أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - الفكة..حقل الفشل














المزيد.....

الفكة..حقل الفشل


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 23:23
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم تترك الشخصيات والدوائر السياسية العراقية أزمة حقل الفكة النفطي تمر دون أن تستثمرها لإثبات حجم الفشل في إدارة الخطاب الرسمي فضلا عن إدارة الازمة نفسها، فحتى على مستوى المعلومة الرسمية ومصدرها كانت هناك فوضى عارمة، حيث دخلت على خط المعلومات رئاسة الوزراء والناطق باسمها ووزارات الخارجية والدفاع والداخلية والنفط، وبدا إن مجلس الامن الوطني الذي عقد جلسة في اليوم الاول للازمة لم يحدد الجهة المسؤولة عن التصريحات الاعلامية، وحتى في الوزارة الواحدة كان هناك تضارب في التصريحات من مسؤول الى آخر، كما بدت التصريحات والمعلومات الخارجة من ميسان وبغداد متناقضة أحيانا وحتى في ميسان نفسها التي يقع فيها حقل الفكة النفطي كان هناك تباين الى حد التطرف في النفي والاثبات بوجود حادثة خرق حدودي.
هذه الفوضى في المعلومات أضعفت من موقف العراق وأكدت ضعف الدولة العراقية خاصة بعدما بدأت مفاصل هذه الدولة بإتخاذ مواقف متعارضة بين التصعيد والتهدئة، وبين صيحات التصعيد وصيحات التهدئة لم يطرح أي من الطرفين خطة عراقية للتعامل مع الازمة، فالمصعدون يعرفون إن العراق غير قادر على خوض أي حرب بل إنه غير قادر على توجيه إطلاقة نارية من مسدس كاتم للصوت تجاه حدود أي من جيرانه، ومع ذلك يستمر المصعدون بتصريحاتهم المتشنجة وكأنهم يمتلكون أقوى جيوش العالم.
في المقابل فإن دعاة التهدئة والتعقل لم يطرحوا حلهم المتعقل وحتى الخطوات الدبلوماسية التقليدية التي تم إتخاذها ومنها إستدعاء السفير الايراني بدت غير مؤثرة واتضح ذلك في تصريحات السفير قمي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد إستدعائه، حيث دافع عن موقف بلاده وأنكر الاتهام وإن لم ينكر الحادثة.
مشكلة البئر 4 في حقل الفكة النفطي، قد تكون مشكلة فنية فعلا وبغض النظر عن مصير عائدية البئر، هذه المشكلة أثبتت مرة إخرى إنعدام التماسك في البناء السياسي وهيمنة الاشخاص على المؤسسات، كما إتضح إن الكثير من الساسة يعتبرون السياسة (تصعيدا أو تهدئة) ليست غير التصريحات الاعلامية، وهي غالبا تصريحات لا تستند الى وقائع وقرارات قدر ما تستجيب لأجواء الانتخابات والتنافس الحزبي والدعاية الشخصية حتى صارت الدولة العراقية مثل تنين متعدد الرؤوس لكنه بدلا من إطلاق النيران يطلق هذا التنين تصريحات إعلامية، ويتبين هذا الفهم بوضوح عند المقارنة بين عدد المصرحين والمعلقين من النواب بعدد الحاضرين منهم في جلسة إستضافة وزير الخارجية بالبرلمان، حيث كان حضور النواب ضعيفا.
هذه الازمة وقبلها أزمات عديدة كشفت عن عدم وجود إدارة متماسكة للدولة كما كشفت غياب الستراتيجية في التعامل مع المحيط الاقليمي ومهما كان حجم حادثة حقل الفكة فإن العراق مقبل على أزمات أكبر خاصة مع إنكشاف ظهر العراق بعد تنفيذ الانسحاب الامريكي وأمام هذه الصورة يكون مصير حقل الفكة أمرا هينا بالمقارنة مع مصير الدولة العراقية ككل في منطقة مليئة بالمشاحنات والخلافات والمشاكل.
يبدو إن بين ساسة العراق من يفهم الديمقراطية والفصل بين السلطات على أساس انها تمنحه حقا في صنع موقفه الخاص من الاحداث حتى لو كان ذلك الموقف يتناقض مع موقف الدولة التي يشغل فيها موقعا رسميا، وإذا سلمنا بحق البرلمانيين في بناء مواقفهم الخاصة كجزء من الديمقراطية فليس للمسؤول التنفيذي التمتع بمثل هذا الحق والتصرف وفق مزاجه وعلاقاته الشخصية، بل إن المكونات السياسية جميعها ملزمة أخلاقيا ونفعيا بإتخاذ موقف موحد في حالة الازمات التي تمس سيادة البلاد وأمن الشعب، وهو ما لا يحدث في العراق غالبا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاية إنتخابية في الخارج
- حملات قاتلة
- تأثير الرأي العام
- ضربة إستباقية
- الضامن الامريكي وسياسة التوتر
- الحوار المتمدن في توهجه الثامن
- هل تقتل الديمقراطية نفسها؟
- محرقة الانتخابات
- أخطاء فوق أخطاء
- وهم الدولة ووهم الدولة الكبيرة
- مخاطر الانتخابات القادمة
- هل العراق جديد؟
- دائرة كركوك المغلقة
- فوضى أمنية
- لغز العبوات اللاصقة
- هدية خاطئة
- الاجندات الخارجية
- ماذا بعد الاستجوابات؟
- السلطة من أجل السلطة
- ويسألون عن المهجرين!!


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - الفكة..حقل الفشل