أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم النجار - قصص اجداد سالم النجار .....الجزء الثالث















المزيد.....

قصص اجداد سالم النجار .....الجزء الثالث


سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 15:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجزء الثالث

استغل بعض العنصريين المتطرفين العلاقة المتوترة بين جدي ومدير المركز فوجدوا فيها الأرض الخصبة لزرع فتيل الخلاف, بالأمس كانت مكائدهم ومؤامراتهم تحاك في الليل والجميع نيام أما اليوم فقد أصبحت شبه علنية ينشرون الشائعات في كل مكان, حول مسلكيات ديمو الغير أخلاقية وتم تداول صورها ومقاطع فيديو تظهرها بأوضاع غير لائقة عبر رسائل البلوتوث, وما أن تناهت هذه الأخبار إلى مسامع جدي وشاهد الصور حتى استشاط غضباً, وأيقن أن هناك مكيدة تحاك في الخفاء, حمل هاتفه النقال وذهب مسرعا إلى مدير المركز متجاوزاُ السكرتيرة واقتحم المكتب وبدأ يعاتبه على فظاظة موظفيه وكيف سمحت لهم أخلاقهم وقيمهم ومبادئهم الطعن في أعراض الناس, وطلب منه محاسبتهم على فعلتهم وسحب جميع الصور والأفلام على الفور. طلب مدير المركز من جدي الجلوس واخذ نفس عميق لإراحة نفسه ووعده بأن يعمل كل ما في وسعه حتى لا تتطور الأمور أكثر. بدأت الأحداث تتسارع بشكل كبير وانقسم الشارع ولأول مرة إلى قوتان المعارضة والموالية, ففي البيان الذي أصدرته القوى اليمينية المتطرفة اعتبرت تصرفات ديمو بجلوسها مع الشباب والتحدث معهم رغم أنهم إخوتها بالرضاعة ( جميعهم رضعوا من نفس البقرة) هي خروج عن جميع القيم والأعراف, كما أن ملابسها الضيقة والقصيرة الغير محتشمة تظهر مفاتن جسدها وتشغل الشباب عن القيام بواجباتهم الدينية والدنيوية, وفي نهاية البيان طالبوا مدير المركز بوقف عمليات التطور والتقدم فوراً كونها ستخلق جيل جديد ينشر الفساد والفتن على ارض المركز. من ناحيتها اعتبرت القوى اللبرالية واليسارية أن تصرفات وملابس ديمو تدخل ضمن نطاق حريتها الشخصية التي نصت عليها القوانين والمواثيق العالمية , مادامت لا تتعارض مع حرية الآخرين.
لم تكتفي القوى اليمينية بإصدار البيانات وحسب, بل خرجت إلى الشارع وملئت الساحات وشلت حركة السير في الشوارع وأغلقت المحال التجارية عنوة وحملت يافطات تطالب برجم ديمو وكل من يشد على يدها, كما طالبت بإقالة مساعد المدير على إثر تصريحاته عبر التلفاز بحق ديمو التعبير عن نفسها وكينونتها ما دامت لا تسيء إلى الآخرين, هذه الأحداث وما تلاها من أعمال شغب وإضرابات واعتصامات التي اجتاحت جميع أنحاء المركز وبتواطؤ من قوات الأمن, كانت تستمر لعدة أيام على مسمع ومرأى مدير المركز دون أن يحرك ساكناً. بالنسبة له الأمور تسير حسب المخطط وبكل يسر وسلاسة, هدفه الوحيد إقناع جدي أن جميع المصائب وأعمال الشغب وراءها ديمو , ومن ناحية أخرى أخذت قوى المعارضة على عاتقها حماية منزل جدي من أي اعتداء محتمل للقوى المتطرفة وبنفس الوقت تهدئة الجماهير وإقناعها بعبثية مطالبها ودعوتها للعودة إلى حياتها الطبيعية. كادت جهود المعارضة أن تتكلل بالنجاح لولا خروج مدير المركز بلباسه العسكري وبيده الصولجان وعلى رأسه خوذته الحربية معلناً الحرب على المعارضة بحجة اقتحامهم منزله وسرقة معادلة سر التطور بمساندة ديمو , فأمر قائد جنده بأن لا يبقي أحدا فيهم حياَ , قال قائد الجند: بكل سرور وشرف عظيم, فصوبوا بنادقهم على أولئك اللذين حاولوا الهروب إلى البوابة الرئيسية وأحرقت القنابل الفسفورية اللذين هربوا إلى باحة المركز. وأجهزوا على الجرحى وكل من تبقى على قيد الحياة, أحرقت بيوتهم وسبيت نسائهم وذريتهم , ارتكبت هذه المجزرة وسط أهازيج وأفراح القوى المتطرفة التي لا يروي عطشها سوى منظر الدماء, مشيدةَ بعدالة ورحمة مدير المركز وسط بركة من الدماء. أما مساعد المدير فقد هاله بشاعة ما رأى وأعرب عن استيائه واستنكاره لهذه المجزرة فتسلل مع بعض معاونيه من الأبواب الخلفية لمطبخ المركز باتجاه السور الخارجي عبوراًً بجثث وأشلاء الضحايا هاربين إلى خارج المركز.
وما أن انتهت المجزرة حتى توجه مدير المركز يرافقه جنده والجماهير إلى منزل جدي وفرضوا حوله حصاراَ منيعاً وقطعوا عنه المياه والكهرباء وخطوط الهاتف, وضع مدير المركز مكبر الصوت أمام فمه ونادى على جدي مطالباً إياه بالخروج وتسليم ديمو للعدالة, تفاجأ جدي بهذا الطلب ونظر إلى ديمو وقال: كم اكره هذا المكان القذر... أريد أن ارحل بعيدا عنه.... لكني لا اعلم أين.. توجه نحو الباب وديمو إلى جانبه دون أن يفصح عما يجول في خاطره, دفع باب المنزل بيده وهو يستمع إلى أصوات العسكر تنشد أغاني الفتح المبين, وقف جدي صامتا منتظراً الجند إنهاء مراسيم احتفالهم, رفع المدير يده مطالباً الجمهور بالهدوء , اتجه بنظره إلى ثم جدي وقال: هل أخرجتها لتسلمها ؟؟
قال جدي: ظننت أن ديمو هي ضحية مؤامرة خططت لها مجموعة دنيئة من العنصريين الحاقدين على الجنس البشري ولم يخطر ببالي قط أنها تعمل تحت إمرتك!!
قال المدير: فتاتك أغوت مساعدي وتآمرت معه وسرقا من مخدعي سر عملية التطور, وكل هؤلاء المحتشدين شهودي
قال جدي : كنت اعتقد أن الأمور في هذا المكان تسير حسب إرادتك ورغبتك ووفق قوانينك, وها أنت اليوم تفاجئني بخروج مساعدك عن طوعك وأنت تقف مكتوف الأيدي.
المدير: انه جاحد وناكر للجميل وسينال العقاب الذي يستحق ويكزن من الخاسرين, فلا تكن مثله وسلمني ديمو تفتح أمامك أبواب النعيم.
جدي: مع الأسف ديمو غير معروضة للمقايضة.....
تعالت صرخات الاحتجاج والاستنكار من الجماهير المحتشدة على أقوال جدي, هذه المرة يرفع المدير كلتا يداه طالبا من الجماهير الهدوء كي يتكلم
المدير: انظر حولك ألا تخش أن يصيبك ما أصابهم
جدي : أنت لا تملك شيئاُ سوى قتلي ... تريد أن أسمعك ما تحب وأنا لا أقول سوى ما أحب, وها أنا أمامك اقتلني لو شئت لكني لن اسلم ديمو
المدير: لن أقتلك كي أريحك, لكني اطلب منكما مغادرة المركز فوراً وترك جميع ممتلكاتكم وملابسكم وتخرجا ذليلين عريانين مكبلين بسلاسل أمام هذا الحشد إلى ارض قاحلة لا تجدا فيها ماءاً ولا طعاماً ولا حتى منزلاً يؤويكما.
خلع جدي جميع ملابسه وكذلك فعلت ديمو بخجل واستحياء, ووضعت الأصفاد بيديهم وسلاسل الحديد على أعناقهم, امسك جدي يد ديمو ونهرها قائلاَ: لا تنظري إلى الأرض لألا نخرج ذليلان, ثم عبرا جموع المحتشدين وسط وابل من اللعنات والشتائم حتى وصلا إلى البوابة الرئيسية عندها صاح مدير المركز على جدي طالباً إياه بالعدول عن رأيه وترك ديمو تخرج وحدها قال جدي: أنت تعلم أنها جزء مني .. وأنا لا استطيع العيش ناقصاً.
المدير: أذن تذكر كل صنيع حسن قدمته لك وعد إلي.
جدي: كل ما فعلت لا يعطيك الحق أن تمتلكني
تابع جدي وديمو سيرهما إلى خارج المركز وأقفلت من خلفهما الأبواب









#سالم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص اجداد سالم النجار .....الجزء الثاني


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم النجار - قصص اجداد سالم النجار .....الجزء الثالث