أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الخروج الآمن لمبارك من السّلطة ( قبل فوات الأوان )















المزيد.....

الخروج الآمن لمبارك من السّلطة ( قبل فوات الأوان )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 21:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا :
من حوالى عامين ونصف العام وتحت عنوان ( نجح مبارك فى التحدى الأول ، فهل ينجح فى التحدى الأخير ) شرحت كيف تمكن مبارك من حكم مصر مستبدا مستخدما سياسة من أربعة أضلاع هى (الإفقار والتعذيب والتقسيم و نشر ثقافة التطرف والارهاب السلفى ) ثم قلت :
( نجح مبارك فى التحدى الأول فاحتفظ بالسلطة حتى الآن، ولكن نسى أنه مهما حافظ على صحته ورشاقته فسيموت ، فالموت هو التحدى الوحيد الذى لن يستطيع مبارك ـ أو غير مبارك ـ قهره. سيموت مبارك ولكن يتبقى له ـ قبل الموت ـ فرصة أن يتغلب على نوع آخر من التحدى، هو التوبة و التصحيح والاصلاح ، إن لم يفعلها فقد ظلم نفسه و ظلم ذريته من بعده ، وترك لهم إرثا من الظلم عليهم دفع حسابه فيما تبقى لهم من أعمار.
التحدى الحقيقى الذى لم يقهره مبارك بعد هو مبارك نفسه ، أى سياسته منذ تولى حكم مصر بعد اكتوبر 1981 . التحدى الحقيقى الذى ينقذ مبارك الان و أسرته غدا هو أن يتخلص مبارك من سياسته السابقة ، ويحاول فيما تبقى له من عمر أن يقيم إصلاحا حقيقيا تتكون به دولة ديمقراطية لامركزية تؤكد على حقوق الانسان وحقوق المواطنة كما كفلها الاسلام الحقيقى والمواثيق الدولية لحقوق الانسان. بامكانه ـ قبل فوات الأوان ـ أن يقيم هذا الاصلاح التشريعى والسياسى وأن يتيح للشعب أن ينتخب حكومة ديمقراطية وفق نظام الديمقراطية البرلمانية ، ويتحول هو الى رئيس رمزى يمثل كل المصريين ، ويحظى بحبهم واحترامهم الى نهاية عمره ، وعفا الله تعالى عما سلف.
طبقا للدستور فان مبارك هو الذى يمسك بيده كل الخيوط ، وهو الذى يستطيع الاصلاح. ووقفا للتاريخ المصرى العريق فى مركزيته واستبداده فان الاصلاح يأتى من فوق ـ ولهذا أرسل الله جل وعلا موسى عليه السلام الى فرعون و ليس للمصريين. هذا الفرعون قال رب العزة جل وعلا عنه وعن أجدادنا المصريين فى عهده:(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ) ( الزخرف 54 ) لم يقل ( فاستخف قومه فقتلوه ) فالمفروض أن الشعب الأبىّ العزيز القوى أن يتصرف هكذا عندما يستخف به الحاكم. المفروض أن الحكومة هى التى تخشى الشعب وليس الشعب هو الذى يرتعب من الحكومة. ولكن مبارك تفرعن ، والتحدى الثانى الذى يواجهه الآن هو أن يصلح ما أفسد لينقذ نفسه وأهله من بعده )
http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1738
ثانيا :
أتذكر أنه قد سبق للاعلامى المصرى اللامع عماد الدين أديب عام 2005 أن طرح فكرة تخلى حسنى مبارك عن السلطة فى مقابل تأمين حياته واسرته وثروته ،أو شىء من هذا القبيل ، ولكن كتب د. عبد الحليم قنديل معنرضا مطالبا بالمحاكمة لآل مبارك . وكان أن تمسك مبارك بالسلطة كى يحمى نفسه وأسرته وثروته ، الواضح أن ما اقترحه عماد الدين أديب لم يأت من فراغ نظرا لصلته المعروفة بالرئيس مبارك ،اى إن الأمر كان يتعدى بلونة إختبار لأن أخبارا وتصريحات رئاسية عكست رغبة مبارك فى ان يستريح وقتها ، ومن الطبيعى ان مفهوم الراحة يبدأ براحة البال من أى ملاحقة قانونية أو مطاردة أمنية . ولذلك فإن ما قاله د. عبد الحليم قنديل ـ وهو أحد ضحايا مبارك فى التعذيب ـ أيقظ داخل مبارك أشباح ملايين المعذبين و المظاليم و المختفين قسرا فى عهده ، وهو المسئول الأول عنهم ، لذا تمسك مبارك بالسلطة حتى الآن ليحمى نفسه متسلحا بالجيش و الحرس الجمهورى و الأمن المركزى ومباحث أمن الدولة و سائر تنظيماته الأمنية ، وتضاعف خلال خمس سنوات عدد الضحايا وأرقام السرقات ، و غاصت مصر أكثر فى الحضيض مع كل يوم يمر فى رئاسة مبارك .
وأمس 30 ديسمبر 2009 عاد الاستاذ عماد الدين أديب فى برنامج (العاشرة مساءا ) يطرح نفس الفكرة تحت عنوان ( الخروج الآمن من السّلطة ) ، لم استطع استكمال الاستماع اليه وهو يحاول الدفاع عن مبارك وتحميل المسئولية فى الفشل للحاشية ، ولكن المهم هنا أن فكرة رحيل مبارك آمنا عن السلطة أعادت الأمل فى رحيل مبارك سلميا ، وأن يقترن هذا الرحيل باصلاح حقيقى فى الدستور و التشريع وإقامة نظام حكم ديمقراطى لامركزى يحفظ كرامة المصريين وسائر حقوقهم السياسية والانسانية و الاجتماعية .
ثالثا :
نحن القرآنيين عانينا أكثر مما عاناه الدكتور عبد الحليم قنديل ، من السجن المتكرر و التعذيب البشع والمطاردة الأمنية منذ 1987 حتى الآن ، مع أننا ندعو الى اصلاح سلمى دون السعى لأى مقابل مادى أو طموح سياسى ، ومع كل ما عانيناه وما نعانيه فلا زلت أكرر وأنادى بأنه عفا الله جل وعلا عما سلف ، وأنه لا بد أن نبدأ صفحة جديدة من التسامح أملا فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وكف القهر و التعذيب و الاذلال عن المصرى الذى عانى ماعانى ، ومن حقه أن يعيش حرا كريما فى بلده آمنا على حياته ولقمة عيشه هو وأولاده .
رابعا :
أتوجه بهذا النداء الى د. عبد الحليم قنديل ـ الذى لم أتشرف بمعرفته شخصيا ـ وإن كنت احتفظ له بالكثير من الحب والاحترام ، حتى مع اختلاف توجهاتنا السياسية . وأتوجه بهذا النداء الى كل القوى السياسية الحرة فى مصر أن تستثمر هذا التوجه الجديد فى فتح صفحة جديدة من اجل المستقبل .
نريد مصالحة وطنية يرحل بها حسنى مبارك وأسرته آمنا من أى ملاحقة ، مقابل تسليم السلطة الى حكومة مؤقتة تتولى الاصلاح التشريعى و الدستورى والسياسى والاقتصادى ، وتؤكد على أن دور الجيش هو حماية الوطن وليس حماية الطغاة ، وأن مهمة الشرطة حماية المواطن وخدمته وليس تعذيبه وإهانته ، وأن الحكومة هى لخدمة المواطن و ليس للتحكم فيه ، وبعد أن تنتهى تلك الحكومة المؤقتة من وضع أسس الاصلاح ترعى انتخاب حكومة ومجلس شعب ومجالس محلية فى إطار انتخابات حقيقية وليست هزلية .
لو ضاعت تلك الفرصة ولم نستثمرها ـ كما ضاعت فرصة عام 2005 فإن البديل هو المزيد من المعاناة و المزيد من الضحايا والتى ستؤدى فى النهاية الى انفجار داخلى وحرب أهلية تأكل ما تبقى من مصر .
ليس من الحصافة ان تقع مصر فى انفجار هائل يموت فيه الملايين من أجل ملاحقة عشرات من الأشخاص .
نرجو أن نبدأ العام الجديد بالتسامح و العفو ، وأن نجعله فاتحة للاصلاح السلمى فى مصر .
لسنا أقل تحضرا من غاندى فى الهند أو مانديلا فى جنوب أفريقيا .
من الغريب أن نعقد صلحا مع اسرائيل وننسى أن نتصالح مع أنفسنا .
والله جل وعلا هو المستعان .







#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزكاة فى رؤية قرآنية . الحلقة الأولى : تصحيح المفاهيم : الز ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام والمسلمين ( المقال الثانى عشر ) ق ...
- مفهوم ( العدل ) فى القرآن الكريم
- بيان بتقديم التعازى فى وفاة العلامة الشيعى حسين منتظرى .
- الوصايا العشر فى القرآن الكريم
- مفهوم الارهاب فى القرآن الكريم
- الخليفة المأمون وإمرأة مصرية وأشياء أخرى
- حوار د. احمد صبحى منصور مع جريدة ( اليوم السابع ) المصرية .( ...
- مناقشة عائلية فى المآذن السويسرية
- سيناء المصرية فى القرآن الكريم . ملحق (1) لكتاب ( مصر فى الق ...
- بيان من المركز العالمى للقرآن الكريم : إستنكارا للحملة على س ...
- فى تحرير المسجد الحرام من السيطرة السعودية . مطلوب مؤتمرات ل ...
- مصر فى القرآن الكريم : الخاتمة
- إعجاز الغيب في القصص القرآني
- هل تأثر ابن خلدون فى المقدمة بكتاب قدامة بن جعفر (الخراج وصن ...
- مصر فى القرآن الكريم : الفصل الثالث * مواعظ ودروس
- مصر فى القرآن الكريم :الفصل الثانى : ثالثا : من ملامح الحضار ...
- مصر فى القرآن الكريم : الفصل الثانى : ثانيا : الحياة الدينية ...
- إلى متى يظل المسجد الحرام وفريضة الحج رهينة لدى السعوديين ؟ ...
- وظيفة القضاء بين الاسلام و المسلمين ( المقال الحادى عشر )شري ...


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الخروج الآمن لمبارك من السّلطة ( قبل فوات الأوان )