرى مدتها خمس سنوات في عضوية البرلمان الاوروبي على قائمة حزب الديمقراطية الاشتراكية – الاشتراكي الالماني الموحد- السابق.
فلك ناز هي من جيل ما بعد " ليلى زانا " وتزامن انتصارها مع اطلاق سراحها واوجه الشبه بين الاثنتين عديده اولها الانخراط في العمل السياسي من اوسع الابواب ومواجهة ما يترتب على ذلك بقناعة وروية والالتزام بقضايا الشعب الكردي واهدافه القريبة والبعيدة، وانتهاج سبل الحوار والعمل السياسي والدعوة الى التعايش بين القوميات ونشدان الديمقراطية والسلام ونبذ العنف وسفك الدماء. واخيرا وليس آخيراً فان " ليلى زانا " كانت أول امرأة كردية تفوز بمقعد في البرلمان التركي وكانت " فلك ناز " أول فتاة كردية تفوز بمقعد في البرلمان الاوروبي.
هذه ليست المرة الاولى التي تبرز فيهامكانة المرأة الكردستانية بل ان تاريخ مجتمعنا يرينا حالات عديدة وفي مراحل مختلفة قامت فيها المرأة الكردية بدور هام في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والثقافية وما هذه الوجوه النسائية الكردية في عصرنا الراهن والتي نجد مظاهر متقدمة منها كاالدور البارز الذي تقوم به الوزيرة " نسرين برواري " في اقليم كردستان الفيدرالي وعموم العراق . وكذلك في كل من جزئي كردستان سورية وايران في مجالات العمل النضالي السياسي والادارة والابداع والنشاط الثقافي والاعلامي والادبي وحركات المجتمع المدني إلا استمرارية لظاهرة نسوية كردية متحررة وتاريخية قائمة منذ الازمان الغابرة وهي على اي حال تجسد ميزة حضارية كردستانية في القرن الحديث وتشير الى حدوث امر عظيم في اوساط شعبنا في مختلف اماكن تواجده باتجاه بداية آفاق مساواة حقيقية بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات ورفع القيود عن كاهل المرأة والعقبات عن دروب تحركها في كافة مجالات الحياة بما فيها السياسية والاجتماعية والثقافية ومواقع صنع القرار ومشاركة الرجل في حمل الاعباء الكفاحية ودفع ضريبة حق تقرير المصير مهما كانت باهظة.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان العراق والقرار الدولي وامريكا
- نحو اعلام كردستاني يواكب المرحلة الراهنة
- الى شيخ السجناء فرحان الزعبي : هل تقبل الاعتذار ؟
- - خدام يدعو العراقيين الى نبذ الانقسامات صدق أو لاتصدق
- على خلفية الاحداث الكردية السورية لجوء جماعي الى كردستان الع ...
- تصريحات الرئيس الاسد حول الكرد مالها .. وما عليها
- الكونفرانس السنوي الرابع لرابطة كاوا للثقافة الكردية
- لاتتنازعوا الشرعية فهي غائبة
- كل التضامن مع المناضل اكثم نعيسة
- الموقف الرسمي من الاحداث الكردية من ارتباك الخطاب الى توسيع ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- عودة الى شركائنا العرب السوريين معاً على درب الخلاص والتغيير ...
- تحية النوروز الى مريم نجمه واخوانها
- لقاء حول الاحداث الكردية السورية


المزيد.....




- آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص ...
- الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات
- -هيومن رايتس ووتش-: استهداف إسرائيل الصحفيين في حاصبيا جريمة ...
- عدنان أبو حسنة: منظمات الأمم المتحدة ليست بديلا عن الأونروا ...
- تشديد أمني وحملة اعتقالات تستهدف مسيرة لأنصار عمران خان في ب ...
- منخفض جوي على غزة.. أمطار غزيرة وأمواج البحر تغرق خيام الناز ...
- قائد الثورة : اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو غير كاف بل يجب ...
- قائد الثورة: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكيان الصهيون ...
- حملة اعتقالات بالضفة تطال 22 فلسطينيا بينهم صحفي وجريح
- هيومن رايتس:-إسرائيل- استهدفت صحافيين بلبنان بأسلحة أميركية ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - من - ليلى زانا - الى - فلك ناز -