شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 13:37
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لقد انقلب مجتمعنا انقلاباً طبقياً حاسماً وغدت الأكثرية من شعبنا، من العمال والكادحين والطبقات المسحوقة ،التي ترزح تحت وطأة الفقر وتواجه القهر القومي والطبقي المباشر وتعاني من السياسة الاقتصادية الكوليونالية ، سياسة الحرب والاحتلال والاستيطان والعدوان. ونتيجة هذه السياسة يستشري الغلاء وتتفاقم البطالة ويتعمق الفقر والجوع ويزداد التضخم المالي مما يترك انعكاسات نفسية واقتصادية واجتماعية على الأفراد والجماعات.
ولا ريب أن القرن الأخير شهد تراجعاً في الوعي الطبقي ، واستشراس قوى البغي والاستغلال والاستعباد والطغيان وازدياد القهر الاجتماعي ـ الطبقي المهين والمذل للأنسان، اضافة الى ضرب مصالح العمال والكادحين والشغيلة ونهش حقوقهم. وهذا ناجم عن العولمة الوافدة والثقافة الاستهلاكية وغياب المعسكر الاشتراكي ، الذي شكل على الدوام رأس الحربة ضد الراسمالية العالمية.
أن المسألة العمالية تحتاج الى تغيير جذري ، الى نقلة نوعية في الوجدان الشعبي والوعي الطبقي. ولذلك هناك أهمية بالغة ، وطنية وانسانية وطبقية، في مساعدة المظلومين والمضطهدين وفقراء الشعب للانتقال من حالة العذاب الراكد المستسلم، الباحث أحياناً عن خلاص غيبي وهمي الى حالة العمل والفعل النضالي للتغيير. وهذا الأمر يتطلب الالتصاق بالناس حقاً، لا في المواسم، كما ويتطلب المزيد من اليقظة الثورية الواعية في هذه المرحلة التاريخية التي نعيشها، والمزيد من الحس النقي والتوجه الطبقي المنحاز دائماً للعمال والشغيلة، والمتميز بالكراهية المقدسة للاستغلال والقهر والظلم عدا عن الرفض الانساني الغريزي لأهانة الانسان حتى نحصن أنفسنا من هذه الهجمة الجديدة ـ القديمة على حقوق العاملين ، الى جانب تصعيد المعارك النقابية والعمالية دفاعاً عن الخبز ومصالح العمال وفقراء الشعب وتجذير الثقافة الشعبية الجديدة بين جمهور الشغيلة والكادحين . هذه الثقافة الأصيلة التي لها جذور طبقية تخاطب الشعب المعذب الظامئ للحرية والعدل الاجتماعي والفرح الانساني الدائم،وكل ثقافة معزولة عن الجماهير لا حق لها في الحياة والوجود والبقاء.
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟