أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - علاقة مسمومة: ظلم عواطف حميمة.. واستفزاز مجتمع فقير














المزيد.....

علاقة مسمومة: ظلم عواطف حميمة.. واستفزاز مجتمع فقير


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصوروا ماذا يمكن أن يكون وقع العنوان التالي علي شعب يعيش أكثر من 42% منه تحت خط الفقر:
»رجل أعمال أنفق أكثر من مائة مليون جنيه علي مطلقة ثري عربي ثم اختلفا وتبادلا الاتهامات«؟!
هذا الخبر الذي يبدو لأول وهلة مجرد »نميمة« ينطوي علي أبعاد استفزازية خطيرة:
فتحت هذه العناوين الفضائية قصة خبرية لا تنقصها التوابل الحريفة حيث يمتزج فيها المال بالعواطف من أكثرها حميمية إلي أكثرها سلبية مثل الغدر والخيانة.
فهذا رجل أعمال أصبح ملء السمع والبصر يمتلك كل شيء، جمعته علاقة مع مطلقة أغني أغنياء العرب، وفي ظل دفء هذه العلاقة أعطاها خمسة قصور في أرقي منطقة في مارينا، قال هو بلسانه أن ثمنها يبلغ مائة مليون جنيه علي الأقل،كما أعطاها عشر ساعات من الماس ماركة »فرانك موللر« لا يقل ثمن الساعة الواحدة منها عن مليون جنيه ويمكن أن يرتفع إلي 2 مليون جنيه لبعض هذه الساعات وفوق ذلك أعطاها حزاما مرصعا بالماس والأحجار الكريمة يبلغ ثمنه 3 ملايين جنيه.
قد يقول قائل: ما الخطأ في ذلك؟ إن الرجل ميسور الحال، ومن حقه أن يعطي من يشاء ما يشاء، لأن »من حكم في ماله ما ظلم«، فيما شأنكم أنتم ولماذا تضعون أنوفكم فيما لا يعنيكم؟!
والإجابة هي أنه لا أحد أراد التطفل علي رجل الأعمال إياه ومطلقة الثري العربي اللذين لن نذكر أسماءهما، رغم أن هذه الأسماء معروفة ومنشورة بالبنط العريض في كل الصحف والمجلات.
لكن رجل الأعمال »الكريم« الذي ينافس حاتم الطائي في السخاء هو الذي كشف النقاب عن العلاقة وعن تفاصيل قائمة الهدايا، بعد أن طرأ شيء ما عكر صفو العلاقة وجعل »المطلقة« تطرد »رجل الأعمال« من قصرها المنيف، وتبلغه بأن يتوقف عن لقائها في أي مكان.
ولا يعنينا السبب في هذا الخلاف الذي نسف العلاقة المخملية. لكن المهم أن »رجل الأعمال« المطعون في مشاعره طلب استرداد عطاياه مادام أنه أصبح غير مرغوب فيه.
هنا كانت المفاجأة.. حيث قالت مطلقة الثري العربي إنها أخذت ما أخذت علي سبيل الشراء، وإنها دفعت ثمن كل شيء »علي داير المليم«، وأن عقود البيع والشراء مسجلة في الشهر العقاري.
ولم يكن هذا الأخذ والرد في مجالس خاصة أو عامة وإنما كان في أوراق تحقيق رسمية.
وعندما تأكدت جهات التحقيق من أن قصور مارينا الخمسة قد تم تسجيل عقود بيعها من رجل الأعمال إلي مطلقة الثري العربي في الشهر العقاري، سألت رجل الأعمال: كيف قمت بتسجيل عقود البيع في الشهر العقاري إن لم تكن قد تسلمت الثمن كما قالت مطلقة الثري العربي؟
كان رده إنه تعرض لعملية نصب، وأن هذا النصب »الجميل« قد انطلي عليه بسبب ثقته المطلقة في »المطلقة«!!
وبصراحة.. لست مهتما بمعرفة من قام بالنصب علي من؟ أو من ضحك علي من؟ أو من قام باستغلال من؟
ما يهمني في هذا »الفيلم الهندي« البائس هو معرفة من أين تأتي كل هذه الملايين، وكيف يتم بعثرتها بهذه السهولة، وما الطريقة التي يتم بها تسجيل الاتفاق بهذا الشكل في الدفاتر التي يفترض أنها تتاح لمصلحة الضرائب، وتحت أي بند غير بند »بضاعة أتلفها الهوي«؟
وكيف يستقيم هذا السلوك مع المسئولية الاجتماعية لرجال الأعمال والشركات؟
***
ان تبعات تصفية الحسابات بين »رجل الأعمال« و»مطلقة الثري العربي« ستكون وخيمة بالنسبة لمجتمع الأعمال وصورته في عيون الرأي العام.
صحيح أننا إزاء مسألة فردية، وصحيح أن الأغلبية الساحقة من رجال الأعمال لا يقعون في مثل هذه المقالب الساذجة، غير أن »السيئة تعم« مثلما أن »الحسنة تخص«.
وسيحتاج مجتمع البيزنس في مصر إلي وقت وجهد كبيرين حتي يتجاوز الصورة السلبية التي ستعلق به من جراء خناقة الحزام الماسي وقصور مارينا، وهي صورة أظن أنها ستغطي علي كثير من الصور الإيجابية لالتزام كثير من رجال الأعمال بمسئوليتهم الاجتماعية في العلن حينا وفي السر أحيانا.. في بلد يعيش أكثر من أربعين في المائة من أبنائه تحت خط الفقر، لم ينسوا بعد تفاصيل العلاقة المأساوية بين واحد من أكبر رجال الأعمال المصريين والفنانة المغمورة اللبنانية التي قادته إلي ارتداء البدلة الحمراء في انتظار حكم الإعدام.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعائم الأربع لحرية الصحافة فى مصر
- هل كان مفروضاً أن يكون مصر حامد أبوزيد.. لاعب كرة؟!
- قبل أن نسير فى جنازة الصحافة التى أحببناها
- الأذان فى مالطة.. وسويسرا!
- ضمائر حية.. وقلوب مازالت تنبض.. في الجامعة العربية
- هل يأتى حل عقدة خلافة الرئيس على يد الدكتور يسرى الجمل؟!
- إعلام لا يعلم ولا يتعلم:استنساخ الفشل والغوغائية وابتذال الو ...
- سائق حافظ المرازى.. الفيلسوف
- مصابيح التنوير والابداع التى تنطفئ
- نتائج خطيرة لدراسة ميدانية مهداة للنخبة الحاكمة والمحكومة:«ا ...
- السائرون نياماً .. على أرض -المريخ-؟!
- درس من أوباما فى مسئولية الدولة عن صحة أبنائها
- هل يتساوى الشهيد الذى ضحى بحياته مع لاعب الكرة الذى سيتقاضى ...
- إنها مجرد لعبة.. فلماذا كل هذا الصخب؟!
- قطار -الخصخصة- وصل إلى تاريخ الحركة الوطنية!
- كنيسة -الوطن-.. أم حائط مبكى -الطائفة-؟!
- نريدها دولة -طبيعية-.. هل هذا كثير؟!
- التهمة هي انتهاك الحق في الصحة والحق في الحياة
- مستقبل مصر: إلهام التاريخ وكوابح الحاضر
- تبرع يا مسلم لبناء إنسان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - علاقة مسمومة: ظلم عواطف حميمة.. واستفزاز مجتمع فقير