أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناظر عبد الحق - السير الى الوراء














المزيد.....

السير الى الوراء


ناظر عبد الحق

الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 19:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السير الى الوراء
(قناة صفا مثلا)
وان كنت ممن لايحبذون إقحام أقلامهم في مناكفات وجدل أحسب إنه لن يؤدي إلا الى تكريس الخلاف وتوسيع شقة الاختلاف مع مايمثله ذلك من تجسيد مثالي للخواء الفكري والثقافي وهدر للوقت الذي نحن بأمس الحاجة اليه لمعالجة الازمات والمآزق التي يعانينها انساننا في الدول المتخلفة لاسيما تلك المتعلقة ببنيته الثقافية وآليات تفاعله ومعالجته للقضايا والظواهر التي تواجهه في محيطه وطبيعة قرآءته لتلك التي لايكون بتماس مباشر معها وكيفية التعاطي معها وفقا لتلك القراءة .
أعود فأقول رغم انني من بين هؤلاء الذين يفضلون ان يراقبوا – ولو باهتمام- لعبة قالوا وقلنا ودعوى امتلاك الحق المطلق لدى كل طرف دون ان يدور بخلدي طرفة عين ان اصفق لهذا الفريق او اصفّر لذاك , إلا أن الذي دفعني – وأكاد أقول دعّني – الى ذلك ماتعرضه بعض الفضائيات الاسلامية من برامج صيرّها التوظيف السياسي منابر تعتمد المعيار الكمي للسان ضيفها لا المعيار النوعي المعتمد على الاحاطة والفهم والتخطئة والتصويب العلميين بل ان القدح المعلى لدى هذه البرامج لللسان الكمي المتسم بكثرة الكلام وان كان غير ذي فائدة، وكثرة الادلة المساقة لاثبات المطلوب وان لم يكن لها صلة بالموضوع المطلوب اثباته، واستعراض الطبقات العالية للصوت وان كانت تزعج اسماع المتلقين، والافراط بالايماء وان كان دليلا على ضعف البيان – كما يقال- من اجل ان يتوهم المشاهد في نهاية البرامج ان ماقالوه هو الحق وان الاخر لانصيب له منه .
وقد سلك القائمين على تلك القنوات – سنية كانت أم شيعية – عندما خططوا لجر المتلقي المختلف الى ساحتهم واضافته كرقم الى قطيعهم طريقين احدهما تفكيك الركائز الاساسية للمذهب المخالف وهدمها وبالتالي فلن يجد الآخر المختلف من بد الا تغيير معتقده والوقوع في الشباك التي اعدت له مسبقا وبخاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار استحالة – او لااقل صعوبة- تغيير دينه برمته في ظل التلويح بسكين الردة المنتجة في الارض بعد انقطاع انتاج السماء بوفاة النبي (ص) ، والطريق الآخر هو إغرائه بملامسة المذهب المنافس لحقيقة الدين المحمدي الذي يمثل الوصول اليه غاية سامية للمسلمين بعدما عمي عليهم الطريق اليه كنتيجة طبيعية للتنافس السياسي والتناحر المذهبي اللذان يوظفان الاية او الرواية طبقا للمصلحة السياسية أو المذهبية وكذلك كثرة الوضع والكذب في الروايات والتزوير المتعمد وغير المتعمد الفاضح للتاريخ ، لكن هؤلاء – المعدون لهذه البرامج- غفلوا عن الغريزة الفطرية للكائنات الاجتماعية والتي يتربع الانسان في اعلى سلمها وهي ان الاحساس بالخطر يدفع المجموعة تلقائيا الى التكاتف والتلاحم والتمسك بشدة بوحدتها متجاوزة كل الخلافات والاختلافات الاخرى مهما كانت كبيرة والتي لن تصل الى الخوف من تهديد الوجود لاسيما وان الشيعة والسنة يشعرون ان هذه الدعوات والبرامج لاتهدد متعقداتهم ومذاهبهم فحسب بل تهدد وجودهم السياسي والاجتماعي والثقافي وكذلك فان هذه البرامج قد تحولت الى ورش لانتاج التطرف المذهبي والاقصاء الديني ويكفي كدليل على ذلك النظر الى شريط الرسائل القصيرة في هذه القنوات - قناة صفا المصرية مثلا - لترى مدى الخوف من جهة والتطرف والتعسف في اصدار الاحكام على الآخر من جهة اخرى والذى افضى الى نتائج عكسية تماما لما خططت له تلك القنوات فضلا عما نشاهده في مجتمعاتنا الاسلامية بشقيها السني والشيعي من تخندق وتخندق مقابل وتنامٍ في الكراهية وفقدان متبادل للثقة .
ولذا فان استمرار هذه القنوات على ذات الوتيرة والتوجه سيؤدي الى مزيد من تدعيم وحدة الطرف المراد تشتيته لتسهل استمالته اضافة الى صيرورتها مؤسسات لانتاج المتطرفين الذين يؤمنون بفكر قائم على تخطئة الاخر وتكفيره اياً كان مذهبه او دينه منطلقة من وهم احتكارها للحقيقة.



#ناظر_عبد_الحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناظر عبد الحق - السير الى الوراء