|
السلفية (الوهابية) المسيحية !!!!!
احمد بدوى
الحوار المتمدن-العدد: 2870 - 2009 / 12 / 27 - 19:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا كان الوهابيون المسلمون متهمين بعدم قبول الآخر و كذلك تصنيف البشر إلى: مؤمنين و كفار، والأرض: ديار إسلام و ديار حرب....
فإننا نرى أحياناً بين المسيحيين نفس الفصيل الذى يرى الإنسان المصرى إما: مسيحيا و إما مسلما، و يفسر أى سلوك للمواطن المصرى على أساس دينى أو عقائدى لاغيا تماما أى عوامل اجتماعية، أو اقتصادية، أو نفسية، متجاهلا طبائع الأشياء و منها أن البيئة المصرية واحدة، و تشكل المواطن المصرى الواحد بنفس التأثير.
إننا نرى فصيلا من المسيحيين لا يرى المسلم ـ أى مسلم ـ إلا كارها للمسيحى، رافضا للتعايش معه فى الوطن، يخفى خلف ظهره خنجرا مشحوذا لطعن جاره.
الحق اقول لكم: إن أولئك الحنجوريين يخشون أن يوجد بين المسلمين من هو إنسان مصرى طبيعى يتعايش مع شريكه فى الوطن على أساس المواطنة، و على أساس مبادئ العقل و المنطق و أسس العدالة.
إنهم يخشون ـ فيما أرى ـ أن تهتز إدعاءاتهم، و دعايتهم أمام مسيحيي الداخل، و أن تضطرب أجندتهم فى تهييج البسطاء و إحداث شرخ فى المجتمع على أساس طائفى ـ مشاركين فى ذلك المتطرفين من المسلمين ـ كما لو كانوا اتفقوا على نفس الهدف.
إنهم يرفضون الآخر ـ المسلم ـ أن يكون شريكا فاعلا فى محاربة الطائفية، و معالجة الإحتقان، إنهم يسعون جاهدين لترسيخ الإستقطاب الحادث فى المجتمع، مشككين فى كل قائل كلمة الحق، و كل من يبنى جسورا بين خندقى عنصرى الأمة، و كل من يمد يده لتوحيد الجبهة الداخلية سعيا لمجتمع مصرى طبيعى و إنسان مصر متوازن و متسق مع عصره.
إذا كنا نرفض التقسيم السلفى الإسلامى لأهل مصر إلى: مسلمين، و ذميين، لانهياره أمام مبادئ المنطق و حقوق الإنسان و المواطنة ..... فإننا أيضا نرفض التقسيم السلفى المسيحى لبنى الوطن إلى: أصحاب أرض أصليين و مستعمر عربى، لسقوطه تحت عجلات قطار الزمن و الحتمية التاريخية!!!!
إذا كنا نحارب المتأسلمين فى نشر فكرة انتماء المصرى المسلم على أساس الإنتماء الدينى، فإننا أيضا نجابه السلفية المسيحية لنشر انتماء المسيحى المصرى الى معموديته فقط.
إن كل من يرى أن مشكلات الأقباط لا يجب أن تناقش أو لا يمكن أن تحل إلا داخل أسوار البيت المسيحى، إنما يسعى لعزل المسيحيين فى مصر داخل (جيتو) نفسى و اجتماعى .. او يريد بناء (حائط فصل عنصرى) فى مصر.
إن مشاكل الأقباط لا تنفصل عن مشاكل المجتمع المصرى، و حقوق المسيحيين المفقودة فى مصر جزء لا يتجزأ من حقوق المواطن المصرى المهدرة.
إن مشاركة المسلمين الطبيعين (و لن استخدم ألفاظا مثل: المعتدلين، و العلمانيين، ... الخ) ضرورة لا غناء عنها فى أى طرح للمشكلة القبطية، التى هى أهم جزء الآن ـ فى رأيى الشخصى ـ فى كيان مشاكل المجتمع المصرى.
لأن المسلمين طرف فى تلك المشاكل إما متسببين فيها أو متأثرين بها، ووجهة نظر المواطن المسلم ركن أساسى فى هذا الطرح، و كل رفض لها هو انتقاص من جهود المخلصين لبناء، أو استعادة بناء (المجتمع المصرى الطبيعى و الصحى) الذى ننشده لأجل أبنائنا جميعا و لأجل مستقبل أفضل لهم بعيدا عن الإحتقان، و الحقد، و الاستقطاب، و العزلة الاجتماعية.
كذلك المسلم الطبيعى فى احتياج لصوت و عقل شريكه المسيحى السليم فى مشروع محاربة أسلمة المجتمع المصرى، و ربطه فى عربة الوهابية المنطلقة بقوة فى ربوع مصر.
إن ظهور تيار سلفى مسيحى يقود الشعب القبطى فى مصر هو ـ فيم أرى ـ من أكبر الأسباب للتيار السلفى الوهابى المتأسلم لتبرير وجوده فى المجتمع المصرى، حتى و إن كان هذا الأخير هو الأسبق فى الظهور على الساحة، و الأعلى صوتا، و الأشرس سيطرة على الشارع.
الحق أقول لكم أيها المجاهدين خلف أجهزة الحاسوب، المتخفيين وراء ألقاب وهمية، يا من يخشون الكاميرات، و لا تكشفون عن وجوهكم، أقول لمجاهدى كتائب البالتوك، العائشين فى عالمه الوهمى، يديرون معارك الألسنة، و حروب الشتائم، و غارات بث الحقد و الكراهية، أقول لمن يشعلون مشاعر البسطاء من مسيحيى مصر من وراء المحيطات، و يأوى كل منهم إلى فراشه أخر الليل تاركا خلفه (الغلابه) ممن يعانون فى القرى و النجوع، محبطين ـ فوق إحباطهم ـ سوداء فى عيونهم بلدهم، لا يطيقون أن يطلع عليهم الصبح كى لا يروا مسلما فى الشارع أو المترو أو مكان العمل، مشحونين تأكلهم نيران الحقد و الكراهية، بينما من هيجهم و شحنهم هناك فى البلاد البعيدة ينعم بالحرية و الرفاهية والدولارات.
أقول لفرسان الوهم على البالتوك: ماذا قدمتم لوطنكم، و أبناء معموديتكم من حلول، ماذا أضفت من جهود للمخلصين داخل مصر يكتوون بنار المعاناة، كم دفعتم لعلاج مريض، أو زواج يتيمة، أو إيواء مشرد.
إن صبغ الاسم المستعار باللون الأزرق على البالتوك هو أقصى ما يتبرع به فرسان الوهم.
يا أيها الشجعان: إنكم لم تترددوا فى أن تخسروا الشخص الوحيد الذى يعمل لأجل مشاكل الأقباط من منطلق وطنى داخل مصر، لمجرد أن متنصرة مصابه بداء العظمة اختلفت معه.
يا أيها الفرسان: إنكم تبيعون من يعمل على أرض الواقع (ببلاش) لتشتروا أصحاب الظاهرة الصوتية، من لا يعنيهم إلا مجدهم الشخصى، و التصفيق و التهليل لجنون عظمتهم.
فى النهاية أقول: إن لم تكن راغبا أن تعمل، أو لم تكن قادرا أن تفعل،،،،، أرجوك .. أرجوك اصمت، و اترك من يعملون لعملهم.
أقول: إن مشاكل الوطن و مشاكل الأقباط لن تحل بالشتامين، المهيجين، المتعصبين، من لا يملكون سوى ألسنة طوال، وحناجر حجرية، إنما المشكلات سوف تحل بتضافر جهود المخلصين لمصر، الأوفياء لأهلهم.
إن المجتمع المصرى و قضاياه و مشاكله فى احتياج لجهود كل مخلص، و اتحاد المجتهدين من كل المصريين، لأن حمل هذه المشاكل أكبر و أصعب من أن تقوم به فئة وحدها دون فئة، و كل من يحاول إقصاء طرف من طرفى المعادلة هو فى الواقع رفض لأى جهد أو محاولة لحل المعادلة.
يا رب ارحم (كيرياليسون) من أصدقائى قبل أعدائى
من المستغلين مسيحيين و مسلمين
#احمد_بدوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|