أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم بسما - رئيسنا أراد إيجاد قاعدة شعبية له بالقوة بين العلويين














المزيد.....

رئيسنا أراد إيجاد قاعدة شعبية له بالقوة بين العلويين


هيثم بسما

الحوار المتمدن-العدد: 872 - 2004 / 6 / 22 - 07:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في عدد البارحة من "الحوار المتمدن" (870) قرأت بانتباه ما كتبه المناضل الأستاذ كامل عباس تحت عنوان "اللهم بارك وزد في شهادات البعثيين السوريين القدامى". كتب الأستاذ كامل: " من يقرأ بين السطور في كتاب العماد طلاس الأخير... سيصل إلى قناعة بأن حكم الراحل الأسد لم يكن سوى مجموعة من العصابات، علويون ومرشديون وأشباههم... فالرئيس سمح لطائفته وعائلته أن تنهب الدولة كما تشاء... ".

أتفق مع كل ما كتبه الأستاذ كامل عن مجموعة العصابات وهوياتهم ومن سمح لهم بنهب الدولة واستباحتها... ولكنني أجد أنه من الواجب إعطاء هذا الموضوع شيئاً من التوضيح كي لا يبق التعميم هو المسيطر على تحليلنا للنظام الإستغلالي الذي أقامه حافظ الأسد بأن كل علوي مسؤول عما اقترفته أيدي جماعة السلطة أو أن كل علوي هو ممثل للنظام الذي أقامه حافظ الأسد أو حريص عليه. ولعدم تحميل أوزار الحاكم وعصاباته والزمر التابعة لهم إلى الطائفة العلوية بأكملها، من اللزوم أن نتناول موضوع علاقة السلطة الحاكمة بالطائفة العلوية بصراحة وبشفافية لنتدارك ما قد يصل إليه وطننا، سيما وأن فقاعات الإحتقان بدأت تظهر، من واجبنا تصنيف الشخص على أساس قربه من السلطة وممارساته وليس على أساس المكان الذي ولد فيه أو انتمائه الديني والذي لم يختاره وربما لم يمارس شعائره.

من المعروف أن حافظ الأسد لم يتمتع بشعبية في الوسط الإجتماعي السوري بكل فئاته، وفي حزبه كان رفاقه البعثيين يعتبرونه يمينياً، ولم يجد الأسد من يتفق معه من القيادة البعثية (ولهذا اعتمد على العسكر في الترتيب لانقلابه)، وعندما تمكن من رفاقه البعثيين سجنهم وأبقاهم في السجون ومنهم من خرج من السجن إلى القبر، ولم ينج أحداً من حقد وكره حافظ الأسد. كون حافظ الأسد لم يحظ يوماً بالتأييد الجماهيري بحث عن السبل التي تعزز وتقوي مكانه في الحكم والتشبث بمكاسب السلطة بعد انقلاب 16 تشرين. أعطى حافظ الأسد لأخيه رفعت الأسد وظيفة تشكيل فصائل عسكرية مهمتها حماية نظامه، وهكذا تشكلت "الوحدة 569" أو "سرايا الدفاع". تَشَكّلَ طاقم تلك السرايا من ضباط علويين موجودين أساساً في الجيش النظامي أمثال معين ناصيف، بهجت سليمان، توفيق فويتي، مرتكوش إلخ.. ، والجنود وصف الضباط في السرايا كانوا بنسبة 95 بالمئة من العلويين، وحملات التطويع للجدد في السرايا كانت في المناطق العلوية. وكذلك الحال لفروع الأمن التي احتوت على غالبية من العلويين المقربين من حافظ الأسد. السبب الرئيسي المعروف لدخول من دخل من العلويين في الجيش والسرايا والمخابرات هو الفقر بين صفوف العلويين، وليس الدافع الديني. ولم تكن الطائفة العلوية مستعدة للدفاع عن السلطة الحاكمة. كان دافع حافظ الأسد بالإلتفات إلى الطائفة العلوية هو رغبته في تعويض ما افتقد إليه وهو وجود القاعدة الشعبية. ولهذا كانت وما زالت دائماً عقوبة العلوي الذي يتجاسر ويعارض السلطة مضاعفة. أراد نظام الأسد قاعدة بين العلويين ولكن تعامله معهم لم يكن يخرج عن القاعدة العامة التي تعامل بها حافظ الأسد مع الجميع من الحقد والشك والإستعداد لقتل من يختلف معه. كان حافظ الأسد يفسح المجال للضباط بالسرقة لأنه يريد مستمسكات عليهم لتسريحهم بدون شرف عندما يشعر أن دورهم انتهى ويجب الخلاص منههم وتعيين ضباط جدد تريد أن تثبت الولاء له.

مؤكد أن حافظ الأسد اعتمد على الضباط العلويين في استمرار حكمه ولكن حتى في أوج ازدهار حكمه واعتماده على ما سمي آنذاك "شلة العليين" (علي دوبا، علي الصالح‘ علي أصلان، علي حيدر) كان ذلك توليفاً سياسياً سلطوياً وليس روحانياًً، حتى في أيام العز تلك لم يكن حافظ الأسد يمنح الثقة لأحد، ولعل المهمة التي أعطيت للعقيد أحمد عبود (نائب علي دوبا آنذاك) توضح ذلك، حيث كان أحمد عبود مكلفاً بالقيام بمراقبة تحركات الضباط القادة في الجيش ليلاً، أين يسهر ضابط الفلاني ومن يزور من وما هي أرقام السيارات الأخرى الموجودة أمام اماكن تواجد هذا الضابط وهل تنقل الضاط بسيارته أم بسيارة أخرى، حتى أدت مهمة أحمد عبود بالسهر الدائم إلى انعكاسات صحية عليه و أصبحت حالة مرضية فلم يعد يستطيع النوم إلى أن أرسله حافظ الأسد إلى فرنسا للمعالجة.

كان حافظ الأسد لا يثق إلا بالقلة وكان مهتماً بوجود خلافات دائمة بين ضابط وضابط آخر كي لا يجتمع اثنان فيصبحان قوة ويشكلان خطراً عليه كونه كان محكوماً بعقلية الشك والمؤامرة. الحقيقة هي أن حافظ الأسد كان مهووساً بكيفية المحافظة على حكمه وترسيخه إلى حد لم يتوانى عن سجن أي شخص كان ومهما كان.

الأسبوع الماضي كنت في زيارة صديق (علوي) في قرية قريبة من القرداحة بلد الرئيس الأسد ولم يفاجئني وجود ثلاثة من إخوة الصديق بدون عمل واثنان منهما يحملان شهادة جامعية، وحدثني والد صديقي وهو شيخاً أنه لم يكن يوماً من مؤيدي هذا النظام، وأوضح أنه يتفهم أن تختلط الأمور عند من يسمع الأخبار عن بعد إلا أنه عبر عن أمانيه بأن لا تبق الحقيقة ضائعة وأن يعرف الجميع أن هذا النظام لا دين له إلا (السلبطة) ولا يدعمه إلا الشراذم.



#هيثم_بسما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم بسما - رئيسنا أراد إيجاد قاعدة شعبية له بالقوة بين العلويين