أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - انطباعات أستاذ زائر عن حلب وجامعتها















المزيد.....

انطباعات أستاذ زائر عن حلب وجامعتها


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 872 - 2004 / 6 / 22 - 07:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عندما كلِّفت بتدريس أحد المقررات الطبية في جامعة حلب انتابني شعور جميل, إذ سأتعرف على مدينة أخرى وناس آخرين من بلادي التي أحببتها وتمنيت أن أعرفها مترا مترا. وهذا ما فعلته مرارا مشيا على الأقدام في أنحاء مختلفة من سوريا.
يمر القطار السريع (بمقاييس السرعة المحلية بالطبع) بين مدينتي حلب واللاذقية في طريق تتنوع فيها البيئة الجغرافية. وإذا اتجهت من اللاذقية إلى حلب تطالعك بعد دقائق مناظر جبلية متنوعة وأخاذة على اختلاف الفصول وتنوعها, وتسحرك صفرة أزهار الوزال والعوسج المتناثرة على بساط أخضر في الربيع, كما يأسرك اصفرار واحمرار أوراق الشجيرات في الخريف, وأنت تقطع السلسلة الجبلية من البحر وصولا إلى سهل الغاب. ويعبر القطار أنفاقا في الجبال الصخرية وجسورا معلقة فوق وديان سحيقة, ما يجعل الرحلة ممتعة, وخاصة لمن يسافر للمرة الأولى. وبعد مدينة جسر الشغور ينساب القطار في السهول المزروعة الخصبة لامتدادات سهل الغاب الشمالية, ويعبر الأراضي المزروعة زيتونا في إدلب, حيث تبهرك الطريقة التي تنسَّق بها الأشجار, ما يحقق إنتاجا وفيرا ومسحة جمالية رائعة. وبعد فترة وجيزة يترنح القطار في ضواحي حلب المتبائسة, قبل أن ينساب بين أبنيتها, ويستقر في المحطة.
في محطة حلب للقطارات تفاجئك صورة حضارية لمحطة بسيطة ونظيفة, تكمل انطباع الرحلة في القطار السريع. وعندما عبرت عن إعجابي بالمحطة والسفرة, فسر لي زميل الرحلة بأن الرئيس الدكتور بشار الأسد سافر في هذا القطار من حلب إلى اللاذقية, وأوصى بتحديث المحطة, وقد بدأ العمل أيضا في تحسين محطة اللاذقية. ويبدو أن على الرئيس أن يسافر في كل الطرقات ويجول في كل الأمكنة حتى تتحسن الحال!.
تلاقيك بعد الخروج من المحطة مدينة حلب, بطابع بنائها الحجري, وقد اشتهرت به قبل غيرها من المدن السورية... وبعد دقائق تصل ساحة الجامعة لتلج منها إلى كلية الطب مباشرة. يقابلك الترحاب والتهذيب منذ دخولك الباب, ويتتوج بلقاء عميد كلية الطب, الذي يشعرك بالألفة وقيم الاحترام التقليدية, وليس من الصعب الاستنتاج بأننا لم نعتد على رؤية مثل هؤلاء الأشخاص كثيرا في المناصب العامة!.
في المدرج كان كل شيء على ما يرام؛ فالمستخدم المسؤول عن تهيئة المدرج قام بعمله بصورة مثالية, الأمر الذي لم يحصل لي في جامعة تشرين. فمعظم المستخدمين في جامعة "تشرين" صارت لهم مهام أخرى, ما جعل من عملهم الأساس شيئا ثانويا!.
وكأي لقاء منتظر, يسود في بداية الأمر نوع من الترقب والحذر واستكشاف النوايا, وكل دقيقة تمر كانت تحمل معها أحاسيس مختلفة تراها في عيون ووجوه الطلبة. وقد عزز سلوكي العفوي من انفراج الوضع, وبدأت معالم الارتياح تنتشر في المكان.
من خلال تجربتي في التدريس الجامعي أستطيع القول أن امتلاك ناصية المعرفة العلمية للمقرَّر, والموقف التربوي الإنساني, بما يتضمنه من عدالة ورحمة, كفيل بتبديد كل ما يعكر صفو العملية التعليمية. ولكن رد الفعل الإيجابي جدا بين الطلبة أثار استغرابي بادئ ذي بدء, وقد اتضح الأمر, عندما رأيت الطريقة التي يعامل بها الطلبة في بعض مخابر كلية الطب. يقف الدكتور المكلف بتدريس المقرر العملي على باب المخبر متفحصا هوية الطالب أو الطالبة, ثم يسمح لهم بالدخول بعد أن يطابق بين هوياتهم ومعالم وجوههم, ما يذكِّر بالإجراءات الأمنية المعمول بها في حالات الطوارئ!. وفي المخبر يسود جو من التوتر الشديد بسبب طريقة الأحجية التي يتم تناول المعلومات بوساطتها, وخوف الطلبة الشديد (رُهابهم) من أن تؤدي أية غلطة أو تصرف إلى غضب المدرس, وما ينتج عن ذلك من ويلات!.
واللوم والتقريع مازال من الوسائل المفضلة في التعامل مع الطالب, وإشعاره دوما أنه "غير مهذب ومغفل وغبي", وتعجيزه بالأسئلة التي لا قيمة علمية لها. وكان يحدث ذلك أمامي بصيغة مخففة جدا, كما قال لي الحاضرون.
ويتم الوعظ السياسي الرسمي من وقت لآخر؛ فعندما حدث ما حدث في القامشلي, لفت انتباه المدرس اسم كردي لطالب يقف مذعورا وخائفا, فقام المدرس بوعظه كما يلي: "ماذا تريدون؟ أنت يا بني مواطن عربي كردي!". نظر الطالب إليَّ عسى أن أسعفه برأي أو أعطيه الأمان, وتلعثم بكلمات قليلة فهمت منها أنه يتحدث عن قضية الأكراد المحرومين من الجنسية.
وقد اكتملت اللوحة في الامتحان العملي, إذ شاهدت تصرفات هي أشبه باستجابات ولادية موروثة وطبعية, منها إلى سلوك بشري حر. فما إن دخل الطلبة باب قاعة الامتحان حتى اصطفوا على امتداد الجدار ووجوههم باتجاهه, وتحركوا بعيدا عن الباب وهم يمشون مشية جانبية كالسلطعانات. واضح أنهم قد تعلموا جيدا كيف يقومون بذلك في مرات سابقة. وعندما اطمأن أحد الطلبة إليَّ, بعد أن لاحظ نظراتي المستغربة للمشهد, همس لي قائلا: "ألا يشبه ذلك ما يحدث في سجن أبو غريب يا دكتور؟!"؛ إذ تزامن ذلك مع الكشف عن الممارسات التي قامت بها قوات الاحتلال الأميركي في السجن المذكور. ومع أنه لايمكن تعميم مثل هذه الحالات, فإن وجودها يطرح أسئلة عدة.
لم أروِ ما سبق لتسلية القارئ فقط, إنما تمهيدا للخوض في الحال التي وصلت غليها جامعاتنا, والظروف المعقدة التي تحيط بالعلاقات الأكاديمية والعملية التعليمية لأسباب كثيرة. فلماذا تحدث مثل هذه الأفعال في مكان يدعى جامعة؛ أي من المفترض أن تبتعد العلاقات فيه عن مثل هذه الممارسات, التي لم تعد تشاهد حتى خارج الجامعة, وبهذه الصورة السافرة؟.
ثمة سببان, برأينا, ذاتي, يتعلق بضعف أهلية المدرس للخوض في العملية الدرسية, ما يجعله يغطي على ذلك بمثل هذه التصرفات, التي يستعيرها من الظروف العامة, هذه الظروف التي مازالت, للأسف, تسمح بالتعامل مع "المواطن" بهذه الطريقة الرعوية اللاإنسانية. ولا نبالغ إذا قلنا أنها انعكاس, بدرجة ما, لحالة العمل بقانون الطوارئ, وافتقاد الثقافة الحقوقية ا لتي تمكن المواطن من تمييز وتلمُّس الحدود بين حقوقه وواجباته.
يضاف إلى السبب الذاتي المشار إليه أعلاه, حالة التسيب التي يعمل فيها المدرس, وعدم وجود أي نوع من التقييم, ما يؤثر على نبل العلاقة وتميزها بين المدرس والطالب, وكثيرا ما تتجه هذه العلاقة في مسارات منحرفة من شتى الأشكال. ففي الظروف التي يعيشها المدرس, والتي لا تؤمن له الحد الأدنى للعيش أو الأمان, يحتاج تمثُّل العلاقات الصحيحة وتطبيقها إلى عمل متفانٍ تقترب فيه صفات المدرس الخلقية من مثيلتها عند الأنبياء والقديسين.
والسبب الثاني هو الظروف الموضوعية المتعلقة بعدم التناسب بين عدد الطلبة والإمكانات المتاحة لتعليمهم, والناجمة عن سياسة الاستيعاب الجامعي, وعدم توافر العدد الكافي من المدرسين, أو تسرب هؤلاء وعدم التزامهم, بسبب البحث عن لقمة العيش, ما يوفر الظروف المناسبة لمثل هذه الممارسات القمعية, التي تبرر بالسبب الموضوعي المذكور, علاوة على عدم التأكيد دوما على معيار الكفاءة والنزاهة, وهو المعيار الأساس في المجالات كلها, وبخاصة العملية التعليمية والتربوية. كما تؤدي المحسوبية دورا في ظروف تتعدد فيها المعايير وتنحرف.
للأسف, فقد ابتعدت جامعاتنا كثيرا عن القيم التي لا بد من توافرها للعملية التعليمية السوية, ومن أهمها تأهيل المدرس الجامعي ومنحه الأمان الحياتي والاجتماعي, ودراسة الاحتياجات الحقيقية لهذه العملية النبيلة, ووضع الكفاءات في مكانها المناسب, دون أي اعتبار آخر من الاعتبارات الكثيرة الثانوية المعمول بها. ومع وصول بعض الكوادر المتميزة إلى أماكن العمل في السنوات الأخيرة, فإن استمرار الآليات القديمة التي تدار بها الأمور يقيِّد من عمل وحرية هؤلاء في تحقيق اختراقات هامة تهدف إلى تصويب وتحسين وضع الجامعات, بما فيها ظروف التدريس والعلاقات المنبثقة عنها.
لا تنفصم الجوانب التربوية عن التعليمية في كافة مراحل التعليم, وتتخذ في المستويات العليا من التعليم حالة يتم من خلالها نقل المعلومات والخبرات من الأستاذ إلى الطالب في ظروف احترام الطالب لأستاذه, وشعور العطف والمودة من جانب الأستاذ. ولامكان في مثل هذه العلاقة لمشاعر النفور أو الاستعلاء أو الخوف, والتي تترك آثارا مستقبلية سلبية على علاقة الطالب بمن يعمل معهم فيما بعد, فتتشكل بذلك حلقة معيبة.
أود في هذا السياق ذكر موقف تربوي جليل لا يبارح ذاكرتي. كنت في الصف الأول الإعدادي في ثانوية الدريكيش, وكان مدير المدرسة, حينذاك, الأستاذ يوسف الدخيل, المربي المشهود له.
ففي يوم ماطر انغرست قدمي في وحل الطريق اللزج, وبصعوبة انتزعتها, ولكن دون الحذاء المطاطي الذي غاص عميقا. لم أفكر طويلا: رميت الحذاء الآخر بعيدا وأكملت رحلتي إلى المدرسة حافيا. وعندما اصطفينا في باحة المدرسة, مر المدير بين الصفوف بهدوئه المعروف وانتباهه, فلاحظ قدميَّ الحافيتين المرتجفتين من البرد. طلب المدير من آذن المدرسة أن يأتي بخيط من القِنَّب, وانحنى بقامته الطويلة ليقيس طول قدمي, ثم عقد الخيط, وأكمل العمل بقياس أقدام أخرى شبه حافية. خلال ساعات كانت أزواج الأحذية الجديدة تنتظرنا, وكان الأستاذ يرمقنا بحنان ونحن ندخل أقدامنا المهشَّمة في الأحذية الجديدة.
ليس هذا وحسب, بل سامحنا المدير مرارا عندما تغيب البعض منا عن المدرسة في بداية العام الدراسي, بسبب العمل في لبنان لتأمين مصاريف المدرسة, وتم تعويض الدروس الفائتة. إني أدين للأستاذ المذكور (أطال الله في عمره) بمتابعتي الدراسة إلى درجة كبيرة, فقد كان أبا ومعلما عطوفا.
في مناسبة ثانية, بعد ذلك بحوالي ثلاثين سنة, تم استدعائي إلى المدرسة, ليس بسبب تغيب ابني عن الدوام...وكان يفعل, أو بسبب التقصير في الدراسة... وكان يفعل؛ إنما لأفسر للسيد الموجِّه سلوك ابني الذي لم يمتثل, وحده, للتوجيهات, ويملأ استمارة التنسيب إلى الحزب (البعث طبعا)!. وعندما قلت للسيد الموجِّه بأن ذلك أمر يخصه ولا يمكننا إكراهه, استغرب وقال أن الولد غير ملام إذا كان الأب يفكر هكذا, وهو يدرس في الجامعة!. تركني الموجه مذهولا, وانطلق في الباحة يضرب الطلبة بعصاه يمينا وشمالا!.
مرت أيام الخميس التي كنت أسافر فيها إلى حلب ممتعة وجميلة. لا أستطيع أن أنسى جوع الطلبة لطرح الأسئلة عن مختلف جوانب المقررات الدرسية وامتداداتها صوب الآفاق الفكرية المفتوحة. كما لن أنسى تلك الأسئلة الكثيرة التي حفلت فيها نظرات العيون المذهولة, أو تلك التي تحدثك من وراء النِّقاب....شكرا لحلبَ ولأهلها, لن أتحدث عن السلبيات, فقد امتلأ قلبي بالحب.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيه السياسة السورية وتنكيهها
- طلب انتساب
- التديُّن العُصابي والتديُّن الراقي
- عن الأستاذ الجامعي مرة أخرى
- قومجة وأمركة ومقاومة
- كيف ينصر بعض السوريين -عراقييهم-؟!
- -الرجل المريض- عربيا
- قدر العراق أن يكون الأنموذج, فهل يكونه؟
- أشباح يحرسون الخطوط الحمر
- التعليم الجامعي في سورية... آلام وآمال
- مأسسة الأمن, أم أمننة مؤسسات الدولة؟
- مبادئ التربية الجنسية
- الصحة الجنسية
- خمسة جنود صهاينة مقابل بيضتين!
- الحجاب والاحتجاب من منظور تطوري
- المشروع الجيني البشري
- الاستنساخ: أنواعه وآفاق تطبيقاته
- في سوريا تخمة وطنية وسقم ديمقراطي
- بعيدا عن الواقع... ومن أجله
- نقد ذاتي وغيري


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - انطباعات أستاذ زائر عن حلب وجامعتها