أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوناثان ستيل - صدام وريغان المعاديان للشيوعية حتى العظم














المزيد.....

صدام وريغان المعاديان للشيوعية حتى العظم


جوناثان ستيل

الحوار المتمدن-العدد: 872 - 2004 / 6 / 22 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو لم يكن العراقيون محرومين من الكهرباء، ومن مشاهدة التلفزيون، لما تحمسوا كثيرا للمديح الذي كيل للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، المدافع الأكبر عن "الحرية"، خلال الجنازة الرسمية التي أقيمت له. فالقوى المحركة للسياسة الأميركية في العراق كانت دوماً سراً دفيناً، ولئن انكشف يوماً أن صدام حسين كان عميلا للاستخبارات الأميركية مهمته استثارة غزو أميركي للعراق، فإن المسؤول عن هذا سيكون إلى حد بعيد ريغان إياه.

وحتى ولو لم يكن صدام في العام 1963 تلك الشخصية المهمة حين جاء حزب البعث إلى السلطة في العراق بفعل انقلاب عسكري (بات مبرهناً الآن أن الانقلاب ذاك تم بمشاركة نشطة من جانب قسم الاستخبارات الأميركية في بغداد)، فإن علاقات العراق والولايات المتحدة تحولت بعد عقدين من الزمن، في ظل ريغان، إلى تحالف عسكري حقيقي. ففي كانون الأول عام 1983 اقترح ريغان شخصيا على صدام معونة عسكرية في حربه على إيران، وذلك من خلال رسالة بعث بها إليه بواسطة ممثله الشخصي آنذاك، وزير الدفاع الحالي، دونالد رمسفيلد.

كان ريغان يحب في صدام بضع نواح: لقد كان الأخير، مثلما كان ريغان نفسه، معاديا للشيوعية حتى العظم، فحظر في بلاده الحزب الشيوعي ورمى بآلاف أعضائه في غياهب السجون. وكان صدام أيضا ضد السلطات في إيران المتمثلة برجال الدين الشيعة. وكان ممكنا أيضا استخدامه للضغط على سوريا وحزب الله الذي تدعمه سوريا في لبنان، وهو الذي كان قبلذاك بقليل قد دمر مقر المتعددة الجنسيات حيث قوات البحرية الأميركية في بيروت وأودى بحياة أكثر من 200 مواطن أميركي.

فليس عجبا إذاً أن ينظر العراقيون بعين الريبة إلى خطوات المجتمع الدولي الأخيرة لتطبيع الوضع في العراق، فجذور هذه الريبة تعود إلى تلك المرحلة. ويرتاب العراقيون أيضا في حكومتهم المؤقتة. فهم رأوا بأم العين كم كان شاقا على فرنسا إقناع الأميركيين بأن الحكومة العراقية يجب أن يكون لها حق رفض أية عمليات هجومية تقوم بها قوات التحالف كمثل تلك التي قامت بها هذه مؤخرا في الفلوجة. وهم لاحظوا أيضا أن رئيس وزرائهم الجديد أياد علاوي لم يكن بوارد السعي حتى إلى المطالبة بتعزيز دور العراقيين في إدارة بلادهم قبل أن تطرح فرنسا الموضوع إياه. وهم يذكرون أن علاوي وتنظيمه المسمى "الوفاق الوطني العراقي" الذي أنشأه وهو في المنفى، كانت الاستخبارات المركزية الأميركية هي التي تمولهما.

الميزة الأساسية لعهد ريغان، لا في العراق وحسب، بل في كل أرجاء العالم، كانت سياسة العداء المستحكم للشيوعية المتخفية وراء كلام معسول عن الحرية. أفليس ريغان هو الذي قال إن حكام الاتحاد السوفياتي "يعتبرون أن من حقهم ارتكاب أية جرائم والقيام بأية أعمال خداع"؟ وهنا يصح المثل القائل: الإناء ينضح بما فيه. فما الذي كان سيفكر به صدام، ناهيك بالشعب العراقي، لو علم أن واشنطن، بعد عامين فقط على أول زيارة لرمسفيلد للعراق، راحت تبيع سرا السلاح إلى رجال الدين "الحربجيين" في إيران، خصم العراق المباشر في الحرب؟ من الذي كان يخاتل ويخادع يا ترى؟ القادة السوفيات أم ريغان؟

من البديهي أن أية موبقات كان يمكن أن ترتكب باسم محاربة الشيوعية. فريغان غزا غرينادا بعد ان اخترع الخطر الداهم على الطلاب الأميركيين الذين كانوا هناك بألف خير ويقضون شهرا بعد شهر دون أن يمس سلامتهم أحد. وريغان راح يسلح رجال العصابات في نيكاراغوا كي يسقطوا حكومة هذا البلد التي جاءت بها إلى السلطة انتخابات حرة أعترف بها المجتمع الدولي في العام 1984. وهو الذي حول الولايات المتحدة إلى بلد "خارج على القانون" يرفض تنفيذ قرار المحكمة الدولية في شأن محاصرة الشاطئ النيكاراغوي.

وريغان إياه سلح ودرب أسامة بن لادن وأنصاره الذين قاتلوا القوات السوفياتية في أفغانستان، وهو الذي أمر الاستخبارات الأميركية بدفع كلفة بناء الأنفاق إياها في جبال طورا بورا الأفغانية التي يختبئ فيها اليوم أسامة بن لادن من ضربات الطائرات الأميركية. وريغان الذي كان يسمي المؤتمر الوطني الإفريقي بقيادة نلسون منديلا بالمنظمة الموالية للشيوعية هو الذي كان دون كلل يعارض أي مشروع قانون يمكن أن تفرض بموجبه أميركا عقوبات على نظام الفصل العنصري الذي كان يناهضه المؤتمر المذكور.

بقلم جوناثان ستيل، بغداد- "الغارديان"



#جوناثان_ستيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوناثان ستيل - صدام وريغان المعاديان للشيوعية حتى العظم