نادية محمود
الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 14:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليكم جميعا ..ليكن عاما سعيد لكم.. عام لتحريك الجبال!
سالني احدهم في العام الماضي، لماذا تهنئينا في هذه المناسبة الدينية؟
ان بدء العام الجديد ليس بمناسبة دينية، وان ارادوا تقديمها بهذا الشكل. انه لحظة استكمال دورة الارض حول الشمس في 365 يوما، انه مناسبة لم يشأ البشر تفويتها دون الاحتفال بها، ليصنعوا منها عيدا يلتقي فيه الاصدقاء ليفرحوا جماعيا و ليتبادلوا امنياتهم مع بعضهم للبعض بان يكون عامهم عام سعيد.
العام الجديد فرصة للنظرلما هو آت و القلم في اليد، ما الذي تريد عمله في العام الجديد؟ ماذا تتمنى للعام الجديد؟ اية قرارات جديدة؟ انه وقت للسؤال والمراجعة و اطلاق الخيال بالحلم بما نريد. انه فرصة لاعادة اكتشاف انفسنا. للشروع ببدايات جديدة، نوعا من ولادة نفسية جديدة، انه وقت اتخاذ قرارات جديدة، وغالبا ما تكون قرارات نتحدى فيها انفسنا على القيام بما لم نقم في العام المنصرم.
تقول كلمات الاغنية التي فازت بمسابقة اكس فاكتر البريطانية والتي كتبت كلماتها فتاة في السادسة عشر من العمر " ها هو جبل اخر، علي ان احركه". ناظرين في الافق بكل تعقيداته، نعم ستكون هنالك الكثير من الجبال امامنا علينا ان نحركها.
رغم كل الضغط الرهيب الذي نتعرض له من كل مكان، رغم كل نواقصنا، الا ان البشر تدفع بنفسها الى اخر حدود تتمكن من الوصول اليها، الى عمل ما تستطيع عمله من اجل التغيير، عمال الصناعات الجلدية نالوا حقوقهم بعد 57 يوما من الاضراب, و عمال الصناعات القطنية يواصلون نضالهم لليوم الخامس عشر على التوالي، و نساءنا لما يزلن يطرحن اسئلتهن و بمزاج طازج عن هذه المؤسسة التي اسمها مؤسسة الزواج. انهن يحاولن تصديع الصخر، او يتفحصن هذه الامكانية في اقل تقدير. و اهالي البصرة يفكرون: الماء المالح يأكل وجوهنا، نريد ماء حلوا، ما العمل؟ واذن رغم كل تلك الضغوط لم يفلحوا في ان يمنعوا الناس من ان تحاول جهدها و ان تدفع بعوائقها الى الوراء.
لدينا حقوق. و ألحقوق لم تؤخذ بعد. و ها نحن جميعا نقوم بدورنا- كما اخذ السابقون قبلنا- بالمحاولة لصنع تاريخ جديد، تاريخ مختلف، تاريخ مبني على ماكان و رافض لما كان في ان واحد و لما نزل في بداية حكاية حكايتنا.
الفوضى في كل مكان، رغم ان الكون والطبيعة في غاية التنظيم. من طبقة الاوزون والفتق في السماء، الى الماء المالح في البصرة. الفوضى في البلاد وفي الاقتصاد و في كل مكان في العالم.
والامر بقدر ما هو صعب و معقد، الا انه ايضا واضح و بسيط- او هكذا اظن-. كما البيت بحاجة الى ربه او ربته، كما مكان العمل بحاجة الى من يديره، كما الجسد بحاجة الى رأس ليوجهه، هذا العالم المليء بالفوضى، لترتيق الفتق في السماء و لجلب الماء الحلو لاهالي البصرة، و لازاحة الطبقة الجاثمة على قلوبنا - وما اثقلها- بحاجة الى رأس، بحاجة الى تنظيم و اعادة تنظيم، و اعادة تنظيم التنظيم من اجل ايصال نضالنا السياسي الى نقطة مشرقة، الى نقطة يمكن البناء عليها لمن سياتي بعدنا.
اصدقاءي.. كل عام و انتم بامان و سلام و بخير.
لنجعل منه عاما لتحريك الجبال.
نادية محمود
31-12-2009
#نادية_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟